قراءة في “ثنائيات “الدكتور التجاني عبد القادر ” المدمرة” في الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 04:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2019, 06:38 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في “ثنائيات “الدكتور التجاني عبد القادر ” المدمرة” في الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة

    05:38 AM December, 24 2019

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بقلم :محمد بدوي

    التطورات التي شهدتها الساحة السودانية خلال الأسبوعين الثاني والثالث من ديسمبر 2019 المتمثلة في مسيرة الزحف الأخضر التي نظمها وشارك فيها بعض الاسلاميين السودانيين من المنتمين إلى النظام السياسي السابق في الثالث عشر و مواكب الاحتفالات بذكرى ثورة ديسمبر المجيدة في التاسع عشر من ديسمبر التي طوقت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل بالوفاء بالإضافة الي اتساع نطاقها لتشمل مدن سودانية عديدة ، اعادتني للتفكير في مقال سابق للدكتور التيجاني عبدالقادر نشر بصحيفة سودانايل الإلكترونية في الرابع من ايار ٢٠١٩ حمل عنوان الثنائيات المدمرة والذي اشار اليه كمثال توضيحي علي سابق له بعنوان ” بصيص من الأمل تحفيز الجيل الجديد تجاوز الثنائيات المدمرة ، قبل الخوض في الرد علي المقال لابد من التقدم بالشكر للكاتب علي المقال .

    حمل المقال نماذج لتلك الثنائيات كما هي في الاقتباس التالي ، ” ثنائية علماني/إسلامي في البلدان ذات الشحن الإيديولوجي الحديث* باعتبارها علاقة لا توجد فيها منطقة *”وسطى”*، سواء على المستوى النفسي-الفكري أو على المستوى الاجتماعي-السياسي ثم عرج علي ” التاريخ الوطني قائلا ” ونظرة سريعة الى تاريخنا السياسي المعاصر ترينا أن *”المناطق الوسطى”* قد تقلصت بالفعل لصالح ثنائية *شيعي/سني* (في البلدان ذات الشحن الطائفي التقليدي)، أو لصالح ثنائية *عربي/غير عربي* (في البلدان ذات التعصب القبلي) ثم تناول أحداث من تاريخ الدولة السودانية لما بعد الاستقلال منها حادثة حل الحزب الشيوعي السوداني في البرلمان في 1965 ، و هنا تجدر الاشارة الي ان الملاحظ ان هنالك تناول متسع للأمر عقب ثورة ديسمبر المجيدة من الكتاب المنتمين أو الذين كانوا علي انتماء سياسي بتنظيم الاسلاميين السودانيين وما يجدر ان يوثق اليه بان هنالك توافق علي وصف الحدث في خانة الممارسات السالبة في التاريخ السياسي السوداني وهو أمر جدير بالنظر إليه بموضوعية في كونه يمثل مرحلة شفق لتناول موضوعي لبعض نظرة الأحداث السياسية الهامة.

    اولا : في تقديري ان هنالك خلل فلسفي و لغوي ورد في الامثلة التي ذهب اليه الكاتب كنماذج للثنائيات ( إسلامي / علماني ) وهنا يفهم من السياق أنه المنتمي لحزب أو فكر ديني اسلامي يستند عليه لإدارة الدولة او تحديد شكلها بما يمكن اختصار محصلة ذلك بالدولة الدينية الاسلامية ، المقابل لذلك يمكن أن لا اسلامي من حيث التوجه السياسي الفكري لتصورات شكل الدولة بل يسعى إلى دولة مدنية او ديمقراطية ، بل قد يكون لا إسلامي لكنه يسعى لإدارة الدولة بشكل ينتقص من المدنية او الديمقراطية في مفهومها المطلق ، استخدام ثنائية التعصب القبلي و حصرها في عربي او غير عربي امر جانب صحة المنهج و الاقتراب من الواقع السوداني فاستخدام عربي يطرح سؤالا كم نسبة العرب مقابل الشعوب الأخرى ؟ و ما هو تعريف العربي في الواقع السوداني ومعاييره ؟ مع الأخذ في الاعتبار بأن هناك لغة عربية سائدة تعرف باللغة العربية السودانية وهنالك مئات اللغات الأخرى المستخدمة بين المجموعات المختلفة ، قصدت من الاسئلة و التعليق الإشارة إلى خطل استخدام نموذج عربي للبحث عن مقابلة كأنه يمثل الاغلبية او امر محسوم المعايير في الواقع السوداني ، ف الاسلاميين عندما سيطروا علي السلطة مثلوا جميع شعوب السودان تحت رابطة الانتماء الحربي و العقائدي ، ورغم ذلك عملوا علي محاولة اكساب الدولة هوية دينية اسلامية عربية لأغراض أيديولوجية ” بالرغم من أن الدول يجب أن تعكس كل الهويات ” ، في كل الأحوال لا يمكن أن تصبح الهويات ضمن الثنائيات المدمرة لأنها ببساطة دون الحاجة إلى المحاججة الفلسفية بوصفها” بالثنائيات الخلاقة ” الواقع ظل يردد ” قوة التنوع ، ثراء التنوع ” لكن الإقصاء الذي حمله الاسلام السياسي الى ذاك التنوع لأنه يمثل مصدر خطر لبنيته الاحادية ” الغاء الاخر ” في تقديري ما جعل الكاتب يدفع بها الى خانة الثنائيات المدمرة دون التطرق لإدارة التنوع كعلم.

    ثانيا :أن غياب المنهج قاد الى خلط بين مفهومي الثنائيات و الثنائيات المدمرة ، الثنائيات وفقا للتعريفات الفلسفية تعني الاعتراف بالطرف الاخر من زاوية النظر اليه في سياق التنافس و التكميلية فاحد اهداف فلسفة الثنائية هي ابراز التعارض دون الوقوف علي النقيض بل الحوار او مفهوم الجدلية حيث لا يتطلب اثبات احدهما الغاء الاخر مثل “السنة /الشيعة ” لكن يبدو أن الكاتب نظر إلى ذلك بصيغة التقابل و هي تذهب إلى فلسفة الضد التي تفترض فصل العلاقة بينهما كنتاج لعدم الانتباه إلى العلاقة الجدلية.

    ثالثا: الثنائيات المدمرة يمكن النظر اليها في سياق سياسي في سعي كل طرف لتدمير الاخر، وهنا يقودنا الأمر إلى الاقتراب من الواقع لن تلمس مدى ارتباط التجربة السودانية بذلك النموذج حيث يمكن ببساطة النظر اليها في تجربة الاسلاميين السودانيين و السلطة فقد برز بشكل جلي في الصراع السياسي بين مركز السلطة والحركة الشعبية لتحرير السودان آنذاك حينما تم تعميد الأمر بأنه صراع بين مسلمين/وغير مسلمين إلى الدرجة التي تم فيها تديين الحرب السياسية إلى حرب دينية جهادية اسلامية و حدث إقصاء للعلاقة بين الشمال والجنوب بالنظر إليها من ناحية جدلية و ذلك لأن السلطة السياسية و نهجها الايدلوجي ذات علاقة سببية بالثنائيات المدمرة حيث أن الغاء الآخر يمثل احد اجنحة او اذرع الاسلام السياسي الاساس الفلسفي للسلطة الحاكمة و عضم برنامجها ، لنذهب اكثر فعندما بدأت حركات الكفاح المسلح الدارفورية نشاطها لم يكن بالإمكان الاستناد إلى نفس الفلسفة فواصلت ذهنية الثنائيات المدمرة تدفع بالصراع إلى حركات كفاح ثورية مسلحة / مليشيات متحالفة مع السلطة مسلحة

    رابعا: في التنوع السوداني المستند علي خلفيات تاريخية علي سبيل المثال التشكيل الذي استند علي ارث ممالك كونت الدولة الراهنة ، تمثل أساس للنظر إلى العلاقة في جدلية الثنائيات الخلاقة لكون أن المحمولات داخل هذه الشعوب في ثنائيته تشكل طور آخر من التطور يمكن أن يمثل اضافة نوعية للصورة الكلية

    خامسا: استنهاض متقابلات و تشكيلها بدوافع أيديولوجية تحرف مسارها لتقف ثنائيات مدمرة دفعت بها تجربة الاسلاميين السودانيين والسلطة التمكين السياسي / المواطنة ، التوالي /الديمقراطية لكن الآن هنالك متغيرات كثيرة فالثورة السودانية بدأت من نقطة متقدمة سياسيا وفكريا ، بل إن ذات الجيل الذي خطط له لتبني الإسلام السياسي صار اكثر غوصا في الاستناد علي لغة مشتركة من الديمقراطية وحقوق الانسان



    سادسا : ما عرف بـ مسيرة الزحف الاخضر كان حدثا مع احترامنا لحرية التعبير والتجمع مثل من الناحية السياسية استفزازا للشارع السوداني المساند للتغيير مع الاخذ في الاعتبار بل توقيته تزامن جلسة القرار في محاكمة الرئيس الأسبق عمر البشير كما يمكن النظر إلى تطابق المنهج المرتبط بالحدث بمؤتمر حزب المؤتمر الشعبي في فندق قرطبة الخرطوم في السابع والعشرين من ابريل 2019 بعد اسبوعين من تتويج نضالات الشارع السوداني بإسقاط حكم الاسلاميين السودانيين الذي دام ثلاثة عقود ، كلاهما كشفا عن غياب الحصافة السياسية ، سياسيا ايضا فقد كشف أن الإسلاميين لا ينظرون للثنائيات في سياقاتها الجدلية بل المتقابلة وهذا ما كشفته بعض التصريحات التي صدرت من بعض الذين شاركوا من الإسلاميين في المسيرة نشرتها الوسائط الاجتماعية إلى جانب الشعارات التي تخندقت مرة أخرى في محور الإسلام السياسي واستغلال الدين لأغراض سياسية من الناحية النفسية توقيت المسيرة مع جلسة القرار في محاكمة البشير شكلت استفزازا مركبا ولاسيما أن المحاكمة ارتبطت بقضايا اقتصادية و أحد محركات الثورة كان هو استمرار التراجع الاقتصادي الذي تسبب في معاناة واسعة للشعوب السودانية عدا المنتفعين من سياسة التمكين

    سابعا: أحداث إحياء ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة كانت رسالة سياسية كشفت عن الجيل الجديد الذي يمثل عظم ظهر التغيير موقعه هو طرف في الثنائيات الخلاقة ، في البصيرة التي يتمتع بها انعكاس لحالة ذاكرة واعية سياسيا ومعرفيا ، فالشعارات التي صاحت بها الحناجر مثلت تأكيدا الوعي بضرورة التحول والمحافظة علي مكاسب التغيير في اشارة الى قاموسه الإيجابي الذي أقطابه السلمية و المصلحة العامة والحريات ليكون بذلك قد غادر محطات التخندق المرتبطة الثنائيات المتقابلة الى الامام إيجابا و وعيا .

    اخيرا : ليس الامر هنا بصدد البحث عن منطقة وسطى بقدر ما هي النظر إلى العلاقة الجدلية فليست هناك منطقة وسطى في التعصب القبلي سوي اعتماد علاقة المواطنة و الاحتكام الى دستور يعزز من ذلك بالإضافة الى بقية الحقوق كما أن العلاقة بين الإسلام و من يتبنى الدولة المدنية هي علاقة جدلية تستند في محصلة الأمر علي عملية التداول السلمي للسلطة ” الانتخابات” .








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de