حتى هذا يحدث في كندا!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 01:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2019, 00:47 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى هذا يحدث في كندا!

    11:47 PM December, 10 2019

    سودانيز اون لاين
    عبد الحميد البرنس-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كان كل شيء يبدو عاديا، عبر شاشات المراقبة قبالتي، إلى أن أخذتُ أطالع ما بدأت تلتقطه عدسة كاميرا تغطي ذلك الجزء، من منطقة مصرف "كندا ترست". هكذا، في لحظة، انقلب نظام العالم، ولم يعد نطاق مسؤولياتي كحارس آمنا كما ظننت. ما رأيته، جعلني أتجمد، حينها، في مقعدي، تماما مثل تمثال قدّ من حجر، قبل أن أخطف حزمة المفاتيح والراديو والجوال، وأنطلق صوب المنطقة المعنية، بأقصى سرعة، في محاولة لتدارك ما لا يمكن تداركه. بينما أواصل الركض، لم يخطر لي شيءٌ محدد يمكن القيام به، لمعالجة ما بدا كارثة ألقت بثقلها فجأة، على مسار وظيفتي كحارسٍ مستجد.

    رأيت، وقتها، يا للغرابة، رجلا، وهو يسحب سرواله، دفعة واحدة، إلى أسفل، ويبدأ، نهارا جهارا، في التبرز، على بسطة السلّم الحجري المؤدي، من شارع "المين ستريت"، إلى مصرف "كندا ترست"، في الطبقة الأرضيّة. بدا الرجل، وكأنه يجلس، لبروده التامّ، في أمان مرحاضه الخاصّ. لم يكن ينقصه، الحال تلك، سوى البدء، تاليا، في تصفح جريدة "المساء".

    كان أكمل تبرزه، وشرع بهدوء في ربط حزامه، بينما يتقدم إلى داخل المبنى، بخطى بطيئة مترنحة، إلى أن رآني وأنا أتوقف لاهثا، على بعد خطوات قليلة منه. لا شك أنني بدوت لعينيه، لحظة دفع ثمن خرائه تلك، كما تبدو ألسنة الجحيم لعينيّ كافر. "وهذا حساب عسير". أو ذلك ما كنت متأكدا منه دون أن أدري للدقة: "ما الحساب الذي يليق حقّا بمتبرز في مكان عام"؟ أكثر، اقترب مني. صار نحو نصف المتر يفصل بيننا. ما لبث أن أخذ يحدق فيّ بعينين حمراوين. سألني أنا المتأهب لطحنه بالهدوء اللعين ذاك نفسه كيف يمكنه الخروج من "هنا"، حيث أنجز تغوّطه، إلى منطقة "سان بونيفس". كانت رائحة شراب رخيص يدعى "بلاك بول" يدمنه المشردون لا تني تفوح بشدة من كيانه كله. وكنت لا أزال في قمة الغيظ وقاموسي القديم ذاك من الإنجليزية كان خاليا من الشتائم، أو يكاد. مع ذلك وهذا ما لم أكن أتوقع، وجدتني أخاطبه على حين غرة بلغة عربية خالصة، بينما لا أزال أشمله بعين الاحتقار تلك قائلا قرب أنفه المكتسي بالعرق:

    "ألا تستحِ أبدا، يا هذا"؟

    أخذ يتطلع إليّ بحيرة. "ابن الزانية". لكأنه لم يتبرز، الآن، علنا، على بسطة أهم المداخل المؤدية إلى رحاب هذا المجمع التجاري.

    كنت أرتدي بطبيعة الحال بدلة الحارس الرسميّة تلك مزوّدا كما بدا بكافة وسائل الاتصال. وكان بوسعي أن أحيله كما يقال في مصر عادة في مثل هذه المواقف إلى "ستين ألف داهية"، لو لا أنني لا أدري بالضبط لِمَ لم يتجاوزوا قطُّ ذلك الرقم هناك، مثلا، "إلى مئتي ألف داهية"، أو يزيد. فجأة، حدث ما لم يكن قطّ يلوح على مدى التوقعات. بدا لي، هذا "المتغوّط علنا"، بائسا فقيرا، وعلى درجة من الإعياء. أو كما لو أنه يعاني من داء لا شفاء منه. أكثر، وجدتني، ولا أدري كيف حدث هذا بدوره، أبتسم في وجهه، ابتسامة متفهمة، وقد أخذت أبدو، لعيني ذاتي، بصورة ما، مثل كلب حسن التغذية، لا ينقصه الولاءُ والحماس لِسادته، قبل أن أقود خطى الرجل المترنحة إلى الجانب الآخر من المبنى، حيث باب الخروج المؤدي إلى منطقة سان بونيفس. "من هنا"، أشرت له، بغضب زائف، إلى باب الخروج المعني. توقف. نظر إلى الأرضية الرخام النظيفة الرطبة والعالم يشتعل في الخارج من حر. وكنت لا أزال أتابعه بشللِ الحيرة المطبق ذاك نفسه، لحظة أن رفع هو رأسه أخيرا، وشملني بعينين دامعتين، بينما يقول بصوتٍ يكاد لخفوته تماما أن يختنق:

    "شكرا، أخي".








                  

العنوان الكاتب Date
حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-11-19, 00:47 AM
  Re: حتى هذا يحدث في كندا! Abureesh12-11-19, 00:56 AM
    Re: حتى هذا يحدث في كندا! النذير حجازي12-11-19, 01:05 AM
      Re: حتى هذا يحدث في كندا! Osman Musa12-11-19, 02:23 AM
        Re: حتى هذا يحدث في كندا! النصرى أمين12-11-19, 04:22 AM
    Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-11-19, 05:13 AM
      Re: حتى هذا يحدث في كندا! Ali Alkanzi12-11-19, 06:42 AM
        Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-11-19, 08:50 AM
      Re: حتى هذا يحدث في كندا! Abdullah Idrees12-11-19, 09:07 AM
        Re: حتى هذا يحدث في كندا! علي عبدالوهاب عثمان12-11-19, 04:37 PM
          Re: حتى هذا يحدث في كندا! ابو جهينة12-11-19, 05:24 PM
            Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-11-19, 05:40 PM
          Re: حتى هذا يحدث في كندا! علاء سيداحمد12-11-19, 05:43 PM
            Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-11-19, 07:54 PM
              Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-11-19, 10:10 PM
                Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-12-19, 01:01 AM
                  Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-12-19, 08:09 PM
                    Re: حتى هذا يحدث في كندا! عبد الحميد البرنس12-12-19, 10:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de