القضاء والقدر-الابتلاءات الربانية والفتن والمصائب الغاية الربانية والمراد ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 05:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2019, 11:39 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القضاء والقدر-الابتلاءات الربانية والفتن والمصائب الغاية الربانية والمراد ..

    11:39 AM October, 26 2019 سودانيز اون لاين
    علاء سيداحمد-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    لن اغوص فى الموضوع عميقاُ لان ذلك سيحتاج الى زمن كبير
    وهذا ليس متاح الآن انما سأقوم بتسليط الضوء على بعض الجوانب
    التى تحتاج الى ضوء وبيان .

    (عدل بواسطة علاء سيداحمد on 10-29-2019, 05:29 PM)









                  

10-26-2019, 12:26 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    1- الجبرية يقولون : { أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}47 يس {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ}35 النحل
    الجبرية باختصار غير مُخل عقيدتهم تتمثل فى : ان الانسان مجبر على افعاله ولا قدرة له على الاختيار وان الله سبحانه وتعالى اجبر العباد
    على الايمان والكفر - والمصطلح مشتق من الجبر والاكراه على الفعل - ( الملل والنحل الشهرستانى ص 81 )

    2- القدرية يقولون : {لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا }156 آل عمران { لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} 154 آل عمران

    القدرية باختصار يعتقدون : ان الاحداث والافعال تقع بمشيئة البشر لا مشيئة الله وان الله لا يعلم الشئ الا بعد وقوعه وانه سبحانه وتعالى
    لم يخلق افعال العباد ) الفرق والمذاهب ص 521 وفى الملل والنحل ص 25 ( يستحيل ان يكون الله عالماُ بالاشياء قبل كونها )
    اى : قبل ان تكون .

    3- المعتزلة : باختصار : يقولون بأن صفات الله ليست ازلية وان الصفة قول نطلقه على الموصوف وليس معنى ثابت حقيقى وليس لها
    وجود فعلى ويقولون ان من اثبت معنى وصفه قديمة فقد اثبت الهين ) الملل والنحل الشهرستانى ص 57
                  

10-26-2019, 03:24 PM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    بالنسبة المعتزلة

    (يشرح ناجح سهلب موقف المعتزلة من حرية الإرادة الإنسانية بأنهم قالوا بإحداث الإنسان لأفعاله، أي أن الإنسان هو المسؤول عن حصول أفعاله الإرادية، وهو صاحبها والقادر على فعلها، ولما كان الإنسان حراً مختاراً فاعلاً لأفعاله، صار مُكلفاً مسؤولاً عنها، ويستحق عليها الثواب والعقاب، وهذا شرط أساسي لتحقيق العدل الإلهي، لأن الله لا يحاسب أحداً على أفعال لم يُحدثها بإرادته. يقول القاضي المعتزلي عبد الجبار في كتابه "المغني في أبواب التوحيد والعدل": جميع أفعال العباد من تصرفهم، حادثة من جهتهم. ومَن قال إن الله خالقها ومحدثها فقد عظم خطؤه، وذلك لأن هذه الأفعال متعلقة بالإنسان، فلا يصح أن تتعلق بالذات الإلهية، لأنه يستحيل أن يكون فعل واحد مفعولاً لفاعلين، ومقدوراً لقادرين،)

    منقول
                  

10-26-2019, 04:38 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: النصرى أمين)

    Quote: يقول القاضي المعتزلي عبد الجبار في كتابه "المغني في أبواب التوحيد والعدل": جميع أفعال العباد من تصرفهم، حادثة من جهتهم. ومَن قال إن الله خالقها ومحدثها فقد عظم خطؤه، وذلك لأن هذه الأفعال متعلقة بالإنسان، فلا يصح أن تتعلق بالذات الإلهية، لأنه يستحيل أن يكون فعل واحد مفعولاً لفاعلين، ومقدوراً لقادرين،)


    سلام يا النصرى اخوى

    صاحب كتاب المغنى عبدالجبار آية واحدة فى كتاب الله تنسف فكرته :
    قال تعالى { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } 96 الصافات بمعنى ان اعمال الخلق كلها خلقها الله سبحانه وتعالى ,
    وهى متعلقة بالاقدار فى حيّز الخلق فى الارض وذلك سنام التكليف .

    سنتحدث عن ذلك بالتفصيل ان شاء الله فى حينه .

    وايضا سنرجع للمقتبس ادناه :

    Quote: يشرح ناجح سهلب موقف المعتزلة من حرية الإرادة الإنسانية بأنهم قالوا بإحداث الإنسان لأفعاله، أي أن الإنسان هو المسؤول عن حصول أفعاله الإرادية، وهو صاحبها والقادر على فعلها، ولما كان الإنسان حراً مختاراً فاعلاً لأفعاله، صار مُكلفاً مسؤولاً عنها، ويستحق عليها الثواب والعقاب، وهذا شرط أساسي لتحقيق العدل الإلهي
                  

10-26-2019, 05:26 PM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    اهلا علاء

    Quote: صاحب كتاب المغنى عبدالجبار آية واحدة فى كتاب الله تنسف فكرته :
    قال تعالى { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } 96 الصافات بمعنى ان اعمال الخلق كلها خلقها الله سبحانه وتعالى ,

    الله خلق القدرة عند الانسان على العمل ؛ اذا الله خلق اعمال العباد ! اين الحكمة فى محاسبتهم
                  

10-26-2019, 06:24 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: النصرى أمين)

    طبعا الجمهوريون ومحمود محمد طه يؤمنون بالجبرية
    إلى ان يصل الفرد منهم لمرتبة الانسان الكامل بالاصالة وليس بالتقليد
    يومها يكن حرا في ارادته لأن ارادته هي ارادة الله


    اما انا فقد وجدتُ الاجابة على هذا السؤال منذ ثلاث عقود واطمأن قلبي له
    وسأدلي به بعد ان يكتمل طرحك
                  

10-26-2019, 06:25 PM

Ahmed Yassin
<aAhmed Yassin
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 5507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Ali Alkanzi)

    اصلا الاساس في اي ديانة
    افعل ... ولا تفعل
                  

10-26-2019, 06:37 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Ahmed Yassin)

    الاخ الاستاذ احمد
    الاختلاف بين الناس إلى يومنا هذا
    هل:
    Quote: الاساس في اي ديانة
    افعل ... ولا تفعل


    هل هي بمشيئة الاله ام العبد المخلوق؟
    هذا ما حير عباقرة الاديان وفلاستفهم وقادتهم الروحيين
                  

10-26-2019, 07:03 PM

Ahmed Yassin
<aAhmed Yassin
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 5507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Ali Alkanzi)

    اخي الشيخ علي الكنزي
    Quote: هل هي بمشيئة الاله ام العبد المخلوق؟

    القضاء هو في كتاب الخالق وفي علمه الازلي....
    القدر هو جزيئات تفسير ذلك القضاء
                  

10-26-2019, 07:11 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Ahmed Yassin)

    الاعزاء على الكنزى واحمد ياسين اسمحوا لى ارد على الاخ النصرى امين قبل مواصلة طرح فكرة البوست .
                  

10-26-2019, 07:18 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote:
    الله خلق القدرة عند الانسان على العمل ؛ اذا الله خلق اعمال العباد ! اين الحكمة فى محاسبتهم


    اخى النصر امين

    الله خلق اعمال العباد هذا حق خيرها وشرها . لكن !؟


    الحكمة فى محاسبة الله لهم :

    الحكمة تتمثل فى انّ الانسان يختار ما يشاء من تلك الاعمال ويكون الحساب على ذلك
    بالحسنات والسيئات ( ان فعل خيراُ يُكتب له حسنة وان فعل شراُ يكتب لك سيئة )
                  

10-26-2019, 07:26 PM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    اهلا علاء
    Quote: لحكمة تتمثل فى انّ الانسان يختار ما يشاء من تلك الاعمال ويكون الحساب على ذلك


    ماذا تقصد بكلمة (يختار) ؟
    هل لديه حرية الاختيار؟
                  

10-26-2019, 09:12 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    اعمال العباد ( شرها وحسنها ) من السنن الربانية التى وضعها الله فى الكون
    بأسباب ومسببات وقضاء وقدر وهى لا تتبدل ولا تتغير والانسان يختار من تلك
    الاعمال مايريد ويحاسب عليه .

    والمولى سبحانه وتعالى وهو المتصف بصفات الكمال والمنزه عن كل نقص
    وهو الكمال فى العدل والمنزه عن الظلم .. ولحاجة فى عمارة الارض كان خلق آدم و التكليف بالعبادة

    ومحاسبة العباد على اعمالهم بالثواب والعقاب . قال تعالى ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) 49 القمر
    {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} 33 محمد {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} 39-40 النجم
    {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} 105 التوبة {وما ألتناهم من عملهم من شيء}21 الطور

    الله - الاله - الرحمن الرحيم - الــــرب

    الربوبية والالوهية :

    - الالوهية هي : افراد العبــادة للــه تعالي

    - الربوبية هى : افراد الله تعالي بالخلق والملك

    - الله : فى معاجم اللغة العربية { الله : علم على الذَّات العليَّة الواجبة الوجود ، الجامعة لصفات الألوهيّة ، ولذا لا يجوز أن يتسمَّى به أحد ،
    وسائر الأسماء قد يتسمَّى بها غيرُه ، وهو أوّل أسمائه سبحانه وأعظمها } معاجم اللغة العربية
    ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ) 54 الروم ( إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) 98 طه
    - اله : فى معاجم اللغة العربية { الإله: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المعبود بحقّ "{قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ}".}.
    ( فالهكم اله واحد ) 34 الحج ( انما الهكم اله واحد ) 108 الانبياء - عن اهل الكتاب ( والهنا والهكم واحد ) 46 العنكبوت
    - الرحمن الرحيم : فى معاجم اللغة العربية { الرحمن: هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، أي: إن رحمته
    عامة تشمل المؤمن والكافر في الدنيا، وخاصة بالمؤمنين فقط في الآخرة .
    الرحـــيم : هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، كما في قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}43 الأحزاب فخص برحمته عباده المؤمنين.
    ( والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ) 163 البقرة ( قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ) 110 اسراء
    { إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا
    فى السماوات : الملائكة بقيادة جبريل عليه السلام والارض : الانس والجن

    الالــــه العظيم واحـــــــــــــد لاشريك له وله الاسماء الحسنى فأسمائه الحسنى : فى سياق الالوهية
    مع خلقة فى السماوات والارض .
    وفى سياق الربوبية : سبحانه فى عليائه حيث الوجود السرمدى اللامتناهى للاله العظيم :

    {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ -يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }49-50 النحل







                  

10-26-2019, 07:41 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    الأخ علاء سيد أحمد
    والمتداخلون الأكارم
    تحية طيبة

    أود أن أساهم بفقرات من كتب الأستاذ محمود حول الموضوع المطروح:

    إن العالم الطبيعي الكبير، أينشتين، يقف عاجزا، حائرا، على عتبة معضلة الجبـر، والاختيار، ويقول، فيما يحدثنا الدكتور أحمد زكي: ((إن ديني هو إعجابي، في تواضع، بتلك الروح السامية التي لا حد لها، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة، القليلة، التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة، العاجزة، وهو إيماني العاطفي، العميق، بوجود قدرة عاقلة، مهيمنة، تتراءى حيثما نظرنا، في هذا الكون المعجز للأفهام.. إن هـذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله)) ونحـن، بعلمنا التجريبي الروحـي، نبدأ من حيث انتهى هذا العالم الجليل بعلمه التجريبي المادي، ومع إنه واضح أن أينشتين قد قرر الجبر، وذلك بقوله: ((وهو إيماني العاطفي، العميق، بوجود قدرة عاقلة، مهيمنة، تتراءى حيثما نظرنا، في هذا الكون المعجز للأفهام))، إلا أنـه واضـح أيضا أنـه يتـسـاءل تسـاؤلا صامتا: ما هي هـذه القدرة العاقلة المهيمنة؟؟ وما مدى هيمنتها؟؟ ونعتـقـد أن الإجابة على هذين السؤالين هي الإجابة على مسألة الجبر والاختيار، وبها ترد مظاهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد، كما ردت من قبل مظاهر الكون المادي إلى أصل واحد..

    من كتاب "الإسلام"
                  

10-26-2019, 07:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    الجبر والاختيار

    ومسألة الجبر والاختيار ، أو التسيير والتخيير ، تمثل جماع العلاقة بين الفرد والكون ، وهي مشكلة أعيت دقائقها الفكر البشري في جميع عصوره ، وقد أنى لها أن تبرز من جديد ، وأن تستحوذ على كل اهتمام المفكرين ، ذلك بأن ضرورة فهمها ، فهما دقيقا ، لا تجئ من قبيل الترف الذهني ، كما قد يتبادر إلى بعض العقول ، ولا هي مسألة لا تعنينا في أمر معيشتنا اليومية ، أثناء الكسب والصرف ، كما قد يتبادر إلى بعض العقول الأخرى ، وإنما ضرورة فهمها تجئ من الحاجة إلى المنهاج العملي لتحقيق الحريـة الفرديـة المطلقة ، والحرية الفردية المطلقة هي منـذ اليـوم المركز الذي منـه تتفـرع ، وتشـع الحرية الجماعيـة ، بجميع صورها ، وفي كافـة مستوياتهـا ، تدخل في ذلك معيشتنا اليومية ، أثناء الكسب وأثناء الصرف .
    والسؤال المزمن هو ، هل الإنسان مسير إلى مصير مبرم ؟ أم هل هو مفوض إليه ليختار في أمر مستأنف ؟
    لقد قـرر المعصوم في هـذا تقريرا فيـه لحاجـة المؤمن غناء ، كل الغناء ، وذلك حين قال : (( من آمن فقد آمن بقضاء وقدر ، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف )) ولما قال بعض الأصحاب (( ففيم التعب إذن يا رسول الله؟ )) قال (( أعملوا فكل ميسر لما خلق له ! )) فانصرف الأصحاب لعملهم ، واعتصموا بإيمانهم ، فعصمهم ووسعهم . (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم ، تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم )) .
    فحاجة المؤمن مكفية بالإيمان نفسه ، ولكن حاجة المسلم هي التي تحتاج إلى مزيد من العلم يدخل بها مداخل اليقين ، ويحرز لها طمأنينة القلب . ألم تر إلى إبراهيم الخليل (( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال أولم تؤمن ؟ قال بلى ! ولكن ليطمئن قلبي ! قال فخذ أربعة من الطير ، فصرهن اليك ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ، ثم ادعهن ، يأتينك سعيا ، واعلم أن الله عزيز حكيم . ))
    ولقد خلف من بعد الأصحاب ، خلف لم يسعهم في هذا الأمر ما وسع الأصحاب ، فبدا لبعضهم ، وهم أصحاب الرأي ، أن التسيير المطلق مع العقاب على الخطيئة يشبه قول من قال :
    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
    وهذا ظلم ، ولما كان الله تبارك وتعالى منزها عن الظلم ، ولما كان العقاب على الخطيئة ثابتا ، في الشريعة وفي الدين ، فلم يبق إلا أن يكون الإنسان متمتعا بشئ من الاختيار ، به يستحق العقاب ، حين يخطئ ، ويستأهل الثواب ، حين يصيب . وكذلك اعتقدوا ، فتورطـوا في الشرك من حيـث أرادوا التنزيه .. ومد لهؤلاء في غيهم أمران : أولهما أن البداهة ، وظاهر الأمر ، توحي بأن للإنسان اختيارا يبدو في حركاته الاختيارية ، فهو يستطيع أن يمشي ، إن شاء ، أو أن يجلس ، أو أن يقف ، هذا إلى جملة حركات أخرى ، وسكنات ، كلها تقع تحت اختياره وإرادته . وثانيهما أن ظواهر القرآن تقر الإنسان على ما أعطته إياه هذه البداهة المعاشة .
    وهناك أصحابنا الصوفيـة ، وهـم ، في عمـومهم ، قـد حاولوا أن يكتفـوا ، من هـذا الأمـر ، بما اكتفى به الأصحاب ، ولكـن حكم الوقت ، وإلحاح الفـرق الأخرى ، قد اضطـر بعضهم أن يقـرر أن الإنسان مسير ، في كل صغيـرة وكبيـرة من أمـوره ، وانه مـع ذلك ، معاقـب بالإساءة ، مجـازى بالإحسان . وليس الله ، في كل أولئـك ، بظالم ، لأنـه لم يتصـرف في ملك غيـره . واضطر البعـض الآخر أن يقـرر التسيير المطلق مع العقوبة ، ثم خرج عن مسألة الظلم هذه بقول الله تعالى ، (( لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون . ))
    وأجمع كبار عارفيهم على أن التوفيق بين التسيير المطلق ، وهو أمر يوجبه التوحيد ، والعقاب ، والعدل الإلهي ، إنما يلتمس في حكمة العقاب . وذهبوا في البيان مذاهب كانت وافية بحاجة عصرهم ، والعصور التي تلته إلى يومنا هذا ، ولكننا ما نرى أنها تكفي حاجة الفكر الحديث ، منذ اليوم .

    القرآن والجبر والإختيار

    ولقد بنى أصحاب الرأي رأيهم على القرآن ، وساقوا منه آيات بينات للتدليل على صدقهم ، ولقد بنى الصوفية ، وهم يقفون من أصحاب الرأي موقف النقيض من النقيض ، مذهبهم على القرآن أيضا ، وساقوا منه آيات بينات للتدليل على صدقهم . ولقد ورطت هذه الظاهرة الغريبة كثيرا من المستشرقين ، ممن عنوا بدراسة القرآن ، في خطأ جسيم ، فظنوا أن بعض القرآن يناقض بعضا ، وأسرفوا في ذلك على أنفسهم ، وعلى مواطنيهم ، والحق ، في هذا الأمر ، أن للقرآن ظاهرا وباطنا ، فظاهره عني بظواهر الأشياء ، وباطنه قام على الحقائق المركوزة وراء الظواهر ، ثم اتخذ ، في نهجه التعليمي ، الظواهر مجازا يعبر منها العارف إلى البواطن ، وهو في ذلك يقول (( سنريهم آياتنا ، في الآفاق ، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ )) والظـواهر هنا آيات الآفاق ، والبواطن آيات النفوس . وأبواب العقل على آيات الآفاق هي الحواس ، والحواس قد جاءت كلها مثاني ، من يمين وشمال ، على تفاوت في القوة بينهما ، فينتج عن هذا أن ما تؤديه العين اليمنى ، إلى العقل ، من الشئ المرئي ، يختلف عما تؤديه العين اليسرى منه إليه . وليست صحة الأمر بينهما . وهذا يعني أن تجري غربلة في العقل ، بها يتخلص مما يسمى خداع الحواس ، ويخلص إلى الأمر على ما هو عليه في الحق .
    وكثير من العقول الساذجة لا تملك القدرة على الإنعتاق من أسر الحواس ، والعقول ، على إطلاقها ، شديدة الاعتماد على معطيات الحواس ، ولما كان القرآن كتاب عقيدة ، وشريعة ، وحقيقة ، ولما لم تكن إلى حقيقته من سبيل إلا عن طريق عقيدته ، فشريعته ، ولما لم يكن من مصلحة العقيدة أن تصادم دعوتها ما تعطيه البداهة المشاهدة بالعين ، فإنه جاءنا بظاهر يجاري الوهم الذي أعطتنا إياه الحواس عن عالم الظاهر ، وبباطن يرتكز على الحق الصراح . وهـو ، بمجاراتنا في وهمنا ، إنما أراد أن يدفع عنا المشقة ، حيث لم يكن موجب للمشقة ، ريثما ينقلنا ، على مكث ، إلى الحق . ولنسق على ذلك مثلين : مثلا في مستوى مجاراة وهم الحواس ، وهو وهم غليظ ، ومثلا في مجاراة وهم العقل ، وهو وهم دقيق : فأما المثل الأول ، فإن القرآن عندما جاء يدعو إلى العقيدة قوما يرون بأعينهم أن الأرض مسطحة ، لم يشأ أن يجمع عليهم ، إلى مشقة الدعوة إلى عقيدة في الإله جديدة ، مشقة الدعوة إلى فكرة جديدة، عن الأرض ، تناقض البديهة المرئية بالعين ، فجاء في سياقه بآيات عن الأرض لم تزعج المدعوين عما ألفوا من أمرها ، فقال (( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون )) وقال (( ألم نجعل الأرض مهادا * والجبال أوتادا؟ )) وقال (( والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها )) وقال (( والأرض مددناها ، وألقينا فيها رواسي ، وأنبتنا فيها من كل شئ موزون )) ، فإذا دخلوا في العقيدة ، وعملوا بالشريعة ، تبين لهم أن الأرض ليست مسطحة إلا فيما ترى العين ، وليس إلى الحقيقة من سبيل إذا أسقطنا ما تـرى العين ، كل الإسقاط ، من حسابنا ، كما أنه ليـس إلى الحقيقـة وصـول إذا ظللنا أسـرى أوهـام الحواس ، وإنما الـرشد أن نجعـل ما ترى الأبصار مجـازا إلى ما تـرى العقـول ، وما ترى العقـول مجازا إلى ما تـرى القلـوب ، وهو الحـق ، ثم هو الحقيقـة ، في الفينة بعد الفينة .
    والمثل الذي يجاري وهم العقل تعطيه هاتان الآيتان ، (( لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) فإن السالك المجود ، وهو في أول الطريق ، إذا قرأهما فهم من أولاهما أن له مشيئة مستقلة تملك أن تستقيم ، كما تملك أن تلتوي ، ولم يفهم من ثانيتهما إلا ما تعطيه اللغة ، فيجتهد في سبيل الاستقامة في تشمير وجد . حتى إذا نضجت تجربته بالمجاهدة ، ومصابرة النفس ، علم يقينا أنه لا يملك مع الله مشيئة ، وأصبح الخطاب في حقه ، ساعتئذ ، قوله تعالى (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) ويعرف أن قوله تعالى(( لمن شاء منكم أن يستقيم )) قد أصبح في حقه منسوخا ، بعد أن تخلص من وهم عقله . هذا مع الفهم الأكيد للحكمة التي من أجلها جاءت هذه الآية الكريمة .
    فالقرآن ساق معانيه مثاني .. معنى قريبا في مستوى الظاهر ، ومعنى بعيدا في دقائق الباطن ، ولكن أصحاب الرأي لم يفطنوا إلى ذلك ، فجعلوا الآيات التي تجاري أوهام الحواس ، والتي تجاري أوهام العقول ، سندهم ، وبنوا عليها علمهم ، فضلوا كثيرا وأضلوا .
    وأما الصوفية فقد تفطنوا إلى ذلك ، وعلموا أن أوهام الحواس ، وأوهام العقول ، يجب التخلص منها بأساليب العبادة المجودة ، التي تبلغ بهم منازل اليقين المحجبة بحجب الظلمات ، وحجب الأنوار .


    ـــــــــــــ
    من كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام"
                  

10-26-2019, 10:16 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: ماذا تقصد بكلمة (يختار) ؟
    هل لديه حرية الاختيار؟


    طبعاُ يا النصرى وهذا هو محور الحساب يوم القيامة ,, الانسان لو ما عندو حرية اختيار على اى اساس يحاسبه الله ؟؟
    والدليل على انّ الانسان حر فى اختيار اعماله

    - فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ - 29 الكهف
    -أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ 33 محمد
    -وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى 39-40 النجم
    -وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ 105 التوبة
    -وما ألتناهم من عملهم من شيء 21 الطور

    قال تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } الأحزاب72
    وهل يُعقل ان يُحمّل الله تعالى امانة التكليف لعباد مجبرين و غير احرار ثم يجازيهم على اعمالهم !؟


                  

10-26-2019, 10:18 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote:
    اما انا فقد وجدتُ الاجابة على هذا السؤال منذ ثلاث عقود واطمأن قلبي له
    وسأدلي به بعد ان يكتمل طرحك


    تحياتى اخوى الكنزى

    فى انتظارك
                  

10-26-2019, 10:38 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: اصلا الاساس في اي ديانة
    افعل ... ولا تفعل


    تحياتى اخوى احمد ياسين

    بالظبط كدا يا احمد ( افعل ولا تفعل هى : احـكـام التـكـاليف )
    وهى ليست مقيدة للحرية فى الاختيار بين البدائل .
                  

10-26-2019, 10:59 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: ولما كان الله تبارك وتعالى منزها عن الظلم ، ولما كان العقاب على الخطيئة ثابتا ، في الشريعة وفي الدين ، فلم يبق إلا أن يكون الإنسان متمتعا بشئ من الاختيار ، به يستحق العقاب ، حين يخطئ ، ويستأهل الثواب ، حين يصيب .


    تحياتى اخوى د.ياسر الشريف

    المقتبس اعلاه هو راى الاستاذ محمود محمد طه فى مسألة حرية الاختيار
                  

10-27-2019, 08:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    تحية طيبة يا أخي علاء سيد أحمد
    لم أفهم هل عبارتك هذه سؤال أم تقرير!
    Quote: تحياتى اخوى د.ياسر الشريف

    المقتبس اعلاه هو راى الاستاذ محمود محمد طه فى مسألة حرية الاختيار


    ولكن دعني أضع لك النص كاملا حتى يتضح لك أن الأستاذ محمود إنما ينقل قول أصحاب الرأي في هذا المقتبس.

    Quote: ولقد خلف من بعد الأصحاب ، خلف لم يسعهم في هذا الأمر ما وسع الأصحاب ، فبدا لبعضهم ، وهم أصحاب الرأي ، أن التسيير المطلق مع العقاب على الخطيئة يشبه قول من قال :
    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
    وهذا ظلم ، ولما كان الله تبارك وتعالى منزها عن الظلم ، ولما كان العقاب على الخطيئة ثابتا ، في الشريعة وفي الدين ، فلم يبق إلا أن يكون الإنسان متمتعا بشئ من الاختيار ، به يستحق العقاب ، حين يخطئ ، ويستأهل الثواب ، حين يصيب . وكذلك اعتقدوا ، فتورطـوا في الشرك من حيـث أرادوا التنزيه .. ومد لهؤلاء في غيهم أمران : أولهما أن البداهة ، وظاهر الأمر ، توحي بأن للإنسان اختيارا يبدو في حركاته الاختيارية ، فهو يستطيع أن يمشي ، إن شاء ، أو أن يجلس ، أو أن يقف ، هذا إلى جملة حركات أخرى ، وسكنات ، كلها تقع تحت اختياره وإرادته . وثانيهما أن ظواهر القرآن تقر الإنسان على ما أعطته إياه هذه البداهة المعاشة .

                  

10-27-2019, 10:28 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: تحية طيبة يا أخي علاء سيد أحمد
    لم أفهم هل عبارتك هذه سؤال أم تقرير!


    مرحبا اخوى ياسر الشريف

    بل هو تقرير .. وهو راى الاستاذ محمود فى المسألة بدليل انه قال قبل ايراد النقطة المقتبسه :

    {.... فبدا لبعضهم ، وهم أصحاب الرأي ، أن التسيير المطلق مع العقاب على الخطيئة يشبه قول من قال :
    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ..... وهذا ظلم ،} اهـ

    وأصحاب الرأى الوارد ذكرهم اعلاه هم ( الجــبرية )

    Quote: { ولما كان الله تبارك وتعالى منزها عن الظلم ، ولما كان العقاب على الخطيئة ثابتا ، في الشريعة وفي الدين ، فلم يبق إلا أن يكون الإنسان متمتعا بشئ من الاختيار ، به يستحق العقاب ، حين يخطئ ، ويستأهل الثواب ، حين يصيب . } اهـ

                  

10-27-2019, 11:04 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    تسلم يا عزيزي علاء
    Quote: بل هو تقرير .. وهو راى الاستاذ محمود فى المسألة بدليل انه قال قبل ايراد النقطة المقتبسه :

    {.... فبدا لبعضهم ، وهم أصحاب الرأي ، أن التسيير المطلق مع العقاب على الخطيئة يشبه قول من قال :
    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ..... وهذا ظلم ،} اهـ

    وأصحاب الرأى الوارد ذكرهم اعلاه هم ( الجــبرية )

    أصحاب الرأي الذين تحدث عنهم الأستاذ محمود هم الذين يقولون بالتخيير. وذلك لأن القول بالتسيير المطلق يتناقض مع مبدأ العقاب لأن المسير يجب ألا يعاقب، فمن يقول بالعقاب يشبه من يلقي أحدا في الماء ثم يطلب منه ألا يبتل بالماء. وأضاف الأستاذ محمود ناقلا عن أصحاب الرأي:
    Quote: ((وهذا ظلم ، ولما كان الله تبارك وتعالى منزها عن الظلم ، ولما كان العقاب على الخطيئة ثابتا ، في الشريعة وفي الدين ، فلم يبق إلا أن يكون الإنسان متمتعا بشئ من الاختيار ، به يستحق العقاب ، حين يخطئ ، ويستأهل الثواب ، حين يصيب . وكذلك اعتقدوا ، فتورطـوا في الشرك من حيـث أرادوا التنزيه ..))
                  

10-27-2019, 11:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    الأستاذ محمود يقول بالتسيير ويذكر الحكمة من العقاب والعذاب وهي التعليم والتطور المستمر. خاصة توضيح أن العذاب ليس سرمديا كما يفهم كثير من المسلمين.
                  

10-27-2019, 11:57 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: الأستاذ محمود يقول بالتسيير ويذكر الحكمة من العقاب والعذاب وهي التعليم والتطور المستمر. خاصة توضيح أن العذاب ليس سرمديا كما يفهم كثير من المسلمين.


    ياريت يا ياسر لو اقتبست هنا قول محمود بالتسيير .
                  

10-27-2019, 12:59 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    سلام يا علاء
    Quote: ياريت يا ياسر لو اقتبست هنا قول محمود بالتسيير .

    قول الأستاذ محمود بالتسيير استهله بأن ذكر الحديث النبوي في هذا النص:
    Quote: والسؤال المزمن هو ، هل الإنسان مسير إلى مصير مبرم ؟ أم هل هو مفوض إليه ليختار في أمر مستأنف ؟
    لقد قـرر المعصوم في هـذا تقريرا فيـه لحاجـة المؤمن غناء ، كل الغناء ، وذلك حين قال : (( من آمن فقد آمن بقضاء وقدر ، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف )) ولما قال بعض الأصحاب (( ففيم التعب إذن يا رسول الله؟ )) قال (( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ! )) فانصرف الأصحاب لعملهم ، واعتصموا بإيمانهم ، فعصمهم ووسعهم . (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم ، تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم )) .


    ثم شفعه بموقف الصوفية:
    Quote: وهناك أصحابنا الصوفيـة ، وهـم ، في عمـومهم ، قـد حاولوا أن يكتفـوا ، من هـذا الأمـر ، بما اكتفى به الأصحاب ، ولكـن حكم الوقت ، وإلحاح الفـرق الأخرى ، قد اضطـر بعضهم أن يقـرر أن الإنسان مسير ، في كل صغيـرة وكبيـرة من أمـوره ، وانه مـع ذلك ، معاقـب بالإساءة ، مجـازى بالإحسان . وليس الله ، في كل أولئـك ، بظالم ، لأنـه لم يتصـرف في ملك غيـره . واضطر البعـض الآخر أن يقـرر التسيير المطلق مع العقوبة ، ثم خرج عن مسألة الظلم هذه بقول الله تعالى ، (( لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون . ))
    وأجمع كبار عارفيهم على أن التوفيق بين التسيير المطلق ، وهو أمر يوجبه التوحيد ، والعقاب ، والعدل الإلهي ، إنما يلتمس في حكمة العقاب . وذهبوا في البيان مذاهب كانت وافية بحاجة عصرهم ، والعصور التي تلته إلى يومنا هذا ، ولكننا ما نرى أنها تكفي حاجة الفكر الحديث ، منذ اليوم .

    والآن إليك هذه الفقرات من كتاب "الإسلام" التي توضح قول الأستاذ بالتسيير وشرحه له بعبارة "سيّر الله تعالى البشر بإرادة الحياة، وإرادة الحرية معا":
    Quote: ما هي الإرادة البشرية؟

    ويمكن القول إذن، بأن موضوع العلم التجريبي الروحي هو الإرادة البشرية.. فما هي هذه الإرادة البشرية؟؟ سنرجئ الإجابة على هذا السؤال إلى وقت قريب، ونعالج في إيجاز الإجابة على تساؤل العالم الكبير أينشتين، - ما هي هذه القدرة العاقلة المهيمنة، وما مدى هيمنتها؟ فأما السؤال الأول فإن القرآن يخبرنا بأنها ذات الله ((أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتـفيـؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله، وهـم داخرون؟؟))
    وأما السؤال الثاني فإن القرآن يجيبنا عليه ((إني توكلت على الله، ربي وربكم، ما من دابة إلا هـو آخـذ بناصيتـها، إن ربي على سـراط مستقيم)) وهكـذا فإن هيمنتـه تعالى على الوجـود هيمنة تامـة، لا يخـرج عنـها صغيـر، ولا كبيـر، من الخلائـق، في دقيـق، ولا جليل، من حركاته، وسكونه..

    إرادة الحياة دون إرادة الحرية

    ولكن الله تعالى سير الجمادات، والغازات، والسوائل، تسييرا قاهرا ومباشرا، ثم خلق الحياة في مراتب النبات، والحيوان، فسيرها ((بإرادة الحياة))، وهي إرادة تعمل بدوافـع البقاء للاحتفاظ بالحياة.. وقانونها اجتلاب اللـذة، ودفـع الألم، وأصبح تسيير الله تعالى للمخلوقات في هذا المستوى من وراء حجاب ((إرادة الحياة)) التي تتمتع بما يسمى الحركة التلقائية، لأن دوافع حركتها، وقوى حركتها مودعة فيـها.. ثـم لما ارتـقى الله تعـالى بالحيـاة إلى مرتبـة الإنسان زاد عنصـر جديـد على ((إرادة الحياة))، هذا العنصر هو ((إرادة الحرية))، وهـو عنصر يختلف عن إرادة الحياة اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع.. ثم سيّر الله تعالى البشر بإرادة الحياة، وإرادة الحرية معا، وأصبح بذلك تسييره إيانا غير مباشر، وتدخله في أمرنا، هـو من اللطف والدقة، بحيث تورطنا في الوهم الأكبـر، وذلك باعتقادنا أننا نملك إرادة حرة، مستقلة بالترك أو العمل.. وإليكم آية هي آية في الدلالة على لطف تدخل إرادة الله في توجيه إرادتنا: ((إذ يريكهم الله في منامك قليلا، ولو أراكهم كثيرا لفشلتم، ولتنازعتم في الأمر، ولكن الله سلم، إنه عليم بذات الصدور * وإذ يريكموهم، إذ التقيتم، في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور)) فانظروا إلى هذا اللطف اللطيف من جانب الإرادة الإلهية القديمة، إذ تتدخل في تسيير الإرادة البشرية المحدثة!!

    الإرادة البشرية هي إرادة الحرية

    فالنبي يرى أعداءه في منامه قليلين، فيصمم على مقاتلتهم، ولو رآهم غير ذلك ما قاتلهم، ثم، عند اللقاء، يرى فريق المؤمنين فريق المشركين قليلا، فيصمموا على قتالهم، ويرى فريق المشركين فريق المؤمنين قليلا، فيصمموا، بـدورهم، على قتالهم.. والله هو الذي يُري النبي أعداءه، في منامه، قليلا، والله هو الذي يري كل فريق من الفريقين أعداءه قليلا، ليقضي الله أمرا كان مفعولا.. كل ذلك من غير أن تنزعج الإرادة البشرية، ومن غير أن تشعر بتدخل خارجي في أمر من أمورها، فالإرادة البشرية هي ((إرادة الحرية)) هذه، وبها تميز الإنسان عن الحيوان، وهي الإرادة التي بممارستها عصى آدم ربه، إذ نهاه عن أكل الشجرة، فقال الله تعالى فيه ((فأكلا منها، فبدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وعصى آدم ربه فغوى)) وقال تعالى عنه محذرا رسوله من استعمال هـذه الإرادة الخادعة، استعمالا مخدوعا، كما اتفق لأبيه من قبل، ((فتعالى الله الملك الحق، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه، وقل رب زدني علما * ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي، ولم نجد له عزما..)) بدأ الآية بقوله ((فتعالى الله الملك الحق))، تذكيرا بأن الله متفرد بالإرادة الكاملة، وأن الإرادة البشرية يجب أن تذعن لإرادته، وتنقاد، عن استسلام، وعن رضا، فلا تعجل أمرا قبل أن يجيء وقته، لأن ((الله لا يعجل بعجلة أحدكم)) كما قال المعصوم.. والإرادة البشرية، أو ((إرادة الحرية))، قبس من الله العظيم، وإليها الإشارة بقوله تعالى ((إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين، فإذا سويته، ونفخت فيه من روحي، فقعوا له ساجدين)) فكلمة ((سويته)) إشارة إلى ((إرادة الحياة)) وعبارة ((ونفخت فيه من روحي)) إشارة إلى ((إرادة الحرية))..
                  

10-27-2019, 01:22 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    المشيـئـة في القرآن الكريـــــــــــــــــــــــم : " من بعض كتاباتى القديمة فى بعض المواقع الاسفيرية "

    اولاُ قبل الخوض فى المشيئة سأقوم بشرح آية يعتبرها الجبرية دليلاُ على انّ العبد ليست له مشيئة وقدرة على
    الاختيار .
    قال تعالى { لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ - وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } 28-29 التكوير

    بدءاُ يجب الاتفاق على انّ كل الاعمال والافعال مخلوقه لله سبحانه وتعالى ( والله خلقكم وماتعملون )

    شرحاُ لهذه الايات الكريمة يقول الطبرسى ت/548 هـ فى تفسيره "مجمع البيان فى تفسير القرآن" :

    Quote: لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاءون الا ان يشاء الله ,
    ذكر الطبرسى اقوال عديدة :
    منها { أنه خطاب الى الكفار والمراد لاتشاؤون الاسلام الا ان يشاء الله ان يجبركم عليه ويلجئكم اليه ولكنه لايفعل لانه يريد منكم ان تؤمنوا اختياراُ لتستحقوا الثواب ولا يريد أن يحملكم عليه .. عن ابى مسلم .


    ابن الجوزى ت / 597 هـ ذكر فى تفسيره بأن القول فى انّ الآية المذكوره اعلاه ناسخة لبعض آيات القرآن الكريم ليس صحيحاُ .

    Quote: فصل

    وقد زعم بعض ناقلي التفسير أن قوله تعالى {لمن شاء منكم أن يستقيم} وقوله تعالى في [عبس: 12] { فمن شاء ذكره } وقوله تعالى في سورة [الإنسان: 29] وفي سورة [المزمل: 18] { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا } كله منسوخ بقوله تعالى {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} ولا أرى هذا القول صحيحاً، لأنه لو جاز وقوع مشيئتهم مع عدم مشيئته توجَّه النسخ. فأما إذ أخبر أن مشيئتهم لا تقع إلا بعد مشيئته، فليس للنسخ وجه.


    اذا قلت بأن الله سبحانه وتعالى قهرك على فعل شئ قمت به مثلا : اداء الفرائض فى جوانب الخير او الكفر مثلا فى جوانب الشر
    تكون قد سلبت من المولى سبحانه وتعالى صفة العدل وجعلته ظالما والعياذ بالله .
                  

10-27-2019, 01:38 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: وأصبح بذلك تسييره إيانا غير مباشر


    ياسر اخوى : ليس فى المقتبس اعلاه ما يدل على التسيير المباشر والقهر على الفعل .
                  

