نريد سلام القلوب ولا نريد سلام المظاهر والمجاملات !!
الساحات السودانية قد كلت وملت من ذلك النوع من بروتوكولات ( السلام ) .. وهو سلام المظاهر والمجاملات والمحاصصات .. سلام ناقص الأركان في كل الأوقات منذ استقلال البلاد .. حيث جماعات تدعي وتزعم الوفاق والاتفاق بشروطها .. وجماعات أخرى ترفض الوفاق والاتفاق بشروطها !! .. وكالعادة المعهودة في مشوار السودان منذ استقلال البلاد جماعات تضع السلاح على الأرض وتدعي ذلك السلام المظهري .. وفي نفس الوقت جماعات أخرى تحمل السلاح لتبدأ معارك المناوشات والمصادمات من جديد !.. صورة ممجوجة ومتكررة بذلك القدر الذي يجلب الغثيان في النفوس !! .. أي سلام ذلك السلام الهش الناقص الأركان ؟؟ .. وأية احتفالات تلك الاحتفالات التي توجع الرؤوس .. وقد احتفلت البلاد من قبل عشرات وعشرات المرات بذلك النوع من ( السلام ) المنقوص الأركان ،، والمرفوض من قبل بعض الأطراف ،، وهو ذلك ( السلام ) المظهري الزائف الذي لا يوقف النزف في البلاد !.. وحتى أن أطفال الرياض بالسودان يعرفون جيداً بأن ذلك النوع من ( السلام ) هو سلام مظهري تنقصه المصداقية بكل القياسات .. ومتى ما كانت البلاد تواجه تلك الجماعات التي مازالت تحمل السلاح في أية بقعة من بقاع السودان فلا معنى إطلاقاً لتلك الاحتفالات بالسلام .. والكل يعرف جيداً أن ذلك السلام منقوص الأركان بكل القياسات ولا يستحق إطلاقاً تلك الاحتفالات المظهرية التي لا تقدم ولا تؤخر في مسار المجريات بالبلاد .. وقد جربت البلاد ذلك النوع من احتفالات ( السلام ) المنقوص الأركان عشرات وعشرات المرات من قبل .. وجاء الوقت ليتعظ أبناء السودان من تجارب الماضي .. والسلام المنشود الذي يريده الشعب السوداني هو ذلك ( السلام ) المتفق عليه بالإجماع من كافة الأطراف التي تحارب في البلاد .. ومع الأسف الشديد فإن ذلك ( السلام ) المقبول من كافة الأطراف لم يحدث إطلاقاً في هذه البلاد .. والأسباب في ذلك أن البعض من هؤلاء أبناء السودان يحملون في الأعماق تلك القلوب البالغة السواد .. فهؤلاء لا تهمهم كثيراً استقرار البلاد بقدر ما تهمهم تلك النزعات العنصرية التي ترمي لغايات بعيدة .. وهم يعرفون جيداً أن معارك العنصرية في كافة أرجاء العالم هي معارك لا تعرف النهايات حتى قيام الساعة .. ومن سابع المستحيلات أن يتنازل عنصر لعنصر بفرية الوفاق والاتفاق .. فتلك سنة الحياة منذ نشأة الكون وحتى قيام الساعة .. والذي يخوض في معارك العنصرية لا ينال ذلك المرام حتى مشارف الموت .. ومهما يجتهد ذلك المجتهد فهو يخسر تلك المعارك في نهاية المطاف .. وعليه فإن الشعوب في كافة أرجاء العالم يجارون تلك الحياة بنوع من التحايل والرضا رغم المرارة .. حيث القبول بالقدر المتاح ثم الاجتهاد قليلاً وقليلاً لنيل ذلك القدر الغير متاح !!.. ولا يصرون على تلك المواقف البلهاء حتى مشارف القبور .. وعند ذلك هم الخاسرون في نهاية المطاف .. فذاك يعيش حياته مطمئناً هانئاً ،، وذاك يعيش حياته راكضاً خلف الأوهام والسراب ولا ينال المرام حتى مشارف القبور .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة