|
Re: التطبيع ومنطق الطائرة المنكوبة بقلم : حسن (Re: حسن ابوزينب عمر)
|
( اقتصار التعاون على الشق العسكري يعني أن تفتح ابواب السودان أمام مصانع السلاح الاسرائيلي وحذار أن ينتهي بنا الامر كمحاربين بالوكالة لاسرائيل تطارد القاعدة في شمال مالي وجنوب ليبيا وبوكو حرام في تشاد ونيجيريا ومنظمة الشباب في الصومال وهي جماعات يتوقع أن تنشط في السودان اذا تم التطبيع ) .
الأخ الفاضل / حسن ابوزينب عمر التحيات لكم وللقراء الكرام
أخي الفاضل : تلك الفقرة الأخيرة تعد خاتمة موفقة للمقال ،، وفي نفس الوقت تعد خاتمة مؤكدة للمصير ،، والشعب السوداني حين كان يجاري مناقب ( اللآلات الثلاثة بالخرطوم ،، حيث لا ولا ولا ) على الأقل كان يجاري وعورته مستورة غير مفضوحة ،، وكان يملك نوعاً من الكرامة وعزة النفس رغم تلك العلل الكثيرة المنسوبة للأشقاء العرب الذين يجري عليهم ذلك المثل : ( لو كنت مكاني لما تجرأت أن تسألني ذلك السؤال ) ،، ولكن مع الأسف الشديد فالصورة الحالية لدولة السودان حول التطبيع مع اليهود هي صورة مخزية للغاية وفاضحة لدرجة الغباء ،، حيث تلك العورة المكشوفة المفضوحة ،، وحيث تلك القيمة العالية المدفوعة ،، وحيث تلك الكرامة المجروحة ،، وحيث تلك المذلة والمهانة رغم تلك التنازلات الكبيرة .، وحيث التسول عند باب السيد ( ترمب ) ثم التسول عند باب السيد ( بايدن ) ،، والمحصلات في نهاية المطاف غير مؤكدة !!!
العقلاء من الناس في هذا البلد وفي الكثير من البلاد يتعجبون من مقولة : ( حاجتنا لإسرائيل اقتصادية ،، وهي الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها للاستثمار الأمثل في العقارات والبناء والبنية التحتية والطاقة وتجارة التجزئة والصناعات الغذائية والسياحة والاتصالات واستصلاح الأراضي ) ,, أخي الفاضل هنالك المئات والمئات من الدول في العالم ( غير دولة اليهود ) يمكن الاستفادة منها اقتصاديا وتجارياً وتكنولوجياً وحضارياً وفي الكثير والكثير من الأنشطة الأخرى ،، وذلك إذا أحسنا الاختيار بطريقة واعية وذكية ،، وليس شرطاً الاستفادة من هؤلاء اليهود الذين لا يرضون إلا على من يتبع ملتهم ودينهم ،، صدقني يا أخي الفاضل أن تلك مجرد أوهام في أوهام لإيجاد نوع من المبررات الفارغة للتطبيع مع اليهود ،، فتلك الدولة اليهودية ليست بتلك الدولة الغبية التي تبذل مثقال ذرة من المنافع على دولة عربية مهما تلحس تلك الدولة العربية مؤخرات اليهود !،، والشعب العربي يعرف جيداً أن هنالك دول عربية تقيم تلك العلاقات الراسخة وذلك التطبيع مع دولة اليهود منذ سنوات طويلة ورغم ذلك فإن تلك الدول لم تنل تلك المنافع المزعومة من دولة اليهود بذلك القدر الذي يتوهمه البعض .
ولكن الجيد في مقالكم تلك الحقيقة وتلك الرمية الموفقة في نهاية المطاف ،، حيث مقولة دولة اليهود تخطط بطريقة ماهرة وذكية للغاية لتكون دولة السودان بمثابة المحارب بالوكالة نيابة عن اليهود ،، وبالتالي تريد من دولة السودان أن تطارد القاعدة في شمال أفريقيا ،، وتطارد منظمات الشباب في الصومال ،، وتطارد جماعات ( بوكو حرام ) في تشاد ونيجيريا ،، فدولة السودان في عرف اليهود يجب أن تكون مجرد عدة من عدد الدفاع عن تلك الدولة العبرية الصهيونية ،، وفي تلك الحالة سوف يجري على السودان وعلى الشعب السوداني ذلك المثل الذي يسخر من البلهاء ويقول : ( هؤلاء البلهاء لا مالاً كسبوه ،، ولا عرضاً حفظوه !!! ) وحينها يا حسرةً على دولة السودان .. وهنا الفرق شاسع بين خيبة السودان مع هؤلاء الإخوة العرب وبين خيبة السودان مع هؤلاء اليهود الأنجاس .
وفي الختام لكم خالص التحيات
| |
|
|
|
|