تحديات الاقليم و السودان كثيرة اهمها قوقعة سياسيينا. الراحل د. قرنق جمع كل اطياف جنوبه قبل و اثناء المفاوضات بعد ان سفكوا دماء بينهم اكثر مما بينهم و بين الانقاذ كما صرح بعضهم. و عيب الاتفاق كان رفض شركاء السلام و الانقاذ ( الجهلول) مشاركة الاخرين من بقية شعب السودان و اخيرا اضطر قرنق بالقبول.
الشهيد الدكتور خليل ابراهيم دعا الجميع للوحدة الخالصة الصادقة لا سيما في اسبوعه الاخير و مقام الشهداء اكبر منا دون ملامة و اكبر من اسلافه الذين لم يسيروا علي نهجه الاخير دون خجل.
كان بودنا ان نري تكرار المشهد الجماعي للجنوبيين في نيفاشا لاهل السودان عامة و دارفور خاصة في جوبا لكن الطبع غلب التطبع كما يقولون.
توقيعاتنا (للسلامات) الجزئية من كينيا و ابوجا الي طرابلس و الدوحة و جوبا لم تساعد الاقاليم و السودان في تجاوز التحديات. في جوبا كانت هنالك فرصة للاجماع لكن التذاكي الذي اضاعنا ما زال حيا و سوف يضر بنا جميعا سواء كنا قياما بالمذاكاة او قعودا بالانتقاد لكن ارادة الجماهير سوف تنتصر و العدل الالهي في المنتهي دون محاباة لاحد منا طالما لا نتفكر حتي علي جنوبنا او رقودا .
لم تتمكن اى من احزابنا السودانية من الوصول الي برامجها المخطوطة (غير الانانية). احزاب اليسار انتهت بهم الانفرادية الي كنسهم بالنميري و لم يتعظوا الي اليوم حيث يواجهون الكنس الجماهيري اليوم او غدا. احزاب الامة و الاتحادي سينتهي بهم الامر الي الخروج من التاريخ اذا لم يخرجوا من البيوتات او الطائفية. و المشروع الاسلامي العالمي للترابي انتهى به العنصريون نيلا و المشروع القومي الوطني لحركة العدل و المساواة كما وضعناه انتهي به القبليون غربا و لم يتبق اليوم الا مشروع جديد وطنى لكل الوطن و قومي لكل الاقوام او شعبي لكل شعوب السودان بصدق دون تذاكي كذوب خئون او عنصرية مستترة كئيبة. المهم الان مساندة و مساعدة الجميع لانقاذ البلاد (لا لانقاذ الانقاذ السابق و لا اليسار الحالي) لكن لا بد من العمل الناجز لوقف التذاكيات الخبيثات والعنصريات النتنات من اليسار و اليمين اليوم قبل الغد. و اي تراخي او تدرج في محاربة الفساد المؤسساتي و الاستهبال السياسي الاقليمي و القومي خاصة القبلنة السياساتية لن نستطيع مواجهة التحديات اليوم وغدا.
نحن بحاجة لوقف العدائيات السياسية دون مهادنة مع اي باطل قبل وقف اطلاق النار و التصرف كرجال دولة لا رجال عصابات او مافيا كما نراه اليوم. و لن نتمكن من اخفاء او ازالة سوءاتنا السياسية جمعاء الا بالشفافية و الحكم الرشيد و بالرداء القومي الوطني الصادق الذي يخشى كسوته او فشل لباسه الكثيرون منذ الاستقلال و قبله ايضا. و نواصل د. هارون عبد الحميد رئيس المجموعة السودانية للشفافية و الحكم الرشيد. لندن and اسطنبول. 7 فبراير 2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة