التغطية الإعلامية للانتفاضة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-25-2024, 01:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2019, 01:08 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20769

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة (Re: osama elkhawad)

    ديفيد هيرست: هذه أهداف السعودية والإمارات في السودان

    عربي 21

    قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، محللًا الأوضاع في السودان: إن المتابع لمساعي الإماراتيين والسعوديين، لـ«فرض أنفسهم على اليمن ومصر وتونس وليبيا، يعلم ما الذي يحاولونه الآن، في شوارع الخرطوم».

    وأوضح هيرست بمقاله له في موقع «ميدل إيست آي» البريطاني ترجمه «عربي21» أن ما جرى في مصر وليبيا ويجري في السودان و«لا يرغبون قطعًا في رؤيته، هو أن تدب الحياة من جديد، في حكومة مستقلة مدنية، وممثلة للشعب في السودان».



    ولفت إلى أن خطة السعودية والإمارات في السودان، تتكون من أمرين: «الأول تعزيز وتسليح ضباط الجيش المتنفذين، الذين يفاوضون المتظاهرين، والثاني استخدام الزعماء المدنيين، الذين يبرزهم الحراك الحالي، لتطهير الجيش والحكومة والجهاز المدني والمحاكم من الإسلاميين».

    وفيما يلي نص المقال:

    ما يريده السعوديون والإماراتيون قطعًا هو ألا تدب الحياة من جديد في حكومة مستقلة مدنية وممثلة للشعب

    على مدى شهر من الاعتصام، اقتطع الثوار السودانيون لأنفسهم حيًا صغيرًا في وسط العاصمة الخرطوم، بحواجزه وخيمه وبمنظومة النقل الخاصة به لجلب المجموعات، وبأجهزة تكبير الصوت.

    لقد أصبح فتيان النفق الذين يضربون قضبان جسر السكة الحديد من فوق وصفائح الحديد من تحت بمثابة بندول لأنغام الثورة. يرفضون المغادرة حتى تسلم القوات المسلحة السلطة لحكومة مدنية، وهم في سبيل تحقيق هذا الهدف، ومن باب الاستمرار في الضغط، يتحملون درجات الحرارة الحارقة في نهار رمضان.

    ولكن ما يهم أيضًا هي تلك الأصوات الأهدأ التي تسمع داخل اجتماعات ما وراء الكواليس. كما لا يقل حسمًا للأمر ذلك الذي يطير إلى داخل البلاد ومن يطير خارجًا منها.

    سحق الثورة في السودان

    لن يستغرب أي متابع لمساعي الإماراتيين والسعوديين لفرض أنفسهم على اليمن ومصر وتونس وليبيا، وهو نفس ما يحاولونه الآن في شوارع الخرطوم.

    وهو نفس الأسلوب الذي اتبع في مصر أو بالفعل في ليبيا. فما لا يرغبون قطعًا في رؤيته هو أن تدب الحياة من جديد في حكومة مستقلة مدنية وممثلة للشعب في السودان.

    جاء الآن الدور على السودان. تتكون خطتهم من خطوتين: تعزيز وتسليح ضباط الجيش المتنفذين الذين يتفاوضون مع المتظاهرين واستخدام الزعماء المدنيين الذين يبرزهم الحراك الحالي لتطهير الجيش والحكومة والجهاز المدني والمحاكم من الإسلاميين.

    وما أن يتحقق ذلك لهم حتى يتصدر رجلهم القوي في السودان ويستلم زمام الأمور، وهو نفس الأسلوب الذي اتبع في مصر أو بالفعل في ليبيا. فما لا يرغبون قطعًا في رؤيته هو أن تدب الحياة من جديد في حكومة مستقلة مدنية وممثلة للشعب في السودان.

    النقود تتحدث

    يتوفر لديهم البند الذي يحتاجه السودان بإلحاح بعد تطاير معظم موارده النفطية، ألا وهو المال.

    لعقود مضت، كانت الطريقة الوحيدة لتحويل الأموال إلى داخل السودان أو إلى خارجه (مع العلم أن العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية لم ترفع إلا قبل عامين) كانت تتم من خلال مصرفين: أحدهما مملوك سعوديًا، وهو بنك فيصل الإسلامي، والآخر إماراتي، بنك أبوظبي الوطني.

    لم يفلح رفع العقوبات في جلب الانفراج، وحتى عندما تعرض الرئيس السابق عمر البشير لضغوط داخلية قوية حتى يسحب القوات السودانية من اليمن، حيث تشكل الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب، لم يتمكن من ذلك لأنه كان بحاجة إلى المال.

    مثله مثل معظم جيران السودان، كان يخشى من فقدان الدخل الوارد من مجاميع المغتربين السودانيين الذين يعملون في المملكة. تمتد الأذرع السعودية والإماراتية إلى الأماكن القاصية والارتباطات معها ترسخت منذ وقت طويل.

    تم الإعلان عن الوفد المشترك السعودي الإماراتي الذي حل بالخرطوم، ولكن لم يكشف النقاب عن هويات الشخصيات المشاركة فيه. وكان طه عثمان الحسين ضابط مخابرات سوداني أحدهم وحظي باهتمام البشير بعد أن كشف محاولة انقلابية مزعومة ضده كان يعد لها رئيس المخابرات السودانية السابق صلاح قوش. سرعان ما أصبح الذراع الأيمن للبشير، لدرجة أنه قال ذات مرة: «أنا لست مدير مكتب الرئيس البشير بل أنا ابن».

    ظل الحسين يتردد على المملكة العربية السعودية والإمارات، جيئة وذهابًا، وما لبث أن اكتسب لقب رجل السعوديين في السودان. وينسب إليه الفضل في إحياء التواجد الإماراتي في السودان والتمهيد لزيارة البشير إلى الإمارات في عام 2016.

    وعندما احتاج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مرشد في أفريقيا، كان الحسين هو صاحب المهمة. كما ينسب إليه الفضل في صدور قرار رفع العقوبات الأمريكية بعد زيارة قام بها إلى واشنطن حيث التقى هناك بعدد من أعضاء الكونغرس.

    ثم ما لبث الحسين أن طرد من منصبه في ظروف دراماتيكية. فقد ألقي القبض عليه في المطار بينما كان على وشك الركوب في طائرة متوجهة إلى الرياض في شهر يونيو (حزيران) 2017 – بعد عام واحد من حادثة اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية، وقطع العلاقات الدبلوماسية وبدء الحصار الخليجي على دولة قطر.

    ويقال إنه وجدت بحوزته وثائق كان السعوديون والإماراتيون يحتاجونها لإثبات ادعاءاتهم على قطر بأنها تدعم الإرهاب. ثم سمح للحسين بمغادرة السودان، ولكن ها قد عاد إليها من جديد.

    ماض دموي

    محمد حمدان داقلو، والمشهور بلقب حميدتي، ضابط آخر من ضباط الجيش، يبدو أن ماضيه قد تعرض لعملية تنظيف تامة، ولكنه شخصية مركزية في الخطة الإماراتية للسودان.

    يترأس حميدتي وحدة تسمى قوات الدعم السريع، وقد لفت الأنظار في صفوف المعتصمين في الخرطوم، الذين اعتبروه رجلًا نبيلًا بسبب رفضه – كما زعم – فض الاعتصام وإخلاء الميدان من المتظاهرين حتى لو تطلب ذلك إراقة الدماء وإزهاق الأرواح. يقال إنه رفض الأوامر، بل ألقى القبض على آمره، ثم مضى ليشكل المجلس العسكري المؤقت.

    منذ تلك اللحظة، وحميدتي يتربع داخل قلوب المعتصمين في الميدان، ومن موقعه كنائب لرئيس المجلس العسكري، تجده يمارس نفوذه في عملية المفاوضات التي تجري مع جمعية المهنيين السودانيين وقوات إعلان الحرية والتغيير، وهما الطرفان اللذان يشاركان في المفاوضات نيابة عن المتظاهرين.

    ولكن، هل كان ينبغي له أن يكون هناك؟

    أيادي حميدتي ملطخة بالدماء، كما يقول المختص بالشؤون السودانية إريك ريفز في تدوينة له. صحيح أن نائب رئيس المجلس العسكري ليس واحدًا من بين السودانيين الخمسة – بمن فيهم البشير – المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية والذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف بسبب المجازر التي ارتكبت بحق القرويين العزل في دارفور.

    إلا أن منظمة «هيومان رايتس واتش»، والتي وثقت لعدد من الجرائم الخطيرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في دارفور، تقول: «إن الدور الجديد الذي يمارسه حميدتي الآن لا ينبغي أن يحصنه من المساءلة والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبتها قواته هناك».

    لقد كانت قوات الدعم السريع الأداة الرئيسية التي استخدمها البشير في إخماد التمرد في دارفور، ويعمل فيها عدد كبير من عناصر مليشيات الجنجويد، وعندما أدرك البشير المأزق الذي جد عليه خلال الشهور الأخيرة من حكمه، تحولت قوات الدعم السريع إلى حرس إمبراطوري له.

    طور حميدتي علاقة قوية مع السعوديين والإماراتيين في اليمن، حيث إن قوات الدعم السريع هي التي تشكل العمود الفقري للقوات السودانية التي تقاتل الحوثيين هناك.

    جاء في مذكرة رفعها مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إلى مجلس الأمن الدولي ما يلي: «تشير التقارير بشكل مستمر إلى أن الفريق عبد العزيز ومحمد حمدان داقلو، الشهير باسم حميدتي، وكذلك الفريق علي الناصح القلا، هم الذين بيدهم كامل القيادة والتحكم».

    لقد طور حميدتي علاقة قوية مع السعوديين والإماراتيين في اليمن، حيث إن قوات الدعم السريع هي التي تشكل العمود الفقري للقوات السودانية التي تقاتل الحوثيين هناك. وقد أثار حميدتي جدلًا حينما أعلن أن 412 جنديًا قتلوا في اليمن، الأمر الذي أدى إلى مطالبات في الداخل بسحب القوات من هناك.

    تزعم مصادر الجيش السوداني أن الإماراتيين يمولون حميدتي ويزودونه بالمدفعية الثقيلة.

    التودد إلى المعارضة

    إلا أن لديهم وتدًا آخر يعتمدون عليه، ويتمثل في الذراع التي يستخدمونها للوصول إلى مختلف مكونات التحالف الواسع لشخصيات المعارضة، بما في ذلك مريم صادق المهدي، نائب رئيس حزب الأمة وابنة رئيس الوزراء السابق.

    وكانت مريم المهدي قد اعترفت في مقابلة تلفزيونية أنها توجهت إلى الإمارات العربية المتحدة مباشرة بعد سقوط البشير، ولكنها قالت إنها إنما ذهبت إلى هناك لتشكر الإماراتيين على استقبالهم لوالدها عندما أطيح به في انقلاب.

    ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» بشكل منفصل أن خمسًا من قوى المعارضة السودانية، بما في ذلك الفصائل المسلحة، قامت مؤخرًا بزيارة إلى أبوظبي لإجراء محادثات حول الانضمام إلى الحكومة التي يقودها العسكر. ومن كثرة أعداد من ذهبوا إلى هناك بعد سقوط البشير فقد أصبح يطلق على ذلك في الخرطوم «الهجرة».

    بعد ذلك مباشرة تعهدت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بمنح السودان مساعدة قدرها 3 مليارات دولار.

    نزاع بالوكالة

    ثمة مخاطر واضحة من تحويل الثورة السودانية إلى نزاع بالوكالة بين السعوديين والإماراتيين الذين يدعمون ضباط الجيش والقوات العلمانية من جهة وتركيا وقطر اللتين تدعمان الإسلاميين من جهة أخرى.

    من يملك تجنب ذلك هم أولئك الفتيان الذين يضربون على قضبان جسر السكة الحديدية ويرفضون مغادرة مركز العاصمة الخرطوم.

    يكفي السودان ما عاناه حتى الآن من انقلابات وحروب أهلية. لقد جاء الإسلاميون بالبشير إلى السلطة، ثم ها هو فصيل من بينهم يعرب عن ندمه على ذلك. ونفس الشيء حصل مع الشيوعيين.

    لا يخدم الطغاة إلا أنفسهم. ولكن هذه المرة، الكرة في ملعب حركة الاحتجاج، وهي التي بإمكانها لو رغبت أن تضمن التحول نحو نظام ديمقراطي حقيقي ممثل للشعب، بكل توجهاته وبكل فصائله. أما الإقصاء، فلن ينجم عنه إلا البقاء داخل هذه الدائرة المغلقة، والعودة إلى تجارب الماضي.

    وإذا ما أخفقوا، فإنهم سيكررون ما حدث في مصر، وسيجنون كل تداعياته. نعم، نفس الشيء يمكن أن يحدث في السودان، ولابد أن سيسي أو حفتر السودان جاهز وينتظر الإشارة حتى ينطلق.


    Quote: قصة إنسان18:00 19 مايو, 2019القاهرة منفى اختياري.. هذا ما عاناه «أقباط السودان» في عهد البشير
    شارك

    فريق العمل

    عاش مسيحيو السودان، على مدار سنوات حُكم الرئيس السابق عُمر البشير، ويلات كثيرة ووقائع اضطهاد تنوعت بين فرض قيود على حقوقهم السياسية أو الدينية، أدت بدورها إلى تفضيل انتقال القطاع الأكبر منهم خارج البلد، ساعين للبحث عن وطن بديل يستقرون فيه، ويبدأون حياة جديدة.

    كانت مصر على رأس هذه الدول التي انتقل إليها أغلبية مسيحيي السودان، منذ عقد من الزمان أو يزيد قليلًا، حيث تحولت لوطنٍ بديل يعيش فيه القطاع الأكبر منهم، وسط ترحيب من السلطات المصرية بهم، فيما لجأ إليها البعض الآخر باعتبارها محطة لجوء انتقالية، للسفر منها إلى أوروبا أو أمريكا كما فعل الكثيرون منهم.



    «وقائع هجرة معلنة».. لهذه الأسباب فرّ مسيحيو السودان إلى مصر

    يستعرض «ساسة بوست» في التقرير التالي بعضًا من قصص هؤلاء الأقباط الذين التقاهم محرر الموقع بمنازلهم في العاصمة المصرية، أو تواصل مع بعضهم غير الهاتف، في محاولة لاستعراض أنماط حياتهم الجديدة، وطرق التأقلم معها خصوصًا تجاه سياسة الحكومة والقطاع الأكبر من الشعب التي تتسم «بالتعالي» تجاههم، كما قالوا.

    أثرياء السودان.. التنازل عن الممتلكات أو السجن!

    قبل ستة أعوام، تعرض سمير بولس، وهو ناشط قبطي سوداني في الكنيسة الانجيلية السودانية، للاعتقال من جانب قوات الأمن التي اقتحمت منزله بحي العباسية في أم درمان، بعدما اتهمته السُلطات السودانية «بالتبشير والدعوة للمسيحية بين قطاعات متنوعة داخل المجتمع السوداني».

    ظل بولس مُحتجزًا داخل إحدى مقار جهاز الأمن والاستخبارات لأسبوع كامل، من أجل التوقيع على تنازل على عدد من ممتلكاته التي تنوعت بين قطع أراضٍ في أفضل المناطق بالخرطوم، أو شركته المُتخصصة في الهندسة الإنشائية؛ ليضطر في النهاية تحت ضغوط مستمرة أبرزها التعرض لزوجته وأبنائه للتوقيع على عقود تنازل عن بعض ممتلكاته للنظام الحاكم.



    بعدما أفرجت عنه السلطات، أخذ سمير قرارًا بالرحيل مع زوجته وأبنائه الثلاثة إلى القاهرة، لأسباب متعددة يوضحها لـ«ساسة بوست» قائلًا: «كان هناك تنسيقًا مستمرًا وقائمًا طول الوقت بين الكنيسة الإنجيلية في السودان ومصر، وزيارات بين قساوسة كلتا الكنيستين، ما جعلها مكانًا مفضلًا مصر للانتقال لها، إلى جانب سهولة الحصول على التأشيرة، والمعيشة بأسعار تبدو معقولة في القاهرة إذا ما قورنت بأي مدن عربية أو أوروبية».

    يرتبط هذا التنسيق الكنسي بسلطات بابا الكنيسة المصرية الواسعة، التي تمنحه صلاحيات اختيارات بابا الكنيسة الأرثوذكسية في السودان، والإشراف على الأنشطة الكنسية هناك، وفقًا لسمير، الذي يضيف أن «هناك زيارات مستمرة لا تنقطع على مدار العام بين القيادات الكنسية في البلدين».

    بحسب بولس، فإن كونه من بين المقتدرين ماليًا، هو ما شجع السلطات على استهدافه ضمن حملة واسعة بحق كُل الأثرياء المسيحين، من خلال نزع ملكية أراضيهم أو ممتلكاتهم الأخرى، استنادًا لقانون الأمن الوطني رقم 25 لسنة 2010، والذي يمنح الأجهزة الحكومية السلطات في حجز أو مُصادرة أي أراضي، تحت دعوى حماية الأمن القومي السوداني، دون أسباب تفصيلية لهذا القرار.

    كان دافع الأجهزة الأمنية في استهداف نوعية «المقتدرين ماليًا أو النشطاء» نابعًا من اعتقادهم أنه «لو تحكمت السلطات في المال؛ هتتحكم في الكنيسة»، حسبما يوضح سمير.

    غير أن هذا القانون، الذي تُطالب القوى الثورية بتغييره ضمن مجموعة قوانين تصفها «بالقمعية»؛ وتُدرجه ضمن مطالب «الثوار»، يتناقض مع قانون الأراضي في السودان الذي يمنع التنازل من شخص لشخص أو هيئة لشخص، بدون مُقابل مالي عدا الأقارب من الدرجة الاولى، وهو ما منح سمير وغيره من الآلاف الفرصة للطعن على الأراضي المنتزعة منهم، ويأمل استعادتها بأحكام قضائية نافذة.

    ويوضح سمير لـ«ساسة بوست» أن «السلطات خالفت القانون الأصلى؛ لذلك فالأراضي المنزوعة وفقًا لقانون الأراضي الأصلي، ليست مملوكة للسلطة».

    ويغيب أي إحصاء رسمي لعدد المسيحيين السودانيين الذين انتقلوا خارج بلادهم أو عددهم داخل مصر، بينما تشير بعض التقديرات إلى أن عدد السودانيين عمومًا يتراوح ما بين مليوني سوداني إلى 5 مليون، يعيش أغلبهم في منطقة وسط القاهرة والإسكندرية ومحافظة أسوان الجنوبية. وتُرجح إحصائية لتعداد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى «المفوضية السامية للاجئين» العام الماضي أن عددهم يبلغ 37 ألف لاجيء سوداني مسجل رسميًا في مصر.

    «أقباط السودان»: لسنا مواطنين كاملي الأهلية..

    فسنرحل

    بُعد آخر يضيفه سمير لدوافع تفضيل أغلب مسيحي السودان للسفر لمصر، هو أن القطاع الأكبر من مسيحي السودان لهم جذور مصرية، وهم ما يُسمونهم «الأقباط»، يحمل أجداد هذا الجيل الحالي الجنسية المصرية، ولهم منازل مملوكة بأسمائهم في أرقى أحياء العاصمة المصرية، حيث اعتادوا زيارة مصر أوقات كبيرة في العام قبل الانتقال النهائي؛ لذلك فمصر بالنسبة لهم دولة عالمون ببواطن أمورها، وأنماط الحياة الثقافية الفكرية والاجتماعية لها، إلى جانب سهولة العودة منها إلى السودان.

    من بين هؤلاء الذي يحكي عنهم سمير، يوسف أديب (48 عامًا)، وهو من مسيحي السودان ذوي الجذور المصرية، ممن يُشتهرون بـ«الأقباط» داخل السودان. عمل يوسف لسنوات محدودة في إنتاج أعمال تلفزيونية مُشتركة مع بعثة الأمم المتحدة داخل السودان حول قضايا توعوية، قبل أن يُساوره قلق من الاستمرار في البقاء بعدما تعرضت شركته المتخصصة في تقديم الخدمات الإعلامية للاقتحام من جانب الأجهزة الأمنية، ووصول رسائل على هاتفه تُحذره من البقاء داخل البلد.

    ضاعف من قلق يوسف معرفته بأخبار ذاعت بين مجموعات الأقباط في أحد المجموعات المغلقة على تطبيق الاتصال الحديث «واتساب»، حول توصيات مسؤولين أمنين لعدد منهم بالرحيل، أو العيش دون أي نشاط سياسي أو ديني، هو ما يرفضه يوسف «المواطن كامل الأهلية».

    أمام هذه التهديدات، أخذ يوسف قرارًا بمغادرة البلاد، في أسابيع معدودة، آتيًا لمصر التي فضلها وطنًا بديلًا لبلاده. ينتمي يوسف للكنيسة الأرثوذكسيه التي تتبع الكنيسة المصرية، والتي فضلت الصمت دومًا، حالها حال كافة الكنائس تجاه الأحداث السياسية الأخيرة في السودان، التي لم تنخرط في أي أعمال اجتماعية أو سياسية، وذلك على خلاف الكنيسة الإنجيلية التي شكل قادتها أدوارًا رئيسية في الثورة السودانية، وفقًا ليوسف.

    أمر آخر شجع يوسف للعودة لمصر، ألا وهو جذور جده المصرية، وتمتع والدته بالجنسية المصرية. يستعيد يوسف بعضًا من وقائع حياته جديدة ويحكي لـ«ساسة بوست»: «الجد كان مالكًا لوحدتين سكنيتين في أرقى مناطق مصر الجديدة؛ عدنا للعيش فيها، وفتشنا في أوراقنا القديمة من أجل الحصول على أوراق جذور جدي المصرية، والتقديم بها للسلطات المصرية للحصول على الجنسية».


    ويتناقض الواقع العملي لحياة السودانيون في مصر عن القوانين التي تحولت إلى حبر على الورق، في ظل تجاهل تفعيل اتفاقية الحريات الأربع بين السودان ومصر، والتي جرى توقيعها في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2011، والتي تتيح لمواطني البلدين العلاج والتملك والتنقل والتعليم، غير أن تنفيذها ظل مُعطلًا، كما روي كثير من السودانيين الموجودين في مصر.

    ويوضح يوسف: «الاتفاقية ليس لها أي جدوى على كافة المستويات، وعندما عدت إلى مصر، فتشت عن أوراق جدتي القديمة، وعقود ملكية الشقة التي أعيش فيها، وقدمت طلبًا للحصول على الجنسية المصرية؛ وهو ما سيساعدني كثيرًا في الاستقرار بدرجة كبيرة».

    غير أن القطاع الأكبر من مسيحيي السودان الوافدين لمصر ينتقلون لها ليس بغرض الاستقرار، بل محطة لجوء انتقالية، يسافرون منها للدول الأوروبية، كحال الآلاف الذين نجحوا في عمل ذلك طيلة السنوات الماضية.

    مصر محطة قبل «إعادة التوطين»

    سمر كارلوس، واحدة من هؤلاء اللاتي انتقلن لمصر، من خمسة أعوام، باعتبارها محطة لجوء، انتقلت منها بعد ذلك لهجرة دائمة إلى أستراليا، بعد عام واحد قضته في العاصمة المصرية داخل وحدة سكنية استأجرتها، بعدما اكتشفت صعوبة التمليك لأسباب قانونية، وتعليمات حكومية «غير مباشرة».

    كان انتقال سمر لمصر أولًا بهدف تطبيق شروط هيئة الأمم المتحدة على حالتها، من حيث إثبات أنها «لا تقدر تعيش في السودان»، لذلك انتقلت لمصر لإثبات صحة ذلك عليها.

    تُضيف سمر لـ«ساسة بوست»: «الأمم المتحدة تُحدد شرط يتمثل في تقديم أدلة بأنك لست قادرًا على البقاء في السودان؛ لذلك تكون أسهل طريقة لإثبات ذلك هو السفر لمصر؛ وبذلك تقول لهم إنني انتقلت للقاهرة لظروف عدم القدرة على الإقامة داخل السودان التي اضطرتني للانتقال إلى بلد جديد، وغريب عني، قبل أن تُساهم في تسهيل السفر بعد ذلك لدول خارج مصر»، فيما تصفه الأمم المتحدة بـ«إعادة التوطين».

    كانت الأمم المتحدة تدفع لهؤلاء مبالغ مالية شهرية (إعانات مادية) لدعمهم، في سنواتهم الأولى، داخل البلد الجديد الذي انتقلوا لها، غير أن تلك الإعانة انقطعت منذ عامين لأسباب لها علاقة بنقص موارد الهيئة الدولية، وتقول سمر: «كان لذلك تأثير كبير على تفضيل مسيحيي السودان للسفر بطرق غير شرعية من مصر إلى أوروبا، بعد تراجع فاعلية دور الهيئة الدولية في إعادة توطين النسبة الأكبر منهم في أمريكا وأوروبا».

    متى بدأت موجات نزوح مسيحيي السودان؟

    يؤرخ المُفكر القانوني القبطي السوداني نبيل أديب لـ«ساسة بوست» موجات نزوح مسيحيي السودان خارج بلادهم وصلتها بالخط السياسي لأنظمة الحُكم، قائلًا: «بدأت أولى موجات نزوح مسيحي السودان عام 1983، مع إعلان النظام الحاكم آنذاك تطبيق الشريعة الإسلامية وفقًا لتعريفهم الضيق والمحدود لها والبرجماتية السياسية الساعية لاستخدام الشريعة من أجل استقرار الحكم، قبل أن تعاود موجات النزوح، من جديد، في عام 1990 حين أعدم نظام البشير طيار مسيحي هو جرجس القمص مينا بداعي تجارته في العملة».

    وتعود وقائع هذه الحادثة، بعد ستة أشهر من انقلاب نظام «الإنقاذ الوطني»، في ديسمبر (كانون الأول) 1989، وصعود البشير للسلطة، حيث أعلنت السلطات السودانية آنذاك القبض على مساعد طيار يعمل في الخطوط الجوية السودانية، ويدعى جرجس يسطس، ووالده كان قسًا، بتهمة حيازة نقد أجنبي ومحاولة تهريبه إلى خارج البلاد، قبل أن تحكم عليه محكمة خاصة بالإعدام، بتهمة التآمر على تخريب الاقتصاد الوطني، وينفذ الحكم في فبراير (شباط) 1990.

    بعد مرور عقد كامل على بداية الألفينات، وتحديدًا عام 2013، نشطت من جديد موجات النزوح مسيحيو السودان للخارج، بعدما وقعت هجمات حكومية على مقار شركات مملوكة لمسيحيين بالتزامن مع تحريض من جانب الإعلامي الحكومي للسودانيين بوصفهم «عملاء مدعومين من قوى خارجية، يهددون استقرار الوطن، وأملاكهم حازوها من الاستعمار»، وفقًا لأديب.

    ويُرجح أديب تفضيل مسيحيو السودان للانتقال لمصر لأسباب لها علاقة بكونها قريبة جغرافيًا من مصر، وأقرب للثقافة، والحياة فيها «رخيصة» يستطيع السودانيون تدبير أمورهم فيها.

    يتفق الأشخاص الذين تحدث إليهم مُحرر «ساسة بوست» حول الصعوبات الكبيرة التي تواجههم في العيش داخل مصر، وعلى رأسها «السياسات التمييزية والعنصرية» تجاه السودانيين في تفاصيل الحياة اليومية، والنظرة «الفوقية» من المسؤولين والتي انتقلت للمصريين العاديين.

    «المصري ما فاهم أن فيه ناس تانيين ممكن يعيشوا معاه» هكذا تتحدث سمر بلهجة سودانية محلية، حول الصعوبات التي واجهتها خلال عام قضته في مصر، قبل الهجرة بواسطة الأمم المتحدة. لكن سمر تستدرك: «صحيح هناك سياسات تمييز تجاهنا؛ لكن في الآخر لو فيه دولة نفع ولجأت ليها؛ تبقى أحسن خيار من السودان».

    بينما يربط يوسف هذه السياسة «التمييزية» التي يلاحظها من تعاملاته هو وأبنائه اليومية، بالتوتر السياسي القائم بين البلدين، وفقًا له، وانطباعات المصريين الراسخة عن السودان. ويوضح: «المصريون ما زالوا معتقدين أن السودان كانت مُستعمرة مصرية، ويبنون تعاملاتهم مع السودانيين بناءً على هذه الخلفية التي تجعلهم يشعرون بتفوق في علاقتهم معنا كوننا في مرتبة أقل منهم».

    أما العامل الثاني الذي يذكره يوسف فله صلة بالانطباعات التي عززتها وسائل الإعلام المصرية الحكومية حول السودان، خصوصًا بعدما ارتبطت تهمة اغتيال الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، برجال محسوبين على نظام البشير، وتعميم انطباع داخل أذهان المصريين أن السودانيين مسئولون أيضًا.

    التاريخ يتبدل.. السودان كانت «منفى» الدولة المصرية الحديثة

    على خلاف الصورة السابقة، التي تحولت فيها مصر لوطن بديل، أو منفى اختياري لمسيحيي السودان، كانت الأخير هي المنفي الذي استخدمه نظام حُكم محمد علي لتأديب المصريين الذين يخالفون تعليماته، ويخرجون عن طوعه، أو من يريد أن يُبعدهم عن دوائر القرار، على أساس أن السودان كانت تتبع سلطاته، وتخضع للإشراف إداريًا وسياسيًا من جانبه.


    ويقول الكاتب شادي لويس، في مقال منشور له على موقع «المدن»: إن «السودان كانت لوقت طويل منفى الدولة المصرية الحديثة. المنفى بمعناه القانوني والمعنوي أيضًا.

    فالقوانين المتعاقبة التي أصدرتها إدارة محمد علي لم تخل من جرائم ومخالفات عقوبتها الإبعاد، وكان أقساها هو النفي إلى السودان.

    وكان موظفو الدولة غير المَرضِي عنهم، والمعاقبين إداريًا، ومثيري المشاكل، يُنقلون إلى الصعيد، عقوبة ضمنية غير معلنة، وأسوأهم حظًا ينتهي بهم الأمر في عطبرة أو أم دورمان.

    لكن الأقباط وجدوا في السودان غير المرغوب فيه فرصة سانحة للانخراط في الهيكل الوظيفي للدولة، والصعود إلى قمته بشكل أيسر مما هو في مصر».

    تلا تلك المرحلة موجة نزوح جديدة لمسيحيي مصر إلى السودان، بعدما اتبع الاحتلال البريطاني لمصر سياسة تمييز تمارس بحقهم إقصاء في أغلب الوظائف الهامة داخل الوزارات الحكومية، ليُفضل القطاع الأكبر منهم الانتقال إلى السودان، ويظلوا باقين داخلها، وحملوا صفة «الأقباط السودانيين»، كما أضافتهم إدارة الإحصاء السودانية، باعتبارهم قبيلة سودانية في مسوحها السكانية قبل سنوات.



    مترجم: هكذا قدمت النساء في السودان للمرأة في العالم ما لم تقدمه أمريكا!

    كاتب: Sisonke Msimang مصدر: The White House Won’t Empower Women. Sudan’s Protests Will. شارك

    فريق العمل

    بينما تشارك النساء في قيادة الاحتجاجات في السودان، تزور إيفانكا ترامب إثيوبيا للترويج لما يُسمى بـ«مبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار»، متجاهلةً ما يحدث للنساء في السودان وغيره.

    وفي هذا الصدد كتبت سيسونك مسيمانج في مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، مجادلةً بأنَّ هذه الجهود الأمريكية لا تركز سوى على الاحتياجات العملية البسيطة للمرأة، في الوقت الذي تحارب فيه إدارة ترامب حقوق المرأة حول العالم، مستشهدةً بما أمكن للنساء إنجازه على مستوى احتياجاتهن الاستراتيجية من خلال حراكهن في دولٍ عديدة.



    الطعام أم حقوق الإنسان؟

    بحسب سيسونك، زارت إيفانكا ترامب أديس أبابا هذا الشهر، للترويج للمبادرة الأمريكية لتمكين المرأة حول العالم، والمعروفة باسم «مبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار». ارتدت الابنة الأمريكية الأولى ثوبًا أزرق، وابتسمت أمام الكاميرات أثناء حديثها حول خطتها لـ«دعم 50 مليون امرأة في الدول النامية بحلول عام 2025». لكن في الوقت نفسه، كانت النساء تدعمن أنفسهن في السودان، إحدى دول الجوار؛ وقفن على السيارات والمنصات، وهتفن للثورة السلمية.

    وترى سيسونك أنَّه خلال قيادة النساء السودانيات للحراك لإطاحة دكتاتور متهم بجرائم حرب، بدت الولايات المتحدة بعيدةً كل البعد عمَّا تريده نساء العالم.

    فبرنامج البيت الأبيض يأمل في تعزيز فرص العمل، ويعكس تركيزًا أوسع داخل إدارة ترامب على خلق فرص العمل والتطوير الاقتصادي، بدلًا من حقوق الإنسان والحكم الرشيد وغيرها من الأمور التي كانت تمثل أساسات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

    وتشير سيسونك إلى أنَّ التركيز على الوظائف له بعض المزايا بالتأكيد، لكنَّ إدارة ترامب في الوقت نفسه زادت استخدامها لسياسة التكميم، بمنعها تمويل المنظمات التي تدعم عمليات الإجهاض خارج الولايات المتحدة، وذلك لإرضاء قاعدة دعمها الإنجيلية.

    وتؤكد سيسونك أنَّ تلك المنظمات تدعم أيضًا تنظيم الأسرة، وعلاج فيروس نقص المناعة، والرعاية الصحية الأولية، وبرامج التغذية، لكن لم يعد يمكن تمويل أيٍ من تلك الأنشطة إذا كانت تلك المنظمات تدعم الإجهاض، حتى لو استخدمت في سبيل دعمه أموال متبرعٍ آخر.

    وتعتقد الكاتبة أنَّ تركيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على النمو بديلًا عن حقوق الإنسان يمثل معضلةً مفتعلة، يُصورَّ فيها أنَّه لا خيارات سوى هذين الخيارين المتعارضين. إذ أظهرت الأحداث الجارية في السودان وغيرها أنَّ الرغبة في التغيير الديمقراطي مرتبطةٌ جوهريًا بارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم الفقر والظلم.

    النساء في مقدمة الاحتجاجات السودانية

    بدأت الانتفاضة السودانية في عطبرة وبورسودان في ديسمبر (كانون الأول)، عندما ارتفع سعر رغيف الخبز بنسبة 300% بين عشية وضحاها. وامتدت الاحتجاجات إلى الخرطوم وغيرها من المدن بسبب حكم الديكتاتور الغاشم منذ عقود. بمعنى آخر، كانت شرارة الثورة اقتصادية، لكنَّ أزمة حقوق الإنسان والحكم المريعة التي تفشت في السودان لفترةٍ طويلة هي ما فاقم اشتعالها.

    ورغم الجهود المبذولة لوقف الإبادة الجماعية في دارفور لسنوات، وملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس عمر البشير، تشير سيسونك إلى أنَّ السودان كان يتعرض للتجاهل من الغرب، لكن تمكنت الاحتجاجات الأخيرة من جذب انتباه الشعوب في أوروبا والولايات المتحدة.

    في رأيها، كان ذلك جزئيًا بسبب عاملٍ مبتكرٍ وفعّال اتسمت به التظاهرات، وهو وجود نساء أفريقيات يرتدين أقراطًا ذهبية وأثوابًا، بوجوهٍ مشرقة خُلقت لتصنع صورًا جميلة. بالإضافة إلى ذلك، فاجأ وجود مثل هذه الأعداد الكبيرة من النساء في الشوارع في دولةٍ مسلمة محافظة أولئك الذين يجهلون سياسات المنطقة. وأظهرت الاحتجاجات أيضًا الحشود السودانية وهي تردد هتافاتٍ وتراثًا قديمًا من الغناء والرقص للإطاحة بالبشير، وهذا لم يكن تقليدًا للممارسات الديمقراطية الغربية، بل أنماطًا وطنية من الاحتجاج.

    وتعتقد الكاتبة بأنَّ أيَ شخصٍ مهتم بالنساء في الحركات المؤيدة للديمقراطية، ليس فقط في السودان لكن في أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، سيدرك أنَّه لا شيء جديد أو مفاجئ بخصوص ذلك. فطوال القرن العشرين، شغلت النساء في الدول الفقيرة مساحاتٍ عامة في الاحتجاجات، وعملت الكثيرات منهن كمنظمات ومخططات رئيسيات في الحركات المؤيدة للديمقراطية.


    تاريخ من الحراك النسائي حول العالم

    تضرب سيسونك مثالًا بنيجيريا ما قبل الاستقلال. فأثناء «حرب النساء» عام 1929، احتجت آلاف النساء ضد الضرائب الظالمة التي تفرضها إدارة الاستعمار البريطاني، وفعلن ذلك من خلال ممارسةٍ قبلية للاحتجاج كانت معروفةً بين المجموعات العرقية النيجيرية باسم «sitting on men» أو «إعلان الحرب على الرجال».

    ففي جنوب البلاد، كان معتادًا وقتها أن يُطارَد الرجل المنحرف أو العنيف أو «تُهان كرامته» حتى يغير سلوكه، إذ تطوق النساء الرجل المقصود، ويتغنّين بأغانٍ مسيئة ويحقرنه حتى يوافق على تغيير سلوكه، وأحيانًا يذهبن لمنزله يقرعن الأبواب ويهتفن لأيامٍ حتى يستسلم.

    ونجح هذا عامةً، إذ أصبحت الإدارة الاستعمارية أكثر استجابةً لوضع النساء. والأهم من ذلك ربما أنَّ الاحتجاجات كانت لبنةً مهمة للحركة النسائية الأوسع في نيجيريا. فبنهاية الأربعينيات من القرن الماضي، حصلت النساء في جنوب الدولة على حق التصويت، بينما حققت النساء في الشمال ذلك عام 1979.

    تضرب الكاتبة مثالًا آخر بجنوب أفريقيا، أثناء التظاهرات النسائية عام 1956، إذ خرجت 20 ألف امرأة إلى الشوارع للاحتجاج على تمرير قوانين من شأنها تقييد حركة السود. وغنَّت المتظاهرات: «ضرب المرأة كضرب الصخرة، سوف تموت»، مما ساعد على تسييس جيلٍ من النساء اللواتي قدن الكفاح ضد العنصرية. ولا تزال العبارة اليوم صيحة استنفار للنساء اللواتي يشاركن في مكافحة العنف ضد المرأة.

    ومع مطلع الثمانينيات، أصبحت الحركات النسائية بارعةً في استخدام الرمزية في الأماكن العامة لتوصيل رسائلهن. ففي الأرجنتين، احتجت منظمة أمهات ميدان مايو وهن يرتدين أوشحة رأسٍ بيضاء على اختفاء أطفالهن، الذين اختُطف العديد منهم وقُتلوا على يد الدكتاتورية العسكرية لخورخي رافائيل فيديلا.

    وتعتقد الكاتبة أنَّه بهذا، في الوقت الذي كُمِّمَت فيه الأفواه بشدة، تمكنت النساء من صنعٍ رمز للأنوثة الوطنية التقليدية في دولةٍ أغلبية سكانها من الكاثوليك ومن قيمها الأساسية عدم الخروج على التقاليد. وكانت جهودهن لمعرفة أماكن أطفالهن المفقودين جزءًا أوليًا وهامًا من المقاومة التي أدت أخيرًا إلى انهيار الحكم العسكري عام 1983.

    وبحسب الكاتبة، في الأرجنتين، كما هو الحال في العديد من الدول الأخرى في الثمانينيات والتسعينيات، لم يكن وجود النساء في الصفوف الأمامية بالضرورة هدفه المكافحة من أجل المساواة بين الجنسين، بل كن يتظاهرن لخفض أسعار الخبز، أو ضمان حصول أطفالهن على مدارس ذات جودة أفضل، أو كما في حالة أمهات ميدان مايو، حتى يجتمع شملهن مع أطفالهن.


    طبيعة الحراك النسائي

    استشهدت سيسونك بالإطار النظري الذي طورته عالمة الاجتماع ماكسين مولينو في الثمانينيات لفهم أسباب وكيفية مشاركة النساء في عمليات التغيير السياسي. جادلت ماكسين بأنَّ عدم المساواة بين الجنسين عادةً ما تزيد من إلحاح الوفاء بالاحتياجات العملية للنساء أكثر من الرجال. فعلى سبيل المثال، في السودان، أرَّق نقص الوقود النساء لأنَّهن المسؤولات عن إعداد وجبات العشاء، فلدى المرأة حاجة عملية تتعلق بإبقاء تكلفة البارافين والغاز منخفضة.

    وأشارت مولينو إلى أنَّه رغم أهمية الاحتياجات العملية، غالبًا ما تظهر مجموعةٌ أخرى من المطالب بمجرد أن تبدأ النساء في التنظيم، ودعت هذه المطالب بـ«الاهتمامات الاستراتيجية الجنسانية». جادلت مولينو بأنَّ النساء إذا ما احتشدن للمطالبة بمجموعةٍ أساسية من الحقوق، كُنّ أكثر جاهزية لتطوير نظرةٍ سياسية وتحليلات ذات توجهٍ نسوي، تعالج القضايا التي تنطوي على تحرر المرأة الجسدي والاجتماعي والسياسي. وعندما بدأت النساء في الدفاع عن الحق في التملُّك أو إباحة الإجهاض، كن يضغطن لأجل المصالح الاستراتيجية الجنسانية.

    وفي رؤية مولينو، يوجد تداخل مهم بين الاحتياجات العملية، التي كانت عادةً نقطة انطلاق لنشاط المرأة، والاحتياجات الاستراتيجية. وقالت إنَه كان من الأسهل أحيانًا للمجتمعات قبول العمل على الاحتياجات العملية للمرأة، مثل وجود مدارس أفضل، من معالجة العوائق الهيكلية التي تُبقي المرأة بعيدةً عن السلطة. وتعتقد الكاتبة أنَّ عمل مولينو أثَّر في تحديد الطريقة التي صُمِّمَت من خلالها برامج المساعدات في الثمانينيات والتسعينيات، بما فيها البرامج التي تدعمها الحكومة الأمريكية.


    وترى الكاتبة أنَّه من خلال هذه الرؤية، يتضح على الفور أنَّ النساء اللواتي شاركن في الاحتجاجات في العقد الماضي تبنوا أهدافًا نسوية صراحةً، وأصبح المحتجون الذين اعتادوا الحديث عن الاحتياجات الجنسانية العملية في الماضي أكثر وضوحًا الآن بشأن احتياجاتهم الاستراتيجية الجنسانية: الحاجة إلى المساواة مع الرجال والرغبة في مزيدٍ من التحرر والاستقلالية.

    ولا دليل على هذا التحول من الاحتياجات العملية إلى الاستراتيجية أفضل مما شهدته الأرجنتين. ففي العام الماضي، شارك ما يقرب من مليون شخص في احتجاجاتٍ لدعم الحق في الإجهاض، بهدف إقناع البرلمان بتمرير قانونٍ يشرع الإجهاض.

    وترى سيسونك أنَّه على ما يبدو فإنَّ بنات الثورة، هؤلاء اللواتي ربما شاركت أمهاتهن أو جداتهن في احتجاجات مايو، قد بلغن سن الرشد الآن. ففي الدولة نفسها التي ارتدت فيها النساء ذات مرة أوشحة الرأس البيضاء، بهدف الحفاظ على واجهةٍ زائفة تعبر عن الخضوع، أرسل جيلٌ جديد من النساء إيماءةً للناشطات اللواتي سبقنهن؛ فارتدين عصاباتٍ خضراء مبهجة للضغط للحصول على ما يُعد في رأيها أكثر الاحتياجات الجنسانية الاستراتيجية إثارةً للجدل، وهو الحق في تحديد متى وما إذا كن يردن الإنجاب.

    ورغم إقرار القانون من مجلس النواب في الأرجنتين، إلا أنَّه أُلغي في مجلس الشيوخ نهاية العام الماضي. ومع ذلك، في دولةٍ كانت الكنيسة الكاثوليكية فيها ذات يوم تتمتع بالكثير من السلطة، يعد هذا الدعم الهائل لأجندةٍ نسوية صريحة علامةً على بلوغ الحركة النسائية سن الرشد.

    آثار الحراك

    تعتقد الكاتبة أنَّه رغم هذا التقدم، لا تزال هناك نقاشات وانقسامات في الدول التي تلعب فيها النساء دورًا رئيسيًا في التظاهرات الاجتماعية، وتعزي ذلك جزئيًا إلى أنَّ التظاهرات النسائية تثير رد فعلٍ عنيف عامةً.

    وتضرب مثالًا بجنوب أفريقيا، فعلى الرغم من مساهمة النساء بدورٍ قوي في جهود إنهاء العنصرية، تراجع عدد النساء في العمل السياسي في السنوات الأخيرة. وعلاوةً على ذلك، ارتفعت معدلات العنف ضد المرأة. هذا من ناحية جزءٌ من تراث العنصرية البغيضة، ومن ناحية أخرى، هناك بعض الأدلة على أنَّ الرجال يرون النساء قد حُزن الكثير من الحقوق، ومن ثم يسعون إلى النيل منهن.

    وترى سيسونك أنَّ رد الفعل ضد المكاسب المتصورة للمرأة في بولندا كان كبيرًا. ففي أكتوبر (تشرين الأول)، تظاهر عشرات الآلاف ضد الحكومة مباشرةً بعد محاولتها حظر الإجهاض، وكانت النساء بالفعل تواجه قيودًا صارمة فيما يخص خدمات الصحة الإنجابية. ومع ذلك، سعت الحكومة اليمينية إلى فرض حظرٍ كامل على عمليات الإجهاض في جميع أنحاء البلاد، فثارت النساء وأصررن على عدم حظر هذه الحاجة الاستراتيجية.

    كانت الاحتجاجات فعّالةً، ورفض البرلمان محاولة حظر الإجهاض. لكن في العام الماضي، مارست الحكومة ضغوطاتٍ استثنائية على الحركة النسائية، ففقدت العديد من هذه الحركات التمويل الحكومي، وداهمت الشرطة حركاتٍ أخرى.

    وترى سيسونك أنَّ الوضع في بولندا حرج، ويُعزى ذلك إلى حدٍ كبير إلى صمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتقتبس تصريحًا لباحثٍ في منظمة هيومن رايتس ووتش: «السماح بحدوث ذلك يرسل رسالةً خطيرة مفادها أنَّ النساء لا يمكنهن الاعتماد على التزام الاتحاد الأوروبي بحمايتهن».


    أمَّا في الأرجنتين، حيث أُحرز تقدمٌ كبير عام 2018، كانت هناك مؤخرًا حالة مروعة لفتاة في الحادية عشر من عمرها ضُربت واغتُصبت من رجلٍ في الستينيات من عمره، ومُنعت من الإجهاض. ومُنحت أخيرًا هذا الحق بعدما وصل حملها لأسبوعه الثالث والعشرين، وهو ما يتجاوز الحد القانوني، وأُجبر الأطباء على إجراء جراحة قيصرية، زاعمين بأنَّ الإجهاض يشكل خطرًا على حياتها، واعتبرت منظمات حقوق المرأة هذا الإجراء «تعذيبًا» بحق الطفلة.

    وترى سيسونك أنَّه لا تزال بعض النساء مقتنعاتٍ بأنَّهن يقمن بأدوارٍ معينة كأمهات وزوجات، وأنَّه لا ينبغي عليهن الضغط لتغيير ما يعتقدن أنَّه الوضع الطبيعي للنساء. وينتشر هذا الموقف بشدة في الأماكن التي تسيطر عليها الأصولية الدينية.

    أمَّا النساء العازمات على الحصول على احتياجاتهن العملية الجنسانية فقط يملن إلى العمل بشكلٍ أفضل داخل الديمقراطيات التي تنجرف تجاه الحكم الاستبدادي، والواقعة تحت تأثير المحافظين الدينيين، مثل تركيا. ففي دولةٍ عرفت ذات يوم بتبنيها حقوق المرأة وقيمها التقدمية، ضغط الرئيس رجب طيب أردوغان بقوة ضد مبادئ الديمقراطية، بما فيها حقوق المرأة، واصفًا الإجهاض بـ«القتل».

    وعلى منوال إيفانكا ترامب، تشير سيسونك إلى أنَّ سمية أردوغان تدير منظمة مدنية، وهي منظمة «كادم»، تتفانى في غرس ما يسمى بالقيم التقليدية بين نساء الأتراك. إذ تُركز الجمعية بالتحديد على مواجهة النسوية واستكشاف الاختلافات بين النساء والرجال. وهذا نهجٌ نادرًا ما تتبعه المنظمات النسائية التي تدعم الحركات الديمقراطية، إذ تضغط هذه المجموعات بدلًا من ذلك لتحقيق قدرٍ أكبر من التحرر للنساء، لاتخاذ قرارتٍ بشأن أجسادهن ومستقبلهن.

    وبينما تركز النساء حول العالم على أصعب القضايا وأكثرها استراتيجيةً للنساء، مثل الإجهاض والعنف بين الجنسين وتنظيم الأسرة، لسوء الحظ تدعو الحكومة الأمريكية إلى وضع أجندةٍ مشابهة لتلك التي يتبعها أردوغان عبر دعم يعالج بالكاد الاحتياجات العملية للنساء في الدول الفقيرة، بينما يستخدم سياسة التكميم لتقويض وصولهن إلى الخدمات الأساسية.

    وتعتقد سيسونك أنَّه من المفارقات الغريبة أنَّ ما يُدعى بـ«زعيم العالم الحر»، وابنته التي تتحدث عن حقوق المرأة بينما تعمل لدى إدارةٍ تقوضها، يبدو عازمًا على دفع النساء في الولايات المتحدة والخارج إلى الخلف، بينما تحتج أخواتهن في السودان ويغنين ويهتفن للوصول إلى الحرية.








                  

العنوان الكاتب Date
التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-20-18, 08:14 PM
  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-20-18, 08:41 PM
    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-20-18, 11:08 PM
      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-20-18, 11:46 PM
        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 00:39 AM
          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 00:46 AM
            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 00:54 AM
              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 01:01 AM
          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة Yasir Elsharif12-21-18, 01:02 AM
            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 01:04 AM
              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 01:06 AM
                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 01:44 AM
                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 08:05 PM
                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 08:15 PM
                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 08:24 PM
                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-21-18, 10:31 PM
                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-22-18, 10:03 PM
                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-23-18, 04:41 AM
                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-25-18, 05:43 PM
                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-25-18, 07:42 PM
                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-25-18, 07:49 PM
                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة معتز عبدالله12-25-18, 08:09 PM
                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-26-18, 05:09 AM
                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-26-18, 05:50 AM
                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad12-26-18, 05:55 AM
                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-04-19, 06:10 AM
                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة صلاح أبو زيد01-04-19, 03:25 PM
                                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-04-19, 09:16 PM
                                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-04-19, 09:37 PM
                                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة عبدالعظيم عثمان01-04-19, 09:45 PM
                                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة صلاح أبو زيد01-05-19, 04:06 PM
                                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-06-19, 03:53 PM
                                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة adil amin01-07-19, 08:58 AM
                                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة صلاح أبو زيد01-10-19, 07:11 PM
                                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة صلاح أبو زيد01-10-19, 07:29 PM
                                                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة صلاح أبو زيد01-10-19, 08:07 PM
                                                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة صلاح أبو زيد01-11-19, 02:12 AM
                                                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-12-19, 02:25 PM
                                                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة صلاح أبو زيد01-12-19, 04:01 PM
                                                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-12-19, 06:32 PM
                                                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-17-19, 11:43 PM
                                                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-17-19, 11:50 PM
                                                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-17-19, 11:55 PM
                                                                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-18-19, 02:17 AM
                                                                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-18-19, 02:35 AM
                                                                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-18-19, 02:49 AM
                                                                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-18-19, 03:15 AM
                                                                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-18-19, 03:18 PM
                                                                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-18-19, 07:30 PM
                                                                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-20-19, 07:00 AM
                                                                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-20-19, 07:32 PM
  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة ghariba01-21-19, 07:20 PM
    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة adil amin01-22-19, 09:08 AM
      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-26-19, 05:52 PM
        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-26-19, 06:15 PM
          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-26-19, 06:24 PM
            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-28-19, 09:40 PM
              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-28-19, 10:03 PM
                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-29-19, 05:50 PM
                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad01-31-19, 06:57 PM
                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-01-19, 06:02 AM
                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-02-19, 05:10 PM
                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-02-19, 06:13 PM
                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-05-19, 09:13 PM
                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة Moutassim Elharith02-06-19, 01:08 AM
                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-06-19, 05:05 PM
                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-06-19, 08:49 PM
                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-07-19, 03:44 AM
                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-09-19, 03:06 AM
                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-09-19, 03:17 PM
                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-09-19, 07:02 PM
                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-09-19, 07:23 PM
                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-11-19, 00:17 AM
                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-11-19, 03:36 AM
                                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-13-19, 12:15 PM
                                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-16-19, 02:08 AM
                                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-23-19, 02:25 PM
                                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-23-19, 03:15 PM
                                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-23-19, 03:57 PM
                                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-23-19, 05:44 PM
                                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-23-19, 05:59 PM
                                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-23-19, 09:38 PM
                                                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-24-19, 07:10 PM
                                                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-25-19, 05:37 PM
                                                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad02-25-19, 10:45 PM
                                                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة خضر الطيب02-25-19, 11:00 PM
                                                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة بدر الدين الأمير02-26-19, 11:12 AM
                                                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة بدر الدين الأمير02-26-19, 11:12 AM
                                                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-01-19, 06:19 PM
                                                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-03-19, 04:05 PM
                                                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-03-19, 04:26 PM
                                                                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-03-19, 06:07 PM
                                                                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-05-19, 11:59 AM
                                                                                    Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-05-19, 12:03 PM
                                                                                      Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-06-19, 10:04 PM
                                                                                        Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-07-19, 05:14 PM
                                                                                          Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-09-19, 02:40 AM
                                                                                            Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-09-19, 06:28 AM
                                                                                              Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-09-19, 06:42 AM
                                                                                                Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-09-19, 04:54 PM
                                                                                                  Re: التغطية الإعلامية للانتفاضة osama elkhawad03-09-19, 10:32 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de