أخْطاءٌ شائعةٌ(شائنةٌ) تعكِسُ عقليَّةً ضَحْلةً و ثقافةً شائهةً

● و يتضح لنا عند التحليل والتدقيق كيف يسارع العرب إلىالتملص
من هويتهم بالتخلي عن لسان أمهاتهم ، وتظهر لنا النفسية المتخاذلة
والضائعةو التائهة عند أغلبهم و التي تبني ، و لا تؤسس، على معرفة
مجتزئة و قواعد واهية وتطلعات واهمة . ولا ريبة أن ثمة تصلباً وتحجراً
في الآراء والمواقف سببه حالة انفصام على النفس و إخصاء فكري تعيشها
نخبنا للأسف ، وتحاملاً على لغتنا نتبرع به بحجة التجديد والتحديث والعولمة.
وما هو في الواقع سوى غطاء صغير لستر العجز اللغوي والمنطقي الكبير، فكأنه
(يوشك إن أخفي الصدر يفضح ما تحت السرة و العكس صحيح) . و على ضوء
ما تقدم فإن الترجمة من العربية المعاصرة إلى الإنجليزية من الأمور التي لا تشكل
عائقاً كبيراً إذا كان المترجم على دراية بمصادر الكلام. فما يكتب و ما يسمع فيها
لا يتجاوز التراكيب وا لتعابير الأصلية و المنطق اللغوي لتلك المصادر و الذي
يخالف كما رأينا منطق اللغة العربية. وقد يكون هذا جَسْراً للهوة الحضارية،
كما يحلو لبعض المساكين أن يترجم (bridge the gap) ، و لكنها
تبقى فاغرة فاهاً. و لا يسمع منها إلا ثغاءً و رغاءً.