التحجج بأن وضع السودان ضمن قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للارهاب هو السبب في كل مشاكلنا الاقتصادية وبدون الخروج من هذه القائمة فلن تقوم لنا قائمة أبدا حجة عاجز صحيح أن الاندراج ضمن القائمة تترتب عليه قيود مالية تجعل مؤسسات التمويل العالمية تتحفظ ازاء التعامل مع المصارف السودانية.. ولكن ذلك ليس نهاية العالم، خاصة وأن امريكا نفسها عمدت الى رفع بعض القيود التجارية وسمحت للسودان بالتعامل معها ( امريكا) دون ان تستفيد بلادنا من هذا التسهيل. وفوق ذلك لم يتأثر اقتصاد السودان طوال سنوات النفط الزاهية من 1999 حتى 2011 بهذه القيود المالية وتلك القائمة السوداء وبالتالي فإن المشكلة في مكان آخر وهو اولا لا يوجد لدينا انتاج كاف لنصدره ما عندنا من انتاج ( الماشية والصمغ والحبوب والذهب خاصة) نهربه ونسربه بواسطة مراكز النفوذ الى الخارج بالفساد دون ان تعود عائداته الى الوطن من اجل تحريك قطاعات الانتاج ومن اجل استيراد السلع الرأسمالية والمعينات الاستثمارية التي تخلق الازدهار بل حتى لا يعود الى بنك لسودان ما يكفي لاستيراد المحروقات والقمح والدواء والسماد المشكلة تكمن في ضعف ادارة الدولة وعدم قدرة حكومتنا على السيطرة على حركة الانتاج القومي الذي يمكن الحصول على استثناء لتصديره حتى الى امريكا نفسها واذا كان صعبا على حكومة حمدوك أن ترفع البلاد من قائمة الارهاب لأن هنالك مليشيات تسيطر على البلاد وتسيء الى سمعتها وتهدد امنها والسلم والامن الدوليين ، فليس أقل من الحصول على استثناء يسمح لها بتصدير الذهب والحبوب والصمغ والمعادن الاخرى الى امريكا ذاتها فإذا استقبلت امريكا تلك السلع بسلاسة مالية معتادة سهل استقبالها من جانب بقية دول العالم ولكن حكومة حمدوك لا تفكر الا في المنح المرتقبة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة