6- السِّر المُحتَالْ- الطبعة الثانية من كتاب (رواكيب الخريف- مجموعة قصصيَّة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 04:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2020, 03:34 PM

Adil Sid Ahmed
<aAdil Sid Ahmed
تاريخ التسجيل: 02-01-2020
مجموع المشاركات: 66

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
6- السِّر المُحتَالْ- الطبعة الثانية من كتاب (رواكيب الخريف- مجموعة قصصيَّة)

    02:34 PM February, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    Adil Sid Ahmed-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    صاح (العَمْ سَيِّد) بولده، الذي جاء يجري ليستمع لحديث أبيه، ويتلقى أوامره، ووقف أمام أبيه والضيف المُهندَّم، منتظراً الإشارة:
    - يا ود! كلِّم أمَّك تعمل عصير... وجيب معاهو موية، وخليها تخت الشاي، والقهوة في النار!
    وأعجب هذا الترحاب السخي وغير المتوقَّع (الضيف!) ذو العَمْامة الكبيرة، والجُوخ الفخم، والمركوب جلد النمر، واسترخت أعصابه، بعد أن كان متوتراً لأقصى الحدود، وقال مخاطباً (العَمْ سَيِّد):
    - أنا والله ما ندمان على شيء في الدنيا دي قدر ندامتي على خيانتي ليك، وغدري بك، وسرقة أموالك... وانتهاز مرضك لتوظيف الشراكة بيننا في نهبك...
    وظل السِّر بين الفينة والأخرى، يفرك يديه بقلق زائد، مبتسماً كشبح، وهو يقول بنفسٍ متقطعٍ لاهثْ، دون أن ينتظر أو يهتم بالإجابة على السؤال:
    - كيف حالكم؟ بالله!
    وتأمّل (العَمْ سَيِّد) الضيف، ووجد أنه، في قرارة نفسه وأعماقها، لا يحمل عليه ضغينة، ولا يشعر بمرارة من النهب الذي تمّ لأمواله، أو على الاقل الجزء منها الذي كان بحوزة (السِّر)، عندما كان (العَمْ سَيِّد) يُعاني من كسرٍ مركبٍ في عظام الساق، أعجزه عن إدارة أعمالهما المشتركة كواجبٍ منوطٍ به، مما اتاح ـ(للسِّر) الإنفراد بالعَمْل أولاً، ومن ثم نهبه، منذ ما يزيد عن الأربعة عشر عاماً، وقال بنبرة متسامحة كانت جد نقيّة:
    - عفيتك لله والرسول، ولا تحمل هم لذلك الذي حدث، وحدثني عن حالك وأحوالك الآن؟
    - أنا بخير، اغتربت منذ أن كنت أنت تتلقى العلاج بالمستشفى، وربنا فتح علي فتزوجت، وأنجبت ولدين، هما الآن في عمر اتناشر، وعشرة سنوات...
    ونجحت في الغربة، فأسست شركات تعمل في مجال الاستيراد والتصدير...
    وقد كان كل همي أن أعتذر لك، وكنتُ أنتظر وبفارغ الصبر اليوم الذي أستطيع أن أقابلك وأعوضك عن خسائرك وأرد ليك بعضاً من جمائلك...
    - الموضوع إتنسى، والحصل، حصل... وبات في خبر كانَ!
    - لأ! الموضوع أبداً أنا ما نسيتو، وهسة أنا جايب ليك معاي (العَرْبِيَّة البرَادُو) الواقفة برّة دي...
    وقذف (السر المُحتَالْ) مفاتيح العَرْبِيَّة البرَادُو فوق التربيزة...
    - وبكرة الصباح لازم نتلاقى عشان نشترى أثاثات وأجهزة منزليّة هدية لأم العيال، وأنا حالف ما بقابلها قُبّال ما العفش البنشتريهو ليها دة يدخُل بيتها!
    ومع إنه لم يكُن من المعروف عن (العَمْ سَيِّد) لا الطمع، ولا السذاجة، إلا أن حديث الضيف كان يبدو منطقيّا، ومتسقاً مع هيئته، ومع نبرته التي تحاكي نبرات أصوات الأطفال.
    وصدَّق العَمْ سَيِّد، وعزم على الترحيب به أكثر... رداً للمُبادرة بأحسن منها، ومبادلة للاعتذار الجميل، بقبولٍ: أجمل!
    وشــــرب الضيف الماء والعصير، والشـــاي، ورشف فناجين قهوته مستمتعاً بآخر قطرة منها، وأنصرف على أمل أن يلتقيا هو والعَمْ سَيِّد في الصباح لتنفيذ واستكمال إجــــراءات الاعتذار الماليّة، كما وعد السِّر المحتال...
    وترك السِّر العَرْبِيَّة البرَادُو أمام منزل العَمْ سَيِّد، وأصر على أن يستغل تاكسيّاً، وهو يعود أدراجه من مشوار التعافي والتصافي وردِّ الأموال للعم سَيِّد، وينطلق إلى (حيثُ أتى!).
    وبعد انصراف (المُحتَالْ)، اطلع العَمُ سَيِّد زوجته على ما دار في لقائه مع المحتال، وحكا لها تفاصيل ما قاله السِّر...
    ولكنه بثَّها شكوكه في النيّة الحقيقية، والمرامي النهائية (للسر المُحتال)، فأيدته بشكوكها التى فاقت شكوكه وكانت أكثر إسهاباً وغزارة.
    و هكذا، وجدا نفسيهما متفقين ورأيهما متطابق، في: ظاهرة نادرة، ككسوف الشمس، لم يتيسر لها أن تحدث في الماضي القريب.
    ولكنهما وبرغم الشكوك،اتفقا على مجاراة السِّر المحتال، ولكن بالحرص كله والحذر، ليروا الآخر.
    وقالت زوجة (العَمْ سَيِّد)، وهي تصطنع نبرة الحيرة:
    - عاد ما أصلو بقولوا: الكضّاب وصِّلوا لي خشم الباب!
    وفي الصباح حلق (العَمْ سَيِّد) ذقنه، وتعطّر، وتهندَّم فوق ما جرت عليه العادة، وأنطلق يقود سيارته المرسَيِّدس، دون أن يأبه لوجود البرَادُو، فقد كان العَمْ، حريصاً وطويل البال بطبعه، ويتصرف بتؤدة وتأني، مما ساعده ويسر عليه مسيرته الحياتيّة كلها...
    وفي المكتب، وبعد أن ارتشف قهوة الصباح هناك، طفق (العَمْ سَيِّد) يشعل لُفافات الانتظار... ويتملَّى كلام السِّر وما فاه به له بالأمس، ويسترجع الظلومة التي حاقت به في أحلك الظروف، من جانب السِّر المُحتَالْ... قبل أكثر من أربعة عشر عاماً، أو يزيد!
    وبدا له أن الزمن يسير بطيئاً، فها هي الساعةُ تقول أنها التاسعة، لقد مرّت عليه إذن ساعة ونصف الساعة، وهو غارق في تلك الحالة من الانتظاروالتأمُّل!
    ولكن، وعند الساعة التاسعة وعشرة دقائق، توقف التاكسي أمام المكتب، ونزل منه (السِّر المحتال) وهو يلبسُ بدلةً كاملةً كانت في غاية الأناقة، وكرفتة، وحذاءً لامعاً كلمعة أحذية السفراء.
    وهمس لسائق التاكسي ببضع كلمات، دلف بعدها إلى الداخل حيثُ (العَمْ سَيِّد) ينتظره، خلف مكتبه الوثير...
    وواصل المُحتَالُ، بعد إلقائه سلامٍ مقتضب، اعتذاراتِ ووعودَ الأمس...
    وقال:
    - أن ظروفاً جديدة قد طرأت عليَّ في العَمْل، مما سيضطرّني للسفر أعجل مما كان مخططا له ولكن، إن شاء الله، ستكون مدة غيابي وجيزة...
    وبطريقة كانت شبه متوقعة ولم تفاجيء العَمْ سَيِّد، طلب منه السِّر المحتال أن يعطيه مفاتيح السيّارة المرسَيِّدس:
    - لأقضي بها حوائجاً عاجلة، وزمني كما تعلم ضيق، على وعد أن يردها مندوبٌ مني آخر هذا النهار، وما هي إلا أربعة أوخمسة أيّام، أعودُ بعدها من السفر، وأشتري الأجهزة والأثاثات للحاجة وأشرع ، فور عودتي، في نقل ملكيّة العَرْبِيَّة البرَادُو لإسمك!
    وفكر العَمْ سَيِّد، وقد سيطرت عليه طيبته، بألا ضرر هناك ولا خوف من إعطاء السِّر مفاتيح السيّارة المرسيدس لمدة يوم...
    ولكن، أعيته الطريقة والشروط التي يضمن بها عودة السيارة، فشكوكه كانت أكبر من البرَادُو التي تقبع الآن، بلا وجيع، أمام بيته...
    ثم فجأة انتبه لوجود البرادو، فقال للسر ناصحاً وهو سعيد بنجاته من المأزق:
    - إنتَ ما أخير ليك تركب عربيتك البرَادُو وتقضي بيها أغراضك وإنت مُرتاح.
    - علي بالطلاق، وأنا صادق، البرَادُو دي، ما في زول يركبها، غيرك!
    وعندئذٍ تحولت ظنونُ وشكوكُ العم سيد بكذب المحتال إلى الإتهام الصريح، وبان الإستغراب الشديد في نبرة العَمْ سَيِّد وهو يرد على طلاقات المحتال:
    - دة استعجال غريب! أنا ما شايف ليهو داعي...
    ثم واصل رده، الذي حمل في طياته عدم الثقة، و التهكم:
    - أنا ما بقدر أديك عربيتي، والوكت البركب فيهو عربية برَادُو، ذاااتو لسَّة ما جا.
    ويبدو إن المحتال، الذي كان يتمتع بحدسٍ قوي ونظرةٍ ثاقبة، إن لم نقل (حاسَّةُ شمٍ قويّة)، كان قد قنع، عند هذا الحد، من أن يلقى خيراً من العَمْ سَيِّد، وتأكد من ضياع فرصته في أن (يلدغَ) سيِّداً مرّةً أخرى، وقال مودعاً وهو يهم بالانصراف:
    - طيب! أديني مِيَّة جنيه أركب بيها تاكسي، وأردها ليك بعد ما أجي، أو أكتب ليك بيها شيك هسة دي.
    وأتبع كلامه بإخراج دفتر شيكات أنيق من الشنطة، واستل من جيبه قلماً مُذهّب.
    فضحك العَمْ سَيِّد كما لم يضحك في حياته من قبل، وهو يُخرجُ ورقةً نقديةً من فئة الـمائة جنيه، مهمهماً لنفسه:
    - مية هينة! وكرامة وسلامة...
    وأعطى المبلغ للمحتال...
    وانطلق المحتالُ خارجاً من المكتب وبسرعة البرق...
    وتبقى سؤالٌ أخير، مُحيِّر:
    - لماذا، ترك السِّر المحتال عربته البرَادُو أمام منزل العَمْ سَيِّد؟
    وراودته نفسه، ولكن ليس لدرجة اتخاذ القرار، بأن يطلع البوليس على أمر البرَادُو، ولكنه ضبط مشاعره الحانقة، و تمالك نفسه،وناجاها وبه شيءٌ من حتّى:
    - ستبدي لك الأيامُ ما كنت به جاهلاً
    ويأتيكَ بالأخبار ِمن لم تُزوِّدِ!
    ومع إن انتظار العم سيد لم يطُلْ، إلا إنه أحس كأن دهراً قد مر منذ توقف (البرَادُو) أمام البيت، وإلى أن أتي من يحمل في دفاتره الخبر اليقين.
    كان البلاغ، ولحسن الحظ، بوجود العربة البرَادُو أمام منزل العَمْ سَيِّد قد وصل شركة تأجير السيارات المعروفة، أوّلاً...
    وأتي مندوبُ الشركة، وهو متأبطاً شراً، وتأكد من وجودها، كخطوةٍ أولى على أن تليها، في الغالب، إجراءاتُ فتح بلاغ جنائي...
    واستقبله العَمْ سَيِّد، الذي تحول إلى شاهد جنائي فيما بعد، وشرح له ما بالبرَادُو وما عليها... وحكى له قصة السِّر الحرامي من بدايتها إلى نهايتها...
    ولما لم يكن هناك ما يدعو مندوب شركة تأجير السيارات لتكذيب العَمْ سَيِّد، أو تخوينه، فقد طلب منه، وبأدب، أن يرافقه إلى مركز البوليس لحل إشكال البرادو وفقاً للقانون، وقد كان.
    الطريف أنه، وبعد انجلاء أزمة البرَادُو وإرجاعها إلى شركة التأجير، واستصدار أمر، لأي رجل شرطة، بالقبض على السِّر المحتال، لارتداد شيك الضمان، الطريف إن سائق التاكسي جاء إلى العم سيد، وهو يحملُ شيكاً آخر كان بمبلغٍ غيرُ زهيد، وقال للعم سَيِّد:
    - السِّر قال لي أديك الشيك ده، واستلم منك قيمتو كاش، بعد ما وديتو مشاوير كتيرة خلال أسبوع، كان ختامها مشوار من بيتو للمطار، وودعني هناك وهو يُغريك السلام.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de