الخلل الحقيقي والعميق كان في الرؤية التي تبناها ممثلي الشعب في حكومة الثورة أن يعملوا بشراكة حقيقية مع العسكر كوضعية او منصة انطلاق نحو دولة تنموية اقتصادية صاعدة او موعودة .. وهي رؤية تعتبر الاقتصاد مفتاح اول للاستقرار السياسي والمجتمعي في السودان.
تبني تلك الرؤية في العلاقة بين حكومة الثورة والعسكر كان في مقابل علاقة متقابلة ومتصارعة وهي كذلك. ليس بحكم الأمزجة وانما لخلافات جذرية وطموحات ومصالح لا اول لها ولا آخر.
هؤلاء من فوضهم الشعب من خلال ثورة عظيمة واولئك من فرضوا أنفسهم على الشعب السوداني بقوة السلاح.
نعم تم الاتفاق السياسي والدستوري في لحظة تاريخية مؤلمة وقاهرة إلا أن ذلك لا يعني افراغ المضمون الثوري.
لا يعني فرض هذه اللحظة التاريخية لمعطياتها أنتهاء الثورة أو انتفاء اهمية العمق الثوري لحكومة الثورة..
لا شيء يفرض هنا أن يعود الثوار لمنازلهم ويتفرغ السادة الحكومييون للحكم.
لم تنتفي الحاجة للعمق الثوري في ادارة ملفات كاجتثاث دولة المؤتمر الوطني.. كان وما زال من الممكن مقاربتها ثوريا بقوة دفع الجماهير والثورة ..
ملف القضاء والنيابة العامة كذلك.. والقصور في اداء الحكومة في هذا الملف يعود جزئيا لخلل موجود في الوثيقة او بالاحرى الوثائق الدستورية ولكنه يعود كذلك لافتقار البعد الثوري والإرادة الثورية الحاسمة التي لو تم تفعيلها لما شهدنا هذا الغضب العارم في الشارع السوداني الذي هتف البارحة بالقصاص اول ما هتف في قضية الشهداء الذين تمت مواراتهم الثرى عليهم السلام اجمعين
شارع ثوري ممتد وعظيم تصدمه تماما مشاهد كتكريم مدني عباس مدني واعلانه التطبيع مع الاقتصاد العسكري .. احاديث المدنيين أعضاء مجلس السيادة حول (ملائكية) العسكر .. حديث فيصل ونغمة نحنا ما جايين نرفد زول .. حديث حمدوك غير الصحيح عن حل المؤتمر الوطني والمؤتمر الوطني يعقد في مؤتمراته وينتخب هيئاته ويمتلك دوره وينشط إعلامه وتعمل مؤسساته الاقتصادية حتى اليوم الخ ..
تضمين البعد الثوري ليس حتى منحة او خيارا لحكومة الثورة.
انت براغماتيا لا تمتلك إلا السند الجماهيري الثوري الذي أتى بك .. وانت تفقده شيئا فشيئا.. والناس إذ كانت تشير لذلك بعين السخط ما كانت تشير نحوه إلا مخافة أن يأتي اليوم على حكومة الثورة فلا تجد إلا الفراغ لاسناد ظهرها ومن امامهم جنجويدي اوعسكري شاهرا بندقيتة نحو صدورهم ..
فلا دولة ذات أسس اقتصادية قوية أدركوا.. ولا ثورة رعوها حق رعايتها .. ولا وطن إلا وطن الفرص التاريخية الضائعة
عودوا الى الشارع يا حمدوك .. الثورة ليست تاريخا تتم الإشارة إليه بإعجاب. الثورة واقع ممتد في السودان ..
لا يوجد مقومات مصالحة مع العسكر الان .. المصالحات تتم عبر آلية العدالة الانتقالية وادواتها الثورية والفاعلة باسم الثورة..
اجتثوا دولة الانقاذ .. اقتلعوها من جذورها .. اكملوا منظومة العدالة وحاسبوا وحاكموا قتلة الشعب السوداني .. علقوهم في مشانق العدالة .. الدم قصاد الدم .. ما بنقبل الدية
العنوان
الكاتب
Date
الثورة السودانية ليست تاريخا تتم الاشارة نحوه باعجاب يا حمدوك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة