معالى ابوشريف الخليفة بابكر على قدورة ود علوب كان امس هو يومه فى الدنيا خلده برحيله وبحزننا على هذا الرحيل وعزاءنا انه رحل الى جنة عرضها السموات والارض وتركنا ايتاما يزداد حنيننا اليه والى صورته واعماله الجليلة التى خلدها واصبحت نبراسا لكل من عرفه وعلمه وتعامل معه طوال حياته كل يوم .. سالت دموعنا حزنا لفراقه - لفراق البسمة الساخرة التى كنا نراها فى وجهه الضاحك الباسم دوما بروح الرجل الحنون علينا وعلى الانسانية وعلى الاهل والمنطقة التى كان احد روادها مدرسا ومعلما وقدوة حسنة للاخرين ولكن عندما نستذكر ما قاله حكيم فى الاثر . (أخي هل جف دمعي والمآقي، وهل في جنة الله التلاقي، أراك عـلى الأرائـك فـي نعيمٍ، فنعم المهر يا نعم الصداق.) نعود الى رشدنا ونترحم على روحه . هذه هى الجائزة الوحيدة التى يستحقها فى نهاية مطاف الحياة فنعم المهر يا نعم الصداق .. الفقيد قدم للدنيا كل ما ذكرت من جلائل الاعمال ومكارم الاخلاق .. ورث عن اهله الصالحين خير ما عندهم وخير ما قدموه فى حياتهم كانت مملكة الدفار احدى ممالك السودان القديمة فى السلطنة الزرقاء تعج بالخلاوى وطلاب العلم والقران بيفد اليها طلاب من كل انحاء افريقيا ومن داخل السودان كانت المملكة بمثابة جامعة العلم وفى العفاض وحدها كانت هنالك اكثر من اربعين خلوة يقوم عليها اهل هذه المنطقة من خدمة لعدد هائل من طلاب العلم توارث الابناء كل هذا بمرور الازمان والايام وكانت خلوته اخر خلوة من هذه الخلاوى التى رفض اغلاقهاالابعد انشاء مدرسة نظامية للطلاب فى المنطقة التى كانت تبعد كثيرا عن اقرب مدرسة العفاض الاولية وبعد انشاء المدرسة اغلق الخليفة بابكر الخلوة مفسحا الطريق للمدرسة الجديدة .. ظل الخليفة بابكر وفيا لمهنته فى تدريس القران وفيا لدور اهله واسرته وفيا للدور الذى وجد نفسه فيه كان يحس بان عليه التزاما دينيا ومجتمعيا ان يعلم الاخرين وان يقوم بهذا الدور ويصرف عليه من جيبه الخاص من اكل وشرب واحيان يعطى طلابه بعض من المصاريف اخبرنى احد تلاميذه بان الخليفة كان يقدم لهم الوجبة والمصروف ليحفزهم بالمجىء والاهتمام بالدراسة . وهكذا ظل فى نفوس الناس شخص من نوع اخر يندر مثاله فى المجتمعات فالكل يجلونه ويحترمون كلمته ورؤاه وله تقدير خاص فى مجتمعه الذى نشا فيه كان يوم امس يوم حزن لكل من عرفه . . امس افتراقنا ركن من اركان المنطقة من تاريخها فقدنا جزء من شخصيتها كمكان للعلم والعلماء . عرف بين الناس بتعامله الراقى مع الاخرين بما يذكرهم بالرسل والانبياء فى المعاملة ومكارم الاخلاق تعازى لاسرته ولتلاميذه ولاهل المنطقة اجمعين وهكذا حال الدنيا تفرقنا عن احب الناس لدينا وما علينا الا الصبر والدعاء معالى ابوشريف
العنوان
الكاتب
Date
الخليفة بابكر على قدورة (ود علوب) فى الخالدين ... رحمه الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة