علي أمبس سرناقمي هذه رسالة تقطع نياط القلب , و هذا واحد من ملايين المسحوقين في هذا الوطن المنكوب من هؤلاء الكيزان الذين لا يخافون و لا يعرفون الله و ابناء هذا الرجل هم من المحظوظين حيث الكثير من الاطفال لم يجدوا حظهم في الدراسة في كثير من بقاع السودان و حتى داخل العاصمة مع سوء المباني المدرسية وعدم تأهيل الكثير من المدرسين و اعني هنا من يؤدون الخدمة المسماة جزافاً بالوطنية و هم غير مؤهلين للتدريس و هذا ليس ذنبهم مع قلة رواتب المدرسين المتخصصين و التي لا تسد الرمق و سوء و رداءة المناهج الدراسية هؤلاء الكيزان قاتلهم الله و لعنهم بترابيهم و بشيرهم و كل الارزقية فقد دمروا كل شئ .. كل شئ كنت من المحظوظين درست في مدرسة بخت الرضا الإبتدائية و كان لي شرف التدريس فيها لمدة عام دراسي كامل لم تكن بخت الرضا مجرد مدرسة نتلقى فيها الحروف وصياغة الجمل وانما كانت قلعة علمية تعلمنا فيها ومنها صياغة الحياة ومعنى ان نكون, و كانت فيها ادارة المناهج و الكتب لكل السودان و كان هناك معهد اعداد المعلمين وهو يعد واحد من ثلاثة معاهد في السودان كان أولهم كانت بخت الرضا بجانب الكتب توفر لنا الكراسات و اقلام الرصاص و اقلام التروبن و الحبر و الطين الصلصال و ما كنا ندفع مليماً و ما كنا نزاكر الدروس و لم يكن هناك دروس خصوصية و ننجح بامتياز و حتى الطيش كانت درجاته معقولة و كان هناك نظام لإفطار التلاميذ من الاسر الفقيرة في المقصف المدرسي مجاناً بخت الرضا بجانب كل ما سبق كان لديها عشرين فدان اراضي زراعية امام المدرسة , يقوم التلاميذ بزراعتها و تنظيفها حتى مرحلة الحصاد بما يعرف بالدورة الزراعية الرباعية و هذه يفهمها الترابلة و المهندسين الزراعيين و كنا وقتها نستوعبها من اساتذتنا الأجلاء المخلصين كانت هذه الحصة من اجمل الحصص و نحن نزرع و نشلخ و ننظف هذه المزارع اثناء وقت الدراسة أكثر ما كان يرعبنا هي لسعة العقارب و هي كثيرة في تلك المنطقة .. و كان اساتذتنا يهرعون بنا الى العيادة الطبية الخاصة ببخت الرضا بخت الرضا لم تكن تضاهيها مدرسة ابتدائية في السودان الا في دول العالم الأول و اذا كان النظام البائد حريصاً على التعليم لقام بتعميم نموذج بخت الرضا المثالي على كل مدارس السودان و لكنهم فشلوا في كل شئ حولوها الى جامعة و هي فعلاً جامعة و لكن ذيفو حقيقتها هؤلاء الاوعاد .. رغم ذلك التحية لخريجي جامعة بخت الرضا حيث مبانيها و مناهجها و نظامها وقتها يضاهي جامعة الخرطوم شموخاً و قامة . كان في نشيد بنرددو في الطابور الصباحي , اولى كلماته كانت يا معهداً مشرقاً بالضياء .. انر لي طريقي . طريق النجاح و هناك انشودة معروفه لكل من درس او كان له شرف التدريس في بخت الرضا اهديها لك يا علي و كل الرضائيين في مشارق الارض و مغاربها و هي من كلمات الاستاذ الشاعر/ تاج الدين ابراهيم عمر بخت الرضا قـدرى وبـلـسـم أمتى وحياتها طــوبـى لجـيـل مـن أوئـلــنـا بنى لبناتها كـتـبـوا بـأحـداق العـيـون صمودها وثباتها وتـوسـدت بين الضلوع وفى الحشا راياتها وتـنـاثـرت مـزقاً واشـلاًء قـــــرون عداتها بخت الرضا عاشت وعاش بناتها وحماتها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة