حينما يتسلّط العسْكر: عبّود ضيّع حلفا، والنميري الفشقة، والبشير الجنوب وحلايب، والسيسي تيران وصنافير بقلم حكمت محمد حلفا القديمة اغراقها كان عربون صداقة بين الحكام العسكر في شمال وجنوب الوادي ومع كل الدمار الذي حدث للارض والتهجير الذي حدث للسكان لم نستفد شيئا من قيام السد العالي المصريون لم يسهموا اقل اسهام في حل مشاكل الكهرباء حتي في المناطق المتضررة القريبة من السد ليس هذا فحسب ولكن الظاهر ان الكرم الزائد عن الحد طمّع اخوتنا فينا ففي غمرة الضغوط التي كانت تمارس علي نظام البشير علي خلفية تورطه في محاولة اغتيال الرئيس المصري استولي شماليو الوادي علي منطقة حلايب واخذوا في تمصيرها علي حين غفلة من اهلها ولم يستطع النظام ان يفعل شيئا خصوصا مع تزايد الضغوط عليه يوما بعد يوم بسبب استضافته للارهابيين وتورطه في تفجيرات السفارتين الامريكيتين في نيروبي ودار السلام اضافة الي انتهاكات حقوق الانسان التي كانت تحدث بسبب الحروب التي كان يخوضها النظام في معظم اطراف البلاد
نفس الشئ حدث بالنسبة الي مناطق الفشقة لقد بدأ تواجد الاثيوبيين في الفشقة منذ العام 1974 في عهد النميري حينما بدأ طمع الاثيوبيين يتزايد في تلك الاراضي السودانية ولكن في العهد الديمقراطي بعد ثورة ابريل 1985 بدأ الجيش السوداني في استعادة اراضيه ولكن بعد سقوط الديمقراطية بدأ الوجود الاثيوبي مرة اخري من خلال عصابات الشفتة
ففي عهد البشير حدث ولا حرج فقد تناقصت الارض كثيرا كان الجميع يظن ان الانفصال الذي ورد في اتفاقية السلام صعب الحدوث لان الاتفاق كان علي جعل خيار الوحدة جاذبا ولكن الوحدة كانت ستزلزل اركان النظام خصوصا في ظل وجود زعماء سياسيين امثال جون قرنق في البدء تخلصوا من الدكتور قرنق استغلوا مصالح مشتركة بينهم ويوغندا ولكن اصطدموا بالظهور الطاغي لساسة الجنوب والمنطقتين وتذكرون عبارة مالك عقار للبشير: (الكتوف اتلاحقت) والزخم الذي وجده ياسر عرمان بترشحه للرئاسة 2010 فاضطر النظام الي ممارسة اخر فصول (التمادي في نقض العهود والمواثيق) لقد عمل النظام علي وتر العنصرية بصورة ظاهرة من خلال تكوين منبر السلام العادل وصحيفة الانتباهة من اجل جعل الوحدة غير جاذبة للشماليين والجنوبيين علي حد سواء ضاربا باتفاقية السلام عرض الحائط حتي يتحقق له استدامة سلطته
كذلك تم التفريط في مناطق حدودية اخري من بينها حلايب والسبب الرئيسي لغض الطرف عن مسائل الحدود هو انشغال النظام بمحاربة الخارجين علي سلطته الذي كانوا يتزايدون يوما بعد يوم النظام انشغل بصورة متواصلة علي مدار ال 14 سنة الاولي تقريبا في حرب الجنوب ثم اكثر من 10 سنوات بعدها في دارفور وكردفان والنيل الازرق الحرب الطويلة ادت الي مشاكل مجتمعية بعدد شعر الرأس فقر ومرض وجوع وجهل ونزوح وصراعات قبلية ونهب مسلح ..الخ لذلك كان النظام اضعف من ان يفتح اي جبهات علي الحدود كل ما كان يفعله هو تجديد الشكوي الي مجلس الامن بخصوص حلايب وهذا الامر كان مشكلة في حد ذاته لأن النظام كان لا يذكر اي شئ بخصوص الاراضي السودانية التي تستغلها اثيوبيا وكان النظام يستخف ببعض الاصوات التي تذكر الأمر ويصورها علي انها محاولات يائسة للنيل منه وللاسف فان ذلك جعل بعض الشباب لا يصدق الآن ان (هذه الارض لنا) لانهم شبّوا في عهد الجهل والظلم والظلام
في مصر كان الأمر واضحا جدا فيما يخص تيران وصنافير ورغم اننا لا ندري الاسرار الحقيقية وراء تفريط الدولة المصرية في تلك الجزر لان -علي الاقل- السعودية قدمت مساعدات خيالية للنظام المصري كان المصريين في امس الحاجة لها حينما كانت دولتهم علي وشك الانهيار بسبب الفوضي التي خلقتها جماعات الاسلام السياسي التي تمكنت من السلطة علي حين غفلة من نخبها السياسية واحزابها العريقة!! ثم هناك أمر آخر فقد يكون الأمر تم علي اساس تسوية عامة في المنطقة تستفيد منها مصر ببسط سيطرتها علي ارض سينا والاستفادة من تلك الاراضي الشاسعة الواعدة ولكننا نخشي في نفس الوقت من كرم العسكر حينما يضيق عليهم الخناق بسبب سلطتهم الغير شرعية فلا احد يمكن ان يصدق ان مصر الوفد والاحرار الدستوريين والشعب والوطني القديم ومصر الفتاة ليس بها سياسة وان سودان الامة والاتحادي والبعث والشيوعي لا نسمع عن احزابه لا حس ولا خبر !!!
علي الجيوش ان تدرك ان افضل شئ لها حينما تبتعد عن الحكم والسياسة لانها حين تفعل ذلك تستقيم المعادلة فالجيش يحمي ارض الشعب ويحمي الديمقراطية والشعب يدعم جيشه ويسنده والديمقراطية تحمي الشعب وتحمي الجيش.
ولكن حينما يتسلط العسكر تختل المعادلة فتغيب الديمقراطية ويخاف الشعب ويخاف الجيش وتضيع الارض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة