كل عام و كل جموع الشعب السوداني بحال افضل من حالهم في هذا العيد الحزين ، انها كلمة نأمل ان تشق هول الصدمة التى فُجعنا بها فى وطننا الحبيب صباح التاسع والعشرون من شهر رمضان - يوم وقفة العيد.
كارثة لم يكن ليتخيلها، او تخطر ببال انس او جان، ليتُحسب لها..ما هذا الذي حدث ولا يزال يحدث بالخرطوم يا مجلس العار العسكري !!
كيف تسمح بمثل هذه الابادة المصحوبة بكل هذا الذل المفرط والاهانة المتعمدة للإنسان السوداني.!! كيف تحدث هذه الفاجعة الانسانية لتضاف لسجلات الانسانية السوداء..!! ونحن نعبر للقرن الحادي والعشرين . وكيف يمكن السكوت على هذا الوضع أو القبول به او تمريره..!
كنا نظن بكل ثقة أن إنسان عصرنا قد ارتقى الإنسانية بانسانيته واضاف اليها تطوراً اخلاقياً يجنب البشرية مثل هذا الانحطاط والسقطات المدوية التى شهدتها ارض النيل الطاهرة، مصيبة بدات تتكشف فظائعها فى اليوم الثانى من وقوعها، والجثث تُنتشل من قاع النيل ..
الجمتنا الصدمة واسكتتنا حتى عن التعليق .. لانه لم يكن بخلدنا أن هؤلاء الانجاس الملاعين كلاب الجنجويد المسعورة ، لهم هذه الجرأ لاستباحة الناس بهذه الشاكله .. ولكنهم وللاسف قد فعلوا .. لعنة الله والناس عليهم اجمعين جنجويدا فردا فردا ومجلس عسكري متخاذل فاقد للهمة والمرؤة ..
ما هذا الذي حدث يا وطنى ! ماهذا الذي شهدته عاصمتنا يا هؤلاء !.. واين حدثت ! انها ارتكبت على بعد امتار من اكبر حارس افتراضي لكرامة وارواح ومقل السودانيين، إنها القيادة العامة لجيش السودان ..!! ويا اسفي و عاركم ووجعي عليكم يا حماة وجيش السودان .. ويا المي وحسرتي عليك يا شعبنا الطيب .. ويا لوعتنا عليكي يا شوارعنا ويا حرائرنا واطفالنا وفتياتنا وشبابنا وكل عزيز كنا نملكه ونفاخر به الدنيا ..
اللعنة اضعافاً مضاعفة على كل من امتدت يده واصابت سودانياً حراً اعزلاً مسالماً لم يرتكب جريرة سوى انه رفض الظلم والجبروت، وسعى لحريته وكرامة عيشه وحياته .. فما كان جزاؤه الا الموت والتنكيل، كاسوأ تكرار لسيناريو حدث فى ارض دارفور العزيزة من قبل، ولكن هؤلاء السفلة سابقين ولاحقين بآلاتهم الاعلامية المضللة، غبشوه وانكروه .. فما كادت تصدقه المدن .. الا بعد أن رأته بام عينها، بل عاشته واقعاً حنظلاً فى قلب خرطومها الملكوم ..
الرحمة والخلود لارواح الشهداء الذين اُخذوا حين غرة، غُدر بهم بامر دبر بليل، وفتك بهم وهم نيام، كأبشع ظهور مخزي للجبن والدناءة والخسة، إن الذين خططوا وارتكبوا هذه المجازر .. العار واللعنة والعيب لا يدنسهم هم فقط وحسب .. بل تُسبق وتغطي الذين سكتوا عليها ومرروها وباركوها صمتاً مخجلاً من ابناء جيشنا المزعوم وبقية الشياطين الخرساء .. اللعنة عليهم وهم يشاهدون بنى جلدتهم يُهانون ويُسحلون امام اعينهم ولا يحركون ساكناً ..
لاحول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. تعجز الكلمات عن اخراج ما تغلي به صدورنا، وحتى وأن خرجت فهى قاصرة لا توفى شيئاً مما قدمه الشهداء الابرار .. فعذراً يا وطني .. وليس لنا الا نؤكد بأن الشهداء اعظم واشرف وانبل منا جميعاً .. وحتماً ولا محالة أن دماءهم ستُسقي نبتاً سودانياً سيثمر نصراً وعزة وكرامة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة