قرأت عنوانكم ولم أدخل في صلب المقال لأقرأ .. فقط أشغلتني عبارة : ( بخصوص توليه لملف سد النهضة الأثيوبي !! ) .. التجارب السابقة منذ سنوات طويلة أثبتت أن المسئولين في دولة السودان حين يتعاملون مع ملف مياه النيل بصفة عامة ومع ملف سد النهضة بصفة خاصة يتعاملون فقط من منطلق المستندات ومن منطلق المواثيق والاتفاقيات .. ولا يهتمون إطلاقاُ بتلك المحصلات الفعلية التي تلحق بدولة السودان ( بالسالب أو بالموجب ) .. ولسنوات طويلة جداُ لم نشاهد تلك الجهات السودانية التي تهتم وتقيس مياه النيل يومياُ في مواقع متفرقة ( من المنبع وحتى المصب ) كما تفعل دولة مصر المجاورة لمئات السنين !!.. وهي تلك الدولة التي تهتم كثيراُ وتقيس منسوب النيل الأبيض والأزرق ثم تقيس منسوب النيل بعد التقاء كل الأفرع يومياُ منذ مئات السنين .. إن لم نقل منذ آلاف السنين !! .. وبذلك فهي تعرف بالضبط مقدار المياه الواصلة لبلادها سنوياُ ،، كما تعرف بالضبط مقدار المياه التي استهلكتها دولة السودان خلال العام ،، كما تعرف بالضبط تلك المياه الزائدة عن حصتها والتي تصل إليها من حصص الدول الأخرى ،، وكذلك تعرف بالضبط تلك المياه الضائعة بأسباب التبخر .. أما دولة السودان فحدث ولا حرج .. دولة لا تعرف أحوال النيل إلا في المستندات والأوراق !!.. وحين يجري الحديث عن ملف النيل أو عن ملف سد النهضة الأثيوبية نجد المسئول السوداني لا يعرف ولا يتكلم إلا من منطلق تلك البنود الواردة في المستندات والمواثيق .. ولا يهتم كثيراُ إذا كانت تلك البنود الواردة في المواثيق فعلاُ يستفيد منها السودان أو لا يستفيد منها إطلاقاُ !! .. ولذلك فإن مشاركة السودان ضمن مناقشات النيل مجرد مشاركة أدبية .. لأن السودان عند الجد لا في العير ولا في النفير !.
كم كان يفرح الشعب السوداني لو أنه سمع في يوم من الأيام أن رئيساُ من رؤساء السودان قد سافر إلى دولة مصر ( مخصوصاُ ) لمناقشة وبحث موضوع مناطق ( حلايب وشلاتين ) السودانية المحتلة مع المسئولين في دولة مصر .. وحينها لرقص الشعب السوداني فرحاُ وطرباُ في الشوارع والطرقات .. أما ذلك الذهاب والإياب من أجل سد النهضة الأثيوبية فبالنسبة للشعب السوداني مجرد زوبعة في الفنجان .. وفي ذلك الأمر إذا قال السودان ( نعم ) لسد النهضة فإن ذلك الأمر لا يزيد في عزيمة دولة أثيوبيا .. وإذا قال السودان ( لا ) لسد النهضة فإن ذلك أيضاُ لا يحد من عزيمة دولة أثيوبيا .. وبنفس القدر إذا قال السودان ( لا ) لسد النهضة فإن دولة مصر لن تعيد لنا تلك الأرضي المحتلة والمسلوبة .. وإذا قال السودان ( نعم ) لسد النهضة فإن دولة مصر لا تبالي كثيراُ ولا ترجف خوفاُ من السودان .. هؤلاء في أثيوبيا يريدون مساندة السودان فقط معنوياُ ،، وهؤلاء في مصر يريدون مساندة السودان فقط معنوياُ .. لأن السودان مجرد دولة ( إمعة ) ولا يملك تلك المواقف الخاصة المؤثرة من منطلق الشروط القوية التي تعيد الحقوق السودانية المسلوبة بالقرارات والقوة .. ومواقفه تلك مجرد ( معنوية ) لا تقدم ولا تؤخر في أمر السد المنشود .. كما أنها مواقف لا تفيد ولا تسترجع تلك الأراضي السودانية المسلوبة والمحتلة من قبل دولة مصر أو من قبل دولة أثيوبيا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة