الطريقة التي ادارت بها الجبهة الثورية خلافها مع حلفاءها (قحت) تفتقر كثيرا للحنكة السياسية المطلوبة لإدارة خلافها مع قوى الحرية والتغيير، فبدلا من أن تعنون خلافها مع الحلفاء تحت اي مسمى اخر غير (السلام ومخاطبة جذور الأزمة) نجدها اختارت العنوان الغلط في الزمن الغلط. كان الأولى للجبهة الثورية أن تكون جزءا لا يتجزأ من قحت وان تختار اي عنوان سياسي اخر تدير خلاله ازمتها مع قحط بالصورة التي تراها مثلما فعل الحزب الشيوعي، اما أن يكون العنوان (السلام،و... ) فهو غير موفق لأنه يجعلها تنتظر حتى تبدأ الإدارة الفعلية لملف السلام، عبر الألية التنفيذية (السيادي+ الوزراء) ومن ثم (المجلس التشريعي) سيفقدها الكثير من المكاسب السياسية، اقلاها التمثيل في المجلس التشريعي بنسبة كبيرة. قضية الحرب والسلام ، ومخاطبة جذور الأزمة ليست مسئولية قوى الحرية والتغيير، فهي قد اسندت لحكومة الفترة الإنتقالية المفوضة رسميا للتفاوض ومعالجة القضية خلال الستة اشهر الأولى ومن ثم التوقيع الإتفاقات، بينما تركزت مهمة قحت ( بما فيها الجبهة الثورية) الأساسية في الوصول الى اتفاق مع المجلس العسكري حول الأسس التى تحكم الفترة الإنتقالية. ملف السلام ومعالجة جذور الأزمة امر متعلق باطراف اخرى بجانب الجبهة الثورية، فهناك الحركة الشعبية شمال (عبدالعزيز الحلو) و حركة عبد الواحد محمد نور. استعجال الجبهة الثورية هذا الملف الأن واثارته بصورة متعمدة ليس في صالحها تماما سوف تفقد من ورائه الكثير من ماكان يمكنها الحصول عليه، لأن الحوار سيكون شاملا مع كل الحركات المسلحة التي اكثر فاعلية فيميدان الصراع ويحسب لها الف حساب (مثل الحركة الشعبية جناح الحلو، وحركة جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد) والتي بالتأكيد سيكون لها نصيب الأسد في اي مكسب سياسي متعلق بملف السلام، بينما العزيزة الجبهة الثوريةسيكون نصيبها الأكبر (اقوال الفريق حميدتي) المبذولة في المديا:
هذا الموضوع عرضة للحوار الموضوعي حول الأسباب الظاهرية والخفية لموقف الجبهة الثورية الحالي تحياتي للجمع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة