|
Re: كوادر الحركة الإسلامية (فَأَقْبَلَ بَعْض� (Re: بشير عبدالقادر)
|
الأخ الفاضل / بشير عبد القادر التحيات لكم وللقراء الكرام .
بوركت عن تلك الأسرار التي تقشعر لها الأبدان !!.. أنت تعرف الكثير عن هؤلاء .. وتلك المعرفة كانت خطيرة في يوم من الأيام .. والوقت ليس بالمناسب لوضع هؤلاء أو هؤلاء في الميزان .. وتلك المواقف من هؤلاء كانت متباينة في حينها .. وذلك التباين يجهلها معظم أبناء السودان :
• هؤلاء كان البعض منهم يخلص النية لله في بداية المشوار ،، وبمجرد أن لاحظ أن الأمور ليست لله أنسحب في هدوء تام دون ضجة وهو يخشى تلك العواقب الوخيمة من هؤلاء الرفقاء المتطرفين .. ولكن مجرد الانسحاب والسكوت كان عيباُ كبيراُ في مواقفهم كالرجال .
• وهؤلاء كان البعض منهم ينتمي للفكر الإسلامي دون ذلك التفقه الشديد في مناقب الإسلام .. وقد أضروا بالإسلام كثيراُ بتلك الطاعة العمياء .. حيث كانوا يدافعون عن النظام بحجة أنهم يدافعون عن الإسلام .. وتلك كانت من أغبى المواقف والمفاهيم لأناس يملكون العقول السليمة .. وهي تلك الفئة التي كانت تمثل قوة النظام من بداية الخطوات وحتى لحظة الإسقاط .. ويقول علماء الدين الحنيف ( عبادة عالم أفضل من عبادة ألف جاهل ! ) .
• وحديثك هنا يدور حول فئة خاصة لهؤلاء .. حيث تلك الفئة المتطرفة المزعجة التي كانت ترى أن الأحوال والحياة يجب أن تكون لخاصة من الناس في المجتمع السوداني .. والمعيار لديهم كان طوال الخط ( إما أسود وإما أبيض ) .. وكل من يعارضهم كانوا يعتبرونه ذلك الكافر الملحد الذي يحل قتله وضربه بالسيخ !!.. ولذلك فإن هؤلاء المتطرفين المتعصبين قد أرعبوا الشعب السوداني بصفة عامة .. كما أرعبوا أجيال المدارس الشابة بصفة خاصة .. وقد فاحت سيرتهم ومناكفاتهم العنيفة في مدارس وجامعات السودان .. ولم يفكر هؤلاء في لحظة من اللحظات أن يكسبوا عطف الشعب السوداني .. لأنهم كانوا يعتمدون على القوة والعضلات أكثر من اعتمادهم على المنطق والإقناع .. وذلك التطرف والتعصب الغير معقول قد خلق نوعاُ من الجفاء والتنفير في نفوس الكثيرين من أبناء السودان .. هؤلاء الأبناء الذين يرون في الإسلام ذلك الدين السمح المتسامح مهما تتباين المواقف .
• ثم نأتي للحديث عن النظام نفسه .. فذلك النظام كان يعتمد على هؤلاء المتطرفين ( الهمج ) في ترسيخ قواعد التمكن في زمام المقاليد .. وكان يعمل ليلاُ ونهاراُ لإيجاد الدولة العميقة في البلاد .. بجانب تلك الأجهزة الرسمية التي كانت تدافع عن النظام وتقاتل كل من ينتقد بالتعذيب في ( بيوت الأشباح ) .. وفي ذلك قد نسي النظام كلياُ معاناة الشعب السوداني .. وفضل كتم الأفواه .. بل في حقيقة الأمر كان النظام لا يبالي إطلاقاُ بأحوال الشعب السوداني .. ذلك النظام الذي كان يفسد ويهلك الحرث والنسل في غفلة هؤلاء المتطرفين الجهلاء .. وهنالك أطراف أخرى كثيرة استغلت النظام واستغلت الدين الإسلامي في تحقيق تلك المصالح التجارية الذاتية الخاصة .. بجانب فئات أخرى خبيثة استغلت النظام في إحداث أشد أنواع الفساد في البلاد .. وتمكنت من التلاعب في أوردة وشريان الدولة .. وهؤلاء الخبثاء كانوا يجدون الغطاء والدعم الشديد من هؤلاء المتطرفين ( أولي الأسياخ !! ) .. ووجدوا في هؤلاء تلك الضالة المنشودة .. حيث تلك الجهات المتطرفة والمتعصبة والجاهلة التي كانت تدافع عن الإسلام بطريقة عمياء .. وفي خضم ذلك التطرف الأعمى كانت تلك الجهات ( أصحاب السيخ ) يعلمون أو لا يعلمون بذلك الفساد الكبير باسم الدين الإسلامي .. ولم يحدث في يوم من الأيام أنهم قد استخدموا تلك الأسياخ في رؤوس هؤلاء المفسدين الذين يفسدون باسم الإسلام .. ويشوهون صورة الإسلام !.. مما يؤكد أن هؤلاء المتطرفين كانوا لا يملكون تلك الغيرة والنخوة على الإسلام بقدر ما كانوا يتعطشون لسفك الدماء !!.. وتلك الوقفة الخائبة كانت ومازالت تسقطهم عن أعين الشعب السوداني .. وفي كل الأحول فإن تلك الجهات المتعصبة التي كانت تدافع عن النظام ولا نقول : ( التي كانت تدافع عن الإسلام ) قد ارتكبت جريمة كبرى في حق السودان .. وفي حق الشعب السوداني .. حيث واصلت تلك الوقفة الخاطئة لأكثر من ثلاثين عاماُ .. وهي مسئولة عن تلك الوقفة الخائبة يوم القيامة .. وحسابها عند الله ..
وفي الختام لكم خالص التحيات
|
|
|
|
|
|