*ما أن نفقد عزيزاً حتى تبدو الحياة من حولنا وكأنها دون لون .. أو طعم .. *(تمسخ) علينا عديييييل كدا رغم جمال بعض ملامحها .. وإن كانت صور (القبح) تظل طافية حتى (لو) حاول أصحابها إضفاء الطابع الإنساني أو الأخلاقي (المزيف) عليها .. *ومن أمثلة المآسي الفظيعة العلقم طعمها أن تتزايد معدلات الوفاة بالأمراض المهلكة .. وأمراض العصر (الحجري) بينما أهل الإختصاص ومن بيدهم القلم و (الألم) يتفرجون !!.. *وعندما (يحن) قلبهم يسارعون إلى عقد الندوات و الورش و السمنارات و (الإجتماعات) التي لم ولن توقف ويلات الفشل الكلوي .. و الملاريا (العادية) .. و الملاريا الخبيثة.. و الكبد الوبائي .. أو السرطانات المسببة لموت آلاف المواطنين (المبشتنة) لأجسادهم الضعيفة كلما أشرقت شمس كل يوم جديد .. *وصباح أول البارحة تلقيت الخبر المزلزل الذي يؤكد وفاة رفيق الصبا و الجار الحبيب (عادل ميرزا) عقب صراع طويل مع المرض .. *تجمد إحساسي .. *تبعثرت أفكاري .. *وخمدت مشاعري .. *لكني تذكرت فقط إتصالي به نهار الجمعة الماضية وهو يقول لي بصوت واهن : *توقعتك تجيني الليلة .. *وتذكرت معاناته في مركز الشهيد مزمل القرشي لغسيل الكلى ببري عندما أضربت الكوادر الطبية العاملة به لعدم استلامهم لمستحقاتهم المالية !!.. *تذكرته ونحن داخل هذا المركز وهو ينظر للطابق الثاني بسخريته المعهودة و يقول لي متعجباً : العيانين يتلتلوهم بالسلم للغسيل فوق .. و الناس الشغالين هنا مكاتبهم تحت !!.. *وأرد عليه محاولاً التخفيف عنه : عاوزنكم تتريضوا !!.. *وتذكرت (زعله) من إدارة مستشفى الفؤاد التي تصر على (منع) المرافقين من استخدام الأسانسير رغم وجود (عنبر) الغسيل في الطابق الثالث .. و رغم ان كل التكاليف مدفوعة القيمة !!.. *تذكرته وهو يحن إلى مكان و(ناس) سكنه القديم الصحافة مربع (16) و ضرورة قضاء بعض الوقت هناك .. *تذكرت فرحته الطاغية بنجاح ابنته (لجين) في امتحانات الأساس الماضية بمجموع (266) درجة .. *تذكرته مستلقياً على (طاولة) الأوكسجين و نظرته الحزينة تجاه أحد أطباء الإمتياز بمستشفى شرق النيل - قبل شهر - وهو يقول لنا : والله ما عندنا هنا أخصائي قلب .. أمشوا مستشفى احمد قاسم !!.. *تذكرته عندما خرج صوته ذات مرة هامساً لي بصعوبة بالغة : ياخ دي إجراءات كلها جرجرة وحتى الواحد لو عاوز يكوس العلاج برة البلد دي يصعبوا عليهو أي شئ .. *كان صاحب ضحكة لا تغيب .. حتى و إن تألم فابتسامته التي تسكن وجهه تطفيء كل نيران مكابدته للمرض الذي ظل ينهش جميع أجزاء جسده لفترة طويلة بلا توقف .. *كان إنساناً كبيراً بحق .. *أرسل لي ذات مرة - من جدة - صورة جميلة جمعته مع شقيقي المغفور له بإذن الله الأمين هلال و كتب تحتها : الرائع (أبو اللمن) علمنا حاجات كتيرة جميلة .. *تذكرته عندما جاء في يوم شديد الحرارة إلى منزلنا بكرسيه المتحرك وهو يبكي بعد أن علم بمرض والدتنا العزيزة .. *ويا سادتي يا كرام .. أعذروني اليوم اذا ما (شغلتكم) بما هو (خاص) .. *فكل المصائب و المآسي و (البلاوي) التي تحمل الصدمات المزلزلة تجبرنا على الحديث عن أمثال فقيدنا الغالي عادل ميرزا .. *ويا أخي الحبيب .. رحيلك يوجع كل من عرفك في الصحافة مربع (16) .. *و أحبابك في (حلة خمجانة) .. *و جميع أصحابك الأعزاء الذين يكابدون لوعة فراقك وهم خارج السودان .. *وليكن العزاء : كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون .. *ونتضرع إلى المولى عز وجل أن يكون سقمك كفارة لجميع ذنوبك .. وأن يجعل مثواك الجنة .. *وداعاً أيها الرائع .. *وكلنا راحلون .. *(إنا لله وانا اليه راجعون) ..
صحيفة النيل الدولية
02-13-2021, 07:24 PM
جلالدونا
جلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9412
لا حول و لا قوة الا بالله الضاحك البشوش ... طيب القلب نقى السريرة رحمه الله رحمة واسغة و جعل مرضه كفارة له من كل ذنب و بارك فى ذريته صادق العزاء لاسرته و الاهل وكل الجيران بحلة خمجانة فقد عطيم و مصاب جلل و لا نقول الا ما يرضى الله انا لله وانا اليه راجعون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة