الفريق طه ....اللواء حميدتي...

Quote: جاء "التمرجي" والفتح ! عبد المنعم سليمان لا أعرف عدد الذين بكوا وتحسروا على حال السودان .. ولا أعرف عدد الذين ضحكوا وسخروا عندما رأوا صورة "طه الحسين" ، مدير مكتب عمر البشير ، وهو يصافح الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" في قمة السعودية السبت الماضي ، ولكن اعترف بانني شخصياً جمعت بين الاثنين: ضحكت وبكيت في آن .. ضحكت من سخرية المشهد ، وبكيت حسرة على وطن صار يمثله في المحافل الدولية أناس لو عاشوا حين نزول آية "البعوضة" لسهلوا على أهل التفسير شرح نوعية الحشرات التي قصدها الله تعالى في قوله: "فما فوقها"! جميعاً نعلم من هو "طه" ، وماهي مؤهلاته .. ولو كنت أحمل جزء من سيرته المبذولة على المواقع ، لانزويت في ركن مظلم بأركان المنزل ، وطلبت من أهلي إدخال الطعام لي بالنافذة لا بالباب ، مخافة ان أرى نظرات الحسرة والأسى على عيونهم .. فمن يتأمل ملخص سيرته العملية يجدها تقول: بدأ حياته "ممرضاً" وإنتهى "م############اً" .. وهي سيرة بلا شك لا تؤهل أي انسان لتمثيل بلاده أمام رؤساء العالم .. ولكنه وكما نراه أمامنا - ونحن نطأطئ رؤوسنا – يقدم نفسه للعالم كعنوان للإستنارة ومحاربة الفكر المتطرف وذؤابةُ الدبلوماسية السودانية في كل تاريخها .. ومن يدري ربما نراه غداً يرقص أمامنا ، يهز مؤخرته وأردافه نحو اليمين واليسار ، ويلوح بعصاته للجماهير كما يفعل رئيسه، فليس للخلاعة حدود ، ومن شابه رئيسه فما ظلم! ان هذه الصورة المنشورة أمامكم تعكس عمق المأساة التي وصلنا إليها .. حيث كان بإمكان الرئيس الطريد بعد ذلته أمام العالم ، ومنعه من حضور مؤتمر "ترمب" .. كان بإمكانه إبتعاث نائبه الأول "بكري" أو وزير خارجيته "غندور" لتمثيله في هذه القمة الكبيرة ، ولكن ولأنه أصبح معزولاً داخلياً وخارجياً .. ولأن مساحة أمانه الشخصي وصلت إلى حدودها الدنيئة .. فقد ثقته حتى في نائبه الأول ، الذي يعتبر أقرب أقاربه في الحكم ، خوفاً من ان يفكر العالم في خليفة له .. لذلك قرر – كدأبه - التضحية بسمعة البلاد لصالح وساوسه المريضة .. وتمثيلنا بدرجة خفيضة ودنيئة .. درجة "طه" ! والذي يقول من يعرفونه عن قرب انه : لا فرق بين أعلاه وأسفله .. فأسفله كأعلاه .. وأعلاه كأسفله ! ان وصول شخص متدني فكرياً وأخلاقياً وإنسانياً كـ "عمر البشير" إلى السلطة قد أغرى كل سفيه وساقط ووضيع في التفكير للوصول إلى الحكم .. وهذا ما يجعلنا نتذكر ونعيد قصة الشاعر القديم "دعبل الخزاعي" ، بعد ان تولى "إبراهيم بن المهدي" شقيق الخليفة "هارون الرشيد" مقاليد الحُكم كبديلٍ للخليفة المأمون .. فكتب "دعبل" ساخراً من تولي أمثاله لشؤون الحكم ، قائلاً: إن كان ابراهيم مضطلعاً بها... فلتصلحن من بعده لمخـارقِ ولتصلحن من بعد ذاك لزلزلٍ … ولتصلحن من بعده للمـارقِ وكان مخارق وزلزل أشهر "صعاليك" ذلك العصر .. وبدورنا نجاري الشاعر النحرير ونقول : إن كان "عمر البشير" مضطلعاً بها .. فلتصلحن من بعده لـ"تراجي" ولتصلحن من بعد ذاك لـ"حميدتي" .. ولتصلحن من بعده لـ"التمرجي" .