اهم ما جاء في إستقالة حبوبة عائشة عضو المجلس السيادي علي الإطلاق، و ختمت بها حديثها جملة..
" عاش السودان حراً مسقلاً عن سطوة السلاح"
عندما إستسلمنا للأمر الواقع، و الضعف، و الهوان فرضت سطوة السلاح نفسها علي ثورة ديسمبر المجيدة، لندخل في حوار اعرج مع لجنة امن المخلوع، و الخوف عبثاً من الدماء التي سالت بالفعل، مما جعل من مليشيات اللص المخلوع شريكاً، برغم فداحة التاريخ، و قُبح الحاضر.
يُقال المقدمات الخاطئة تقود الي نتائج خاطئة..
كنا نطمح في ان تكون هذه الإستقالة، و إستقالات اخرى في زمن مبكر من عمر الثورة، فكان سيكون لها سهم في رافعة الثورة، و عنفوانها.
ولكن نقول ان تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي..
غردنا خارج السرب منذ اليوم الاول لبدء التفاوض مع لجنة المخلوع الامنية، و قلنا و بُح صوتنا ان المعضلة التي ستواجه الثورة، و التغيير تكمن في المؤسسة العسكرية، و كل توابعها من مليشيات، و كتائب ظل، و قوى الامن الداخلي من جهاز الشرطة، و اجهزة الامن الاخرى.
المعلوم بالضرورة ان الجيش يُعتبر احد اوكار الكيزان، و يُعتبر قلعة حصينة، و اخيرة، لذلك كان يجب ان تكون اولوية في العمل الثوري، و تطهيرها، و البدء في دمج قوات الدعم السريع بصورة علمية، و فصلها من القيادة القبلية التي تسيطر عليها لتكون لدينا قوات مسلحة في إطار واحد قابلة لإستيعاب إستحقاقات الثورة، و السلام.
للأسف لضعف، و هوان من تسلقوا الثورة علي دماء الشهداء كانت غايتهم السلطة، و المكاسب الفردية، و الحزبية، فوضعو الثورة في التراك الخطأ، و اضاعوا علينا الفرصة الذهبية لإستغلال النجاح، و العنفوان الثوري، و شرعيته لضرب دولة الكهنوت، و تصفيتها.
لا اريد ان اقحم رداً علي الرجرجة، و الدهما حيث تعالى الصراخ، و العويل لأني اعرف مكمن الداء منذ اليوم الاول للثورة، و ظللت اطرقه بشكل منفرد، و بصورة مستمرة بلا جدوى.
لأن دولة الكيزان التي تتخذ من الجيش ملاذها الاخير فأصبحت العدو الاول لهذه الدولة الماجنة، و بقاياها القذرة، و هذا ما افخر به، و ستظل هدفي، و كل سهامي ستكون علي جبهتها حتي تتهاوى صريعة بإرادة الشعب السوداني.
كما كررت كثيراً ان هناك محاولات مستميتة يربط الكيزان حربنا عليهم، و فضحهم، و كشف فجورهم بالعداء للقوات المسلحة لأنهم يعلمون انها حصنهم الاخير، و نجحوا في ان تتسع الفجوة بين الجيش، و الشعب، و إستغلوا ضعف القيادة، و تماهيها مع مشروعهم الشيطاني.
اعتذر من الإخوة، و الاصدقاء بعدم الإنزعاج من حملة التشويه، و الإغتيال المعنوي التي اتعرض لها، فإنها الضريبة، فأنا لا اتوقع ان يقدموا لي الورود، و الرياحين، و الهدايا.
اقول لهم لا نمتلك رفاهية في الوقت لنضيعه في الرد علي المغالطات، و سخف الكهنة، و الرجرجة، و الدهماء.
اطمئن الجميع بأن مسيرتي ناصعة، لم، و لن تتخللها مصالح شخصية، او اهواء، فالغاية، و الهدف هو الوطن، و الثورة، و كلي ثقة بأننا معاً سندك حصون دولة المشروع الجهنمي، دولة الفجور، و النفاق، و سنرمي بها، و باذيالها الي مزابل التاريخ، الدولة المجرمة التي تتربص بنا جميعاً.
اجمل ما في الكيزان بأنهم يعلمون ملأ السمع، و البصر، بانهم الاسوأ علي الإطلاق، و قد عافهم الشعب السوداني العظيم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة