لك التحية يا صانع البطولات، ومقتلع القهر من جذوره، وللشهداء الذين ارتقوا بثورتك برا وفخار، وأملا في حياة كريمة يستحقها الشعب في القرى والمدن؛ تحية للشهداء الأكارم في عليائهم المجيدة، ولجرحي المواكب الصادحة بسقوط نظام الإفقار والنهب، وللأقدام المعفرة بغبار الشوارع الحرة، والعيون التي أرهقها البمبان الفاسد من نظام منتهي الصلاحية. بلادنا تستشرف فجر الحرية والتغيير، الآتي بعد عقود من إهدار حقوق الشعب السوداني، وطمس معالم الحياة على أرضه المعطاءة، يطل صباحنا؛ ليبرهن أن معدن شعبنا الأصيل لم يزل متينا، وأن أداواته النضالية المجربة لم تزل مسنونة ومسومة نحو الظالمين، وها هم يرتعدون أمام سلمية الشعب وهتافه القوي بالحق المبين، يرتعدون بشيوخهم، أرزقيتهم، وقططهم السمان، وسفهائهم اللئام. الآن لم يبق أمامهم سوى السقوط وانفكاك جبارتهم المرتعدة، لم يتبق أمام الشعب سوى بضع خطوات أخيرة؛ ليهيل التراب على عهد البؤس والعنصرية المقيتة، وإن الشعب لفعال للتغيير، قادر على سحق النظام، وجعله عظة لمن يقرأ التاريخ. * نخاطبكم نحن أبناؤكم خريجو كلية الآداب- جامعة الخرطوم وكلنا ثقة بأننا سنخرج في الضواحي وطرف المداين؛ لنرى شفق الصباح. وأننا من موقع المدين لأرضه وشعبه سنتقدم الصفوف، نسترخص كل غال ونفيس في سبيل الحرية والحياة الكريمة، وأن قلعة آداب التي خرجت للبلاد أرتالا من العلماء، والأدباء الذين/ اللائي تمثلوا/ن ضمير شعبهم؛ ستكون قلعة للتغيير وظهيرا لإنفاذ مشيئة الثورة الظافرة، وحمايتها حتى تنجز مهامها في التغيير، وإعادة بناء الوطن. وبذا نلزم أنفسنا بتقديم كل دعم ممكن لتحقيق الانتصار على فسدة النظام. * ونعلن أننا بكافة وظائفنا في الدولة، وفي القطاع الخاص، وفي المنظمات الإقليمية والدولية، وفي المهاجر، وأينما كنا نعلن عن دعمنا اللامحدود لتجمع المهنيين السودانيين وللقوى الموقع على إعلان الحرية والتغيير، وهو دعم غير منقوص أو مشروط لأننا نرى أن الجسم والإعلان يمثل إرادة شعبنا وقدراته المبدعة على أسقاط الأنظمة الشمولية خاصة هذا النظام الذي فتت بنية البلاد ومؤسسات مجتمعها المدني.. نمد أيادينا مضرجة بالحلم لبناء وطن جميل تتحقق فيه الحياة اللائقة بشعبنا. * إن الحقوق لا تأتي من تكرم الأنظمة المستبدة، وإنما تؤخذ غلابا واقتدارا، هذا ما أثبتته مواكب الجماهير، وحناجر الشباب الثائر وهو أعزل من كل سلاح غير عزيمته ومحبته لأرضه. إن دماء الشباب التي أريقت من سلطة يقودها عجزة ومسنون لن تذهب هدرا، وقد أزفت ساعة النصر واقتلاع القتلة وسوقهم نحو القصاص العادل. نهيب بأنفسنا وبشبابنا الثائر، وكافة فئات الشعب الخروج في مواكب إسقاط النظام؛ فلنخرج من كل فجاج الأرض، ونميط الأذى عن مستقبل الأجيال القادمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة