و هناك من يريد أن يصطاد طيورا بيننا بحجر واحد! النيل و قوات الشعب السودانية المسلحة و السودان كله! هو نفسه من يدفع بالأحباش و بلدهم و سدهم إلى الهاوية! أجمل ما في الشطرنج أن تحرك الأحجار عن بعد و أنت ترقب و تخطط للعبة كلها!
و غريب التاريخ عندما نكتشف أن بعضا من أهم صفحاته قد تم خط الحاشية لها حتى من قبل حدوثها! و انفصال السودان مثال، ثم تشظيه المحتمل أنموذج!
يقول "علي عثمان طه" -نائب البشير الأول و عراب من شيوخ الحركة الإسلامية- في المعنى أن اتفاقية سلامه مع "جون قرنق" -زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-كانت لدعم بقاء السودان موحدا لكن خفايا فيها بنيت على "النيات الطيبة" بينهما و برحيل المغدور قرنق فقدت ركيزة لتلك الوحدة و النوايا فإنفصل البلد!
السياسة في شرع الدولية ليست مكان لتبادل نوايا طيبة و ابتسامات و تلويح بالتحايا! شرعة غاب هي الدولية بل أبشع فلا قانون فيها سيسمع و يطاع إلا للأقوى! فكانت الدول الخمس العظمى. دول جربت طعم الحروب و النزوح و ذاقت عذابات الهزيمة و الخنوع فأيقنت أن الحق لا ينال إلا بالقوة و القوة فقط هي ما تحرسه؛ فإختطت لنا خواطر خزعبلاتها عن معاهدات سلام و إتفاقيات دولية محتفظة لنفسها بعروشها و بطاقات النقد و كروت "الفيتو" و صكوك الإستقلال و العبودية!
خلاصة: النهضة سيهد تحت أقدام و مشهد أهله و داعميه لكن مصير ما ينتظر السودان تمت كتابة الحاشية و المسودة له و حركت حجارته! البرهان و الجيش فالسودان في كفة و ضباع مازالت تتوافد مسرعة مسعورة جائعة تمني نفسها بأجزاء حية من بقايا لجثة!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة