( وهنا يجب علينا أن لا نبرئ الشق المدني من مسؤوليته في المشاركة الصامتة والمؤيدة والمتواطئة ، التي كشفت خيوطها عن صدور تعليمات لمنسوبي الشق المدني بسحب خيامهم من أمام ساحة بوابة القيادة ، وبعدها قتل وسحل وجندل أبناء المساكين العفويين الذين ليست لهم علاقات شخصية مع ممثليهم في المنظومة السياسية الجديدة ، ففي السودان لو لم تجد لك تنظيماً هلامياً تستظل تحت يافطته ، لن يشفع لك حسن نيتك الوطنية الخالصة النابضة بحب التراب ) .
الأخ الفاضل / إسماعيل عبد الله التحيات لكم وللقراء الكرام
تلك حقيقة مؤكدة .. ولكنها قاتلة وخطيرة لكل من ينقب في الأسرار .. والشعب السوداني اكتشف أخيراً أن هنالك مؤامرة كبرى قد جرت في ذلك اليوم من قبل الأصدقاء ( الزاعمين ) ومن قبل الأعداء .. والمؤلم في الأمر حقاً أن تلك المؤامرة كانت خيانة كبرى من أطراف كثيرة ،، وأن قيمة تلك الخيانة كانت مكلفة للغاية في الأرواح والأنفس .. والأمر الأكثر إيلاماً والذي يقطع الأكباد أن هؤلاء الضحايا الأبرياء الذين استشهدوا في تلك المجزرة الشنيعة قد وضعوا الثقة الكبرى في غير أهلها من الوكلاء .. حيث تلك الثقة المفرطة الكبيرة التي كانت نتائجها فقد تلك الأرواح النبيلة الطاهرة .. وقد سالت دماء الأبرياء الطاهرة بغير إنذار مسبق أو بغير تلميحات تحذر بالعواقب !.. والبعض من هؤلاء الخبثاء كان يتخذ السرية منهجاُ لإبعاد الأتباع ولا يشيع الخطر لكافة الناس والملأ .. وهؤلاء الشهداء الأبرياء كانوا يجهلون أن القائمين بأمر التفاوض نيابةً عنهم قد يبيعون تلك الذمم وتخون الأمانات !.. وفي براءة تكنفها قلة الخبرة والمعرفة سلموا تلك الأمانة والرسالة لغير أهلها ،، فكانت تلك المصيبة الكبرى وكانت تلك المجزرة !!
خلال الثلاثين عاماً حين كان البعض يلح وينادي بإسقاط النظام الظالم القائم كانت تلك الأجيال القديمة ترد على هؤلاء المنادين بتلك العبارة العجيبة ( المحقة ) حيث عبارة : ( إلى متى يضحي الأبرياء من أبناء السودان بأرواحهم تلك الطاهرة من أجل عيون هؤلاء الانتهازيين ؟؟؟ ) .. هؤلاء الانتهازيين الذين يحصدون الخيرات ويحتلون الصدارة كل مرة بغير تضحيات أو بغير مواجهات تقتضي الموت ؟؟ .. وفي الانتفاضة الأخيرة تمت تلك الانتهازية بطريقة موجعة للغاية .. حيث باع هؤلاء الانتهازيون تلك الذمم بغير ضمائر وبغير رجولة وبغير شهامة وتركوا زمرة من الأبرياء في ريعان الشباب يفقدون حياتهم غدراً وخيانةً !.. واليوم مهما يتحدث هؤلاء في المجالس وفي الإعلام وفي المواقع فإن صورة تلك الخيانة الكبرى تلاحقهم ولا تغادر الأذهان ,, ولأنهم خانوا تلك الأمانة فإن اللعنات سوف تلاحقهم حتى قيام الساعة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة