لا تستقيم الإنسانية إلا بالحرية، و الامن معاً، فعندما يمارس الإنسان لحريته التي تبدأ من ذاته، و تنتهي عند حدود حرية الآخرين تحت مظلة من الامن، و الطمأنينة تكتمل اللوحة الإنسانية حيث الإنتاج، و الإبداع في شتى ضروب الحياة.
بالامس في موقف المواصلات بحلة كوكو تم القبض علي حرامي " نشال" من قبل مجموعة من المواطنين، و تم التعامل معه بصورة بشعة من العنف، و الضرب العشوائي " المميت" و اللا مبالاة تجاه ما يفعلون تؤكد وجود معضلات نفسية في المجتمع تُنذر بخطر، و مصيبة كبرى.
الواضح في المشهد الغياب التام للأمن، المتمثل في الشرطة.
غياب الشرطة، و التراخي الامني غيّب ثقافة المجتمع في إستدعاء رجل الشرطة، و الثقة بهذا الجهاز المهم في الحياة.
تحدثت مع احد الاصدقاء عن ظاهرة التعامل العنيف من قبل المواطنين بعيداً عن القانون، برر هذا السلوك بإنعدام الثقة في المنظومة الامنية قائلاً : " حتي لو تم تسليمه للشرطة ستجده بعد ساعة يمارس نشاطه الإجرامي في نفس المكان"
يرى الكثير من الناس في التعامل بهذه القسوة علاج رادع لظواهر الخطف، و السرقات التي باتت امر شبه طبيعي، و يومي نتيجة لتردي الاحوال المعيشية، و تدهور الإقتصاد الذي تعاني منه البلاد.
يبدو لنا بحكم العاطفة اننا سنردع هذه التفلتات، و الظواهر الغريبة علي مجتمعنا، للأسف بهذا السلوك ننعي وجود الدولة، و الإحتكام إلي قانون الغاب.
علي المواطن إستدعاء الشرطة، و التحفظ علي الجناة بشكل يحفظ كرامتهم الإنسانية، و سلامة حياتهم.
و علي الشرطة الإستجابة السريعة، و التعامل بجدية حتي تعود الثقة المفقودة في هذا الجهاز المهم في حياتنا اليومية.
وجود الجريمة في ايّ مجتمع ليست بإستثناء، بل غياب الامن هو الإستثناء الشاذ بعينه، و ام المصائب.
و يظل الامن، و الحرية وجهان لعملة واحدة هي الإنسانية.
هيكلة جهاز الشرطة، و إعادة صياغته ضرورة ملحة، كاحد اهم مطلوبات الثورة، و التغيير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة