|
Re: شغف البدايات...وداعاً (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و هذه المدونة الجزائرية خولة شنوف تتحدث عن شغف البدايات الذي يسبق ألم النهايات:: في رثاء البدايات! 11/12/2017 أخبار من الجزيرة
العثماني أمينا عاما للعدالة والتنمية المغربي البيت الأبيض يأسف لرفض الفلسطينيين لقاء بنس مدن باكستان تستمر بالتظاهر تأييدا للقدس العراق يعدل بيان "النصر" على تنظيم الدولة ويشيد بالبشمركة مظاهرات حاشدة بمدن العالم نصرة للقدس
يُقال أنّ اللّقاء الأولَ عادةً ما يَعْلَقُ بالذاكرة إلى الأبد، بتفاصيلهِ وجزئياته التي تُشبهُ لوحةَ فسيفساء، كلُّ قطعةٍ من تلك اللّوحة يمثلُ أهميةً كبيرةً عندَ صاحبها. فلو جرَّبتَ أن تسألَ أحدهم كيف تعرّفتَ على صديقك أو زوجتك، أو كيفَ كان لقاؤك الأول بزوجك، ستسمعُ إجابةً دقيقة، يبدو فيها الذي أمامكَ، وكأنه يسردُ قصةً حدثتْ معهُ بالأمس، بل إنّه يتخيّلها أمامَ عينيْه كمشهدٍ في فيلمٍ يُعرَض للتوّ، فيسرحُ بالتفاصيل وهو يرويها، يبتسمُ تارةً ويحزنُ تارةً أخرى، معترفًا بانبهارهِ الأول. حزينًا على جمالِ تلك اللّحظة، يتوقُ للعودةِ إليها، علّهُ يُصلِح أو يضيفُ عليها، فتغدو أجملَ ممّا كانتْ عليه. كما وأنَّ نهاية كلّ قصةٍ هي الأخرى تحفُرُ في الذاكرة كثيرًا، تشوّشُ عليه كأزيزِ أقلامِ الرصاص على حائطٍ متعرّج، فتتدحرجُ أمامكَ الدمعةَ تلو الدمعة، لتؤرقك وتصرخَ نادمًا: "ليتني لم أعرفك"!
ويقالُ أيضًا، أنَّ موقفًا سيّئًا واحدًا، كفيلٌ بأنْ ينسِفَ في قلبنا، كلّ مواقفِ ذلكَ الشّخص الإيجابية، وذكرياته الجميلة معنا، فتقلّ مكانتهُ في قائمتنا، ويتضاءلُ قرارُ منحهِ الفرصة الثانية، ونصبحُ وكأنّنا نفتّشُ عن أيّ خطأ جديد، أو موقفٍ سلبيّ. كيْ نشطبَ ذلك الشّخص من حياتنا تمامًا. مَن منّا لم يرغبْ في الاحتفاظِ بالصور الجميلة لأصدقائه، وأقربائه وأحبّائه، مَن منّا لم يحزن عندما خَسِر عزيزًا، لأمرٍ سخيف، أو حادثٍ جَلَل، مَن منّا لم يجلس بينه وبين نفسِه، آخذًا نَفَسًا عميقًا، يتذكر ويتمنّى لو أنّ هذا الأمر لم يحدُث، كي لا يفقدَ مَن يُحب.
مَن منّا لم يَلُم صديقًا، أو عزيزًا قائلا له: "أنتَ تغيّرتَ كثيرًا. ليتكَ لم تفعلها كَمَن سبقوك"، مَن منّا لم يقطعْ عهدًا، على نفسِه بأنْ لا يثِقَ بأحدٍ مرةً أخرى، مهما كانَ هذا الشّخصُ استثناءً، وبأنه سيتعلم من أخطائه السابقة، ولن يُلدغَ من نفس الجُحْر مرتين. مَن منّا لم يشْتكِ منْ صديقٍ أو صديقةٍ تغيّروا، لأنّهم تزوجوا أو حصلوا على منصبِ عملٍ عالٍ، أو مكانةٍ اجتماعية راقية. إنّه سحرُ البدايات الذي يفتننا دائمًا، نأخذُ الانطباعَ الإيجابيَّ الأول، ثمَّ نبني عليهِ كلّ توقعاتنا القادمة، نرفض أن يكون مَن أمامنا سيّئًا للدرجة التي يجرحُنا فيها ويمضي، نجزِم بأنّهم سيبقون كما عهدناهم، ونثقُ بوعودهم بأنّهم مختلفون عن الجميع وبأنّ الزمانَ لن يغيرهم، نتخاطرُ مع أنفسنا بأنّ هذه المرة استثناء، فنخسر الرّهان، ثمّ تنهالُ علينا بعدها الصّدمات، وينقلبُ كلٌّ منّا إلى نائحةٍ يشكو هجرانًا وخذلانًا وخسرانا.
