ملايين السنوات التي لا تعد ولا تحصى مارس علي سطحك وربما بين طبقات جزئيات ترابك كل صنوف المعقول و اللامعقول استباحوا كل ذراتك ومكوناتك المرئية وتلك التي عجز حتى عباقرة التاريخ والجيولوجيا أن يفندو ا هيئاتها نوعيتها وكمياتها واحتياجاتها للانسان والحيوان وكل مخلوقات العلي القدير والتغول علي أمنا الارض لم يقف عند حدود الظاهر من ناطحات السحاب الشاهقة والمباني الذكية وشق الطرقات وبناء الجسور والكباري بل وصل التنافس لتلميع ظاهر الارض وتقشيرها لصالح البشر والجماعات الانسانية والراسمالية بحسب ميولهم وامزجتهم وتسهيل حراكهم وارضاء غرورهم بالتباهي والمظهرية والتزاحم الحميم للتميز فهؤلاء اقتلعوا غابات ودمروا الاحراش وأخرين قطعوا نباتات واعداموا المتسلقات ودفنوا أعين الماء وغيروا مجرى الانهار والبحيرات وغاصوا بالغوصات والبوارج في باطن المحيطات ودفنوا في جوفها السميات والمتفجرات تم القضاء علي كثير من الحيونات البحرية والبرية و الهوام والحشرات من سكن ظاهر الارض وتلك التي تسكن الجحور والمخابيء والعالقة في الهواء بالالات والجرارات وبالمبيدات والسموم لتهيئة الظروف التي تتناسب مع البشر أعدمت كثير من مخلوقات الله المنظورة والغير محسوسة العالقة بالهواء والسارحة في البراري وتلك التي تسكن المحيطات والانهر والصحارى لم يقف الامر والجور والتعدي علي أمنا الارض عند حدود تغيير ملامحها وتشكيلها وفق مستحدثات العصر ومستجداته ومتطلبات الاقوام والنافذين ومخططي المدن وملمعي سياسات الاستثمار وبكل مغرياتها التي جعلت من بقاع كانت صحراء جرداء جدباء الي مدن جاذبة تدار بالريموت كنترول ومن غابات وبراري الي منتجعات واستراحات مغرية تبهج الاعين وتنعش القلوب ليس هذا فحسب فالبشر وعلي اختلاف صنوفهم وميولهم استمتعوا بكل هذه الخيرات التي لعبت قطاعات الصناعات المتسارعة والابتكارات المتلاحقة في تهياتها و لم يقف الامر الى هذا الحد بل نفس الكثيرون آهاتهم واحزانهم وافرغوا قاذوراتهم وبقايا فضلاتهم وكثير من سمومهم افرزوا تحرشاتهم وقامت الحروب تسابقوا لاستعمال احدث ما وصلت اليه الالة العسكرية المدمرة التي لم تعتمد فقط علي قوة عضلات المتحاربين والقدرة علي المواجهة والاقدام والشجاعة بل بأسلحة خفية تعبر المحيطات وتطوي المسافات واكثر من ذلك كثيرا ربما ضاقت الارض بالافرازات السلبية التي يبثها البشر هنا وهناك من الفاظ بغيضة تارة تؤطر للعنصرية وتارات اخرى بالتنافس لحيازة الاموال وتكدس الثروات ضاقت أمنا الارض بالحزازات الكريهة والمشاكسات التي ينفثها البعض في وجوه أقربائهم تارة ولعابري الطريق تارات وعلي الضعفاء والمستكينين وما يقع كثير منه علي الفقراء وعابري السبيل الجوعى والعطشى وعلى من غادروا ديارهم واوطانهم وحضن امهاتهم أمنا الارض جاء هذا الزائر القاتل كورونا كوفت19 وكأنه اصطفاف لصالحها والذي حير العلماء و الباحثين لمعرفة وأكتشاف حقيقته انه فيروس صغير الحجم شديد الانتقال لزج وربما هلامي متحزلق صعب الاقتلاع بعضهم قال انه نتاج طبيعي لتسلسل نمو الفيروسات ودورتها واخرين قالوا انه بفعل فاعل من خبراء الجراثيم اخرين ذكروا انه نتيجة لتسريب مبيدات متعمدة والبعض جزم انها سموم قاتلة اطلقت عن عمد لتشكيل العالم وتوسيع الشقة بين الاغنياء والفقراء فيا تري اين الحقيقة هل هي حرب اقتصادية ام سياسية وهل هي حرب ابادة دون مواجهة وكيف لهذا الفايروس الضعيف وغير المنظور أن يخترق الحدود ويقطع المسافات البعيدة ليحط رحاله كيفما شاء وأين ما شاء وما الحكمة ان لا تستطيع دول الجبروت والتكبر ان تتغلب عليه ولا الاغنياء ليحيدوه وما الحكمة من ان يكون تحاشي هذا الوباء والتخفيف من هجمته وانتشاره فقط بالابتعاد عن أي تجمعات وبايقاف أي تلاقي بشري اذن هي سانحة تهيأت من قوة خفية وارادة ربانية لأمنا الارض لكي تعيد رونقها وبهاء طلتها وهي رسالة ايضا كي يقف كل شخص مع نفسه ليشذبها ويعيد توازنها وحسن رونقها لان الارض والسماء والمحيطات والانهر هي من نعم الله علي البشر فأحسنوا استغلالها وأبقوا في منازلكم م عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة