|
Re: اختراق البذاءة لشعارات الثورة (Re: Yasir Elsharif)
|
سلام يا عبدالله محمد احمد بلة العنوان الأنسب لهذا البوست هو تبذئة شعارات الثورة والتبذئة هي إدخال مدلول بذئ للكلام غير المدلول المعروف له لدى العامة. ورغم خصوبة خيال كاتب المقال إلا أنه وقع في خطأين منهجيين: اولهما أنه حصر المصادر التي إستقى منها تأريخ تطور العبارات المستخدمة كشعارات على المصادر التي وجدها في بيئته ومحيطه القريب ولم يكلف نفسه بالبحث عن روايات أخرى لتأريخ منشأ هذه االعبارات في المحيط الذي يتداول هذه العبارات اليوم فمثلاً لو أخذنا عبارة "الحل في البل"، الكاتب ربط البل بالإتصال الجنسي و كاتبنا هنا تعامى عن الماء الذي يغطي 71% من سطح الأرض ولم يرى ماءً قادراً على البل إلا ماء الرجل. والسوداني يستهلك حوالي 2.21 متر مكعب من الماء يومياً في المتوسط أغلبها يذهب للبل، بل الريق وبل الملابس وغيرها من الأشياء القابلة للبل. فكيف يحصر الكاتب السائل المبلل في ما لايزيد إنتاجه عن 0.25 مليليتر في اليوم ويتغاضى النظر عن 2.21 مليون مليليتر يتعامل معها الشخص العادي يومياً. وعودة لتأريخ بعيد ورغم ضعف ثقتي في ولادة بنت المستكفي إلا أنني لم أفهم كيف كان إبن زيدون يرجو بل جوانحه إذا ما كان البل على قدر فهم الكاتب. هنالك العديد من الروايات التي تحكي قصة منشأ عبارة الحل في البل ولعل أشهرها ما تداولته الأسافير في إبان أيام الإعتصام عن أن منشأ العبارة مرتبط بحبل الدُمك الذي يصعب فكه لما يجف.
الخطأ الثاني هو أن الكاتب لم يفرق بين بذاءة العبارة وبذاءة مناسبتها ومنشأها.فالعبارات التي إستشهد بها الكاتب ليست بذيئة في حد ذاتها وحتى لو كانت قد قيلت في سياق بذيء فإنها لن تكتسب البذاءة إذا خرجت من ذلك السياق إلى سياقات أخرى غير مرتبطة بذلك السياق البذيء. فمثلاً لو إفترضنا أن عبارة "أرقد عشان ما تموت" تم إستخدامها لأول مرة في مناسبة بذيئة فالعبارة بعد ذلك أخذت إستقلالها التام عن تلك المناسبة وإنفض الإرتباط بينها وبين المناسبة في ذهن القائل والمتلقي. ويا كاتبنا الكبير لو في زول إعتدى عليك ضرباً بعصاية او عُكاز او سوط ارقد عشان ما تموت، ببساطة لأن الرقاد يمكنك من حماية اجزاء جسمك الأكثر قابلية للأذى مثل الرأس والبطن بشكل أفضل.
😹
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|