( لهذا فان المهمة صعبة وخطيرة علي لجنة المناهج الحالية برئاسة الدكتور القراي...فليست المدارس وحدها هي التي تحتاج الي هذه المادة.. بل أن قطاعا كبيرا في المجتمع يحتاج إلي إعادة الهيكلة وبالتالي نحتاج إلي فتح فصول مسائية ، أسوة بفصول محو الأمية...يلتحق بها كل من يرغب في شغل وظائف الدولة العمومية. ..وينجح فيها ، حتى يطمئن المجتمع بان شاغل الوظيفة مواطنا صالحا وقدوة حسنة للأجيال القادمة. (
الأخ الفاضل / د.فراج الشيخ الفزاري التحيات لكم وللقراء الأفاضل
أثابكم الله خيراً : المقال ذاخر من البداية للنهاية بتلك الحقائق التي توجع الأكباد .. والفقرة أعلاه فقط لمجرد الإشارة .. وكما تقول أنت فإن مظاهر النقص ظاهرة وجلية في سلوكياتنا ومعاملاتنا .. وقد تفاقمت تلك المظاهر في السنوات الأخيرة كثيراً .. ولكن لنا معكم وقفة تأملية وعميقة للغاية لمعرفة أسباب تلك المظاهر العجيبة .. فالملاحظات الأولية تؤكد أن الرعيل الأول من أبناء السودان المثقفين في البلاد قد ركزوا كثيراً في تعميق ( معاني الوطنية ) في نفوس أبناء السودان .. ولم يقصروا في ذلك إطلاقاً .. حيث أثروا الساحات والمجتمعات السودانية بتلك الإشارات الكثيفة التي تحبب الوطنية في النفوس .. وفي نفس الوقت فإن الرعيل الأول من رجال التعليم والمناهج منذ خطوات الاستقلال لم يقصروا إطلاقاً في وضع تلك المناهج التعليمية السليمة التي تزرع مشاعر الوطنية الصادقة التي تحبب الوفاق بين كافة أبناء السودان .. وتلك المناهج التعليمية كلها كانت تحبب الوطنية والوحدة .. وما كانت تحبب القبليات والاثنيات في لحظة من اللحظات .. كما أن تلك الكتب التعليمة كانت تعج بتلك الصيحات الكثيفة التي تنادي بالوحدة والوطنية .. وخاصة كتب المطالعة والأناشيد التي كانت تعج بكافة أشكال وألوان القصائد التي تتغنى بالوطن والوطنية والوحدة .. الأجيال القديمة من أبناء السودان بعد الاستقلال يذكرون تلك المناهج التعليمية التي كانت تعرف كافة مناطق السودان شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً .. وحتى في قاعات الدراسة كانت تتم تلك الزيارات المعنوية لكافة مناطق السودان .. حيث : ( في القولد التقيت بالصديق .. وفي ريرة ،، وفي غيرها من مناطق السودان ) ،، وفي كتب الأناشيد : ( أنت سوداني وسوداني أنا ،، ضمنا الوادي فمن يفصلنا ،، منقو قـــل لا عاش من يفصلنا !! ) .. وهنالك كان الكثير والكثير من تلك القصائد والأناشيد المدرسية التي كانت تمجد الوطنية والوحدة في البلاد .. وكانت ترسخ مقومات الوطنية الصادقة في النفوس .. بجانب ذلك النشيد الوطني المعروف ( نشيد العلم ) ،، والذي ظل يردده أبناء السودان في الطابور كل صباح لما يشارف القرن من الزمان ،، بجانب تلك المرافق العديدة التي تجمع أبناء السودان من كافة المناطق والجهات في بوتقة الوحدة .. وحتى في مجال الخدمة المدنية والعسكرية فإن الصورة الشائعة هي تلك الشمولية التي لا تفرق بين كافة الجنسيات السودانية والاثنيات رغم تلك الأكاذيب من بعض الأفراد الذين يحبون الخوض في تلك العنصرية البغيضة .
السؤال الهام الذي يفرض نفسه هو : ( إذا علمنا بكل تلك الحقائق منذ استقلال البلاد فأين يكمن ذلك الخلل الكبير الذي أوجد تلك المظاهر السلبية في المجتمع السوداني ؟؟؟ ) .. فاللوم حقيقة لا يقع على هؤلاء النخب السودانية المثقفة من أبناء السودان منذ بداية الخطوات بعد الاستقلال .. فهؤلاء لم يقصروا أبداً في ذلك الاتجاه والناحية ،، وكذلك اللوم لا يقع إطلاقاً على هؤلاء رجال التعليم والمناهج في البلاد منذ صافرة الاستقلال .. وكل رجال التعليم في البلاد في الماضي وفي الحاضر كانوا وما زالوا يجتهدون في ذلك الاتجاه السليم الذي يحبب الوطنية في نفوس التلاميذ والطلاب والأبناء .. فإذن أين يكمن ذلك الخلل ؟؟؟ .. والإشارات كلها تؤكد بأن هنالك أسباب أخرى مجهولة لا يعرفها القائمون بأمر توجيه تلك المجتمعات السودانية .. فهؤلاء القائمون مازالوا في حيرة من تلك الظاهرة الدخيلة العجيبة !.. وقد عجزوا كلياً في توجيه تلك المجتمعات والأجيال السودانية إلى الطريق السليم والصواب .. والأمر كذلك بالنسبة للشعب السوداني الذي يجهل أسباب تلك المظاهر البغيضة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة