الامر الذي لا يعرفه الكثيرين، او يتجاهلونه عن عمد، هو ان كل القيود المالية قد رُفعت منذ اواخر عهد باراك اوباما، و كانت ضربة مؤلمة لخطاب النظام البائد، و شماعة العقوبات، و القيود المالية علي السودان.
تفاقمت الازمة، و بدأت في التصاعد، و ذلك لعدم كفاءة قطاعات الإنتاج الصناعية، و الزراعية، و التعدين، او الخدمات، و فوق ذلك مافيات الفساد التي تسيطر علي كل مفاصل الدولة، و النظام المصرفي.
كررنا مراراً، و تكراراً.. رفع إسم السودان من لائحة الإرهاب لا تنجزه الخطابات السياسية، او اللقاءات، و الخطب الجوفاء، بل يحتاج الي عمل علي الارض.
قبل تفعيل قطاعات الإنتاج فرض الامن، و إعلاء هيبة الدولة، و سن قوانين محترمة، و محاربة الفساد، الذي يسيطر علي الجهاز المصرفي، وهو رأس الرمح في عملية النهضة.
احدث التقارير الامنية الامريكية هي الحقيقة المرة التي يهرب امامها الجميع.
* لبعض الجماعات الإرهابية نفوذ، و تحرك واسع في الاراضي السودانية.
* تنشط جماعات، و شبكات الإتجار بالبشر، و عمليات الخطف في الإقليم الشرقي بشكل خطير.
* اعمال اللصوصية، و السرقات، و إستهداف الغربيين في الاقاليم، و محتملة في العاصمة الخرطوم.
* شبكات الإتصالات، و خدمات الطوارئ، لا يُعتمد عليها.
*حمل العملات الاجنبية، و حتي المحلية تُعتبر جريمة.
* الوجود الامني في الشارع ضعيف، و غير فعال.
هذه عبارة عن مختطفات فقط.
بالله عليكم ايّ مؤسسة محترمة يمكن ان تأتي لتستثمر في السودان عندما تسترشد بتقارير اكبر دولة في العالم حيث العمل الامني، و الإستخباراتي، الذي يرصد ادق التفاصيل المملة لاجل مصلحة مواطنيه.
ما قرأته يعني غياب الدولة تماماً، و لا وجود لها علي الإطلاق.
ذكرنا كثيراً انه يمكن رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب عبثاً لمصالح سياسية، او مكاسب لا علاقة لها بالواقع السوداني، و سيظل الحال كما هو بل سيزيد في السوء، و ذلك لعدم ثقة العالم بالنظام الامني، و الاهم عدم السيطرة علي المال بإعتباره الشريان الرئيسي للاعمال الإرهابية، و غسيل الاموال.
السؤال.. ماذا فعلت الدولة السودانية بعد الثورة في الإجابة علي المخاوف الامنية، و سيطرة الدولة علي المال لضمان عدم وصوله للإرهاب، و عمليات غسيل الاموال؟
وهذا مربط الفرس لكل العالم شئنا ام ابينا..
المعروف ان كل الكتل النقدية المحلية، او الاجنبية هي خارج إطار سيطرة الدولة، و النظام المصرفي مترهل، و تسيطر عليه مافيات الفساد، و سدنة النظام البائد.
من الافضل لنا ان نبدأ بشكل صحيح، و ان نعمل علي الارض قبل ان نلوم الآخرين، و البحث عن شماعات إستخدمها النظام البائد حتي ذهبت به إلي مزابل التاريخ.
لا توجد دولة محترمة تقود منظومتها الامنية مليشيات قبلية، عقيدتها المال، و الإرتزاق، و فرض الامر الواقع بقوة السلاح.
هذا الواقع المؤسف سيكون مقدمة لمزيد من الإنفلات الامني، و التقسيم، و التشظي، و يشجع الكثيرين باللجوء الي التمترس وراء القوة، و الحواضن الإثنية، و الدينية، و الثقافية، و المناطقية، و ما نشاهده الآن من إستقطاب حاد خير دليل.
اخيراً فقر، و غياب المؤسسات العميقة المعنية بالامن القومي، و مصالح الدولة العليا هو سبب كافي لتلاشي الدولة السودانية من علي الخريطة.
اعتقد لا يزال في الوقت متسع، و إلا قاع الجحيم يسعنا جميعاً..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة