|
Re: الترتيبات الأمنية الثقافية لسلام السودان (Re: Arabi yakub)
|
فالرق في السودان كان مستمرا ولو بشكل ضئيل, مستثمرا في غياب مؤسسة الدولة الحديثة المحايدة الفاعلة مؤسسيا, وغياب سيادة القانون. هذا بالاضافة الى الثقافة السياسية العنصرية والانقسامية العروباسلاموية السائدة لنظم السودان القديم الاستعمار الداخلي تحت سطوة نخب اقلية جلابا السلطة من البيوتات الطائفية الذين وقعوا مذكرة كرام المواطنين لاعتراض منع تجارة الرقيق بواسطة الانجليز, والذين بواسطة تمكين السودنة قبيل الاستقلال ان اصبحوا السادة فوق اكتاف الاخرين من العبيد والاتباع الاقنان, ولا فئة ثالثة هنا الا الافندية من صغار موظفي الاستعمار من اساتذة عبد الله على ابراهيم ورصفاءه المتعاقبون على السلطة منذ الاستقلال؟ كما كرسوا ثقافة الانقسام التفاضلي الديني العرقي الثقافي (الاسلاموعروبية) بحيث جعلوا من الدولة نفسها عربية اسلامية بالضرورة وتنشر الدين والثقافة العربية المتحضرة الى مجاهل افريقيا؟ وعليه ظل الرق والعبودية كامنا في اتون هذه الثقافة السياسية العنصرية العرقية الدينية لسلطة الدولة نفسها المتحيزة عرقيا ثقافيا ودينيا ولا تعترف بالتنوع وحق الاخر المختلف, وليس مجرد ممارسات الافراد فقط؟ كما كرست نظم السودان القديم التحييز العرقي الديني الثقافي ضد مكونات السودان الافريقية الذين ظلت السلطات المتعاقبة في الخرطوم مدنيا كان او عسكريا تستبيحهم وتحاربهم دونما هوادة حتى في الاحتفاظ باسرى الحرب كعمل اخلاقي حضاري خلال الخمسة عقود الماضية من حروب السلطة ضد شعبها المتنوعين ثقافيا ودينيا في داخل اقاليمهم؟ بل تمارس السلطة الرسمية الكشات ضدهم من مدن اواسط السودان والخرطوم تحديدا؟ كما كان هذا التحييز العرقي الديني الجهوي للسلطة في الخرطوم هو الدافع وراء قمع الازهري لاحداث توريت عسكريا في تحييز صريح للسلطة ضد شعب جنوب السودان واستباحتهم لاخضاعهم عسكريا تحت سلطة المسلمين الاشراف؟ كما وضع سياسات الاسلمة والتعريب القسري من داخل برلمان الاستقلال (1958) برعاية حكومة البيه عبد الله خليل, وتم تنفنيذه عبر الحكومات اللاحقة؟ وكذلك الازهري هو من وضع شرط اجادة العربية قراءة وكتابة كاساس لتولي الوظائف في السودنة 1954. وبالتالي بمجرد ان اعلن نظام الكيزان الارهابي الجهاد ضد شعوب جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الاورق فتلقائيا قد اباح الاسترقاق حتى لو لم يقر النظام الارهابي بذلك فان للمجاهدين خاصة المليشيا المجيشة دينيا وعرقيا فلزاما عليهم تنفيذ شروط دينهم حسب التراث الاسلامي ومذاهب فقه الجهاد معروف تقسيم الاسرى الكفار بين المجاهدين كغنائم حرب الذين بديهي يحق للفرسان العرب المجاهدين بيعهم في اسواق النخاسة؟ فهذا امر مفروغ منه! والغلاط فيه هو انكشاف للحال فقط, ولكن كما اوضحنا الجلابي السلطوي لا حياء له ولا وازع من ضمير او اخلاق ابدا, وهو يعيش في حالة الانكار الدائم؟ كما نرى عبد الله وعرمان معا مهتمان جدا بمادة سدئة قديمة في قناني جديدة وهي دعاية الوحدة, والوحدة الوطنية وكالرجال البلهاء ينسون انفسهم! اية وحدة تتحدثون عنها؟ وماذا قدمتم انتم للوحدة قبل مطالبة الاخرين الذين يطالبون بالحقوق المتساوية والتنوع قبل الالزام من طرف واحد بما يسمى بالوحدة الوطنية كعنوان فارغ المحتوى وشعار خاوي ومنطق ارهابي جاهز للاستخدام السياسي في ملجة اقلية جلابا السلطة منذ الاستقلال, وفي ذات الوقت كالرجال البلهاء ينسون انفسهم؟ فنخب اقلية جلابا السلطة بمختلف مشاربهم وازمانهم هم الذين ظلوا غير مطالبين بشروط الوحدة الوطنية التي كان الواجب تقتضي القيام بها ما بعد الاستقلال مباشرة, بل ظلوا يرفضونها علنا صراحة منذ نقضهم بالاجماع لاتفاق مطلب الوحدة الفيدرالية في موتمر جوبا الاول 1947, ورفض التنوع وجعل العروبة والاسلمة هما الاساس للوحدة الوطنية المزعومة, ولابد لشعوب اقاليم السودان الخضوع ولو عسكريا تحت هذه الهرمية الوحدة القسرية التي فرضها المستعمر عسكريا والمستمرة بالقوة العسكرية منذ الاستقلال حتى اللحظة؟ فهذه هي الوحدة الوطنية التي يتباكى بها عبد الله على ابراهيم وجلاباه في السلطة وعاد اليهم ابنهم الضال ياسر عرمان طالبا الصفح والغفران عما بدر منه سابقا من خروج سافر عن سلطان العشيرة الجلابية السلطوية ونادي الافندية خدام الطائفية, واصبح لزاما عليه من دفع قرابين هذا الرجوع بالايمان بوحدة السودان القديم الاستعمار الداخلي واخضاع شعوب اقاليم السودان تحتها بالضرورة؟ والغريبة مقايضة جوبا قد انتقص كثيرا حتى من ما انتزعه شعوب الاقليمين بنضالهم المستميت في اتفاق نيفاشا 2005؟ الم يكن هذا امر محير! بل ومخجل بحق ان يعود المناضل السابق ياسر سعيد عرمان لينتقص مما انجزه رفاقه في نضالهم التاريخي المستميت تحت وطأة حروب ذويه المجاهدون الغزاء ليقدمه قربانا في سبيل العودة الى احضان عشيره الجلابي السلطوي وتقلد المناصب على اكتاف ضحايا ذويه المجاهدون القتلة, سماسرة الرقيق؟! وختاما في هذا الصدد يظل المطالب واضحة: وهو لابد من تفكيك وحدة هيمنة اقلية الجلابا على السودان الفوقي الهرمي الموروث من المستعمر قسريا, وانتزاع الحقوق السياسية والمدنية العادلة قبل القانون وتحقيق حقوق المواطنة المتساوية امام سيادة القانون اولا ثم الوحدة السياسية الندية بين اقاليم مكونات السودان ثانيا؟ ونامل ان يكون هذا واضح وصريح؟!
|
|
|
|
|
|