ُُ ثُلَّةٌ من الوَقَفُو قَنَا، و شُلةٌ مُعَارَطَةٍ مِنْ فَنَادِقِهِمْ

المحاصصة السياسية شبحٌ يتخفى شيطانُ تفاصيل يطل براسه من وراء الوثيقة الدستورية الموقعة لتوها
في حرب مواقعَ شعواء بين "المدنيين" و"المتمردين" في الحكومة والبرلمان المقبلين لتهدد المسار الانتقالي.
و مزايدات ثورية ت من داخل تحالفات نداء السودان الجديد تهدد بإبقائه مجرد شعارات و حبرٍ على ورق.

# ذلك دبلوماسة الخطاب التي اعتمدتها كل من الجبهة الثورية و قوى الحرية والتغيير، عقب جولة
مفاوضاتهما بالقاهرة لا تحجب حقيقة الخلافات العميقة بين الجانبين، والتي تتمحور أساسا ً في رغبة كل
منهما في الاستئثار بنصيب الاسد و مواطئ أقدام متقدّمة على مستوى إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد.

# حيث أمضى الطرفان و دون جدوى يومين من الشدّ والجذب بالقاهرة أملاً في تذويب النقاط الخلافية ،
وتضمين تفاهمات السلام المتفق عليها في أديس أبابا الشهر الماضي ضمن وثيقة الإعلان الدستوري التي
تم التوقيع ع بالاحرف النهائية أمس الاول السبت، للشروع في بدء استحقاقات المرحلة الانتقالية.

# فقد بدا شبح المحاصصة السياسية كواحدة من الخلافات الجوهرية التي تتخفى وراء الوثيقة الدستورية،
فالجبهة الثورية تريد أن يكون لها نصيب كبير في السلطة خلال المرحلة الانتقالية، باعتبارها من قادت
العمل العسكري وساهمت في إضعاف نظام الرئيس المعزول عمر حسن البشير، بينما ترى قوى الحرية
والتغيير أنها قادت الحراك الثوري في الشارع ، و ينبغي أن تكون ممثلة بما يتناسب مع تضحياتها.

و رغم لجوء ممثلي الوفدين إلى العبارات الدبلوماسية للتأكيد على عدم فشل جولة القاهرة،
والتمسّك بمواصلة الحوار حول النقاط العالقة في الخرطوم وخارجها، للوصول إلى اتفاق
حول وثيقة السلام التي تطالب الجبهة أن تكون جزءا أساسيا في الوثيقة الدستورية.

# و الافت أن الخلافات أساساً تنصبّ حول لعبة الكراس لشغل المواقع في الحكومة والبرلمان المقبلين،
وأن الطرفين ينظران إلى المرحلة الانتقالية باعتبارها المؤسس للوضع السياسي المستقبلي لكل طرف، في ظل
وجود أطماع غير خافية للوصول إلى السلطة، وبالتالي فإن الاتفاق بينهما سيكون مستحيلاً في الوقت الحالي”.

# هناك صراع مصالح مشتعل بين الطرفين في ظل تنامي الحديث عن المحاصصات الحزبية
في الحكومة والبرلمان، وأفرز حاجة إلى تغليب كل طرف لأجندته الشخصية بعيدا عن التركيز
على حل القضايا العالقة، وقد يفوّت الطرفان الفرصة على الدعم الشعبي السوداني للسلام”.


و#و هناك تخوفٌ من أن تنحرف قوى الثورة عن مسارها السليم، وفي حال استأثرت قوى الحرية والتغيير
بالمناصب الحكومية والبرلمانية فذلك لن يدوم طويلاً، وقد يتحرك الشارع مجدداً ضدها لتصحيح الأوضاع.

و يرى البعض أن تنقّل الجبهة الثورية والحرية التغيير بين العواصم الأفريقية على أنه “مراوغات ومحاولة لكسب
الوقت، وسعي للحصول على أكبر قدر من المكاسب، لكن في النهاية لن تكون هناك نتائج إيجابية للبناء عليها مستقبلاً”.

# يظل مطلب الجبهة المعلن تعديل المادة 69، كي تنص صراحة على سيادة أو حاكمية نصوص اتفاقية السلام القادم على
كل الوثائق الدستورية، بينما اكتفى النص الحالي بالخطوط العريضة دون إشارة واضحة ومحددة لتفاهمات أديس أبابا.

# وأدى تصميم الجبهة الثورية على مطلبها إلى استعدادها للموافقة على تأجيل إعلان الحكومة لمدة شهر، كي يأخذ التعديل مساره،
وتشارك في الحكومة، نافية رغبتها في المحاصصة السياسية، التي لا تتوقف قيادات في الحرية والتغيير عن ترديدها من حين لآخر.
وألمح بعض المراقبين إلى عدم استبعاد ظهور كتل تاريخية جديدة في مناطق المظالم التاريخية المعروفة بالهامش والأطراف،
بإمكانها فرض واقع جديد في السودان بديلا عن الحركات المسلحة الحالية التي تواجه تراجعا شعبيا في الداخل..