نخافُ على قلوبنا أنْ تتشّققَ بعدَ أنْ سُقِيت طويلًا بِعَذْب الاهتمام، نخافُ على أرواحنا مِن أنْ تتلّظى بنارِ الفراق، نخافُ من التجربة الأولى، نخاف من الصّدمة الأولى مواقع التواصل
نعم، للبدايات ميزتُها الخاصة وعبقُها المُلفِت، وجمالها الأخّاذ، هي ما تتركُه داخلكَ من مشاعر متضاربة، وما ترسمُه في مخيلتك من حُسنِ ظنٍّ ونوايا، هي عناقُك الأول للحقيقة، حدسُك الصادقُ الأول، هي ثقتك الأولى بكلّ مَن خذلك من قامات وقُدوات. إنّها يومك الأول في المدرسة والجامعة، هي الفخّ الأول الذي وقعتَ فيه دون أن تجدَ يدًا تمتدُّ لتسحبك، هي المرة الأولى التي ركبتَ فيها الطائرة، هي اللّقاء الأول، الشّغف الأول، هي المرة الأولى التي صارحكَ فيها مَن تحب بأنّه يحبك، هي المرة الأولى التي واجهتَ فيها مجتمعك بقوةٍ قائلا: "لا"، في وقتٍ كان الجميعُ ينتظرُ منكَ أن تقولَ: "نعم".
هي المقالُ الأول، المظاهرة الأولى، الكتاب الأول، الولد الأول، هي النّجاح المميّز الأول، الجائزة الأولى، وهي أيضًا الفراق الأول والأخير. هي كلّ حَدَثٍ يبدأُ جميلا مدهشًا، ثمَّ يشتعلُ مُخلّفًا داخلكَ آثار أعقابِ سجائر لم تنطفِئ بعد! إنّها باختصار، كالموتِ تأتي بغتة! لذا فإنَّ جميعَنا يحبُّ البدايات، ويخافُ النهايات.
| |
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: شغف البدايات...وداعاً (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
آسف...التعديل الأخير:
شغف البدايات وداعا ...عذاب النهايات مرحباً شغف البدايات؟
آهٍ من شغف البدايات
من يصدق أن تلك الاماني التي باغتتنا فجأة
و أن تلك المشاعر التي تشكلت يوما
دون أن نقطف ثمارها
و أن الصورة التي كانت يوما ما
واعدة بالبِشر و المنى .....
و بهيجة كانت و مبهجة
توشك أن تذوب لتذهب مع الأمنيات الأُخَر...
سريعا كما جاءت
حتى دون كلمة ..وداعاً ***************** و خوفا من أن تتلاشى الصورة الأنيقة
التي اتخذت مكانها الأثير في الحنايا
سأظل محتفظاً بالإطار، و لتذهب الصورة
و ساحتفظ بالإطار فقط... كتذكار
و سأنسحب مودعا شغف البدايات
متأسفاً لأنني كنت دون التوقّعات
فشكرا للنافذة التي أطل منها شخصِك يوما
و التي أسعدتني بضع ساعات قصار
و وداعاً مع أجمل الأمنيات
| |
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: شغف البدايات...وداعاً (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
مقتطف من قصيدة نازك الملائكة(الزائر الذي لم يجيء) ************************************************ وما كنت أعلم أنّك إن غبت خلف السنين
تخلّف ظلّك في كلّ لفظ وفي كلّ معنى وفي كلّ زاوية من رؤاي وفي كلّ محنى وما كنت أعلم أنّك أقوى من الحاضرين
وأنّ مئات من الزائرين
يضيعون في لحظة من حنين
يمدّ ويجزر ....شوقا إلى زائر لم يجيء *** ولو كنت جئت..وكنا جلسنا مع الآخرين ودار الحديث دوائر وانشعب الأصدقاء أما كنت تصبح كالحاضرين وكان المساء يمرّ ونحن نقّلب أعيننا حائرين
ونسأل حتى فراغ الكراسي
عن الغائبين وراء الأماسي
ونصرخ أنّ لنا بينهم زائرا لم يجيء ؟ *** ولو جئت يوما – وما زلت أوثر ألا تجيء - لجفّ عبير الفراغ الملوّن في ذكرياتي وقصّ جناح التخيّل واكتأبت أغنياتي
وأمسكت في راحتيّ حطام رجائي البريء وأدركت أنّي أحبّك حلما
وما دمت قد جئت لحما وعظما
سأحلم بالزائر المستحيل الذي لم يجيء
| |
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|