|
عبدالرحمن الصادق المهدي ما بين فقه الضرورة وفقة التحلل السياسي.
|
من نافلة القول أن هناك أنواع مختلفة من المحاكمات, تختلف باختلاف حدود المسؤولية والمجال. هناك المحاكمات القانونية وتتعلق بالمسؤوليات الجنائية الخ, وهناك المحاكمات السياسية والأخلاقية والتأريخية وغيرها والتي تتم خارج قاعات القانون ومكانها الصحافة والاعلام والاسافير وحتى الناس في ونساتهم وحراكهم الثقافي والسياسي والمجتمعي الخ
من نافلة القول, كذلك, أن الاعتذار فضيلة, والتراجع عن الخطأ محمدة, لا اشك في ذلك. الا أن مجرد الاعتذار لا يجب ما قبله, ولا يتحلل المعتذر عن آثامة (جنائية كانت أم سياسية أم اخلاقية أم غيرها).
بهذا المدخل, وبافتراض خلو صحيفة عبدالرحمن الصادق المهدي من تهم الفساد المستشري في كامل المنظومة التي كان ينتمي اليها, وبتضمين ذلك الاعتذار المبذول في الاسافير ضمن المعطيات, وتقديره قدره الصحيح واثباته كمحمدة وفضيلة.. وبتوفير الكثير من حسن النوايا ان الاعتذار لم يأت وفقا لتكتيك سياسي وضرورة لاستيعاب (الأبن الكبير) في كابينة قيادة حزب الأمة من جديد كحق تأريخي بالميلاد كأحد أبناء (السادة) .. (ما مقابل كلمة سيد عندهم؟) , وهو الأمر الذي يفقد الاعتذار جوهره ولكن .. بكل هذه الافتراضات المجانية والطوعية أقول: هو اعتذار لا يجب ما قبله من مسؤولية اخلاقية وسياسية تمثلت في المشاركة على المستوى القيادي لأسوأ وأقذر نظام للحكم في تأريخ السودان الحديث, نظام ارتكب كل أنواع الفظاعات والجرائم في حق الشعب السوداني. وكان هذا (الأبن الكبير) متربعا على واحدة من قمم القيادة في هذا النظان ويجب محاكمته محاكمة تأريخية وسياسية وأخلاقية على ذلك.
كان (الأبن الكبير) في قيادة الانقاذ والانقاذ تحصد أرواح أكثر من 200 من شباب وشابات الوطن ممن استشهدوا في انتفاضة سبتمبر المجيدة وكان (الأبن الكبير) في قيادة دولة الأنقاذ ومسؤولا عن ملف الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والأنتينوف تلقي بالبراميل المتتفجرة في وجوه الأطفال. وظل (الأبن الكبير) في قيادة دولة الأنقاذ ودولة الانقاذ تحصد في ارواح شهداء ثورة ديسمبر المجيدة (قال الأبن الكبير يان وجد في نفسه حرجا أن يقفز من السفينة الغارقة, وهو قول لا يصدر الا من ذات متضخمة ليس الا ومستغرقة تماما في اوهام بطولتها اذ لا يعقل ان يتساقط ابناء الشعب السوداني قتلى بالرصاص والتعذيب ثم لا تشغلك الا صورتك الذاتية (Self Image)
هناك ثمنا لكل ذلك .. ولابد أن يدفع بالتمام والكمال
(عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 12-10-2019, 06:18 AM)
|
|
|
|
|
|