(أمتنع السودان عن التصويت في الأمم المتحدة لصالح فلسطين وذلك لاجازة مشروع قانون حماية الفلسطينين من العدوان الإسرائيلي والذي طرحته تركيا وصوتت 115 دولة لصالح القرار ورفضته 15 دولة وامتنعت عن التصويت 28 دولة أبرزهم السودان . ويعتبر الإمتناع عن التصويت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة الحالة الأولي في تاريخ السودان الذي بدأ خطوات عملية للتطبيع بين السودان واسرائيل).
هذه فضيحة حقيقية لحكومة البعثيين والشيوعيين وأخص البعثيين. فالمسألة لا تتعلق هنا بصحة أو خطأ التصويت، ولكنها ترتبط بحقيقة مبادئ الأحزاب السياسية في السودان، لقد كتبت سابقاً، أن هذه الاحزاب، تتبنى مفاهيمهاً من الخارج، بشكل سطحي، وتخوض معارك ديوك بامواس بين فرجات الأصابع، ولكنها لا تملك مفاهيم راسخة وقناعات محكمة. وكنا من قبل نؤكد على أن الإسلاميين لم يكونوا إسلاميين بالفعل، فاليوم يتأكد وبدون أدنى شك أن البعثي لا علاقة له بالأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة، وأن الشيوعي السودان، هو شخص يتبنى سطح الماركسية عبر عنجهية كاذبة كعنجهية الإسلاميين والبعثيين ولا فرق. فلفلة الشعر ولبس الشبط والتيشيرت الأفريقي، هذا كل ما في دماغ الشيوعي الصغير. وكتابة الشعر وتدبيج المرافعات الثورية الوهمية هو مبلغ الشيوعي الكبير. والآن تعرى الجميع من أكاذيبهم فهم في الوهم سواء. الحزب الشيوعي، يريد ممارسة ما مارسه اليهود في السابق، فدبج بياناً مخادعا عن إسقاط الحكومة. وهو مع الحكومة. ولكنه يضع (رجل جوا ورجل برا).. كان اليهود عندما تتحارب دولتان أو طائفتان، كان اليهود ينقسمون، فطائفة تحارب مع هذه وطائفة تحارب مع تلك، فإن انتصرت اي من الطائفتين أو الدولتين، دفع اليهود الذين مع المنتصر فدية لليهود الذين مع المنهزم وهكذا نجَّا كل واحد منهما الآخر. رغم أن قتال اليهود لليهود ابتداء محرم عليهم. فيظلون دائما تحت حماية بعضهم البعض، ولهذا وردت الآية في سورة البقرة: ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ وهي سياسة الشيوعيين اليوم. وربما غدا سنقرأ بيانا من حزب البعث به دعوة لإسقاط النظام أسوة بأكاذيب الشيوعيين. وهذا والله لوبال عليهم لا على البلد فقط، أن يكون حزب بلا مبادئ، وهو ينسف نفسه، ثم يحاول التلاعب بأعضائه وبالشعوب المستغفلة. فكيف نأمنكم على مصائرنا، وقد خنتم العقائد التي تفرشونها حصيراً لسياساتكم. ولكن إنني أرى أن كل ما يحدث اليوم جيد.. ففيه تطهير من الزائف والنبهرجة من تلك التكوينات البائسة التي اعتمدت منذ تاريخ نشوئها على الكذب على الشعب المستغفل. وسنة بعد سنة، سيكتشف الشعب أننا أصدق من تحدث وأنهم اكذب من نطق، ولكنهم كانوا عن ذلك من الغافلين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة