د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 06:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2019, 09:08 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!! (Re: بابكر قدور)

    الإقصاء.. نعم!! و لا!! (2-2)
    (وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ولكنهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)
    صدق الله العظيم

    كنت قد كتبت، في آخر الجزء الأول، من هذا المقال (نعم للإقصاء!! إذا كان المقصود منه، إقصاء هذه الأفكار، والمبادئ، والرؤى، والتصورات الخاطئة، التي نتجت عنها، كل هذه الجرائم، التي أشرنا إليها، وأكثر منها.. ولا للإقصاء!! إذا كان المقصود منه إبعاد أي مواطن سوداني، بسبب انتمائه الفكري، أو السياسي، أو الديني.. ولكن السؤال هو: ماهي هذه الأفكار، التي يجب إقصائها، حتى نخرج من هذا الجب، الذي أوقعتنا فيه حكومة الاخوان المسلمين؟!).
    حينما جاءت حكومة الاخوان المسلمين بانقلابها، زعمت أنها جاءت لتطبق الشريعة الإسلامية، وسمت ذلك "المشروع الحضاري"!! وكانوا يظنون أنهم سيطبقون الحكومة الإسلامية في السودان، ويزحفون بها الى العالم، ولشدة سطحيتهم، وقصور تصورهم، ظنوا أنهم لو رفعوا الشعارات الإسلامية، وكبروا وصاحوا (لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء)، سيصبحون مثل الاصحاب رضوان الله عليهم، وسيطبقون شرع الله، كما فعل الاصحاب، وينشرون الإسلام بالسلاح، كما نشره الاصحاب بالسيف !! ولهذا صعدوا الحرب في الجنوب، وفي جبال النوبة، وأعلنوا أنها جهاد في سبيل الله، وفتحوا السودان، لكل الجماعات الإسلامية المتطرفة، وسعوا الى اغتيال الرئيس حسني مبارك، لينقلوا الحكم الإسلامي لمصر!! وكانت الحصيلة من هذه الفكرة، فكرة الحكومة الإسلامية، قتل المواطنين بسبب الاختلاف الديني، ونشر الإرهاب في الإقليم، بغرض توسيع رقعة الدولة الإسلامية. وهكذا تسببت الفكرة الخاطئة، في ضياع أرواح زكية، لمواطنين سودانيين في جنوب السودان، وجبال النوبة، وشباب مضلل حشد من الشمال!! كما أنها أيضاً، فتحت البلد لجماعات متطرفة، ومهووسة، ومرفوضة من العالم المتحضر، مما وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأدى الى حصاره اقتصادياً، وعدم جدولة ديونه، أو منحه قروضاً جديدة.. وبعد كل هذا، لم تحقق كل هذه الممارسات، التي عادت وبالاً على السودان، أي زيادة في دين الشعب، أو قيمه الروحية والأخلاقية، بل أن السودان أصبح أسوأ أخلاقياً، حين فشلت شعارات المشروع الحضاري مثل (نأكل مما نزرع) وتدهور الاقتصاد، وعطلت التنمية، وارتفعت الأسعار وصار الناس في فقر وجوع شديد.. ولو أنهم كانوا صادقين، وعملوا عملاً جاداً في اصلاح نفوسهم، لساقهم ذلك ليعلموا أن الشريعة في المعاملات، ليست أصل الإسلام، وهي قد كانت حكيمة، ومناسبة، ومتأثرة بمستوى البشرية في القرن السابع الميلادي، والقرون التي تلته مما هي مثله. ولكنها، قولاً واحداً، لم تأت للبشرية الحاضرة. ولعلموا أنهم لا يمكن أن يحكموا الإنسان المعاصر، بتشريع نزل قبل حوالي ألفي عام، ويهملوا كل ما حققته البشرية، من معرفة، وتجارب طوال هذا الوقت. إن فكرة الحكومة الإسلامية، لا تحقق الحرية، لأنها تريد أن ترغم غير المسلمين على الإسلام، وهي لا تحقق السلام، لأنها تعلن الحرب على غير المسلمين، ولا تحقق العدالة، لأنها لا تساوي بين المسلم وغير المسلم، فتمنح الرتب العالية للمسلمين، وتحرم منها غيرهم، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. وهي لا تحقق العدالة أيضاً لأنها لا تساوي بين الرجال والنساء.. أما هذه الثورة فشعارها الأساسي هو (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)!! لهذا أقول نعم لإقصاء فكرة الحكومة الدينية!! فإن الشعب الذي تأذى، كل هذا الأذى، من تجربة الحكومة الدينية، لن يقبل بها مرة أخرى.. وإنما الذي يناسب شعبنا، وهو قد عانى من العنصرية، والجهوية، والتمييز الديني، نظام حكم ديمقراطي، يقوم على حق المواطنة، وحقوق الإنسان، ويحقق الحرية، والمساواة، والعدالة، والسلام.. فإن لم يكن للإخوان المسلمين، فكرة للحكم، غير الحكومة الدينية، فإنهم يكونوا قد أقصوا أنفسهم، عن الواقع الجديد!! ولكنهم لو اجتهدوا، وقدموا بصدق، برنامجاً يقبل مبادئ الثورة التي أشرنا إليها، ولا يزعم بأنه يريد إقامة حكومة دينية، فإنهم لن يعزلوا، وإنما سيساهمون كغيرهم، في وضع تصوراتهم للبرامج المفصلة، التي تحل مشاكل السودان.. هذا مع ملاحظة أن الذين أجرموا منهم، في حق هذا الشعب، سيقدمون لمحاكمات عادلة.
    في مقابلة د. الترابي رحمه الله، مع قناة الجزيرة، تحدث عن فساد تلاميذه، ونهبهم للمال العام، وبرره بأنهم وجدوا تحت أيديهم، فجأة، أموالاً طائلة، لم يكن لهم خبرة في التعامل معها، من قبل، فضعفت نفوسهم أمام إغرائها!! والحق أن التنظيم، تحت قيادة الترابي، انشغل بالوصول للسلطة، والتخطيط لها، والتآمر على الديمقراطية، عن تربية أفراده على الاخلاق والدين.. أكثر من ذلك!! رباهم تربية عكسية، أذهبت ما حصلوه في بيوتهم من قيم، وذلك بأن أوهمهم، بأنهم خير من بقية الناس!! فقد كان الترابي يقول في الشهور الأولى لحكومتهم، أنهم اعادوا دولة الإسلام، مرة أخرى!! وسمى أصحابه "أهل الأيادي المتوضئة"!! ومن قبله، وصف حسن البنا، رحمه الله، تلاميذه، بأنهم مثل الاصحاب رضوان الله عليهم!! ونتج عن ذلك، بعدهم عن التواضع، واحتقارهم لغيرهم من الناس، بل إنهم صنفوا من يعارض أفكارهم مثل الشيوعيين، والبعثيين، والناصريين، والجمهوريين، بأنهم كفار، يجب القضاء عليهم!! والذين لا يهاجمون أفكارهم، ولكنهم ليسوا في حزبهم، مثل حزب الأمة، والاتحاديين، والمستقلين، اعتبروهم ضالين، ولكن يمكن أن يؤلفوا بالمناصب، والأموال، لخدمة تنظيمهم من خارجه.. وكانت نتيجة هذا التصور الخاطئ، أن آثروا أعضاء تنظيمهم بالوظائف العامة، وأبعدوا عنها من عداهم، فشردوا آلاف الموظفين، وقطعوا أرزاقهم، وسموا هذه الجريمة النكراء "إحالة للصالح العام"!! والحق أنها كانت مصلحة التنظيم، على حساب مصلحة الوطن.. ولما كان التنظيم، لا يحوي عدداً كافياً من المؤهلين، ليملأوا هذه الوظائف، وظفوا اتباعهم غير المؤهلين، في مناصب تحتاج الى معرفة وخبرة لا يملكونها!! وسموا ذلك بسياسة "التمكين".. فتدهورت الخدمة المدنية، وفشلت التنمية، وساءت سمعة السودان، في الخارج، من ضعف مستوى الدبلوماسيين، الفني والأخلاقي، وأصبحت مؤسسات التعليم العالي، حاضنة للولاءات، فتدهور التعليم، واضطرت الكفاءات للهجرة، ففقدت البلد كوادرها المؤهلة. والتساهل مع الفساد، ونهب المال العام، دون ورع، جاء أيضاً من هذا التصور الخاطئ.. لأنهم لا يعطون وزناً لأحد غيرهم، وما داموا هم وحدهم المسلمين، فإن هذه الأموال يجب ان تكون لهم، ولهم الحق أن يأخذوا منها ما شاءوا، وأن يعطوا منها من يشاؤوا، ويجب ان يحرم منها خصومهم، الذين يعتبرونهم، غير مسلمين، حتى لا يقووا على مناهضتهم، وإزالة حكمهم. وكما أعطوا اتباعهم مناصب لا يستحقونها، منحوهم شهادات عليا بغير حق. لهذا أقول نعم للإقصاء!! إذا كان يعني إقصاء هذا التصور الخاطئ، تصور أن هناك جماعة، أو حزب، أو مجموعة، هم أفضل من بقية الناس، بسبب عرقهم، أو دينهم، أو أصلهم، أو وضعهم الاجتماعي، وأن لهم في هذا الوطن حقوقاً زائدة. ويعني هذا الإقصاء، فيما يعني، أن تراجع الخدمة المدنية، فيرجع كل من أبعد بغير حق، أو يعوض زويه إذا كان قد توفى، أو كبر، ويبعد أي شخص غير مؤهل، من الوظيفة التي نالها بالولاء لا الكفاءة، كما تراجع كل الشهادات، ويعاد تقييمها.
    خلاصة الأمر، أن الإقصاء لابد منه، وهو يعني تنفيذ أهداف الثورة في الواقع.. ولكنه يعني إقصاء مفاهيم، وأفكار، وتصورات، وقوانين، ونظم، كانت السبب، فيما لحق بالشعب من مآسي، خلال الثلاثين عاماً الماضية.. وفي نفس الوقت، لابد من التأكيد، على عدم إقصاء مواطنين سودانيين، من المشاركة التامة، المتساوية، في إدارة أمر بلادهم، بدعوى أنهم كانوا في حزب المؤتمر الوطني أو الشعبي، مالم تكن عليهم، أحكاماً قضائية، تودعهم السجن، أو تقضي بإعدامهم، بسبب الجرائم التي ارتكبوها. والذين أعلنوا خروجهم على الحزب الحاكم، من الإسلاميين، وأدانوا فساده، وبطشه بالمتظاهرين، وانحازوا الى الثورة، يجب أن يستقبلوا وسط جموع الثوار، دون تشكيك، أو تخوين، بنفس مبدأ الحرية لنا ولسوانا، فهم أحرار في تبني أفكار جديدة، ومواقف جديدة، ولا يحاكموا بماضيهم، وقد تخلوا عنه، وإنما بواقعهم الحالي. ويجب أن نعتبرهم من أبناء هذا الشعب، بخلاف الإسلاميين الذين لا زالوا يدافعون عن الحكومة، والذين يصرون على ضرب المتظاهرين، واعتقالهم.. فهؤلاء ليسوا سودانيين، لأنهم لم يثوروا معكم، هم ليسوا منكم، ولو ادعوا غير ذلك!! اقرأ إن شئت قوله تبارك وتعالى (وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ولكنهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)!!
    د. عمر القراي 3/4/2019م








                  

العنوان الكاتب Date
د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!! عبدالله عثمان04-03-19, 05:54 AM
  Re: د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!! بابكر قدور04-03-19, 06:44 AM
    Re: د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!! عبدالله عثمان04-04-19, 09:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de