جاء البارحة في الصحيفة الأمريكية (ذا يونايتد وست) كلام خطير عن هشاشة الأوضاع الأمنية بالسودان، وعن سلحفائية حكومة قحت في حسم وتنظيف عناصر الأمن ونافذي المؤتمر الوطني المتغلغلين في ثنايا الدولاب الحكومي؛ وحذر المقال من مغبة هذا الprocrastination الذي اشتهر به هاملت في تراجيدية شكسبير المعروفة؛ كما نبه إلى أن قوى الثورة لم تنفرد بالمشهد السياسي بعد، فما زالت الدولة الإخوانجية العميقة ذات شوكة خطيرة وأنياب مشرعة، خاصة في الأجهزة الأمنية والإعلام والشرطة والجيش، وهنالك رياح محلية وإقليمية سوف تهب في أي لحظة ( والكتاليست متوفر) لتملأ أشرعة القوى المضادة للثورة، وتحقق ردة كاملة الدسم كما حدث لحكومة سلفادور الليندي في تشيلي عام 1973، ولحكومة احمد سوكارنو قبل ذلك بإندونيسيا، ولنظام عبد الفتاح اسماعيل اليساري بعدن .
وعلى سبيل الحصر، فإنني على علم بعش دبابير من الخطورة بمكان في قلب القصر الجمهوري، لابدا ومتنفذا ومسلحا ومتحفزا وشامتا ومعاديا للثورة، يتألف من حوالي مائة وخمسة وعشرين كادرا أمنجيا إخوانيا، يحتلون درجات حكومية عليا ذات مخصصات وسيارات سيادية؛ ولقد قام بتعيينهم حاتم حسن بخيت (صاحب القضية الأخلاقية) مدير مكتب وابن خالة البشير، قبل سقوط ذلك النظام الشرير ببضعة أيام، وجميعهم من الكوادر النافذة بالاتحادات الطلابية الإخوانية بالجامعات.
ويتكرر نفس المشهد بالأجهزة الإعلامية وبكافة مفاصل الدولة العميقة.
حسنا، هناك من يقول إن البناء والتوطيد الإخواني عبارة عن عملية تراكمية استمرت لثلاثين عاما، ومن الصعب اقتلاعها بين يوم وليلة. ولكن، وبشهادة الدوائر الأمريكية المذكورة، هنالك مفاتيح أساسية لا بد من التعامل الفوري معها قبل أن تطيح بك، وهي بالتحديد الجيوب الأمنية بالجهاز نفسه وبالقصر الجمهوري بالمؤسسات الإعلامية. إن البطء والتلكؤ في هذا الخصوص يهدد بنسف ثورتنا العظيمة، وبإرجاعنا لمربع النظام الإخوانجي مرة أخري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة