كونسرتو البلد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 12:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2019, 11:58 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كونسرتو البلد

    10:58 AM December, 18 2019

    سودانيز اون لاين
    ابو جهينة-السعودية _ الرياض
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كونسرتو البلد ( معزوفة خالدة بلا نوتة موسيقية أو مايسترو .. بل بإيقاع تلقائي )



    والفضل يرجع ( لإبن المقفع ) وكتابه ( كليلة ودمنة ) ....... وفوهات أفكاره من خلال أبطاله ( بيدبا و دبشليم ) .. والأبطال من بنات أفكاره الذين إستقاهم من الذين رافقوا أبونا نوح من مخلوقات الله، دون أن يسألوه : بماذا وإلى أين ولماذا وكيف...



    ****


    الإسفين الناجع :

    أنسلت جحافل الغزاة ومَن والاهم من التخوم .. بعد أن عرفوا أن هؤلاء ( الرعاع ) يملكون المقدرة على تسيير دفة بلادهم المترامية الأطراف.
    وبعد أن تيقنوا من أنهم يتمتعون بذكاء فطري ، وعزيمة لا تفتر ... وبطولات أسطورية ... وفي معيتهم رجال يضاهون الجبال رسوخاً وقوة ... وحكمة تنساب متسلسلة إلى الأنبياء ..انسحبوا وهم يضمرون العودة ...
    فهم أيضاً يعرفون أن حياتهم ستعتمد كماً لا كيفاً على المدفون في جوف الثرى هنا ..
    فدفنوا ( ألغاماً ) لا تنفجر إلا أن داست عليها أقدام الظلم والغبن والاستبداد والخيانة ولغدر..
    ألغام تستمد وقودها من الوجع والقهر ...
    وكان لهم ما أضمروا .. فقريحتهم كانت بوصلة دائماً ما تتجه نحو حدْسِهم ...

    الميلاد الأول :

    إجتمع ( الشُعْث الغُبْر ) ذات ليلة على نار أستوقدوها من حُر أخشابهم التي إدخروها لطهي طعامهم..
    رغم أن جُلَّ طعامهم كان من نوع الذي يصبر معهم على حر الصيف وقَر الشتاء ...
    كانت ليلة باردة .. تزمجر فيها ريح الشمال فتصدر صوتاً عند مرورها بين مختلف أنواع الشجر ...
    تعانقها سعفات من نخيل إنحنتْ جذوعها من شيخوخة، فهي إرث الرعيل الأول وما قبل الأول.
    بينما تتطاير أشواك علها تجد من تشتبك بأطرافه، لتعانق في عناد عند أول منحنى ثمار لا تغني ولا تسمن من جوع.
    قال كبيرهم : لدي خبر لا أدري إن كنتم ستصدقونه أم لا .. وإن صدقتموه فلا أدري إن كنتم ستوافقون عليه أم لا.
    قالوا بصوت واحد : هات ما عندك أيها الوقور.
    قال : زارني بالأمس ( جِني ) قادم من خارج حدودنا يدَّعي أنه كان ملازماً لأجدادنا في معاركهم وصولاتهم وجولاتهم، وأنه الذي ألْهمهم معرفة تضاريس هذه الجبال وتعاريج هذه السهول وهو الذي علمهم انضباط الجند واستعمال ذاك السلاح الذي يقذف لهباً وناراً. وقال أنه حتى لا يداهمنا عدو في عقر دارنا طمعاً في أرضنا الغنية ومياهنا الهادرة، فلا بد من تنصيب القوي الذي نختاره، وأقترَح أن يكون حيواناً من هذه الغابة التي تمدنا بأسباب الحياة أو من هذي الهضاب التي تنساب منها أنهارنا، وقد وعَدَنا بترويض هذا الحيوان حتى لا يفترسنا أو يقلب علينا بني جلدته من الكواسر والضواري .. ويبدو لي صادقاً في حديثه. فما رأيكم؟
    همهم القوم ..
    تجادلوا ...
    إرتفعتْ أصواتهم ...
    كادت أن تنشب معركة بالأيدي والحراب والخناجر والعصي..
    إلا أن كبيرهم وشيوخ قبائلهم تمكنوا من تهدئة الجمْع ...
    ووافقوا على إختيار وحش من الغابة القريبة ليقوم ( الجني ) بترويضه لهم ومن ثم يحميهم من طمع قبيل الإنس والجن ومعشر الوحش ...
    بعد تمحيص لسيرة الكواسر والضواري..
    وقع إختيارهم على زعيم قطيع ( الغوريلا ) ..
    فهو يتربص بهم ليل نهار وعلى مقربة من مضاربهم وديارهم ومتحيناً الفرصة، وينام بعين واحدة مغمضة محاكياً سيرة الذئاب جيرانه في الدغل القريب.
    ترصدوه ليلاً ... ثم أنقضوا عليه وهو يرتاد مخدعاً له قديم، كان يقضي فيه ( وطْراً ) مع أنثى مات زوجها جرّاء ثمرة مسمومة دلَّها عليها غريم ينافسه على حب هذي الأنثى، فأغتاله هذا الزعيم الشاب بحجة أنه أصلاً لا يمت إلى قبيلتهم بأي صِلة.
    رموا عليه شباكهم ...وتكالبوا عليه ... فإستمات في الدفاع عن نفسه ...
    طلب النجدة من فصيله ولكن دون جدوي ... فالليلة كانت عاصفة يمرق برقها بين الفينة والأخرى ورعدها يزمجر دونما انقطاع.
    مزق بعضا من شباكهم .. وجرح البعض ... وقتل منهم نفراً غير قليل ولكن الكثرة تغلب الشجاعة
    فطرحوه أرضاً .. وجرجروه إلى معقلهم ... وحبسوه في محبس آمن ... ووفَّروا له المسكن والمأكل والمشرب حتى هدأ وأطمأن واستكان...
    ثم جاء ( الجني ) .. وحدجه بنظرة التشفي والظَفَر
    زمجر الوحش .. فهو يعلم أن ( الجني ) هو سبب هذا المحبس المزري.
    زجره الجني .. فهو في موقف الآمر الناهي. وهدده بأنه سوف يسومه سوط عذاب إن لم يلتزم الأدب في حضرته.
    فلاذ الوحش بالصمت قهرا.
    وبدأ الجني في نثر همزاته ولمزاته، ودلق عليه طلاسم سحره في منأى عن القوم ... لكي لا يتعلموا سر هذه الطلاسم وكُنْه شفرتها..
    فأدركها الوحش وفهمها ووعد بتنفيذها بحذافيرها بعد أن أنساب سحر الجني في ثناياه رغماً عنه .. ودون أن يستطيع حتى من مقاومة سريانه في جسده الضخم.
    ثم أطلق سراحه .. فخرج إليهم مستكيناً .. ينظر إليهم في وداعة. ووعدهم بأنهم في أمن و أمان ما دام هو وقطيعه سيقومون على حراستهم وتوفير الطمأنينة لكل أفراد القبيلة.
    تنفس الجمع الصعداء.
    ثم أقسم قَسَمَ الولاء .. وأطلق صيحة زلزلتْ أركان الغابة وتجاوزتها إلى الوديان المتاخمة وتسامع بها حتى سكان الجحور والحفر والمتشبثون بفروع الأشجار والدافنون أجسادهم بين طيات رمال الصحاري القريبة.
    وامتلك زعيم الغوريلا ورهطه زمام أمور الضبط والربط في كل الأرجاء.
    وعاش الرعاع في سلام ...

    ساد الأمن .. وازدهرت الأرجاء .. وتوافد الدهماء والغوغاء من كافة الأرجاء وشتى الأصقاع.
    ونمتْ الأمصار من حول البقعة، بينما زعيم الغوريلا وقطيعه ينشرون طوقاً من الأمن و سياجاً من طمأنينة ...
    ومرت الأيام هنيئة هانئة..
    ثم بدأ جماعة من الرعاع يتناقلون أخباراً بدأتْ همساً .. ثم أنطلق الهمس ضجيجاً وململة. ومن ثم تحول إلى إحتجاج صارخ ...
    إنه خبر قلة الفاكهة والخضر ورغيف العيش ... وضمور خشاش الأرض و نبْته... ونضوب الماء في ( الترع ) والآبار ... وانقطاع أخبار القبائل المجاورة عنهم ..
    وصل الخبر إلى مسامع كبير القوم ... فتحقق من الأمر ..فهاله الأمر .. وصدمتْه الحقيقة ..
    فزعيم الغوريلا وعشيرته بدؤوا في الإستيلاء على كل موارد القوم .. وشرعوا في تخزينها ...
    حتى أن البعض منهم كان يخزنها في غابات مجاورة ودفنها في صحارٍ أخرى ...
    استدعت القبيلة زعيم الغوريلا ... وواجهوه بالحقيقة ..
    فإبتسم إبتسامة لا لون لها .. إبتسامة جديدة لم يكن يبديها من قبل. وكشَّر عن أنيابه .. ودقَّ بيديه على صدره وأطلق صرخة مزمجرة دوت بين أرجاء الغابة ..
    فتدافعت حشود الغوريلا من بين الأحراش وبأيديها كتل من فروع الأشجار .. هجمتْ بشراسة على القوم ..
    وأختلط الحابل بالنابل ... ودارت معركة حامية الوطيس.. تطايرتْ الجثث وإنتشر الدم في كل الأرجاء.
    أحتمت الإناث بتخوم الجبال تحتضن أطفالها.
    إستمرتْ المعركة وكأنها لن تتوقف وتهدأ ...
    ثم ... من بين ضجيج رحى المعركة، انطلقت زمجرة طغتْ على كل الأصوات التي كانت تعلو على غبار أرض المعركة.
    طغتْ فوق كل الأصوات ...في هدير كالرعد ...
    فلاذتْ جموع الغوريلا بالفرار فهي تعرف صاحب الصوت ...
    تقدم أسد ( ذو لبدة ) كثيفة وهو يتبختر في مشيته... ثم تفرس في الجثث ... فترحم عليها جميعاً ...
    تراجع القوم
    فقال الأسد بلسان بليغ : لا تخافوا ، فقد روَّضني ( الجني ) صاحبكم بعد أن عرف مطامع رهط الغوريلا ..الآن والآن فقط أيها الجمع المكلوم آلتْ إليّ مقاليد كبح جماح هذا الانفلات، فلينصرف الكل إلى عمله ولتعد الإناث إلى بيوتها. وهذا أمر لن أكرره .
    ثم حدجهم بنظرة جعلتهم ينفذون أوامره دون تردد.
    ثم قام بتعيين أركان نظامه الجديد من :

    الليث : متحدثاً بإسم النظام
    الهزبر : وزيراً لشئون الرعاع
    السبع : وزيراً لأركان حربه
    الغضنفر : وزيراً لشئون العمل
    قسْورة : وزيراً لهيئة أمور النظار والعمد والمشايخ
    العرنْدَس : وزيراً للتبادل التجاري
    ( بينما بقيتْ اللبوة تتفيأ ظلال حكم زوجها وتتباهى أمام زوجات النمور والفهود وبقية فصيل ذوي الأظافر والأنياب ) .

    لم تشهد هذه الفترة من حكم ( أبو لبدة ) أموراً كثيرة إلا بعض ( الهنات ) هنا وهناك.
    والحق يقال، كان الهدوء طابع هذه الفترة .. حتى أن ( الجني ) كان يتباهى أمام بقية قبيل (إبليس) بأنه نجح أخيراً في ترويض الرعاع بهذا المغوار ( أبو لبدة ) ..
    إلا أن بعض الرعاع كانوا يعملون ( سراً ) لضعضعة حكم ( أبو لبدة ) ..
    هؤلاء كان يسوءهم أن يحكم أرضهم من هم دونهم علماً وأصلاً وفصلاً.
    ونجحوا نجاحاً باهراً في ( الضغط على أول لغم من صنع الرعاع أنفسهم )..
    فأنفلت زمام الأمر .. وأنفجر أول لغم .. وأختلط الحابل بالنابل ...
    وخرجتْ جموع الرعاع للشوارع ، بينما ( السِّرِّيُّون ) يؤججون النيران ...
    ( الهزبر ) وزير شئون الرعاع والذي كان خارج البلد وفوجئ بالفوضى، سأل عند عودته في خضم الفوضى مستوضحاً الأمر، ولما عرف بالأمر .. قال : يا لغباء أبو لبدة ، كان حريٌ به أن يأتي بأي شبل من أشبالنا ويقتله أمام الرعاع ويجعل دم الموتى في عنق هذا الشبل المزعوم، ليثبت لهم بأننا حريصون على دمائهم ...
    ولكن ولات حين ندم ... فقد إنفلت زمام الأمن ...
    وصار من المحتم أن يتولى الرعاع تسيير دفة البلد بأنفسهم ...

    وكان الميلاد الثاني ...








                  

العنوان الكاتب Date
كونسرتو البلد ابو جهينة12-18-19, 11:58 AM
  Re: كونسرتو البلد ابو جهينة12-18-19, 12:06 PM
  Re: كونسرتو البلد خضر الطيب12-18-19, 12:07 PM
    Re: كونسرتو البلد ابو جهينة12-18-19, 12:38 PM
      Re: كونسرتو البلد ابو جهينة12-18-19, 12:49 PM
        Re: كونسرتو البلد ابو جهينة12-18-19, 12:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de