هذه الجموع من الشباب السودانيين كل يوم منذ الفجر يحتشدون أمام السفارة المصرية بالخرطوم لأخذ تأشيرة الخروج من السودان متجهين إلى مصر ومن ثم الى شتات الدنيا تلك كارثة اوجدتها النخب السودانية التي ادمنت الفشل في إدارة دولة وليدة وجعلت من الوطن فريسة سهلة لكل من يريد أن يقتطع من ترابه وكما يعلم الجميع مصر اصبحت بوابة لتفريغ السودان من الشباب السوداني والعمل على أن يحل محلهم شباب جيل حملة الجنسية السودانية من الوافدين الجدد من سوريا والعراق ومصر واليمن والبنقالة وغيرهم فأن وجود هولاء المجنسين في السودان اكبر جريمة قام بها نظام الكيزان البائد بقيادة البشير بالإضافة لوجود الجنجويد هولاء جميعهم لا يعنيهم شيئا في أن يكون السودان دولة ذات سيادة قوية مستقرة هم يريدونها دولة يخوض فيها كل المجرمين والنهابة وحكومة ضعيفة لا قرار لها بل مجرد كمبارس . عملية إفراغ السودان من الشباب السوداني هي سياسة مدروسة هدفها الاول لإخماد توقد اعظم انتفاضة شعبية سلمية قادها هذا الشباب الواعي وهم إبطال حركة التغيير فعملية التهجير تهدف إلى ألا يوجد في السودان من ينادي وشعاراتها حرية سلام وعدالة . نعتقد يوجد لتهجير السودانيين جهات عدة تساعد على ذلك ولها مصلحة بأن يظل السودان كما هو دولة هشة تعاني من جميع الأمراض وعدم الاستقرار وهي نفس الجهات التي ينعم شعوبها في حياتهم على حساب أوضاع الشعب السوداني . مصر ليست لدولة التي تحترم حقوق الإنسان وارتكبت جرائم كثيرة ضد السودانين على مستوى مجموعات وافراد وكلها مسجلة حتى في مختلف الوسائط حقوق الإنسان منتهكة وخصوصا حقوق الافارقة والسودانيون مهما ادعوا السودانيين بأنهم عرب فان الشعب المصري ينعتهم بالعبيد حتى ولا الأفارقة. اعداد سكان مصر اكثر من مئة مليون نسمة وهي دولة قابلة الإنفجار السكاني وتعاني من مشكلات البطالة والتضخم ومصر ككل الدول تبحث عن الانفراج ولكن الى اين سيتدفق الشعب المصري ؟ الى السودان هي الدولة الوحيدة الجارة الضعيفة والمتاحة للمصريين ولأن شعبها وكما صوره المصريون بأنه شعب كسلان وأرضه غنية بالخيرات الظاهرة وفي باطن الأرض . عملية الاحتلال الناعم على غرار السقوط الناعم هي السياسة الموضوعة وهي الأن تسير على قدم وساق ولربما هذه السياسة قد تم الاتفاق عليها بين مصر وجهات نافذة وسياسية في الدولة السودانية ومردها تهجير عدد كبير من الشعب السوداني لتفريغه اي السودان ولاسيمة من الشباب الواعد والثوري لتتمكن مصر من تفويج اعداد كبيرة من نواطنيها إلى السودان كمواطنين وهذا يمثل الاحتلال الناعم . ولكن لن يستمر السودان كما هو لأن الخطة قد تنفذ الى ابعد من ذلك وبالتدريج يحدث انقلابا عسكريا او حتى يرشح احد المصرين من حملة الجنسية السودانية نفسه ثم يصبح رئيسأ للسودان وينتهي الأمر بضم جزء كبير من السودان لمصر او كله ولكنه غير متأكدين بأن المنطقتين ودارفور يمكن أن تكون فريسة سهلة ويتم ضمها لمصر . وبذلك فأن موضوع مثلث حلايب واخواتها لم يعد ذا اهمية بالنسبة للمسئولين السودانيين جميع وزراء الخارجية السودانية في عهد حكومة الثورة تغاضوا عنه وخصوصا الوزيرة الأخيرة مريم الصادق بل ذهبت إلى ابعد من ذلك حيث دعت الدول الاخرى أن تحتل المزيد من أراضي السودان بحجة الاستثمار و أن السودان أرضه كبير وفاضي ولا يوجد فيها شعب يملاءه وهي تقول ذلك متجاهلة تمام الأعداد الهائلة من المشردين في معسكرات اللجوء من اسباب الحروب و ملايين السودانيين المغتربين في كل أنحاء العالم وهي من النخب الذين يتصارعون على كرسي السلطة والتوزير ولا يعرفون قيمة الوطن .الله يكضب الشينة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة