{2} بينما في وطننا العربي و ما أدراك، لك أن تحدث و لا حرج إذا شاهدت ضيوف برنامج الاتجاه المعاكس، مثلاً، تراهم منفعلين و يصيحون في بعضهم و يتقاطعون و بتنابزون بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان؛ لا، بل و يرفعون أحذيتهم أحياناً مهددين باندلاع أم المعارك الضرةس بين داعش و الغبراء داخل الاستديو، و مؤكد أن ضغطهم يرتفع لامن كرسترولم يظفق بي سداغاتم و قد يصاب أحدهم بالجلطة أو في طريقه إليها (و في الغالب أن تراكم التوترات سيؤدي الى مرض لا يحمد عقباه مستقبلاً – كانتفاخ الغدة الدرقية ، ضغط سكري، أو مرض نفسي و عصبي، حمانا الله وإياكم) فقط ليبرهن أن الباطل لا يأتي أبدن من بين يديه أو من خلفه. ياخ لدرجة بات امراً ملِحَّاً اشتراط منع دخول الضيف منتعلين بأحذيتهم لكونها ما قد تحمل من قاذوراتٍ قد لا يقل زفارة من ألسنة لابسبها.
● ذلك على عكس المتحاورين من المِلَل الأخرى الذي يستمعون القول إلى النهاية ليتبعوا أحسنه. و لا يقاطع أحدهم محدثه؛ و يشرب كاساً من الماء و هو يتبسم بوجه أخيه (صدقةً). ● و قد لاحظنا في أحد كتب المنهج السعودي أنهم أدرجوا هذا الجانب الهام– التفريق بين الحقيقة، و الرأي. و لو طبقنا ذلك لخلت قروبات عيال الواتسبة و مواقع دردشات فسفسة و تغاريد وترنة و الأحاديث التلفزيونية من الكثير من المهاترات والنهيق الذي يضر بصاحبه قبل أن يخرم طبول إضنين مستمعيه المستهدفين و لما عرّضوا أنفسهم و صحتهم لتوتر غير ضروري ولا مبرر له.
● و الغريبة أحياناً عندما أبحث في العم غوغل معلومات عن كلمة معينة أو تعبير لمساعدتي في كتابة تقرير أو ترجمة الخ... فعندما أكتب ذلك باللغة العربية فأجد عدداً لا يستهان به من المواقع العربية وردت فيها الكلمة أو العبارة التي أبحث عنها و هي تكيل الشتائم أو تقلل من قدر آخرين أو تتضمن انتقادات شخصية ضد زيد أو عبيد، و غير موضوعية، و لا أجد المعنى الذي أنشده إلا نادراً.
● بينما إذا بحثت عن الكلمة أو العبارة نفسها بلغة لاتينية للمفارفة المؤلمة، أجد وفرة معلومات و قواعد بيانات و مراجع و مواقع متخصصة و مقاطع فيدبو يوتيوب و معلومات ترة و غنية، ولا توجد صفحة واحدة فيها تنمُّر ضد جون أو جيمس.
● هذه مهارات كان لنا فيها قصب السبق على العلوج الخواجات ثم ضيعناها. فلماذا لا نتأسى بسلفنا الصالح و نقتدي بهم، الذين كانوا أئمة في أدب الخلاف– الامام الشافعي يقول: (رأيي صواب يحتمل الخطأ، و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، بل ذهب الإمام الشافعي خطوات أبعد من ذلك و أبعد من العالم المتقدم في نظرنا اليوم حين قال: ما ناظرت أحداً قط إلا تمنيت أن يجرى الله الحق على لسانه. لا بل و قد نُقِل عن كل من الأمة الاربعة مقولته الشهيرة: حيثما التمستم الحق فوجدتموه في غير ما ذهبتُ إليه فلتضربوا بمذهبي عُرض الحائط. فأيُّ درجةٍ من الإيثار و الرُقي هذه! فلا تنتصر لنفسك و لكن انتصر للحق .. كما يدعونا لذلك علماؤنا الأجلاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
دفع الله ود الأصيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست