أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتمبر يكتب من قطر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-06-2025, 05:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2019, 11:33 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتمبر يكتب من قطر








                  

09-17-2019, 11:38 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)



    د.عوض الجيد
    تاريخ التسجيل: 09-17-2019
    مجموع المشاركات: 1
                  

09-17-2019, 11:44 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    د. عوض الجيد

    أفتكر كاتب المقال هو عوض الجيد محمد أحمد أحد ثلاثي قوانين سبتمبر، سيئة الذكر، مع النيل أبو قرون وبدرية سليمان
    هذه صورة عوض الجيد في يوم 18 يناير 1985 أثناء حضوره جريمة تنفيذ اغتيال الأستاذ محمود محمد طه في سجن كوبر.


    من اليمين
    النيل أبو قرون، ثم فؤاد الأمين عبد الرحمن رئيس القضاء وقتها، ثم عوض الجيد محمد أحمد، ثم شخص لا أذكر إسمه الآن، ثم أحمد محجوب حاج نور الذي كان أحد قضاة ما سمي بمحكمة الاستئناف التي أيدت حكم محكمة المهلاوي على الأستاذ ، القاضيان الآخران هما المكاشفي طه الكباشي ومحمد سر الختم ماجد.

                  

09-17-2019, 11:47 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: مسيرة تأييد لقوانين سبتمبر 1983
    342 Aufrufe
    •Am 01.06.2016 veröffentlicht
    2
    1
    Teilen
    Speichern
    sayentoud
    6510 Abonnenten
    في سبتمبر 1983 تم إعلان قوانين جديدة في السودان اطلقوا عليها اسم قوانين الشريعة .... اعد القوانين لجنة مكونة من ثلاث اشخاص هم عوض الجيد محمد أحمد المحامي و بدرية سليمان المستشار بديوان النائب العام و ابوقرون الجيلي ابو قرون من قادة الطرق الصوفية في السودان .... هاجم الكثيرون القوانين و قالوا أن لا علاقة لها بالإسلام و منهم محمود محمد طه رئيس جماعة الإخوان الجمهوريين الذي تم تقديم بعض من أعوانه للمحاكمة بتهمة لا علاقة لها بالدين ثم توسعت القضية و شملت محمود نفسه و تحولت الى إتهام بالردة عن الإسلام و حكموا عليه بالإعدام و تم تنفيذ الحكم في يناير 1985.
                  

09-18-2019, 00:59 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7184

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    لا حول ولا قوة إلا بالله!
    بالله الدواعش كانوا كتار لهذا الحد في ذلك الزمان!
    كنا فاكرنوا الزمن الزين ومافي زول كان مؤيد
    أول مرة أشوف ڤيديو مسيرة التأييد هذه
    الجهل مصيبة

    شكراً د. ياسر والعفو والعافية
                  

09-18-2019, 01:24 AM

احمد حمودى
<aاحمد حمودى
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 4364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: النذير حجازي)

    يا نذير ديل كلهم كيزان وغشوا النميرى الاهبل وفى الوقت دا كان اتمكنوا انت ما شايف
    وبقوا يسيروا المسيرات وهذه المسيرات كان فاكرة الناس دين وزى ماعارف الشعب
    السودانى بطبيعته متدين لكن ما كان عارف دين الكيزان عيليك الله شوف
    المقدمة من الكيزان قاعدين اثناء المقصلة للشهيد محمود محمد طه الله وكمان حاج نور
                  

09-18-2019, 04:16 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: احمد حمودى)


    كتب ياسر الشريف:
    Quote:
    من اليمين
    النيل أبو قرون، ثم فؤاد الأمين عبد الرحمن رئيس القضاء وقتها، ثم عوض الجيد محمد أحمد، ثم شخص لا أذكر إسمه الآن، ثم أحمد محجوب حاج نور الذي كان أحد قضاة ما سمي بمحكمة الاستئناف التي أيدت حكم محكمة المهلاوي على الأستاذ ، القاضيان الآخران هما المكاشفي طه الكباشي ومحمد سر الختم ماجد.


    ياسر ..حبابك يا صديقي
    نعم هو عوض الجيد محمد احمد..واذكر كان يحاضر في كلية القانون بجامعة الخرطوم ونحن في السنة الأخيرة (سنة المقاطعة)..وحسب بعض افادات بعض الزملاء (دفعات ورانا ودرسهم عوض الجيد) ذكروا انه ذكر مرارا بان لا علاقة له بالجبهة الإسلامية..
    الشخص الذي يظهر في الصورة جالسا بين عوض الجيد وحاج نور هو القاضي المكاشفي طه الكباشي..!
    التقيت المكاشفي في السنة الأخيرة (وقتها كنا طلاب بجامعة الخرطوم كلية القانون) في لقاء عابر وصدفة بحتة (كنا جايين من قاعة الصداقة بعد حضور فعالية هناك ، وقام بتوصيلنا الى جامعة الخرطوم..وكان متزمت للغاية ، وان الفعالية كانت تتحدث عن بيوت الأشباح والتعذيب..وذكر بالحرف انه لا يستبعد هذه الممارسات ويرفضها ولكن لا يجب ان تتحدث عنها الناس كثيرا حتى تعطي الأجانب فرصة للإساءة للدولة السودانية..!!)..
    التقيت فؤاد الأمين في السنة الأخيرة لي بالسودان (1998) ، وجمعتنا ظروف عمل (كان مكتبنا يمثله في الإدعاء ، يعني موكلي)..
    النيل ابو قرون تعرض للمحاكمة بنفس القوانين وبنفس التهمة (تهمة الردة) ولم تستمر المحاكمة..!!..والترابي ايضا تعرض للمساءلة بنفس القوانين وبنفس التهمة..!!
    في سنة 2012 اتيحت لنا الظروف ونحن هنا في مدينة كالقري باجراء حوار مع النيل ابو قرون (كونفرنس كول) وكان وقتها بالإردن (حاليا متواجد في الأردن)..وقد تراجع كثيرا عن قوانين سبتمبر ، واذكر انه كتب كتيب صغير يوضح فيه ان لا وجود لجريمة الردة في الإسلام ..!
    نقاشي مع النيل كان يتركز في الجانب القانوني البحتة (هذا الرأي كنت قد صغته من قبل في ورقة شاركت بها في اول احتفال سنوى لرحيل الأستاذ محمود محمد طه وتمت اقامته في مدينة كالقري).. بان اللحظة التي تمت فيها محاكمة الأستاذ لم يكن هناك نص قانوني اسمه (جريمة الردة) في القانون الجنائي سنة 1983 ، وان قانون اصول الأحكام هو قانون اجرائي تفسيرى لا يجب ان تقام عقوبة الإعدام بموجبه في حق الأستاذ..!..ولقد امن النيل ابوقرون على هذه النقاط..!
    في الصورة اجزم بان الشخص الوحيد المنظم في الجبهة الإسلامية هو محجوب حاج نور..!
    طبعا في موقع القضائية السودانية وموقع قوانين السودان (وزارة العدل) لن تجد اثر موثق لمحاكمة الأستاذ محمود محمد طه ، ولن تجد نسخة من قانون العقوبات لسنة 1983 ، كل المتاح هو القضية التي رفعتها الأستاذة اسماء محمود محمد طه في سنة 1986 ، والتي توصلت فيها المحكمة العليا الى بطلان اجراءات محاكمة الأستاذ محمود محمد طه..!

    ودمتم..

    محمد النور كبر معلا

                  

09-18-2019, 06:43 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Kabar)

    Quote: ثم شخص لا أذكر إسمه الآن،

    أعتقد ان الشخص المعني هو محمد آدم عيسى
                  

09-18-2019, 06:45 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: لتعرفنهم في لحن القول
    هو نفسه يا غوث/ قوس والبوربون لا يزالون في غيهم يعتقدون أن ذاكرة شعبنا ضعيفة

    تكتب شهادتهم ويسألون
                  

09-18-2019, 06:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Kabar)

    سلام النذير حجازي وأحمد حمودي ومحمد النور كبر

    يا كبر الشخص بين عوض الجيد وأحمد محجوب حاج نور ليس هو المكاشفي طه الكباشي. أفتكر إسمه الأول بابكر. هناك صورة للمكاشفي في نفس ذلك اليوم ولكني لم أجدها الآن بسرعة.

    في الموضع 10:30 من هذا الفيديو يمكن مشاهدة صورة المكاشفي حوالي عام 2002

    بين زمنين


                  

09-18-2019, 07:05 AM

Khalid Abbas

تاريخ التسجيل: 12-16-2017
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    تلك هي المرحلة التي أحاط فيها نميري نفسه بمجموعة من نوع اخر من المشعبذين (المشعبذين القانونيين) .
    تلك جماعة نسبت نفسها الى العلم وليس لبعضهم منه شروى نقير. أولئك كانوا ذكرين ونصف ذكر الذكران هما عوض الجيد والنيل أبوقرون ،
    أما نصف الذكر فهي سيدة قانونية (بدرية سليمان) أثبتت لي التجارب فيما بعد أنها أكثر تمكنا من مهنتها من رفيقيها .
    تكشف لي أيضا من بعد تجارب أنها سيدة ذات قدرات فائقة على تطويع القانون لرغائب الحكام .
    العته الذي إنتاب الرجلين ذهب بهما إلى الإيحاء للرئيس بأن يحيي عند دخول مكتبه المقاعد الخالية ويسلم عليها تسليما لأن الملائكة في زعم المشعوذ القانوني تجلس عليها .
    ولا ادري من أين أتى أولئك المخطرفون بهذه الفرية بتلك الجرأة أخذت تلك الجماعة تعبط بالرئيس بعد أن أصبح اسمه (ولي الأمر).

    دكتور منصور خالد
                  

09-18-2019, 07:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Khalid Abbas)

    وجدت هذه المعلومات عن الشخص بين عوض الجيد وحاج نور. إسمه أحمد طه

    ((الشخص ال في الصورة بجوار حاج نور إسمه أحمد طه وهو كان قاضي شرعي في تلك الأيام وكان نسيب لصلاح بن البادية ومتزوج من إبنته "نادية" وله منها بنت ثم طلبت منه الطلاق بعد أن إكتشفت إنو متزوج من أخري من الجريف. لا أعلم إين هو الآن))
                  

09-18-2019, 07:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    هذه هي الصورة التي يظهر فيها المكاشفي

    من اليمين: أحمد وادي حسن مدير السجون، إلى يمينه حسن إبراهيم المهلاوي، ثم إلى يمينه المكاشفي طه الكباشي

                  

09-18-2019, 08:12 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

                  

09-18-2019, 08:20 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: ((في شهادة عيان سجلها قلم الكاتبة والصحفية الأمريكية، جوديث ميلر، المراسلة السابقة لصحيفة نيويورك تايمز في الشرق الأوسط، في كتابها الذي أسمته، God Has Ninety Nine Names "لله تسعة وتسعون اسما" ، ورد وصف لحادثة التنفيذ، جاء فيه:

    كان صباحا مثاليا. بعد سويعات، تصبح الخرطوم خانقة. ولكن عند السادسة من صباح 18 يناير من عام 1985 كان الهواء صافيا. وكانت السماء قد لبست بالفعل زرقة حمام السباحة.

    في غرفتي بفندق الهيلتون، كان الصوت الوحيد، هو صوت مكيف الهواء، ذي العشرين سنة، وهو يضخ هواء محتمل السخونة. شربت قهوتي، وقرأت جريدة الصباح، محاولة ألا أفكر فيما سيحدث. لقد رأيت وقمت بأشياء كثيرة، بوصفي رئيسة مكتب صحيفة نيويورك "تايمز" بالقاهرة. كما شهدت أحداثا مروعة عديدة منذ رحلتي الأولى إلى الإقليم في عام 1971، وأنا لم أزل طالبة حديثة السن. غير أني، لم أغطي حادثة تنفيذ حكم بالإعدام.

    بعد ساعة خرجت في طريقي إلى سجن كوبر. ساحة سجن كوبر مستطيلة الشكل، وبحجم ميدان لكرة القدم. عندما وصلت برفقة جمال محي الدين، مدير مكتب مجلة "تايمز" بمصر، كانت ثلاثة أرباع تلك الساحة ممتلئة بالناس. كنت ألبس جلبابا أبيضا فضفاضا، وغطاء للرأس، لئلا يكتشف حراس السجن أنني شخص أجنبي. لوح لنا الشرطي بيده إيذانا لنا بدخول موقف السيارات. فعل ذلك، من غير أن يلقي حتى بنظرة ثانية نحوي في المقعد الخلفي. علما بأن المقعد الخلفي هو المكان الطبيعي، لوجود امرأة في سيارة، في الشرق الأوسط. خفضت رأسي بينما سرنا أنا وجمال ببطء، وسط الحشد، نحو قلب ساحة السجن، لنجد مكانا للجلوس على الأرض الرملية.

    كانت المشنقة في الجانب البعيد من الساحة. مرتفعة نوعا ما، غير أنها أقل في الارتفاع من حوائط السجن المبنية من الحجر الرملي. كان المشهد في كوبر مرحا. لا شئ هناك يشبه الصور المتجهمة التي رأيتها للسجون الأمريكية حيث يحتشد أصدقاء وأقارب المحكوم عليهم بالإعدام، خارج الأسوار، وسط المتظاهرين المعترضين الذين يحملون الشموع في الليل.

    يبدو أنني كنت المرأة الوحيدة في الساحة. وبدا أن كثيرا من الحاضرين، الذين يقدرون ببضع مئات، يعرفون بعضهم البعض. ظلوا يحيون بعضهم البعض، بتحية الإسلام التقليدية " السلام عليكم" ويجيء الرد مرات ومرات "وعليكم السلام". الرجال ذوو البشرات الداكنة، في عمائمهم التي يبلغ ارتفاعها القدم، وجلابيبهم البيضاء الفضفاضة، يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث، حول حالة الطقس، بشائر محصول تلك السنة، والحرب التي لا تنتهي في جنوب السودان. ورويدا رويدا، جلس كل واحد على الرمل، تحت وهج الشمس، التي بدأت حرارتها تزداد قسوة مع كل دقيقة تمر. كان الموعد المعلن لتنفيذ الحكم هو الساعة العاشرة.

    قبل الزمن المحدد بقليل، قيد محمود محمد طه إلى الساحة. الرجل المحكوم عليه والذي كانت يداه مربوطتان خلف ظهره، بدأ لي أقل حجما مما كنت أتوقع. ومن المكان الذي كنت أجلس فيه، وبينما كان الحراس يسرعون به إلى الساحة، بدا لي أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاما. سار مرفوع الرأس، وألقى نظرة سريعة على الحشد. عندما رآه الحاضرون، انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوحون بقبضات أيديهم نحوه. ولوح قليلون منهم بالمصاحف في الهواء.

    تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه، قبل أن يضع الحارس الذي قام بالتنفيذ، كيسا ملونا على رأسه وجسده. ولن أنسي ما حييت، التعبير المرتسم على وجهه. كانت عيونه متحدية، وفمه صارما، ولم تبد عليه مطلقا أية علامة من علامات الخوف. بدأ الحشد في الهتاف، بينما كان مجندان سودانيان يلبسان زيا رملي اللون يضعان عقدة الحبل على المكان المفترض أن تكون فيه رقبة محمود طه. ورغم أن ضجيج الحشد قد ابتلع أصوات الجنديين، إلا أنه بدا وكأنهما كانا يصيحان ضده. فجأة تراجع الحراس للوراء، ثم سُحبت أرضية المنصة. فاشتد الحبل، واهتز الغطاء الموضوع على جسد طه في الهواء.

    اشتعل الهدير في الساحة "الله أكبر". وتكثف الهتاف عندما بدأ الحشد في تكرار الهتاف بشكل جماعي، "الإسلام هو الحل". الرجال الذين امتلأوا حماسة، عانقوا وقبلوا بعضهم البعض. أحد الرجال الذين كانوا بجانبي صرخ، "أخذت العدالة مجراها"، ثم جثا على ركبتيه، ووضع جبهته على الرمل وتمتم بصلاة إسلامية. الحالة الاحتفالية التي جرت من حولي، صعقتني، وأصابتني بالغثيان. جذبت جمال من كم قميصه، محاولة أن أشعره بأنه يتعين علينا مغادرة المكان، فقد كنت بالفعل، عاجزة عن النطق. في حالة التوتر العصبي التي اعترتني لابد أنني قد قمت لا شعوريا بسحب الغطاء الذي كان يغطي رأسي، فانحرف عن موضعه. استشعر جمال الخطر، وجذب الغطاء على ناصيتي شعري اللتين انكشفتا، ودفعني بحزم صوب المخرج. وبينما كنا نشق طريقنا صوب البوابة الحديدية الثقيلة، بدأت الرمال في الثوران والارتفاع في شكل سحابة برتقالية نتيجة لجرجرة الحشد لأقدامهم على الأرض الترابية. عند وصولي للمدخل، لويت عنقي لألقي نظرة أخيرة على المشنقة. كان الكيس، وجسد طه لا يزالان متدليان على الحبل. فتساءلت في نفسي، متى سينزلونه؟.

    لدى كثير من السودانيين الذين هللوا لإعدامه في ذلك اليوم، فإن طه قد اقترف أسوأ جريمة يمكن أن ترتكب. لقد أدين بتهمة الردة عن الإسلام. وهي تهمة نفاها طه، الذي أصر حتى النهاية، أنه ليس مهرطقا، أو مرتدا عن الإسلام، وإنما مصلح ديني، ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشي للشريعة الإسلامية، "قانون المسلمين المقدس" والطريقة التي فهمها ونفذها بها الرئيس جعفر نميري. من وحي الموقف، أحسست، أنا أيضا، أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص في قناعته الدينية، وإنما بسبب من نقصهم هم. _ (ص. ص.11 –12)

    وقد أثبت الدكتور عبد الله أحمد النعيم، في المقدمة التي كتبها للترجمة الإنجليزية، التي قام بها لكتاب الأستاذ محمود محمد طه "الرسالة الثانية من الإسلام"_ تصويرا لمشهد التنفيذ، لا يختلف سوى اختلاف طفيف عما نقلته ميلر. غير أن وصف د. النعيم يغطي مساحة زمنية أوسع. إذ يشمل تصويره الليلة السابقة للتنفيذ وما جرى فيها من استعدادات أمنية. إضافة إلى ما جرى في شأن الجثمان الذي حملته طائرة هليكوبتر عسكرية إلى مكان مجهول. كتب د. النعيم:

    في الوقت الذي كان فيه الرئيس نميري يدلي بحديث الموافقة على تنفيذ الحكم، من خلال الراديو، والتلفزيون، بعد ظهر يوم الخميس 17 يناير 1985 ، وضعت كل قوات الأمن بالعاصمة، في حالة تأهب قصوى. وفي الوقت الذي كانت فيه القوات التابعة لجهاز الأمن، تلقي بالقبض على الجمهوريين، لتضعهم رهن الاعتقال التحفظي، كانت القوات المسلحة قد تسلمت أمر الإشراف الأمني على المنطقة الواقعة حول السجن، بالخرطوم بحري، وعلى داخل السجن أيضا، حيث سيتم تنفيذ الحكم في صباح اليوم التالي. كما جرى تحريك قوات مظليين إلى داخل السجن، وتم الاحتفاظ بطائرة هيليكوبتر، منذ الليل، داخل السجن، لكي تقوم بنقل الجثمان عقب التنفيذ. في فجر الجمعة، جرت أضخم إجراءات أمنية تشهدها منطقة السجن. حيث بدأت سلطات الأمن تدقق في الهويات، وتراقب عن كثب، المئات القليلة، التي جاءت لتشهد التنفيذ العلني للحكم، المقرر له أن يتم في العاشرة.

    عندما أحضر الأستاذ محمود، عبر العتبات المؤدية، إلى سطح المشنقة الحديدية الحمراء، تم نزع الغطاء الذي يغطي رأسه لبضع دقائق. وقد وردت تقارير تفيد بأنه قد أجال بصره في الجمهور، وهو مبتسم، وذلك قبل أن يعاد الغطاء إلى رأسه للتنفيذ _. عقب تنفيذ الحكم بالشنق، أنزل الجثمان، ووضع على نقالة، وجرت تغطيته، ببطانية قديمة. ثم جرى حمله إلى طائرة هيليكوبتر، طارت به في الحال، إلى جهة مجهولة. في وقت لاحق، وردت التقارير بأن الجثمان قد ووري الثرى في قبر سطحي، في منطقة ما، واقعة في الصحراء غرب أمدرمان. وهناك شكوك، فيما إذا كان، في وسع الرجال الذين قاموا بتلك العملية الشاذة، التعرف على البقعة التي ووري فيها الجثمان الثرى، في ذلك اليوم.( ص. ص. 16– 17)

    وقد كتب د. النعيم، في المقدمة نفسها فقرة ركزت على مسألة "وحدة الفكر والقول والعمل" التي كان يدعو لها الأستاذ محمود محمد طه طوال حياته، والتي جسدها في وقفته الشامخة، أمام جلاديه، في يوم الجمعة 18 يناير 1985. كتب دكتور النعيم:

    ظل طوال حياته، يدعو إلى أن الاستسلام للإرادة الإلهية، هو جوهر الإسلام، وقد حرص على تجسيد ذلك الاستسلام، في كل جزئية من جزئيات حياته الخاصة، والعامة. وكثيرا ما لفت نظر تلاميذه، إلى رؤية يد الفاعل الأصلي – الله – من وراء يد الفاعل المباشر للفعل. وبقبوله لمصيره، على ذلك النحو، برهن الأستاذ محمود، على أن الإيمان والعمل، يمكن أن يتطابقا في حياة الإنسان، على وتيرة واحدة منتظمة، حتى لتبلغ أن تصمد للاختبار في حده الأقصى، المتمثل في الموت. وعندما تلقى حياته، وأعماله التقدير الكامل، فإن السودانيين، وربما العالم بوجه أعم، سيرى في أحداث صباح الجمعة المشؤومة، أبلغ شهادة على القامة الأخلاقية السامقة للرجل _ (ص. ص. 18-19)

    وفي شهادة أخرى مكونة من عدة صفحات، كتبها، بشير بكار، في 10-12 مارس 1985، أي بعد أقل من شهرين من حادثة التنفيذ، وصف آخر لمشهد التنفيذ. ووصف بشير بكار، وهو واحد من تلاميذ الأستاذ محمود، مشابه لوصف ميللر. كتب بكار، في ما أسماه، "شهادتي للتاريخ" وقد نشرت بصالون الإخوان الجمهوريين بشبكة الإنترنت ما يلي:

    في حوالي الساعة التاسعة والثلث امتلأت الساحة (التي تسع حوالي ألفين) وقفل الباب. كانت المشنقة تقع في الجانب الغربي من الميدان، وهي عبارة عن منصة عالية، وما تحتها مثل القفص، ويُصعد إليها بسلم من الجهة الغربية، ويطل فوق المنصة قائم المشنقة، وهو عبارة عن عمود عال ينتهي في أعلاه بزاوية قائمة، يتدلى منها حبل المشنقة، وآخر الحبل عبارة عن أنشوطة غليظة، تبدو من بعيد وكأنها من البلاستيك، وتكون مشجوبة في "الدرابزين" الذي يحيط بالمنصة من الجهة الشمالية. في الجزء الغربي من الميدان، أمام المشنقة، التي تنفصل عن الميدان بسور صغير من "الدرابزين"، تركوا في هذا الجزء فسحة خالية، ينتشر فيها الجنود وضباط الأمن والشرطة ورجال الدولة والقانون.. وفي الركن الشمالي الغربي من الميدان كانت هناك منصة صغيرة (أو تربيزة) عليها مايكروفون، تذاع منه الأحكام قبل التنفيذ، ويجلس هناك بعض رجال القضاء. بعد التاسعة والنصف تقريبا بدأت تسمع أصوات لتظاهرتين صاخبتين من السجناء السياسيين في داخل السجن.. إحداهما من الجهة الشرقية والأخرى من الجهة الجنوبية لميدان المشنقة.. كانوا ينددون بالحكم، وبنميري، ويهتفون بصورة قوية. وبدأت حشود السلفيين في الساحة تهتف هتافات مضادة.."الله أكبر".. "تحيا العدالة".. وهتافات أخرى ضد الأستاذ. وقبيل العاشرة بحوالي ثلاث دقائق، ظهر الأستاذ.. يسوقه ثلاثة أو أربعة من الجنود، ويصعدون به على سلم المشنقة من الجهة الغربية، واحد عن اليمين وآخر عن الشمال.. وواحد أو اثنان من الخلف. وكانت رجلاه مكبلتين بقيود من حديد.. ويداه مكتوفتين من الخلف.. وعلى رأسه قناع أحمر، يغطي الرأس ومنطقة العنق. وكان يلبس قميص السجن المصنوع من "الدمورية" السمراء الخشنة.. ويرتدي سروالا أبيض اللون.. وكان حافي القدمين. عندما أوقفه الجنود على المنصة كان متجها إلى الجنوب، فرفعوا القناع الأحمر عن رأسه، ليراه الناس...

    عندما أزاحوا القناع عن وجهه، وانهمرت أشعة الشمس الساطعة على طلعته البهية المشرقة، وعلى رأسه الأشيب.. كان قد بدا في ثبات وهيأة الجبل الشامخ الأشم.. ولم يلبث أن اتجه نحو الشرق، ورأسه مرفوع، كأنه يتطلع إلى الأفق.. مثلما كان يخرج من باب داره، إلى حلقة الذكر، ويتطلع في وجوه الأخوان وفي أفق السماء.. وابتسم تلك الابتسامة التي وصفتها وكالات الأنباء بأنها ابتسامة رثاء وسخرية، من الذين حكموا عليه.. ابتسامة دلت على عدم الاكتراث، وعدم المبالاة بالموت.. ثم أعادوا الغطاء على رأسه.. وتلا مدير السجون من خلال المايكروفون حكم المحكمة. فأخذ جلاد السجن أنشوطة المشنقة، وكانت مشجوبة على "الدرابزين" في الجهة الشمالية، فوضعها في عنق الأستاذ. ولكن أعلن من المايكروفون مرة أخرى أن المكاشفي الكباشي سيلقي كلمة كذلك. فرفع الحبل عن الأستاذ، وأعيد إلى مكانه.. واستمر المكاشفي، في قراءة كلمته لمدة أربع أو خمس دقائق تقريبا.. وبعدها (أو أثناء ذلك) أعيد الحبل إلى عنق الأستاذ من جديد. وكان قد ساد في هذه اللحظات لغط وسط الجمهور لأن الجنود ورجال الأمن في المقدمة، وكانوا قد أجلسوا الجمهور على الأرض، ظلوا هم واقفين أمامه، فحجبوه عن الرؤية، فاحتج الناس، وأخذوا يقفون ويندفعون إلى الأمام. في تلك اللحظات انسحب الجنود من حول الأستاذ، وفتح الجلاد "ترباس" المشنقة.. وهوى جسد الأستاذ عندما انفتحت المنصة من تحت قدميه.. وسُمع صوت الفتحة مع صوت الفتحة الذي تحدثه في الهواء. وأصبح جسد الأستاذ متدليا من حبل المشنقة من تحت سقف المنصة.. وقد بدا جسمه ساكنا من أول وهلة.. كأنما هو واقف فقط.. قدماه متدليتان تبدو راحتاه بيضاوين..))


    كتب الأخ عبد الله عثمان في البوست الذي أنقل منه :

    Quote: جرى تضمين هذات الوصف في كتاب (نحو مشروع مستقبلي للإسلام: ثلاثة من الأعمال الأساسية للمفكر الشهيد محمود محمد طه) وقد صدرالكتاب في بيروت، عن المركز الثقافي العربي ببيروت، ودار قرطاس للنشر بدولة الكويت.
                  

09-18-2019, 08:30 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)
                  

09-18-2019, 08:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    وابتسم الأستاذ محمود محمد طه فى وجه الموت

    محمد الحسن محمد عثمان

    قاضى سابق
    mailto:mailto:[email protected]@msn.commailto:[email protected]@msn.com

    ما أحوجنا فى هذه الايام ان نسترجع ذكرى رجال من قادتنا من الذين ضحوا بارواحهم ثباتا على المبدأ وتضحيه من أجل الوطن ونحن فى أيام يتوارى فيها القاده حتى عن اتخاذ موقف او الثبات على مبدأ ماأحوجنا لاستعادة سيرة رجال فى قامة محمد أحمد الريح الذى رفض الاستسلام وظل يقاتل حتى ضرب المبنى الذى كان بداخله فانهار عليه المبنى ولم ينهار الرجل . ولم يستسلموا الابعد ان نفذت ذخيرتهم … وعبد الخالق محجوب الذى تهندم للموت وكانه ذاهب لعرس .

    وفاروق حمد الله الذى فتح صدره للرصاص وقال الراجل بيضربوا بقدام… وبابكر النور الذى ظل يهتف وهو يضرب بالرصاص عاش كفاح الشعب السودانى … ورجال الانصار الذين قاتلوا فى شرف فى 76… واولادنا السمر فى الجبهه الشرقيه الذين ضحوا من أجلنا ولانعرف حتى اسماؤهم وكانوا على استعداد لمواصلة الدرب لولا خيانة قياداتهم السياسيه.

    انه الشعب السودانى سيستعيد يوما سيرته الاولى وسيتجاوز قادته الأقزام ويزيل كل هذا العبث الطافى.

    ومحمود من القاده النادرين الذين عاشوا ماأمنوا به لم يكن فكرهم فى جانب وحياتهم فى جانب آخر…ولو كان قادتنا من أمثال محمود لارتفع صوتهم فى احداث ميدان المهندسين فمحمود كان منزله من الطين فى الحاره الأولى الثورة لم يكن له قصر فى الاسكندريه او شقه فاخره فى القاهره تجعله يختبىء ويفقد صوته عندما تقتطع مصر جزء من وطنه حلايب وشلاتين أو يتوارى عن الانظار عندما يغتال المصريون اطفالنا ويكشفون عورات نساؤنا فى القاهره ….لم يشبع محمود فى الطعام فقد كان نباتيا واختلف مع الذين نادوا على التركيز على افكار الرجل وليس اعدامه وماقيمة الفكر اذا لم يصمد صاحبه ويقبل التضحيات فى سبيله وهل كان الفكر سيلقى كل هذا الزخم ويصمد اذا انهار صاحبه وتاب فى مواجهة الموت … وهل كان الجمهوريين من تلامذته سيرفعون صوتهم اذا انكسر معلمهم …. واين الاب فيليب غبوش الذى هدده نميرى بالاعدام فقال كما ورد على لسانه (قلت ياود يافيلب احسن تلعب بوليتيكا) فلعب الاب فليب بوليتيكا وتاب على روؤس الاشهاد فكسب حياته وضاع فكره .. ويبقى اننى ليس جمهوريا ورايت الاستاذ محمود لاول مره فى ساحة المحكمه كانت الساحه السياسيه فى عام 85 مائجه بعد أحداث اضراب القضاه فى83 وخروج نميرى من هذه المواجهه مهزوما واعلانه بعدها لقوانيين سبتمبر فى محاوله منه لتشتيت الانظار عن تراجعه ومن ناحيه اخرى كان نميرى مرعوبا من الثوره الايرانيه التى اطاحت بالشاه رغم حماية امريكا له فارعب نميرى المد الاسلامى واراد ان يلتف عليه ويتقدم هذا المد …واصدر الاستاذ محمود محمد طه منشور هذا …. او الطوفان

    وقد ذكر الاستاذ فى هذا المنشور ان قوانيين سبتمبر جاءت فشوهت الاسلام فى نظر الاذكياء من شعبنا وأساءت لسمعة البلاد فهذه القوانين مخالفه للشريعه ومخالفه للدين

    وفى فقره اخرى: ان هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسيه دينيه كانت من العوامل الاساسيه التى ادت لتفاقم حرب الجنوب وطالب الاستاذ بالغاء قوانيين سبتمبر وحقن الدماء فى الجنوب واللجؤ للحل السياسى والسلمى.

    تم القبض على الاستاذ محمود وتقديمه لاحدى محاكم العداله الناجزه وقاضيها المهلاوى وهو شاب صغير السن كان قاضيا بالمحاكم الشرعيه وهو قريب النيل ابوقرون مستشار رئيس الجمهوريه وأحد مهندسى قوانيين سبتمبر وكان المهلاوى يعوزه الإلمام بقانون الاجراءت الجنائيه وقانون الجنايات وهذا مايفسر ارتباكه فى ذلك اليوم عندما مثل امامه الاستاذ محمود الذى احضر لمجمع المحاكم بامدرمان ومعه مجموعه مدججه بالسلاح احاطت بالمحكمه … كان الاستاذ يرتدى الزى الوطنى وفى الصفوف الاماميه كان المحامين الوطنيين الذين اعتدنا رؤيتهم فى مثل هذه المحاكمات السياسيه متطوعين مصطفى عبد القادر فارس هذه الحلبات (شفاه الله) وامين مكى مدنى والشامى والمشاوى وعلى السيد وآخرين

    استمع المهلاوى ومن ربكته نسى ان يحلف المتحرى مع انه الشاهد الوحيد وارتجل الاستاذ كلمته الخالده التى ردد فى بدايتها رايه فى قوانيين سبتمبر كما جاء فى المنشور واضاف: أما من حيث التطبيق فان القضاة الذين يتولون المحاكمه تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا اخلاقيا عن ان يمتنعوا عن ان يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطه التنفيذيه تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسين ولذلك فانى غير مستعد للتعاون مع أى محكمه تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت ان تكون اداه من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتمثيل بالمعارضين السياسيين (وماأشبه الليله بالبارحه ياأستاذ) وشكر الاستاذ المحاميين الوطنيين للتطوع عن الدفاع عن الجمهوريين واضاف ان الجمهوريين سيتولون مباشرة قضاياهم بانفسهم

    واصدر المهلاوى حكما باعدام الاستاذ محمود

    فحين يسود الرعب والوهن

    ويبطىء الشهود والقضاء والزمن

    ينفلت القاتل والمقتول يدفع الثمن

    أيدت محكمة استئناف العداله الناجزه الحكم وايده نميرى الذى قال انه بحث فى كل كتب الفقه فلم يجد للاستاذ مخرجا وهذا لا يعقل فكيف رجع نميرى فى ايام معدوده كل كتب الفقه ونميرى لا تمكنه مؤهلاته العقليه من قراءة كتاب المطالعه الاوليه بدون ان يخطىء عشرات الاخطاء.

    جاء يوم 18/1/1985م يوم التنفيذ تقاطر المئات نحو بحرى واغلبهم كان يعتقد ان الاعدام لن يتم لاسباب شتى وبعضهم بين مصدق ومكذب لكل هذه المهزله ان يعدم بشر لاصداره منشورا .. اوقفت العربات للقادمين من الغرب عند خط السكه حديد وساروا على الاقدام متجهين نحو سجن كوبر …. دخلت ساحة الاعدام بسجن كوبر وهى ساحة واسعه فى مساحة ملعب كرة قدم ووجدت مجموعه من الناس جلست على الارض فى الجانب الشرقى وفى الجانب الشرقى كانت منصة الاعدام تنتصب عاليه فى الجانب الجنوبى منها صفت كراسى تحت المنصه مباشره فى الصف الاول مولانا فؤاد الامين رئيس القضاء والمكاشفى طه الكباشى رئيس محكمة استئناف ما أطلق عليه المحاكم الناجزه وبجواره الاستاذ عوض الجيد مستشار رئيس الجمهوريه ومولانا النيل ابو قرون مستشار رئيس الجمهوريه وبجوارهم مولانا محمد الحافظ قاضى جنايات بحرى ومولانا عادل عبد المحمود وجلست فى الصف الاول وكنت اقرب الى المنصه وفى الصفوف الخلفيه ضباط شرطه وسجون… وعلى الحائط الغربى وعلى مسافه من المنصه اصطف الجمهوريين المحكوم عليهم بالاعدام كانوا يلبسون ملابس السجن ذقونهم غير حليقه يبدوا عليهم التشتت وكانوا مقيدين …رجال الامن منتشرين والشرطه باسلحتها منتشره فى المكان …كان هناك رجل طويل القامه بصوره ملفته اسمر اللون يحمل شنطه فى يده يقف خلف المنصه مباشره ونفس هذا الرجل رايته فى المحاكمه … المكاشفى كان يتحرك متوترا ويتبسم حتى والسن الذهبيه تلمع فى فمه .

    احضر الاستاذ محمود محمد طه يرتدى زى السجن مقيد الرجلين مغطى الوجه بغطأ احمر… اقتيد حتى سلم المنصه حاول السجانان الممسكان به مساعدته فى الصعود الى المنصه ولكنه لم يعتمد عليهم تقدمهم وبدأ يتحسس السلالم بقدمه ويطلع درجه بعد درجه

    انتصب الاستاذ محمود واقفا فوق المنصه وهو مغطى بالغطأ الاحمر … تلى مدير السجن من مكرفون مضمون الحكم وتلى أمر التنفيذ ….الاستاذ محمود ذو 76 سنه واقف منتصب .. حبل المشنقه يتدلى بجواره …قرىء عليه أمر تنفيذ الاعدام عليه ويمسك المكاشفى بالميكرفون ليسمع الاستاذ آخر كلمات فى هذه الدنيا فيسب الاستاذ محمود ويشير اليه فى كلمته بهذا المرتد الذى يقف امامكم .. وتستمر الكلمه زمن والمكاشفى يزبد ويرقى .. يطلب السجان من الاستاذ محمود ان يستدير يمينا .. ويستدير الاستاذ ويواجهنا تماما يتم كشف الغطاء عن وجه الاستاذ .. يبتسم الاستاذ وهو يواجه القضاة الذين حكموا باعدامه ابتسامه صافيه وعريضه وغير مصنوعه .. وجهه يشع طمأنينة لم أرها فى وجه من قبل …قسماته مسترخيه وكانه نائم …كان يشوبه هدوء غريب …غريب ..ليس فيه ذرة اضطراب وكأن الذى سوف يعدم بعد ثوانى ليس هو … والتفت الى الجالسين جوارى لارى الاضراب يسودهم جميعا .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يقع ..عوض الجيد يكتب حرف نون على قلبه عدة مرات .. والنيل يحتمى بمسبحته فى ربكه (النيل تعرض لاتهام بالرده فى عهد الانقاذ وتاب) كان الخوف والرعب قد لفهم جميعا والاستاذ مقيد لاحول له ولاقوه …ولكنه الظلم جعلهم يرتجفون وجعل المظلوم الذى سيعدم بعد لحظات يبتسم !!التف الحبل حول عنق الاستاذ محمود كان مازال واقفا شامخا (قيل ان الشيخ الترابى حضر مره قطع يد سارق فاغمى عليه) وسحب المربع الخشبى الذى يقف عليه الاستاذ وتدلى جسده (وكذب من قال انه استدبر القبله) هتف الرجل طويل القامه الواقف خلف المنصه ( هو نفس هذا الـخـازوق الـمدعو عـمار محمد آدم ) .. سقط هبل .. سقط هبل ردد معه بعض الـغوغاء الهتاف .ويحضرنى صلاح عبد الصبور فى ماساة الحلاج

    صفونا .. صفا .. صفا

    الاجهر صوتا الاول والاطول

    وضعوه فى الصف الاول

    ذو الصوت الخافت والمتوانى

    وضعوه فى الصف الثانى

    أعطوا كل منا دينار من ذهب قانى

    براقا لم تمسسه كف

    قالوا صيحوا زنديق كافر

    صحنا زنديق كافر

    قالوا صيحوا : فاليقتل انا نحمل دمه فى رقبتنا

    صحنا:فاليقتل ان نحمل دمه فى رقبتنا

    كان هناك من هتف من بين الجمهور شبه لكم .. شبه لكم

    تم القبض عليه وتم ضربه اما رئيس القضاء اوقفهم مولانا محمد الحافظ (عرفت من الاستاذ بشير بكار الدبلوماسى السابق انه هو الذى هتف) خرج الحضور من القضاة عن طريق سجن كوبر….وعندما مروا بزنزانات المعتقلين السياسيين كان هتافهم يشق عنان السماء

    محمود شهيد لعهد جديد … لن ترتاح ياسفاح … مليون شهيد لعهد جديد … لم يغطى على هذا الهتاف حتى أزير الطائره التى يقودها فيصل مدنى وحملت جثمان الشهيد لترمى به فى وادى الحمار (وهذا حسب ماتسرب لاحقا) وكان محمود شهيد لعهد جديد .. وسقطت مايو

    بعد 76 يوما من اعدام الاستاذ

    هادئا كان آوان الموت

    وعاديا تماما

    وتماما كالذى يمشى

    بخطو مطمئن كى يناما

    وكشمس عبرتها لحظة كف غمامه

    لوح بابتسامه

    قال مع السلامه

    ثم ارتمى وتسامى

    وتسامى……وتسامى
                  

09-18-2019, 09:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    أفتكر أن أحمد طه الذي يجلس في صورة ساحة كوبر بين حاج نور وعوض الجيد هو أحمد طه محمود كاتب هذا المقال الذي نشر في الانتباهة:


    من مقال ( شاهد على حكم ردة محمود محمد طه..أحمد طه محمود)
    الإنتباهة
    نشر بتاريخ الأحد, 17 شباط/فبراير 2013

    Quote: ساحة سجن كوبر
    دعونا ننتقل إلى سجن كوبر بالخرطوم بحري حيث تدافع الناس في الصباح الباكر ليوم 18/2/1985 فجاءوا يهرعون زرافات ووحداناً ؛ امتلأت ساحة السجن التي تنقسم إلى قسمين أحدهما خصص إلى جمهور الشعب والآخر قسم صغير معد للقائمين بالسجن والمسؤولين من الحكومة. المشهد عجيب وغريب حيث فاضت تلك الساحة وعجز الحضور عن الدخول حتى امتلأت الساحات الخارجية وانسدت الطرق المؤدية إلى سجن كوبر. الناس في ترقب وفي تساؤل هل سيتم تنفيذ حكم الإعدام أم لا؟؟ وهل سيصعد جسد محمود إلى السماء «ورفعناه مكاناً علياً» أم لا؟ وماذا لو آمن هذا المرتد ونطق بشهادة لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول صلى الله عليه وسلم في آخر لحظة؟ وهل ستُقبل شهادته أم ترد عليه؟ داخل الساحة الصغيرة انتصبت منصة تنفيذ حكم الإعدام في شموخ وإباء مجاورة لمكاتب إدارة السجن ؛ منصوبة تجاه القبلة ويتم الوصول إليها من خلال درج حديدي يتكون من عدة درجات. لقد تشرفت بحضور هذا المشهد الفريد وأنا أدلف من المنصة من مكان قريب لا تبعدني منه إلا عدة خطوات.
    تنفيذ حكم الإعدام في محمود
    من خلال باب صغير من الناحية الجنوبية الغربية يطل السجانون وهم يقودون أربعة من الجمهوريين يرزحون في سلاسلهم ثم يصفونهم إلى الحائط الغربي ووجوههم التي يسقط عليها شعاع الشمس منصوبة تجاه منصة تنفيذ حكم الإعدام. وبعد هنيهة يخرج السجانون يقودون محمود محمد طه ووجهه مغطى بالبرقع الذي يميل لونه إلى البرتقالي دون الأحمر مكبلة أرجله بالقيود وأيديه مغلولة من الخلف.
    بخطى متقاربة وبطيئة جيء بمحمود محمد طه يتهادى بين يدي سجانين؛ وما إن اعتلت رجليه الدرج الأول إلا وخارت قواه؛ وعندئذ تثقل قدماه وتعجز عن الارتقاء إلى الدرجات العلا، فحمله السجانان من عضديه اليمين والشمال حتى إذ اعتلى المنصة ارتفعت أصوات الحضور بالتكبير فأرعدت جنبات الساحة وماجت الوفود كأنها الحجيج ملبية في يوم عرفة. «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم»
    ما إن هدأ دوي التكبير حتى صاح أحد الجمهوريين من الحضور بأعلى صوته «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم» فتم القبض عليه فوراً ونقل من الساحة الكبرى إلى الساحة الصغرى من فوق السياج.
    حينئذ سرت إشاعة كما تسري النار في الهشيم تقول إن الذي سينفذ فيه حكم الإعدام ليس بمحمود محمد طه!!! وينبري لهذه الإشاعة مولانا السيد رئيس القضاء الأسبق فؤاد الأمين آمراً بإزاحة الغطاء «البرقع» عن وجه محمود محمد طه. ما إن أُزيح البرقع عن وجهه نظر محمود إلى هؤلاء الجمهرة من الناس التي ملأت الساحة دوياً تكبر الله سبحانه وتعالى حتى بدرت منه ابتسامة أقرب منها إلى التكشيرة؛ وقد لاحظت أن الغبرة التي كانت تعلو وجهه أثناء حياته قد انزاحت مما يعني أن شيطانه قد ولى الدبر وعاد وجهاً عادياً. أعيد البرقع بعد أن اطمأنت القلوب وسكنت إلى أن الذي أمامهم هو محمود محمد طه؛ ومن ثم كانت الإشاعات تتجدد فتسربت إشاعة أخرى تقول بأنه سيرفع إلى السماء !!! سبحانك ربي ما أعظم شأنك وأرفع مكانك يا متقدساً في جبروته. ترفع من؟ ترفع من أشرك بك ولم يسجد لك؟ ترفع من رفع عنه التكليف ويصلي صلاة الأصالة وليست صلاة «الحركات» كما شرعتها على نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    هل نطق محمود بالشهادة؟
    في ذلك الموقف المهيب يرفع أحد السجانين من كبار السن طرف البرقع من ناحية أذن محمود اليسري ويهمس فيها؛ وبعد تنفيذ الحكم وفي حوار مع هذا السجان بإحدى الصحف ذكر أنه طلب من محمود محمد طه أن يشهد أن لا إله الله وأن سيدنا محمداً رسول الله فجزم السجان بأنه لم يسمعها منه وأردف يقول إنه قد سمع الشهادة من كل الذين تم فيهم تنفيذ حكم الإعدام في السابق إلا محمود إلا محمود إلا محمود.
    استدبار محمود قبلة أهل التوحيد
    والعياذ بالله «إن في ذلك لآية» ما إن تلقى السجان الأمر بفتح مزلاج الشباك الخاص بالمشنقة لسقوط المحكوم عليه؛ وفي لمح من البصر هبط جسد محمود محمد طه إلى الأدنى مستديراً ومستدبراً قبلة أهل التوحيد والتمجيد والثناء الحسن؛ وأنني أشهد بأني أول من لاحظت هذه الظاهرة الفريدة والعجيبة وقمت بلفت نظر من كان قريباً من المنصة فارتفعت أصوات الموحدين بالتكبير والتهليل ومن ثم صعد الدكتور أحسبه دكتور كمال زكي لينقل للملأ شهادة وفاة المرتد محمود محمد طه الذي ظل وجهه متجهاً إلى الجنوب الغربي «إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين». من خلال هذا المشهد الفريد، ينبغي لإدارة سجن كوبر تصويب قبلة المشنقة المتجهة إلى الشرق بتعديلها إلى الشمال الشرقي قليلاً فلا أفضل من ذلك ذكراً ولا أفضل من ذلك دقة حيث حدد وجهة المرتد الاتجاه المضاد للقبلة. ظاهرة الاستدبار وعدم النطق بالشهادتين يؤكدها شيخ السجانين الذي قام بتلقين محمود الشهادة فذكر أنه لم يسمعها منه البتة ويضيف أن ظاهرة استدبار القبلة والتفاف الحبل إلى غير القبلة هي الأولى من نوعها التي شهدها في حياته. نتساءل؛ هل هنالك خاتمة أسوأ من هذه؟؟ ويا من تقولون إن محمود قد اغتيل سياسياً وإن الله سيحاسب من اشترك في مقتله فهل هنالك أعظم من أن يريكم الله في حياتكم الدنيا هذه المعجزة الإلهية؟
    أقول لهذا المرتد: يا من تكالبت عليه الخطايا والأوزار وأهلكته الذنوب والآثام، وغطته الغفلة مدى الليالي والأيام جعلك الله عبرة للأجيال «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد»
    هذا المرتد الذي اعتمد على عقله وفساد علمه، إنما هو عبد طوقته الذنوب فذل واعتمد على فكره فضل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ وصدق الله سبحانه حين يقول «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ؛ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً، ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً» وبما أنني شهدت ذلك العصر الذهبي من تطبيق القوانين الإسلامية فقد شهدت أيضاً إعدام الواثق صباح الخير رحمه الله وهو من أبناء الصبابي بالخرطوم بحري المشهود له بحب المساكين وتربية اليتيم؛ فمات مشنوقاً مستقبل القبلة وكنت في نفس المكان الذي فاضت فيه روح محمود.
    نقل جثمان محمود
    ما إن أفاد الدكتور بموت محمود إلا وفي سرعة البرق أدخل بالباب الذي أخرج منه؛ وما هي إلا دقائق معدودات إلا وقد دوّى صوت المروحية مرتفعة إلى عنان السماء حاملة جثمانه إلى مكان مجهول. ارتفعت أصوات الموحدين بالتكبير وانفض سامر المواطنين زرافات ووحدانا وهم على يقين بأن محمود محمد طه لم يرفع إلى السماء بل هو ميت على مروحية ؛ كما ثبت لديهم بطلان الفكر والدعوة المحمودية.
    في حوار مع أحد القانونيين الأمريكيين السود كان بجامعة الخرطوم ذكر أن محمود لا يموت فقلت له افترض أنه مات موتتنا التي نعرفها ودفن تحت الثرى فماذا ترى؟ فقال سيكون هنالك خطأ في الدعوة المحمودية. ويحضرني أن دكتور عبد الله النعيم الأستاذ القانوني بجامعة الخرطوم والجمهوري السابق أخذ الإذن بالطواف على السجون مؤكداً مقتل محمود للجمهوريين المسجونين ليتم إطلاق سراحهم كما أنه لم يقل بإعدام محمود سياسياً. بعد تلك المشاهد أوصي أولئك الذين يدعون أن محمود قد اغتيل سياسياً بتقوى الله فإنه خير ما وصى به المسلم المسلم أنه يحضه على الآخرة وأن يأمر بتقوى الله ؛ ولا أفضل من ذلك ذكراً ولا أفضل من ذلك نصيحة. وأسأل أولئك المدافعين عن محمود محمد طه كم من الفتيات اللاتي انتهكن أعراضهن بجنيه سوداني واحد «بقاعدة الخابور والصامولة» مع ترديد خطبة النكاح التي يقول العريس فيها «أنا انبثاق نفسك عنك خارجها والله شهيد بيننا» وتقول العروس مثل ذلك؛ وهنا يلزمك أن تضع ألف خط أحمر تحت اسم الجلالة حيث إن اسم الجلالة عندهم يعني «ذلك المرتد» والعياذ بالله.
    وبعد هذا فأي فكر محمودي يمجد وأي تصفية سياسية تشيرون إليها وأي زنديق تتباكون عليه وقد علمتم خاتمة محمود محمد طه وكيف لقي الله ووجهه مستدبراً القبلة؛ أما سمعتم قول الله تعالى «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون * إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا»
    فيا من تتباكون عن محمود اسمعوا قول المولى سبحانه وتعالى «ها أنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم يكون عليهم وكيلا» صحيح قولكم «أن ربنا يسأل من ذلك يوم القيامة» فهل ترون أن الله سبحانه وتعالى مجز من أعدم محمود خير الجزاء وبأحسن ما عملوا أم ماذا؟

                  

09-18-2019, 09:50 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    الهوس الديني مازال موجود في السودان، وهو أكبر خطر على الديمقراطية.
                  

09-18-2019, 10:03 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Deng)

    Quote: الهوس الديني مازال موجود في السودان، وهو أكبر خطر على الديمقراطية.


    ليس موجودا فقط وإنما يملك المال ووسائل إعلام مهمة ومؤثرة جدا، ويجد العون من تركيا التي لجأ الأخوان المسلمون إليها.
                  

09-19-2019, 01:58 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7184

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: د.عوض الجيد تاريخ التسجيل: 09-17-2019 مجموع المشاركات: 1

    الملاحظ انه عمد إلى إخفاء اسمه كاملا، عوض الجيد اسم مركب لماذا يخفي اسمه كاملا؟! ياريت يا بكري تكشف لنا عن كيفية وشروط كتابة المقالات في سودانيز أون لاين، ولماذا تركت الباب مشرعا لدخول هذا السفاح؟! أتوقع أنه من قُراء سودانيز أون لاين، ياريت الناس تردمو
    ولن ترتاح يا سفاح

    (عدل بواسطة النذير حجازي on 09-19-2019, 02:50 AM)

                  

09-19-2019, 09:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: النذير حجازي)

    سلامات يا النذير

    أفتكر هناك يوم محاسبة قادم يجر أمثال عوض الجيد هذا وبدرية والنيل أبو قرون وغيرهم من الذين دمروا السودان بتمكين الهوس الديني.
                  

09-20-2019, 08:49 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أفتكر هذا عوض الجيد أحد ثلاثي قوانين سبتم� (Re: Yasir Elsharif)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de