هذه الأيام يظهر فى اجهزة الإعلام المختلفة، الكثير من فلاسفة العهد البائد أمثال د. غندور وأمين حسن عمر واخرهم المعتوه ربيع عبد العاطى.
للاسف الشديد ان الإسلامين لم يستوعبوا حتى الان خروجهم من اللعبة السياسية فى السودان، وان هناك تغيرًا جذريا قد حدث لمجريات الأمور السياسية فى السودان. وان الشعب قد طوى صفحة سوداء فى تاريخه الحديث، والان تتطلع الأمة مجتمعة لبناء دولة المواطنة الحديثة وترميم اثار الدمار الشامل والهائل الذى شمل كل النواحي التى يمكن للإنسان ان يتصورها.
من خلال أحاديثهم فى اجهزة الإعلام يتوهمون بان لهم كانت هناك الاإنجازات وأنهم مازالوا يتمتعون بقواعد شعبية. فالصدمة التى تلقوها موءخرا بحل حزب الموءتمر الوطنى واعادة كل ما نهبوه الى الدولة، لم تفيقهم من الغفلة والغشاوة التى هم فيها، وإما عقلاءهم فصاروا يتحسرون ويتباكون على ضياع سلطانهم وغنائمهم، تلك التى كانوا ينهبونها من قوت شعبهم دون حياء.
ومن خلال زيارتى المغتضبة موءخرا للوطن، استخصلت وتبينت، بان ذلك الصراع التقليدي القديم الذى كان يجرى فى الجامعات السودانية بين قوى اليسار بكل اطيافه والإسلاميين قد انتقل بانقلاب الإسلامين العسكرى فى ٣٠ يونيو ٨٩، من المحيط الجامعى الى فضاء الدولة. وبعدما تسيطروا على كل مفاصل الدولة بسياسات التمكين، التخويف، التشريد، والتجويع التى اتبعوها، حتى وصل بهم المطاف الى الاستباد الفساد ونهب موارد الدولة.
وأما اليوم ..فنحن نعيش فى عصر قوة اليسار بكل تفاصيله. وانا لا اود ان احكم عليهم بشعاراتهم التى رفعوها، ولكن شعار (حرية، سلام و عدالة) فقط لا يكفى لبناء الدولة التى دفع الأبرياء النفس ثمنا غاليا لهذا التغير .فالشعار يعنى ويشير الى حقوق المواطن تجاة الدولة. فالحرية حق والعدالة حق والسلام هو ايضا حق، واعتقد ان الشعار غفل الواجبات. ونحن لا يمكننا ان نطالب بالحقوق ونتجاهل والوجبات. فالوجبات تتم بالتضحيات والإنتاج. فنحن لن تقم لنا قائمة وشان بين الأمم، اذا لم نصبح شعب منتج. فواجب الدولة توفير وتسهيل وتشجيع سبل الإنتاج فى المقام الاول. واعتقد جازما، ان ركزنا على تطوير الزراعة وملحقاتها الصناعية فقط، فاننا بالتاكيد سنخرج بالمواطن واقتصادنا القومى الى مرحلة مزدهرة.
وعلينا ايضا ان لا نكون تحت رحمة الآخرين. فالحصار الاقتصادي ضد السودان لن يرفع دون مقابل.
وارى ان الشعب السودانى ليس على استعداد لتقديم تنازلات قد تمس بكبرياءه وكرامتة.
وعلينا ان ننظر الى تجربة كوبا والحصار الأمريكي الجائر عليها منذ عقود كنموذج ، فبالرغم من ذلك نجدهم متقدمين فى كل المجالات، ولا نجدهم يتوسلون ويتباكون لرفع الحصار عنهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة