ترددت كثيرا في نقل هذا البوست لانه توغل في منطقة حساسة جدا ولكني تذكرت هتاف الثورة ( الطلقة ما بتقتل بكتل سكات الزول ) فاستجمعت شجاعتي ونسخت لبوست وتحية خاصة لكاتبه الشجاع
اختراق البذاءة لشعارات الثورة - محمد اسماعيل
يمكن لغاية وقت غير بعيد كان في كلمات تحسب في معجم البذاءة، لكن مؤخرا بقى يستخدمها المتعلم قبل العامي، والبنت قبل الولد!! مثلا كانت لفظة البل، من الكلمات البذيئة جدا، وهي كناية عن الإتصال الجنسي لأنه بيتم فيه قذف السوائل التي تبلل الطرف الآخر، ودا وجه الكناية. عذرا يعني إذا خدشت الحياء.
كان أتفه ناس في مجتمعي الصغير بيستعملوا الكلمة دي للتهديد، ((والله لو ما رجعت لي قروشي أبلك بل بالإضافة لتعبير يدوي يحمل ذات المعن، وهكذا، كناية عن الإنتقام القاسي العنيف، ولا يوجد إنتقام أو تهديد أعظم وأكثر إهانة من الإغتصاب)). خلونا نتجاوز التفصيل البايخ دا..
في السنوات الأخيرة الكلمة بدت تتسرب لمجتمعات طلاب الجامعات وغيرها وبدينا نسمع جمل وكلمات زي ((الإمتحان جاء بل بس))، ((وأستاذ الكيمياء بل الناس بل)) إلى آخر إصطلاحاتها البتحمل معنى الصعوبة والقسوة والألم والشدة، رغم إنه في الأصل نحن بنسكن في منطقة حارة وشبه مدارية، وما قاعدين نتضرر من الأمطار والبلل زي ساكني المناطق الباردة، الما بيتحملو نقطة الموية، كان المصطلح دا معاهم بيكون مناسب!!
جات ثورة ديغسطس((ديسمبر-أغسطس)) المجيدة، ونشرت هذه الكلمة البذيئة وعممتها بشعارها المشهور((الحل في شنو؟؟ الحل في البل))..
مثال تاني لكن على نطاق أضيق، الشعار بتاع ((يشهد الله: ضغوطات، ضغوطات، ضغوطات والمجلس بيتشكشك، بيتشكشك، بيتشكشك مطالبنا: مدنية، مدنية، مدنية)).
والكلمة ((بيتشكشك)) مشتقة من كلمة شَكَشْ، جمع شَكَشَة في العامية البذيئة، تعني الزانية الممتهنة للزنا((المومس، العاهرة)). فكلمة تتشكشك معناها تتصرف كما العاهرات!! طبعا هم قاصدين في الشعار جرجرة المجلس العسكري ومماطلته، ومكائده.
إختراق بعض المصطلحات بذيئة الأصل للمجتمعات المحافظةوالطبقات المستنيرة وشيوع التفحش تحت مسميات محايدة أو لطيفة ((الدرع، الخارجيات، الشلف)) من الأشياء الخطيرة الملفتة للأنظار في الآونة الأخيرة..
يمكن تكون أهم الإسباب هي وسائل التواصل الإجتماعي لأنه أزالت كثير من الحواجز وفتحت الكثير من التكتلات والشرائح الإجتماعية على ساحات مشتركة من التفاعل والتبادل.
يعني زمان ناس الجلسات الرديئة والتصرفات الوضيعة بيتلاقوا براهم ومافي زول خارج دائرتهم بيسمع منهم بإستمرار، حاليا أي زول بيقدر يكتب وينشر على نطاق واسع جدا وبإستمرار كمان. وما تكرر تقرر((الشئ البتكرر بيتحول لشئ مألوف))
الثورة من الإستثناءات البتوحد جميع طبقات ومكونات المجتمع، وبتعمل بينهم نوع من التقارب الوجداني والثقافي واللغوي..
أنا هنا في البوست ما إتناولت التأثير العكسي للمستنيرين في الإلتحام الثوري على العامة والمرفوضين إجتماعيا ، أكيد الثورة أضافت لقواميس -المنبوذين سابقا- وأفكارهم وطموحاتهم وأحلامهم، لكن دا ما موضوع البوست في الحقيقة. النقطة دي عشان ناس عاين لنص الكباية المليان، والنصف المضئ من القمر، شكرا يا عميق😅
بعد داك من أهم الحاجات البتساعد على إنتشار المصطلحات دي، جهل كثير من متداوليها بمعناها الأصلي، مثلا أنا مرة إستعملت جملة:(( أرقد عشان ما تموت)) لقيت الناس منططة عيونا وقال لي واحد منهم: دا شنو دا يا محمد؟؟ في النهاية لقيت الجملة مرتبطة بموقف ومناسبة سيئة جدا جدا، فتركت إستعمالها..
عشان كدا نحذر ونتحفظ من إستعمال أي مصطلح أو إقتباس لغاية ما نتأكد من مصدره ومناسبته..
ما عايز أسمي بعض القروبات والمجموعات البتنشر وتسمح بنشر المنشورات والتعليقات والميميز والصور والرموز النابية والخادشة، وإشتراك الآلاف فيها مع الأسف💔
يعني أنا أتعجب من ناس بينشروا البذاءة بالإنجليزية كأنه كدا ما بذيئة، وتساعدهم كثرة هذه الألفاظ في الأفلام الإجنبية، والترجمة المحرفة ليها من قبل منتجي ومترجمي الأفلام، لدرجة إنه بقت ما شاذة عند عدد من الناس💔
وناس كمان يكتبوا (*) مكان حرف أو حرفين في الكلمة البذيئة وينشرها، نظام عمل الواجب الله على أخلاقك يا فخر السودانيين💞
من الحاجات السيئة مؤخرا إستسلام وخضوع وتبعية النخب وصانعي القرار لضجيج الغوغاء المتسلطين والهاتفين وأصحاب الأصوات العالية والصراخ المزعج.
واجب المثقف والمستنير هو أنه يوجه ويعلم ويؤثر في العامة وليس العكس.. المتعلم هو من يجب عليه صناعة وتشكيل الرأي العام وليس العكس.
الكلام أعلاه ما القصد منه الإستعلاء والتحقير والتشفي، لكن يا ليت نحاول نساعد بعضنا ونرتقي بالذوق والسلوك العام، بالتوجيه والإنكار يعني أقل شئ زر أغضبته ممكن يقلل من الحاجات دي إن الله يبغض الفحش والتفحش!!
أسمحو لي أختم البوست بهذا الإقتباس القاسي، ولكن فيه كثير من الصواب:
»أدوات مثل تويتر وفيسبوك «تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء». أمبرتو إيكو
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله محمد احمد بلة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست