أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تبيان خطره "خذوا حذركم"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 01:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2019, 06:06 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تبيان خطره "خذوا حذركم"

    غدا الأربعاء 25 ديسمبر يحتفل السيد الصادق الصديق عبدالرحمن بعيد ميلاده وقد درج على هذه السنة منذ أعوام
    نتمنى له عيد ميلاد سعيد
    أعيد هنا عدد من المقالات الأرشيفية التي كتبها الكثير من الجمهوريين في تبيان خطورة السيد الصادق على مستقبل السودان اذا ما ترك له الحبل على الغارب
    الخيط بمثابة هدية لشباب الأنصار الذين بدأ بعضهم في الإستفاقة بسبب من هذا التنوير المستمر

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 12-24-2019, 06:07 AM)









                  

12-24-2019, 06:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تب� (Re: عبدالله عثمان)

    لا رجعية: لشباب الأنصار
    عبدالله عثمان
    جامعة أوهايو

    "هذا ما وجدنا عليه آبآءنا"!! هكذا يقول شباب الأنصار، وقد كتب أحدهم مرة معجبا بالسيد الصادق المهدى لأنه أقام إحتفالا بعيد ميلاده – الضمير هنا راجع للسيد الصادق المهدى وهو بالمناسبة يطابق ميلاد السيد المسيح وأنبأت بذلك حمامة عن قادم من كبكابية – وغنى له فيه إبراهيم عوض "خليهو الأيام بتوريهو"!! وهم يفتنون به لأنه يهنىء فريق الهلال بفوزه، يدبج المقالات فى رثاء الراحل بادى، يعضد من أزر روضة الحاج و"ميلها الأربعين" يغنى مع "حميد" للجاغريو، يلعب البولو مع "سدنة مايو" ويحاضر فى قصور الحمراء بغرناطة!!!
    هم معه، إذا ما أستحر الصراع فى دارفور، فهم يبحثون معه عن جدة له دارفورية، وإذا ما حمل "مجلس الكنائس العالمى" جنوبيينا لسدة الحكم فى الخرطوم، فإن "الإمام" لا بد مسارع لأخذ نصيبه من الكيكة "بالإعتذار للجنوبيين ورد المظالم"!!!و لو قد دخل الفرنسيون الى "الروشة" يبحثون عن قاتل الحريرى، فهو هناك "كبير أجواد"، ولقد يعتمر عمامة عربية التفاصيل حتى لكأنه نزل لتوه من "سقيفة بنى ساعدة" وهو جالس عند مدير تشريفات "الشريف" الملك الحسين بن طلال، ولعل مرافقا له – عبدالرسول النور – يحس بأنهم لم يلقوا من الترحيب ما يليق بمقام "سليل النبوة" فيذكر مدير التشريفات "المتغافل" عن "نسب منضدود" للسيد مع "الشريف" ولعل المدير، يمد "بوزا طويلا" وبقية القصة "تاريخ" كما يقول حفدة اليانكى!!!
    تمتد نقاط "السيد التى لا تنتهى من "بحر القلزم" وحتى "بحر الكامل والطويل" ولاتقف عند "اكلو توركم وأدوا زولكم" وإنما تتعداها لنقاط بلا حساب حتى جعلت نقاط السيد تذكر المحبوب عبدالسلام بفقهاء بلاط السلطان التركى وولعهم بحشو الفتاوى بكثير نقاط ليجعلوها "منطقية" فسرد أنه ما من طارق أصاب "أمة المسلمين" الا اجتمعوا على عجل لـ "تخييط الفتوى" فحدث أن إبتل البارود يوما ولم تطلق المدفعية تحية لمقدم السلطان، فكان ذلك يوم بؤس فسارعو لتدبيج الفتوى لإراحة السلطان فقالوا "يجوز عدم إطلاق المدفع لتحية السلطان لثلاثة وأربعين سببا، منها أن يكون البارود مبتلا مثلا" ثم لم يذكروا الإثنين وأربعين سببا الأخريات ولم يسألهم عنها أحد مثلما لا يسأل أحد من شباب الأنصار الآن عن "متى تنتهى نقاط السيد"!!
    يبدو الإمام، وهو يتوسط رهطه فى السقاى، وبكفالة خزينة الأنقاذ، وكأنه أحد من تحدث عنهم "بيركليس" فى خطبة الجنازة من عظماء الديمقراط، ثم لا يفاجأ أحد بتكوين المكتب السياسى، لا!! ولا حتى عبدالمحمود أبو!!!
    نعم هو السيد "الإمام" يبدو عصريا فى كل شىء، ومدافعا عن كل شىء، حتى إذا ما دعته مكتبة البشير الريح ليشارك فى إحتفال بذكرى الأستاذ محمود محمد طه، بعث بورقة "طويلة النقاط" لتقرأ نيابة عنه ويتحدث فيها عن "إتفاقية مياه النيل"!!!
    قدد لايجد المرء كثير عناء، ليزيل "الطلاء" الخفيف عن ذلكم "الإمام لتجد تحته "وهابيا" حتى المشاش، وليس هو بدعا فى ذلك فمثله كثير
    ===
    بداية أترحم على الشيخ الهدية متأسيا فى ذلك بأستاذى الأستاذ محمود محمد طه، وتحضرنى هنا حادثتان وهن ترحم الأستاذ محمود على الشيخ الأمين داؤود الذى كان من أفجر من خاض فى عرض الأستاذ محمود، والأخرى حادثة عزاء الأستاذ محمود غداة إعدام سيد قطب وفى هاتين الحادثتين كثير مما يقال وآمل أن يأتى وقته.
    لا أكتب هنا شامتا ولكن مناديا لأخذ العبرة من الموت، فلعل رجلا مثل السيد الصادق المهدى ينعى للعالم الشيخ الهدية ويقول عنه (إن الشيخ الراحل كان رجلاً سمح المظهر والمخبر ، و تفانى فى الدعوة الى الله ورفع راية الاسلام ، وحول انصار السنة من جماعة صغيرة الى جماعة قومية، واستطاع ان يفتح علاقاتها بالقوى الاسلامية الاخرى، مبعدا لها من الاقصاء للاخر) إنتهى. والشيخ نفسه يصرح لمزمل عبدالغفار – آخر لحظة 12 يناير 2007 (أنا كنت معارضا لمايو، ولكن كنت أحمد للنميري إبادة الخمور وإعدام محمود محمد طه.) إنتهى – ومالى أذهب بعيدا فالمهدى نفسه ألم يكفّر الأستاذ فى واحدة من نقاطه الشهيرة التى لا تنتهى وأسمى فكره "الطاهوية"!!! وقد لا يحزن المرء على السيد الصادق فقد عودنا قلمه على أنه يلبس لكل حال لبسوها – حتى لأنه نعى لنا مؤخرا – مغنيا شهيرا – وأنا لست ضد الغناء وأحب ذلك المغنى، وكثيرا، ولكن ما أقصده هنا: ما رأى المهدى فى الغناء و"مزامير الشيطان" وليحدثنا المهدى عن خلاف جده مع شيخه الذى سارت به الركبان بسبب الغناء، فإن كان هو مع جده فما هذا الذى يفعل وإن كان ليس معه فلم يكفرنا؟؟؟
    ثم أن مدادا كثيرا قد سال عن "حب الشيخ لقرنق" و"حب قرنق للشيخ"!!! أيكفروننا ويفرحون بقتلنا ونحن نقيم الصلاة ونؤتى الزكاة ويحبون من يقول أن "المسيح الله"!! وأين يذهبون من " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ"!! ألم تحدثهم كتبهم عن "وأضطروهم الى أضيق الطريق ولا تبدأوهم بالسلام"!! ألم يطالعوا "الوثيقة العمرية !!
    لعل مشوارا طويلا ينتظر أهل السودان طالما أنهم لا يزالون "يتغافلون" عن واقع "الهوس" المرير، وكلما رحل عنهم راحل "ناحوا" عليه بما ليس فيه، فإن نحن لا نزال ندفن روؤسنا فى الرمال فإننا لا شك مغرقون به "ولات ساعة مندم"
                  

12-24-2019, 06:12 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تب� (Re: عبدالله عثمان)

    تعقيب على الأستاذ محمد عيسى عليو

    د. عمر القراي
    كم ثمن الدفاع عن الباطل؟ (1-3)
    من بين أعضاء حزب الأمة، الذين تعرضوا لما كتبت عن اتفاق التراضي الوطني، كانت كتابة الأستاذ محمد عيسى عليو، على عللها، الأفضل من حيث بعد الرجل عن الإساءة، والإسفاف والسباب، الذي طفحت به كتابات من كتبوا منهم في صحيفة (صوت الأمة).. ومع أن الصحيفة هي لسان حال حزب الأمة القومي، وهي معنية بالدفاع عن أطروحاته، ومواقفه، إلا أن هذا لا يبرر أن تسمح بنشر هذا المستوى الهابط، إذ لا يجوز أن يعمي التعصّب لرئيس الحزب، إدارة التحرير، عن التمييز بين ما يستحق النشر وما لا يستحق.. فهل كان يمكن أن يسمح لمثل كتابات (الأنصاري) و(عبد النبي) أن تنشر في أي صحيفة محترمة؟! وهل خط الحزب في الدفاع عن رئيسه، يجبر رئيس التحرير على قبول أي مستوى من الكتابة، ولو كان مثل جرايد الحائط في المدارس الابتدائية، ما دام دفاعاً عن السيد الصادق المهدي؟! إن إملاء موقف الحزب المتطرّف في الدفاع عن رئيسه، على تحرير الصحيفة، لهو من مظاهر أزمة الديمقراطية في حزب الأمة.. ولقد واجه الأحرار من أعضاء حزب الأمة، مثل هذا التغوّل على الديمقراطية، بصلابة، ومن هؤلاء الصحافي النابه الأستاذ صلاح عووضة، الذي خيّر بين منصبه كرئيس تحرير لصحيفة (صوت الأمة)، وبين مبادئه وآرائه، فاختار المبادئ، وأصر على آرائه، التي تنتقد مواقف الحزب وقيادته، وترك المنصب، وكان في موقفه درس عن شرف المهنة وقيمة الكلمة حبّذا لو تأسى به غيره..
    بدأ الأستاذ عليو مقاله بقوله (لا أنفي أني من المتابعين لمقالات د. عمر القراي لما فيها من الاعجاب والاستعجاب ويأتي استعجابي دوماً عندما يتناول أمراً يتعلّق بالسيد الصادق فهو ينفذ إليه مباشرة دون أدنى دبلوماسية وكأن القراي «محرّش» أو موكل من جهة خصصته في السيد الصادق) (الصحافة 2/6/2008م). ورغم أن السيد عليو قد ذكر (الإعجاب والاستعجاب) إلا أنه لم يورد لنا موطن إعجابه، خشية أن يساءل كيف يعجب بكاتب يهاجم (الإمام)، وإنما ذكر فقط استعجابه، الذي منشأه انني عندما أكتب عن السيد الصادق، أنفذ إلى نقده دون مقدمات ودون دبلوماسية.. ولست أرى في ذلك ما يثير الاستعجاب، لأن السيد الصادق، عندي شخصية عادية، عامة، لا أحتاج الى افتعال التردد والدبلوماسية لأنقدها، خاصة وأن أخطاءه كثيرة، وظاهرة للعيان، ثم إني لا أحتاج لمن يحرّشني على السيد الصادق، غير أخطائه الفكرية، ومواقفه السياسية المتناقضة، التي أضرّت بحزبه، وأضرت بالسودان، منذ أن ظهر على المسرح السياسي.
    ولقد ذكرت أن اتفاق التراضي جاء مخيباً لآمال كثير من المثقفين، وكثير من أعضاء حزب الأمة فاستنكر الأخ عليو ذلك، وأخذ يغالط هذه الحقيقة، ويطالبني بالدليل عليها، ويسألني كيف عرفت ذلك؟ وهل لديَّ احصائيات؟! ومعلوم أن معرفة آراء الناس تجئ من محاورتهم، ومن كتاباتهم وتعليقاتهم، ولا يفترض في المعلّق عليها، أن يأتي باحصائيات رقمية، حتى يكون حديثه صحيحاً ومقبولاً.. ثم إن الأخ عليو نفسه يقول (ولا شك أن هناك فئة مثقّفة لا تنطلق من أيٍّ من الأحزاب وهي على قلتها وحسب ما لمسناه من بعض كتاباتهم يميلون وحريصون على الوفاق الوطني)!! (المصدر السابق). فهل نرفض حديث عليو هذا، حتى يأتي باحصائيات، تثبت أن هناك فئة مثقفة تؤيّد الوفاق الوطني؟! أما في الرد على ما ذكرته من رفض أعضاء الحزب لاتفاق التراضي الوطني فإن الأخ عليو يقول (أما حديثه عن أعضاء حزب الأمة والذين يقول إن الاتفاق خيّب آمالهم نقول إن هذا الاتفاق مرَّ على كل مؤسسات الحزب الرئاسية والتنفيذية والسياسية ولم يشذ فرد في رفضه حتى الآن...) (المصدر السابق). هذا ما قاله عليو، ولكن واقع الحال يشير إلى غير ذلك.. فقد علقت ووزعت بيانات في عدد من الجامعات، تدين اتفاق التراضي، وممهورة باسم حزب الأمة القومي!! فإذا كان شباب الحزب ضد الاتفاق فإلى متى يستطيع شيوخه فرضه؟! كتب قيادي بارز في حزب الأمة، واحد محرري صحيفة صوت الأمة (المتأمل في الخطاب السياسي لرئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي في الأشهر الستة الماضية يلحظ دون جهد كبير مدى مفارقته للخط الرئيس و-الثابت إلا في فترات محددة- الذي ظل ينتهجه الحزب منذ عام 1989م والى غاية الآن. الخطاب (المعدل) لرئيس حزب الأمة يعيد إنتاج خطابات سابقة لرئيس الحزب، وتماهياً فكرياً -إلى حدٍّ ما- مع خطاب الإسلام السياسي، كما أن فيه تراجعاً عن رؤية «الدولة المدنية» و«مقررات أسمرا»، خاصة فيما يتعلَّق بعلاقة الدين والدولة. ومن اليسير ملاحظة أن هذا الخطاب الذي يمكن وصفه بـ«الكارثي» يتقارب إلى درجة بعيدة مع خطاب «المؤتمر الوطني» الحاكم ويتباعد عن الخطاب المعارض الذي ظل حزب الأمة ذاته جزءاً رئيساً منه. وهو خطاب بعيد عن «المزاج العام» في داخل الحزب كما هو واضح لأي متابع لشؤون حزب الأمة) (خالد عويس سودانيزاونلاين 10/6/2008م). اتفاق التراضي بعيد عن «المزاج العام في داخل الحزب» وهذا أمر «واضح لأي متابع لشؤون حزب الامة» كما قرر أحد أبرز كتاب حزب الأمة فما رأي الأخ عليو؟! وهل يصف الاستاذ خالد عويس أيضاً بأنه «محرّش» أو أنه ينطلق من «حسد أو تجنيد من جهات لهدم أحد أركان الدولة السودانية» كما وصفني؟! نود أيضاً أن نسمع رأي الأخ عليو، في ما خطه قلم عضو آخر في حزب الأمة، في تقييم التراضي الوطني فقد جاء (من نافلة القول أن نذكر إن الاتفاق الأخير بين الأمة القومي والمؤتمر الوطني يوم 20 مايو المنصرم والمسمى باتفاق التراضي الوطني يسير له الحزب وفي حلوق كثيرين من جماهيره غصة أو مرارة.. المؤتمر الوطني قد دخل المفاوضات وعينه على جماهيرنا الوفية الصامدة وعينه على حزبنا الذي لم يتلوّث باتفاق سابق مع النظام يخذل فيه جماهيره وسيكون سعيداً جداً باغتنام جماهيرنا وبجر حزبنا لمنطقة رمادية تجعله لا في بياض المعارضة الناصع ولا في سواد الانخراط القاتم ويالها من منطقة نفقد فيها توازننا ويلم فيها هو بالمقابل توازنه المفقود على انقاض الأمة القومي! وعندها سنكون كطرفة بن العبد الذي حمل صحيفة المتلمس وفيها حتفه وعندها كل عمليات «تبررون» لن تجد فتيلاً فالسيف يكون قد سبق العذل فعلاً، والعاقل من اتعظ بغيره!). (لنا مهدي عبد الله: سودانيزاونلاين 3/6/2008م نشر بصحيفة (صوت الأمة) في باب حروف حرة)..
    ولعل الأخ عليو في حاجة ماسة ليسمع لمن خدموا الحزب أكثر منه، وتقلّدوا مناصبه قبله، فقد جاء في شهادة أحدهم، عن التراضي الوطني (أنا أحب ان أذكر الناس -وتحديداً في العام 1987م- ذلك العام الذي أصدر فيه الصادق المهدي كتاباً وكان حاكماً حينها أسماه «تحديات الديمقراطية» حيث حوى الكتاب فهماً متقدماً عن الديمقراطية ومطلوباتها ولوازمها، وبالتالي فأنا أتساءل واستغرب أن أحداً يكتب بهذا الفهم ويبارح منبر المعارضة الآن إلى ما أسماه التراضي، كيف يستقيم ذلك فما أود أن أقوله هنا أن المعارضة الحقة لا تبارح مكانها وبالتالي فالذي يبارح مكان الرأي الآخر فهذا يعني أنه قد استقال من السياسة كلها...) (إدريس البنا: آخر لحظة 20/6/2008م).
    والذين رفضوا اتفاق التراضي الوطني، من أعضاء حزب الأمة، كان منطلقهم الأساسي أن حزب الأمة يتبنى مبادئ تختلف تماماً، عن المؤتمر الوطني، فهو حزب ديمقراطي والمؤتمر الوطني لا يعطي الشعب أي ديمقراطية.. كتب أحد أعضاء حزب الأمة (لا شك أن حزب الأمة يحمل مبادئ قد تختلف كلية عن المؤتمر الوطني.. حزب يدعو للديمقراطية عبر تحوّل سلمي وحزب يصرف الديمقراطية للمواطنين في شكل جرعات «كالدرب للمريض»...) (الصحافة 21/4/2008م). فإذا علمنا أن كاتب هذه العبارة القوية في نقد المؤتمر الوطني، وفي بعده عن حزب الامة، هو الاستاذ محمد عيسى عليو نفسه، ألا يحق لنا ان نعجب لهذا التغيير، الذي جعله يؤيد اتفاق التراضي الوطني، بهذا الحماس، ويهاجم معارضيه رغم أنه يعلم الاختلاف المبدئي بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني؟! على أن التقلب وتغيير المواقف، هو سيرة زعيم الحزب نفسه، فكيف يفلت عن ذلك مساعدوه من أمثال الأخ عليو.. إن شباب الحزب يؤمنون بالمبادئ ويرون قيادتهم تحيد عنها فينقدونها ولكن أصحاب المناصب داخل الحزب من أمثال عليو يدافعون عن الباطل حتى لا يغضب عليهم (الإمام)، وهذا لعمري، نفس موقفه هو من الإنقاذ، وتغاضيه عن باطلها، بسبب فتات عطاء اتفاق التراضي!
    ويتهمني الأخ عليو زوراً بتحقير أعضاء حزب الأمة ويقول: (ثم القراي يستكثر كلمة أعضاء الحزب بل لمزيد من التحقير يدلف إلى كلمة اتباع) (الصحافة 2/6/2008م). ويقول أيضاً (يكرر القراي اهاناته إلى أعضاء حزب الأمة عندما يقول قد أقنع السيد الصادق المهدي اتباعه) (الصحافة 9/6/2008م).. هذا مع أن الأخ عليو نفسه يثبت بخط يده(لقد قال القراي في صدر مقاله أن اتفاق التراضي الوطني جاء مخيباً لآمال الكثير من المثقفين الذين كانوا يحترمون السيد الصادق المهدي وكثير من أعضاء حزب الأمة) (الصحافة 2/6/2008م). فهل إذا ذكرت بعد ذلك، أنهم اتباع السيد الصادق المهدي أكون قد أهنتهم؟! أنا بطبيعة الحال، لا أستطيع أن أصف الشيوعيين باتباع نقد.. وذلك لأن الأستاذ محمد إبراهيم نقد لم يزعم بأنه إمام!! فهل ينكر الأخ عليو أن السيد الصادق المهدي (إمام)؟! وأن كل شخص، بخلاف الإمام، في جماعته (مأموم) أي (تابع) له؟! فلو كان السيد الصادق رئيس حزب فقط، لما وصفت أعضاء الحزب بالاتباع، ولكنه (إمام والكل اتباع (الإمام)!! إن الإمامة مقام روحي، يجعل من حولك أتباع لك بالضرورة، ولا يحق للأتباع أن يقرروا مصير إمامهم، ولهذا لا يمكن أن يكون (الإمام) منتخباً!! تخيل لو اجتمع الأنصار، بعد فتح الأبيض، وقالوا للإمام المهدي نريد أن ننتخبك أماماً للأنصار، فإذا وافقت عليك الأغلبية أصبحت إمامنا، وإذا لم تحرز أغلبية الأصوات، تتنازل عن الإمامة، لمن يحرز الأغلبية، ماذا سيكون رده؟!
    وإذا اعتبر الأخ عليو، وصفي لأعضاء حزب الأمة بالاتباع إهانة، فماذا يعتبر وصف السيد الصادق المهدي، لزعماء الأحزاب الأخرى، والذين دعاهم لينضموا معه للتراضي الوطني، وذلك حين قال (يجب ألا نضع جميع القيادات الحزبية في سلة واحدة هناك «الدرّة» و«البعرة») (الصحافة 6/6/2008م) أم أن السيد الصادق يجوز له أن يصف أمثاله من قادة الأحزاب، بأنهم (بعر) ولا يجوز لي أن أصف أعضاء حزبه بأنهم اتباع، لأنه (الإمام) (المنتخب) الذي يحق له أن يفعل ما يشاء؟!
    والأخ عليو ينفي على استحياء، أن يكون السيد الصادق قد قبض ثمن اتفاق التراضي الوطني!! ويقول (وحتى لا ندخل في مهاترات أن الصادق المهدي قبض الثمن نذهب إلى التحليل الآخر) (الصحافة 2/6/2008م).. ولكن السيد الصادق نفسه لم ينف أنه قبض ثمناً بعد اتفاق التراضي، ولكنه اعتبره (جبر ضرر).. فلماذا كان موضوع جبر الضرر هذا، في هذا الوقت بالذات؟! وفي مقابلة صحفية في الأسبوع الماضي، أكد الأستاذ بكري عديل أن المبالغ التي قبضت ثمناً للتراضي، خاصة بآل المهدي، ولا دخل للحزب بها!! فإن صح ذلك، يكون السيد الصادق قد قبض الثمن لمصلحته الشخصية، في صفقة هي من المفترض أن تكون لمصلحة الحزب ككل.. ولعل معرفة عليو بكل ذلك، هي التي جعلته لا يبالغ في الحديث عن ذلك الموضوع، كما بالغ في مسألة تسليح القبائل العربية في كردفان ودارفور.. ومهما كان المبلغ الذي قبضه السيد الصادق سواءً كان (40) أو (60) مليون جنيه، فإنه في تقديري لا يساوي المقامرة، أو المغامرة بتاريخ حزبه السياسي العريق.

    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx؟id=50420http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx؟id=50420
                  

12-24-2019, 06:14 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تب� (Re: عبدالله عثمان)



    د.عمر القراي يعقب على الأستاذ محمدعيسى عليو بصحيفة الصحافة السودانية

    تعقيب على الأستاذ محمد عيسى عليو


    كم ثمن الدفاع عن الباطل؟! (2/3)
    أول ما أود الإشارة إليه، في اختلال منطق المدافعين عن اتفاق التراضي الوطني، قولهم بأن الذين ينتقدون الاتفاق بين حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني، هم مشاركون للمؤتمر الوطني في حكومة الوحدة الوطنية، التي بالإضافة إلى الحركة الشعبية، تضم كل الأحزاب الأخرى، فلماذا ينتقدون حزب الأمة لاتفاقه مع المؤتمر الوطني، وهم أيضاً، متفقون معه، بدليل مشاركتهم إياه في الحكومة؟! ولقد أطلق هذه الحجة منظرو المؤتمر الوطني، فتلقفها السيد الصادق المهدي، وتبعه فيها تابعوه، وتمسَّك بها سائر المدافعين عن اتفاق التراضي الوطني، كما يتمسَّك الغريق بزبد البحر.. وموطن الضعف في هذه الحجة ظاهر لولا الغرض، فالذين شاركوا في حكومة الوحدة الوطنية، دخلوا فيها على أساس اتفاقية السلام الشامل، بينما اتفق السيد الصادق مع المؤتمر الوطني على غير ذلك.. فإن قلت إن اتفاق التراضي لا يختلف عن اتفاقية السلام، فلماذا أقيم إذاً؟! وما سبب المباحثات واللجان والحوارات المطوَّلة التي سبقته؟! إن الحقيقة هي أن اتفاق التراضي الوطني إنما هو محاولة لمراجعة اتفاقية السلام، وإفراغها من محتواها، بالتركيز على ما سمي بالثوابت وقطعيات الشريعة، وإعطاء كل ذلك شرعية، بعقد اجماع عام عليه، في توافق تام مع المؤتمر الوطني في رؤيته الدينية المتطرِّفة، التي ترمي إلى عزل وتهميش غير العرب، وغير المسلمين في وطنهم.. وهذا ما جعل السيد الصادق المهدي يركِّز في الآونة الأخيرة، على أن خلافه مع الحركة الشعبية، بسبب (علمانية وأفريقانية) الحركة!! ثم إن اتفاق التراضي الوطني، أخذ برأي المؤتمر الوطني، حول تقسيم دوائر الانتخابات، والذين دخلوا في حكومة الوحدة الوطنية من الأحزاب الأخرى، لهم رأي آخر، كان السيد الصادق يوافقهم عليه، ولكنه غيّر رأيه، وأخلف عهده، نتيجة التراضي الوطني، فهل بعد كل ذلك يحق للسيد الصادق أن يعتبرهم مثله، ويعيب عليهم نقدهم للتراضي الوطني؟!
    وهناك حجة أخرى، بالغة التضليل، ترفع الآن في الدفاع عن التراضي الوطني، فحواها أن اتفاقية السلام قد أقرت بتطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال، وهذا وضع خطأ، لأنه يعني الاتفاق على رؤية الجبهة الإسلامية للإسلام.. ولقد حاول اتفاق التراضي تلافي هذا الخطأ، ولذلك أصر على قطعيات الشريعة، التي يعني بها، فهم السيد الصادق للإسلام، وهو فهم معتدل، يقوم على نهج الصحوة، ويختلف من فهم الجبهة الإسلامية، ولهذا فإن اتفاق التراضي، سوف ينقذنا من الخطأ، الذي أوقعتنا فيه اتفاقية السلام!!
    والحق أن هذه الحجة، تحتاج إلى قدر كبير من السذاجة، والإعجاب المفرط بالصادق المهدي، حتى يصدِّق قائلها أو سامعها، أنه عندما يصر على قطعيات الشريعة، يعني فهماً أفضل مما تطرحة الجبهة الإسلامية، حين تتحدّث عن تطبيق الشريعة الإسلامية.. وذلك لسبب بسيط، هو أن قطعيات الشريعة، إنما تشمل النصوص التي تتعارض مع حقوق الإنسان، ومع المساواة بين المسلمين وغير المسلمين، وبين الرجال والنساء، كما سبق أن شرحنا مراراً.. هذا في الجانب النظري، أما في الجانب العملي فإن السيد الصادق حين اتفق مع الحركة الإسلامية، وشاركهم في مؤامرة حل الحزب الشيوعي السوداني، وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية، إنما فعل ذلك، لأنه يتفق معهم على أن الشيوعيين، ليس لهم الحق في التعبير، عن آرائهم، وإقامة حزبهم، في دولة تسيطر فيها أغلبية إسلامية، وذلك لأن النصوص القطعية، لا تسمح لغير المسلمين، بإقامة كيانات حزبية خاصة بهم!! فهل يصدِّق شخص محايد بعد كل هذه التجارب، أن قطعيات الشريعة عند الصادق المهدي، تختلف من تطبيق الشريعة عند البشير!! وإذا كان هنالك خلاف حقيقي حول رؤيتهما للإسلام، فلماذا أشاعوا إنهما اتفقا على الثوابت الدينية التي هم فيها مختلفون؟!
    يقول الأخ عليو عن موضوع تسليح القبائل العربية (ثم هذه المرّة يخرج القراي خارج الحلبة مطروداً لمخالفته المتكررة في الخروج من صلب الموضوع وهو التراضي ليذهب إلى التهجّم الشخصي خارج قانون اللعبة حيث يقول دون أدنى مقدمات إن الصادق المهدي سلّح القبائل العربية في دارفور عام 1986م).. (الصحافة 2/6/2008م)، ما هو صلب الموضوع الذي خرجت منه؟! فإذا كان الموضوع هو التراضي الوطني، وإذا كان طرفا التراضي قد ناقشا قضية دارفور، وقاما بتحليلها، وطرح حلول لها، دون أن يذكرا أنهما قد تورطا من قبل في إشعالها، حين قاما في فترات متفاوتة، وظروف مختلفة، بتسليح القبائل العربية، فهل تذكيرهما بما فعلا من قبل، مما يشكك في مصداقيتهما في ما طرحا الآن من حلول، خروج عن الموضوع؟! ولكن عليو يقول: (وصدقني يا قراي لو كنت في مقام الصادق المهدي لفتحت بلاغاً ضد شخصكم وستدان بعدم وجود اثبات الاتهام حتى لو استعنت ببلدو وعشاري كما ذكرت) (المصدر السابق). ومن ضيق عليو بالحوار، وعجزه عن الدفاع عن آرائه، انه يود لو كان الصادق المهدي ليفتح بلاغاً ضدي!! ولو كان ذلك ممكناً لفعله السيد الصادق، ضد عشاري وبلدو، ولما انتظر حتى يظهر عليو مؤخراً، لـ(يحرِّشه) على قضية خاسرة!! يقول عليو (والطامة الكبرى والكذب الصراح للقراي عندما قال إن الصادق المهدي سلّح القبائل العربية في أبيي المشتعلة الآن مما جعل تلك القبائل تعتدي بمجازر بشعة على قبائل الدينكا في منطقة الضعين.. قل لي بربك أين الضعين من أبيي؟ الضعين يا دكتور تقع في جنوب دارفور وأبيي تقع في جنوب كردفان والمسافة بينهما مئات الكيلومترات.. نحن فعلاً محتاجون لدروس الجغرافية في ثالثة أولية...) (المصدر السابق). أما أنا فلا أود أن أجاري عليو في مهاتراته، ولكنني لم أقل إن السيد الصادق قد سلّح القبائل العربية في أبيي الآن، لأنه ليس حاكماً الآن، ولكن القبائل العربية في جنوب كردفان، وفي جبال النوبة، قد تم تسليحها إبان حكم السيد الصادق (1968-1989م)، وهذه المناطق مشتعلة بالحروب والمصادمات الآن.. وأنا لم أقل إن الضعين في كردفان، أو إن إبيي في دارفور، حتى يظن عليو أنه يعطيني دروساً في الجغرافيا.. ولكني قلت إن تسليح القبائل العربية في جنوب كردفان، وفي دارفور، قد حدث من قبل في عهد السيد الصادق، وقد حدث في عهد الإنقاذ، وهذه المناطق المشتعلة الآن، إنما اشتعلت نتيجة لتراكم السلاح، والأحقاد والحزازات، والثأر، والمرارات المتراكمة عبر السنين.. وهو أمر لا يمكن أن تعفى حكومة السيد الصادق في الثمانينيات، أو الإنقاذ في التسعينيات، من مسؤوليته..
    بالإضافة إلى المصالح السياسية، فإن تسليح السيد الصادق للقبائل العربية، سببه اعتزازه بعروبته، وتنكره لأفريقيته، ألم يذكر أن اعتراضه على الحركة الشعبية، من أسبابه (علمانية وأفريقانية) الحركة الشعبية؟! ولقد اشتهر السيد الصادق انه كان أثناء حكمه، كثيراً ما يقول: (أشقاؤنا العرب وأصدقاؤنا الأفارقة)!! وكنت قد ذكرت ذلك للأخ صلاح جلال، بالقاهرة في عام 1995م، وكان حينها، الناطق الإعلامي باسم حزب الأمة، فحكى لي أنهم زاروا الأردن مرة، مع السيد الصادق، وكان في حراستهم أحد البدو فسألهم: من أين أنتم؟! قالوا: من السودان. فقال لهم البدوي الأردني: هل في السودان عرب أم كلهم عبيد مثلكم؟!
    يقول عليو (ولكن فلنتابع القراي وقد خرج من الموضوع برمته وهو التراضي إلى موضوع ابن رئيس الحزب الذي قال إنه دخل ضابطاً في جهاز الأمن، هذا الموضوع كما يعلم الجميع فؤن مؤسسات الحزب اتخذت فيه قراراً منذ أكثر من ثلاثة شهور والتزم به المعني بالأمر وأيّده رئيس الحزب الذي كان خارج البلاد بكل رحابة صدر فما علاقة ذلك بالتراضي الوطني؟) (المصدر السابق). فهل عليو جاد حين يسأل عن علاقة التحاق ابن رئيس حزب الأمة المعارض للنظام، بجهاز أمن النظام؟! وما هو القرار الذي اتخذته مؤسسات الحزب؟! وكيف التزم به المعني بالأمر؟ هل يعني استمراره في الجهاز وتركه للحزب التزاماً بقرارات الحزب؟!
    يقول عليو (هل إذا ابن القراي اتخذ قراره أن يعمل في مجال الأمن وهو بالغ راشد أيحق للقراي أن يرفض ذلك البتة ؟) (المصدر السابق). والسؤال الذي أريد لعليو أن يفكِّر فيه هو: هل يمكن أن يقبل الجهاز ابني لو كان مؤهّلاً وقدّم طلباً للالتحاق بجهاز الأمن؟!
    ولو كان التحاق ابن رئيس حزب الأمة و(إمام) الأنصار، بجهاز الأمن، أمراً عادياً، كان الحزب قد تدارسه، ونظر فيه، وقرر بشأنه، وأن رئيس الحزب قد قبل ذلك، برحابة صدر، فلماذا يظن عليو إنني بإثارته إنما أنكأ الجراح؟! أسمعه يقول (هل يريد القراي أن ينكأ الجراح التي اندملت ليجدد عذابات الآخرين؟ هل نقول إنها سادية القراي أم هي قذف السهام في كل اتجاه كنت أعتقد أن الأمر مقارنة علمية لنظريات فكرية علمية إلا أن القراي ذهب بعيداً) (المصدر السابق). وفي الحق أنني لم أكن لأتطرَّق لهذا الأمر، لولا تعرّض الناس له، فهل نقد المواقف السياسية لمن تعرضوا للعمل العام، يعتبر سادية، أو قذفاً للسهام في كل اتجاه؟! ولا أدري بأي مقاييس كان عليو يعتبر أن الأمر مقارنة علمية لنظريات فكرية؟! إن الموضوع هو نقد لمواقف سياسية
    خاطئة، مفارقة للعلمية، وبعيدة عن الفكر.. والغرض من مناقشتها، ونقدها، هو أن تتحرر العقول والقلوب التي كانت تقيّدها الطائفية، وتجرها خلفها، وهي تلهث وراء مطامعها الذاتية الضيقة..
    وفي ختام مقاله الأول كتب عليو (في المقال القادم إن شاء الله سأكتب عن الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم...) (المصدر السابق). ولقد أخلف عليو وعده، ولم يناقش الناسخ والمنسوخ، وإن تعرض لبعض المفاهيم الدينية، التي أرجو أن يعينني الله على توضيح خطلها.

                  

12-24-2019, 06:15 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تب� (Re: عبدالله عثمان)

    د. عمر القراي:
    أهؤلاء هم قادة حزب الأمة؟!

    تعقيب على الأستاذ الطاهر الدومة
    حين نقدت السيد الصادق المهدي، وعلَّقت على اتفاقية التراضي الوطني، كنت أتوقع اعتراضاً، وتعليقاً، من أعضاء حزب الأمة، يحوي دفاعاً حاراً عن إمامهم، ورئيس حزبهم.. وبالفعل تعرض عدد منهم لمقالاتي، فعقبت فقط، على من اتجه الى الموضوعية منهم، أمثال الاستاذ عليو، والاستاذ الطاهر الدومة في مقاله الاول. وأهملت الذين جنحوا للتجريح والإساءة، من أمثال الانصاري وعبد النبي. وكنت قد قفلت صفحة حزب الأمة مؤقتاً، حتى يخرج علينا السيد الصادق المهدي بتصريح، أو موقف جديد، يستحق التعليق.. ولكن بعد كل هذا الوقت ، أفاجأ بمقال الاستاذ الطاهر الدومة الاخير، الذي انحدر فيه الى مستوى بعيد من الاسفاف، لا يليق برجل مسؤول. وكان يمكن أن أنصرف عنه، واتجاوز اساءاته، كما فعلت مع أصحابه من قبل، لولا انني شعرت انه أخطأ فهم حديثي، وحمله على غير محمله، مما اضطرني لهذا المقال التصحيحي، الذي أرجو ان يحدث في نفسه، ما يعينه عليها.
    لقد قال الدومة عني (هناك رسالة ابليسية تهاوت من عل واستقرت في جوفه الفارغ) (الصحافة 29/7/2008م). وقال (مما حطه يراعك بحق جماهير الكيان ينم عن خيال مريض مرضا مستعصيا مغلفا بالفكر الإنتهازي الوصولي) (المصدر السابق). وغير هذه من الشتائم العديدة، التي سترد في موضعها من هذا الكتاب. وانا بطبيعة الحال، لن أرد على شتائم الدومة، حتى أصبح مثله، ولكنني سأوضح انه ما كان يحتاج لها، لو فهم حديثي.
    لقد أخذ عليَّ الاستاذ الدومة أمرين:
    أولهما أنني نقلت بياناً يفيد انضمام الأنصار بدارفور والجزيرة الى قوات الدفاع الشعبي. ولقد نفى الدومة هذا، وأكد ان الذين انضموا للدفاع الشعبي، مجموعة منشقة من حزب الأمة.. وقال(الحبيب عبد العزيز آدم خرج من حزب الأمة حيث كانت وظيفته أمين أمانة المهجر بالأمانة العامة لحزب الامة وخرج كغيره من من سبقوه وأنشأ مع الحبيب الهادي احمد عبد الله ما يسمى بكيان الحركة الانصارية بالتالي هم احرار ان يفعلوا ما يشاؤون) (المصدر السابق). وبعد أن أورد الدومة هذا التصحيح قال (المهم يجيد د. القراي التلفيق وعدم التحري الدقيق بالرغم من انه يحمل درجة باحث) (المصدر السابق). وكان يمكن ان يكون كلام الدومة عني صحيحاً، لولا انني حين اوردت الخبر، لم أورد في نفس المقال، نفي حزب الأمة له!! وذلك حيث قلت (اثبت اعضاء حزب الأمة، نفياً لوقائع الخبر، جاءت في بيان صدر عن هيئة شؤون الانصار، جاء فيه «جاء في صحيفة سودانيزاونلاين الالكترونية الواسعة الانتشار بتاريخ 28/5/2008م خبر مغلوط لا اساس له من الصحة تحت عنوان «الانصار بدارفور والجزيرة يعلنون بيعة الجهاد» نقلاً عن صحيفة آخر لحظة ان لواءً من الانصار بدارفور والجزيرة أبا قد انضم لقوات الدفاع الشعبي وصار تحت إمرته.. ان ما جاء في هذا الخبر لا اساس له من الصحة ولا علاقة له لكياننا به...) (الصحافة 8/6/2008م). فهل من يورد الرأيين، الخبر ونفيه، يمكن ان يوصف بانه ملفق، وغير متحر للدقة، لو كانت هناك ذرة من الموضوعية والحياد؟! ثم لماذا يفتعل الدومة هذه الثورة؟! فإذا كان الأمام نفسه، قد وقع مع المؤتمر الوطني اتفاق التراضي، ونقلت الاخبار ان المؤتمر قدم له عرضاً للمشاركة في السلطة لم يرفضه، فما الغريب في ان ينضم الأنصار الى الدفاع الشعبي؟! ولماذا يغضب الدومة مني لأني أوردت خبر انضمام الانصار للدفاع الشعبي، ولا يغضب من الأنصار الذين تركوا الحزب، وكونوا حركة أخرى، وانضموا للدفاع الشعبي، بل لماذا ويوزع عليهم ألقاب المحبة، أسمعه يقول: (الحبيب عبد العزيز آدم خرج من حزب الأمة... وأنشأ مع الحبيب الهادي آدم عبد الله... الخ)؟!!
    أما الأمر الآخر الذي أخذه الدومة عليَّ، فهو عبارة وردت في مقالي، لتفسير ظاهرة عجز السيد الصادق المهدي، عن فهم، ومعيشة الديمقراطية، وذلك حيث قلت (وليس حقاً ان «نقاط الضعف الموجودة في الديمقراطية كثيرة...» كما قال الصادق، ولكن الضعف في نفوس الزعامات الطائفية، التي تعودت على السيادة، ونشأت وسط الخدم والحشم، مما أفقدها فرصة التربية الذاتية، التي تعين الفرد على التواضع، الذي يؤهله لممارسة الديمقراطية...) (الصحافة 8/6/2008م). ولقد فهم الدومة من هذه العبارة الواضحة، انني أسيء الى أعضاء حزب الامة وأصفهم بأنهم (عبيد)، واعتبر ذلك دليلاً على عنصريتي، وكال لي بناءً على ذلك، ما شاء من الشتائم !! فقال (لقد افتضح د. القراي نفسه ويبدو ان عقله الباطن صور له صورة العبيد وهم يحشرون في المراكب وجئ بهم من بقاع السودان ليصدروا كالبضاعة لمصر) (الصحافة 29/7/2008م). والدومة المسكين، يظن أنني أقصد إساءة السودانيين ذوي البشرة السوداء!! أسمعه يقول: (ويدعي انه ديمقراطي ليبرالي أين انت من الليبراليين الحقيقيين الذين ينظرون للناس بعقولهم لا بأشكالهم كما يفعل الديمقراطيون بأميركا هذه الأيام عندما أتوا بباراك أوباما الاسود وقدموه ليقود أميركا كلها) (المصدر السابق).
    ولما كان الدومة يظن أنني أسيء الى أهالي دارفور من الأنصار، فقد أسرف على نفسه، وعلى قرائه، حين شبهه حديثي، بحديث د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني، وكأنه لم يطلع على رأيي حول قضية دارفور. يقول الدومة (لكن العذر للقراي أن يصفنا بالعبيد والحشم طالما تفتقت ذهنيته إبان الشمولية المايوية حينما تضامن الفكر الجمهوري مع سدنة النظام المايوي وقالوا معاً اضربوا العبيد بيد من حديد في الجزيرة أبا وودنوباوي ومن سوء تصاريف القدر ان يتزامن وصف د. القراي مع ما قاله احد عراب النظام الحالي واصفاً ثوار دارفور بعبيد السفارات ليؤكد ان المبدأ واحد وان اختلفت وسائل الشمولية) (المصدر السابق).
    أول ما تجدر الإشارة اليه، هو انني لم أذكر في مقالي كلمة (عبيد) التي اوردها الدومة هنا عدة مرات، على الإطلاق. ولم اشر في هذا الموضوع، أو غيره، الى جنس شخص، أو عرقه، أو قبيلته، أو لونه، أو موقعه الجغرافي، وانما ديدني مواجهة الأفكار، والمواقف.. ويمكن للدومة، وغيره من القراء، ان يراجعوا كل ما كتبت، ليتأكدوا من هذه الحقيقة. ولم يرد في أي كتاب، أو منشور، أو شريط مسجل، اخرجه الجمهوريون عبارة (اضربوا العبيد)، التي نسبها إليهم الدومة زوراً وبهتاناً عظيماً.
    ولكنني استعملت كلمة (خدم) و (حشم). والخدم هم الذين يخدمون في البيوت، ويقومون لصاحب الدار بما كان ينبغي ان يقوم به لنفسه، من توفير كل ما يحقق راحته.. فإذا كان يعطيهم أجراً على عملهم هذا، فهي خدمة شريفة، لا يجوز ان يوصف من يقوم بها، بأنه (عبد)، لأن صاحب الدار لم يشتريه، وانما هو عامل يبيع جهده مقابل أجر معلوم. ولكن بعض الخدم، يخدمون شخصاً ما، بلا مقابل مادي، بسبب الإعتقاد الديني، في أن خدمته تقربهم الى الله، أو تدخلهم الجنة.. وهذا ما يوجد في البيوت الطائفية، في السودان، سواء كانت بيوت الانصار، أو بيوت الختمية، أو بيوت بعض مشايخ الطرق الصوفية. و(الحشم) هم الذين يقومون بخدمات ذات طبيعة تشريفية، كأن يمسكوا لجام الفرس، أو يفرشوا مكان الجلوس، أو يقفوا خلف الرأس يروحونه بمروحة يدوية. والحشم يعطونهم أجراً في بلاط الملوك، يعتبرونهم من ضمن حاشية الملك. ولكن هنالك حشم بلا مقابل نجدهم في بيوت الطائفية. وانا لم اسيء الى هؤلاء الخدم والحشم، الذين قلت ان السيد الصادق نشأ وسطهم، وانما قلت انهم بخدمتهم الدائمة له، افقدوه التربية على التواضع، وخدمة نفسه بنفسه، مما جعله غير مؤهل، من حيث التربية، ليكون ديمقراطياً. والسيد الصادق المهدي نفسه، ذكر في أحد تصريحاته، انه ولد وفي فمه معلقة من ذهب، ولكنه حولها الى معلقة حديد. وأني اذ اوافقه على الجزء الاول من عباراته، لا اوافقه على الجزء الثاني منها، لأنه لم يتغير الا من الناحية النظرية، البعيدة عن الواقع التطبيقي.
    ولعل صورة الطائفية، في حياة السيد الصادق، أقل بكثير عن ما كانت عليه، في حياة السيد الصديق، وهي في حياة السيد الصديق، أقل منها في حياة الإمام عبد الرحمن المهدي.. وذلك لان التطور عمل عمله في زيادة وعي الشعوب.. فلقد كان أهلنا الطيبون من ابناء دارفور، وغيرها من بقاع السودان المختلفة، يهدون اولادهم وبناتهم، ليخدموا في دائرة المهدي بالجزيرة أبا، دون مقابل!! ومنهم من يعيش طوال حياته ضمن (خدم) الدائرة، ومنهم من يفلح الأرض، ويأتي بعائدها الى الدائرة، دون مقابل، ظناً منه ان له بما عمل (شبراً) في الجنة!!
    إن نقد هذه الصورة، انما هو تعاطف مع البسطاء المستغلين، الذين تسخرهم الطائفية، لخدمة مصالحها.. لهم فهل يلومنني الدومة، لأنني وصفت هؤلاء المضللين بـ(الخدم) و(الحشم)، واخذت عدم معاملتهم بمساواة تامة، دليلاً على عجز السيد الصادق عن الديمقراطية؟! ولما كان الدومة يظن بأني قد أسأت الى الأنصار عموماً، ووصفتهم كلهم بأنهم عبيد، فقد أخذ يذكرني بأن هؤلاء الرجال أتقياء، ويقرأون راتب الإمام المهدي، ولم يكتف بذلك، بل اورد فقرات من الراتب. وراتب المهدي هو أدعية مأخوذة من القرآن، والسنة، وبعض أدعية السادة الصوفية، خاصة السمانية، وبعض واردات المهدي نفسه. وهي معانٍ عظيمة، من قيم تربية النفوس، لو كان الدومة يفهم عشر معشارها، لما اساء اليَّ كل هذه الإساءة، وهو يخطئ فهم ما ذكرت. على ان قراءة راتب المهدي وحدها، دون فهم، ودون تطبيق، لا تجعل صاحبها صالحاً، ولا تعصمه من الإساءة للآخرين.. فقد كان الخليفة عبد الله التعايشي، خليفة الإمام المهدي- والذي ذكر الإمام المهدي أنه عيّن خليفة بواسطة الحضرة النبوية- يقرأ الراتب صباح مساء ولكن بالرغم من ذلك، كتب عن بعض قواده الذين خرجوا عليه (أعداء الله الجهادية الذين كسروا من كردفان بنواحي الجبال قد توجه لهم الحبيب حمدان اب عنجة.. واهلك العبيد عن آخرهم.. وصار قتل رؤساهم الثلاثة علي ملة وسرور الفور وبشير علي، وقطع رؤوسهم الثلاثة وأرسلها لنا بالبقعة وبعد وصولها أمرنا بتعليقها في المسجد.. ثم أمرنا بتوجيه الرؤوس المذكورة الى الخرطوم لأجل القاها مع رمم الكفرة الذين به لأنهم من المغضوب عليهم..) (محمد ابراهيم نقد: علاقات الرق في المجتمع السوداني.. القاهرة: دار الثقافة الجديدة ص 100). فإذا كان الدومة قد اساء اليَّ كل هذه الإساءة، لاني وصفت من يعملون في البيوت الطائفية، بأنهم (خدم) و(حشم)، فبماذا يا ترى يصف الخليفة عبد الله التعايشي، الذي وصف بعض قواده، وفيهم بعض أهالي دارفور، بأنهم (عبيد)؟!
    ورغم اني ذكرت ان (الخدم) و(الحشم) من نشأ بينهم السيد الصادق، إلا أن الدومة يصر على انني اقصد قيادات حزب الأمة!! ويقول (واخيراً يا ترى هل الخدم والحشم الذين يعنيهم د. القراي هم.. أمثال د. مادبو.. وسعادة اللواء برمة ناصر والاستاذ عديل ورئيس لجنة محاميي دارفور الدومة ود. ابراهيم الأمين...) (المصدر السابق). ويستمر في ذكر اسماء كل الشخصيات القيادية في الحزب. ويبدو أن غرض الدومة من عرض اسماء قيادات الحزب، ان يشعرني بأن هنالك شخصيات كبيرة، وعظيمة، في حزب الأمة، ولذلك يختم القائمة الطويلة التي أوردها، بقوله: (هل كل هؤلاء وغيرهم منحطين ومحنطين)؟! وانا لم أقل ذلك، فلماذا أورد هذه الاسماء، ولماذا يسألني عنهم؟! وأنا لم اسيء الى أحد ممن اورد اسماءهم، ولم اقصدهم بعبارة (الخدم) الذين يخدمون في البيوت الطائفية، ولكني لا افخر بهم كما يفعل الدومة، وأفضل عليهم الشبان والشابات الشجعان، من اعضاء حزب الأمة، الذين اعترضوا صراحة على اتفاق التراضي الوطني، ونقدوه على رؤوس الاشهاد، من أمثال خالد عويس، ولنا مهدي. ولو كان لحزب الأمة مستقبل، لجعل هؤلاء زعماءه، بدلاً من النفعيين، الذين يريدون أن يسمعوا الإمام انهم دافعوا عنه بالحق وبالباطل، حتى يقربهم، ويرفعهم في المناصب، وهم في سبيل هذا العرض الزائل لا يتورعون عن مثل التهجم الأهوج، الذي أقدم عليه الدومة..
                  

12-24-2019, 09:09 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تب� (Re: عبدالله عثمان)


    مبايعو السيد الصادق بايعوه على قطعيات الشريعة
    في حين أنه يرفع شعار المواطنة كأساس للحقوق والواجبات

    طه إسماعيل أبو قرجة

    ٣١ ديسمبر ٢٠٠٢



    نقلت لنا الصحف مؤخراً صيغة بيعة مؤتمر الأنصار المنعقد فيما بين 19-21 ديسمبر الجاري للسيد الصادق المهدي، ونصها:- (بايعناك على بيعة الإمام المؤسس الأول وخليفته، وبيعة المؤسس الثاني وخليفتيه. بايعناك على قطعيات الشريعة. بايعناك على نهج الشورى وحقوق الإنسان. بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضي الله ورسوله. بايعناك على فلاح الدنيا وصلاح الآخرة. نشهد الله على ذلك والله خير الشاهدين).

    هذه خطيئة ارتكبت على رؤوس الأشهاد، وفي وضح النهار. ثم هي بعد ذلك لم تعدم من حملة الأقلام من يهلل لها، ويعين أصحابها على التضليل، يردون بذلك للشعب دينه الذي في أعناقهم إذ علمهم ومكنهم من الأقلام. ويهمني هنا أن أنوه بأمور ثلاثة.


    السيد الصادق والجمع بين السلطتين بين الأمس واليوم:

    أول هذه الأمور هو الربكة التي لن تنفك تلاحق السيد الصادق المهدي أينما حل. يذكر الناس أنه دخل الحياة السياسية منتصف الستينات راغباً في فصل إمامة الأنصار عن رعاية وقيادة حزب الأمة. وهو قد طالب يومئذ عمه، المرحوم الهادي المهدي، بأن يكتفي بالإمامة ويترك له الزعامة السياسية. وحين رفض عمه، نشب بينهما الصراع المحموم الذي انقسم به حزب الأمة انقسامه المشهور. وهاهو السيد الصادق المهدي يعود بعد قرابة أربعين سنة ليحاول الجمع بين إمامة الأنصار وزعامة بقية حزب الأمة. ولن يستعصي على كثير من الناس أن يفهموا أن دافعه في الحالتين إنما هو واحد، وهو تأمين الزعامة لنفسه. فالجمع بين السلطتين الدينية والسياسية كان سيجعلهما في الماضي في يد المرحوم الهادي المهدي، بينما يجعلهما اليوم في يده.

    ومن المهم أيضاً ملاحظة أن السيد الصادق المهدي حين انتهى الآن إلى قبول ما رفضه قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن إنما أقر بأنه يتخبط. كما أنه بتنصيب نفسه إماماً قد دحض مزاعمه الباطلة بأنه تأهل لزعامة حزب الأمة بكسبه وليس لأسباب طائفية. وبطبيعة الحال فإن كثيراً من الناس لا يحتاجون إقراره بالتخبط، كما لا يحتاجون دليلاً إضافياً منه بأنه لا كسب له، ولكن من المهم أن يعان هو نفسه على الانتباه، بوضع مواقفه أمامه، عسى أن يراها، فيقلع عن إضاعة وقته ووقت هذا الشعب.


    أين قطعيات الشريعة من المواطنة؟

    أما الأمر الثاني الذي أود أن أنوه به، فهو التناقض الصارخ بين نص البيعة ومواقف السيد الصادق. ومن ذلك أن البيعة قد نصت على قطعيات الشريعة، في حين أن السيد الصادق لم يكد يترك منبراً في السنوات الثلاث الأخيرة إلا وأعلن منه قبوله بأن تكون المواطنة هي الأساس في تحديد الحقوق والواجبات في الدولة. فهل لم يسمع المبايعون من الأنصار قوله هذا؟! أم انهم لا يعرفون الشريعة التي يبايعون على قطعياتها؟؟ أم يا ترى أنهم يدركون أنه لم يكن يعني ما يقول بشأن المواطنة؟؟ أم أنهم جميعاً يدهنون؟؟

    ولمصلحة من لا يعرفون الشريعة، أقول أنها لا تساوي بين المواطنين، وإنما هي تميز بينهم على أساس العقيدة، وعلى أساس الجنس، وعلى أسس أخرى. ومن أمثلة التمييز على أساس العقيدة، قوله تعالى:- (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. بعضهم أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين). وهي تمنع أن يتولى غير المسلمين، من يهود ونصارى، أمور المسلمين. وبموجبها لا يصح لغير المسلم أن يكون رئيساً للدولة ولا وزيراً ولا مديراً ولا رئيساً على المسلمين في أي موقع. بل لا يصح أن يتساوى غير المسلم مع المسلم حتى في حق الطريق. فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين قائلاً:- (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه). ومعلوم أن آية الجزية قد نصت على أن يعطي أهل الكتاب الجزية عن يد وهم صاغرون. ومعلوم أيضاً أن عمر بن الخطاب لم يقبل من أبي موسى أن يوظف كاتباً نصرانياً لديه في العراق. كما هو معلوم أن عمر فرض على نصارى الشام الشروط المعروفة في تاريخ المسلمين باسم "العهدة العمرية" التي أوجبت عليهم، فيما أوجبت، جز مقاديم رؤوسهم. هذه أحكام لا تغيب على من يدعي أدنى معرفة بالشريعة وقطعياتها، فهل يا ترى يجهلها آلاف الأنصار الذين شكلوا هذا المؤتمر؟ وإن جهلوها فما قيمتهم في موازين الحق؟

    ومعلوم أن حكومة الإنقاذ قد وافقت في ماتشاكوس على نسخ هذه الأحكام الشرعية القطعية، وذلك حين ارتضت أن تكون المواطنة هي الأساس في تحديد الحقوق والواجبات، بدلاً عن العقيدة الدينية. وكما سبقت الإشارة، فإن السيد الصادق قد أيد ذلك النسخ. بل زعم أنه كان أول من نادى به. فهل يا ترى قرر التراجع عن ذلك بعد أن بات إماماً، مثلما قرر التراجع عن موقفه القديم الرافض للجمع بين الزعامة الدينية والسياسية؟؟

    أما تمييز الشريعة على أساس الجنس (بين الرجال والنساء) فمعلوم، وآياته عديدة، أهمها آية القوامة: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم..). هذه هي قطعيات الشريعة. لكن حين تكون المواطنة هي الأساس، فإن الباب سينفتح على مصراعيه للمساواة بين الرجال والنساء أمام القانون مثلما هو قد انفتح للمساواة بين المسلمين وغير المسلمين. فأين يقف السيد الصادق؟ مع قطعيات الشريعة أم مع المواطنة؟

    يبدو أن السيد الصادق لا يهتم بمواقف الحق، وإنما هو يهتم بكسب أكبر قطاعات ممكنة، لتتيسر له أسباب الزعامة. فهو من ناحية يريد أن يرضي عامة الأنصار بالحديث عن قطعيات الشريعة والشورى ومجلس الحل والعقد.. كما هو من ناحية أخرى يحتاج أن يرضي قوى أجنبية ومحلية مستنيرة لكي يتسنى له الحلم بالعودة إلى موقع السلطة مرة ثالثة، فحدث هذه القوى عن المواطنة وحقوق الإنسان والديموقراطية وحكم الجماهير. وهو بأطماعه هذه قد وضع هؤلاء الأنصار المؤتمرين وضعاً حرجاً، وشط بهم عن مواطن الحق. فنفس المؤتمر الذي بايع على قطعيات الشريعة قد اختار 16 امرأة لمجلس الشورى، كما اختار 4 نساء في مجلس الحل والعقد، ليكنَّ بذلك قوامات على الرجال. هل رأيتم هذا المسخ؟!


    من شك في مهديتي فقد كفر!!

    ومن وجوه التناقض بين نص البيعة ومواقف السيد الصادق (الذي بات يعرف بصاحب العهد) أن البيعة تضمنت بيعة المؤسس الثاني (السيد عبد الرحمن) وخليفتيه (وهما السيد الصديق والسيد الهادي). هذا في حين أن السيد الصادق قد نقض بيعة السيد الهادي حين انشق عنه في الستينات، حتى هتف غلاة الأنصار في وجهه يومها: (الله أكبر على من بايع وأنكر). ثم ماذا كان نص بيعة السيد عبد الرحمن وخليفتيه؟ بل ماذا كان نص بيعة الإمام المهدي؟ ومعلوم أن الإمام المهدي قال:- (من شك في مهديتي فقد كفر)‍‍‍!! فهل تتضمن بيعة السيد الصادق ذلك؟ أم أنه يبيح الشك؟ وإن لم يكن يبيحه، فما جزاء من يشك؟ هذه أسئلة يحتاج الناس أن يعرفوا إجابتها، ليحقنوا دماءهم، فهل من مجيب؟


    الإعلام والأقلام اليوم عند غير أهلها:

    إن قطعيات الشريعة وحقوق الإنسان لا يجمع بينهما إلا حاطب ليل. وذلك يسوقني إلى الأمر الثالث الذي أود أن أنوه به في هذا المقال. فقد سخَّر بعض حملة الأقلام أنفسهم للتطبيل للسيد الصادق، مثلما طبلوا من قبل لغيره. وهم بذلك لم يزيدوا عن تأكيد القول الثابت، قول الأستاذ محمود محمد طه: (الإعلام والأقلام اليوم عند غير أهلها). الأقلام اليوم مسخرة لتضليل الشعب. وحسب أهلها ما اختاروا لأنفسهم. وحسب السيد الصادق أنه اختار أن يعود من أكسفورد ليستثمر إرثه الطائفي الراسف في أغلال الجهل بحقائق العصر وبقطعيات الشريعة.

    عسى الله أن يجعل قريباً اليوم الذي يشيع فيه الوعي بين الشعب حتى ييأس منه أمثال هؤلاء.

    طه إسماعيل أبو قرجة
    31 ديسمبر 2002
                  

12-24-2019, 04:05 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تب� (Re: عبدالله عثمان)

    فوق لتزامن البوست مع اخر تصريحات الامام..
                  

12-25-2019, 01:24 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحذروا السيد الصادق: مقالات أرشيفية في تب� (Re: nour tawir)

    مرحبا يا استاذة نور تاور
    شايف ناس الديش ردوا عليهو ببيان لكن هو رجع وقال ما فهموني!!!

    بيان الجيش
    الجيش: الدعم السريع ليست "شركة أمنية" حتى يطلب المهدي خدماتها
    الخرطوم: علاء الدين موسى
    شدَّدَ الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن عامر محمد علي رفضهم التام للزج بالقوات المسلحة في العمل السياسي، مبيناً أن الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة، وظلت تتمسك بواجباتها في الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه ومكتسباته والتواثق مع كافة القوات النظامية من أجل إنجاز التغيير وحماية الثورة. وقال عامر في تصريخ خاص لـ(الرأي العام) أمس، إن دعوة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي لانضمام قوات الدعم السريع لحزبه باطلة، وأضاف"الدعم السريع ليست شركة أمنية حتى يطلب الصادق المهدي خدماتها. وتابع"على الأحزاب السياسية أن تعمل بعيداً عن قواتنا المسلحة لتقوم بمهامها الوطنية بعيداً عن المهام الحزبة الضيقة.
    وكان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق عبد الفتاح البرهان قال إن قوات الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة، ودعا لعدم الالتفات للشائعات ومحاولة زرع الفتنة مشدداً على أن قيادة القوات المسلحة تحتاج لهذه القوات ضمن خططها لحراسة الحدود وكل ما يهدد الأمن القومي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de