10-27-2019, 01:50 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    المشيئة في القرآن نوعان :-

    1) مشيئة من الله في الجوانب الجبرية الامثلة :-
    (انك لاتهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاءوهو اعلم بالمهتدين)56القصص
    2(ولو شاء ربك مافعلوه فذرهم ومايفترون ) 137 الانعام
    3(ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها) 13 السجدة
    4(ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا)
    5( واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولوشئنــــــا لرفعناه بها ولكنه أخلد الي الارض واتّبع هواه )175 - 176 الاعراف
    6( ولو شاء الله مااقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد ) 253 البقرة
    7 ( ولو شاء ربك مافعلوه ) 116 الانعام الامثلة كثيرة في الكتاب

    (2) مشـيئة من العبد في الجوانب الاختيارية ( بـــعــلــم الله ) العلم الازلي السابق الامثلة :-

    1-( لمن شاء منكم ان يستقيم )28 التكوير
    2( اذهبا الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينـــا لعله يتذكر اويخشي ) 43 - 44 طه
    3( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )
    4( يهدى مـــــن يشاء ويضل من يشاء )
    5( ان تقول نفس يا حسرتا علي مافرطت في جنب الله وان كنت لمنالساخرين - أوتقول لــــــو أن اللــــه هـــــــــــدانـــــي
    لكنت من المتقين ) 56 - 57 الزمـــــر
    6( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) 79 النساء
    7( قــل ان الله يضل من يشاء ويهـــــــــــــــــدى اليــــــــــــــــــه من أنـــــاب ) 27 الرعد الامثلة كثيرة في الكتاب .

    اذا نظرت الى آيات المشيئة في القرآن الكريم تجد آيات فيها اثبات وآيات فيها نفي كقوله تعالي (ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء
    وانك لتهدى الي صراط مستقيم )52الشورى (انك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )56القصص

    في الاولي أثبت له الهداية وفي الثانية أثبت له الهداية مرة ونفاها عنه مرة أخرى
    الهداية لها معنيان هنا هداية بمعني (الدلالـة)وهداية بمعني (المعـونـة )أما التي للرسول فهي بمعني الدلالة وانك لتهدى الي صراط مستقيم أى : تدل الناس وترشدهم الي طريق الخير فأما أن يسلكوه أو لايسلكوه يؤمنوا به أولايؤمنوا فهذا موضوع آخر .
    والذى يؤمن به ويقبل علي المنهج فهداية الله له ( أن ييسر عليه الامر وأن يعينه عليه )
    (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) 17محمد فالهداية هنا بمعني الدلالة والحمل علي عمل الخير
    فاذن هداية الله بمعني تذليل العقبات والحمل علي طريق الخير بعونه وتوفيقه لمن استمع وآمن وأقبل علي منهج الله والذى لايستمع ولا يؤمن ولا يقبل علي المنهج كيف يعينه الله ؟ ( تفسير الشيخ الشعراوى )
                  

10-27-2019, 05:19 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    تسلم يا علاء
    Quote: ياسر اخوى : ليس فى المقتبس اعلاه ما يدل على التسيير المباشر والقهر على الفعل .

    الأستاذ محمود لم يقل أن تسيير الله تعالى للبشر مباشرا، وإنما هو تسيير بإرادة الحياة وإرادة الحرية ولكنه في نهاية المطاف تسيير.

    هل الكافر عندما اختار الكفر كان ذلك بإرادة الله أم أنها إرادته هو وحده؟؟
    لاحظت أنك لم تعلق على الحديث النبوي:

    (( من آمن فقد آمن بقضاء وقدر ، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف )) ولما قال بعض الأصحاب (( ففيم التعب إذن يا رسول الله؟ )) قال (( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ! ))

    كما أرجو أن تتأمل في عبارة "فيسبق عليه الكتاب" في الحديث النبوي التالي:

    ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )
    وقول الله عز وجل: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
    وقوله عز وجل: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)
                  

10-27-2019, 07:43 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: هل الكافر عندما اختار الكفر كان ذلك بإرادة الله أم أنها إرادته هو وحده؟؟
    لاحظت أنك لم تعلق على الحديث النبوي:

    (( من آمن فقد آمن بقضاء وقدر ، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف )) ولما قال بعض الأصحاب (( ففيم التعب إذن يا رسول الله؟ )) قال (( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ! ))


    - الكافر عندما اختار الكفر اختاره بارادته هو وحده لا شريك له وما فيش حد رفع عليهو سيف وقال ليهو اكفر .
    ‏ والقرآن يقول : {‏إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً‏}{ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }ما فيش دليل اقوى من دا فى حرية الاختيار .

    - وبالنسبة للحديثين :

    - حديث : رفعت الاقلام وجفت الصحف .
    - وحديث : ان احدكم يجمع فى بطن امه 40 يوماُ
    الحديثان فى سياق القضاء والقدر و الاعمال وكتابتها : ( الاول كُتبت ازلاُ فى اللوح المحفوظ والثانى محدث تكتب فى صحيفة الطفل )

    - حديث رفعت الاقلام : فى سياق الحث على التوكل على الله والاعتماد عليه والمقصود ان ماكتبه الله عز وجل فى اللوح المفوظ
    من مقادير الخلق قد انتهى ( حسب الحديث الصحيح : (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء)
    فالاقلام رفعت والصحف جفت وليس هنا من سبيل لاضافة جديد . ولا تبديل لكلمات الله.
    وفى الحديث حث على التواضع واللين مع الاطفال وتربيتهم على هدى الاسلام .

    وأهم مدارات الحديث : انه تأصيل للايمان بالقضاء والقدر خيره وشره .

    الحديث الثانى :

    ايضاً يتحدث عن كتابة الاعمال فى صحف العباد والقضاء والقدر والاختلاف هنا :

    انً العبد بعبادته وعطفاُ على قوله تعالى ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) 39 الرعد
    يمحو الله كل شئ حتى الموت والسعادة والشقاء حسب الدرجة الايمانية للعبد .
    والمحو والاستبدال دائماُ يكون فى رمضان فى ليلة القدر .

    قال الطبرى فى تسفيره شرحا للاية اعلاه :
    Quote: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير, عن منصور قال: سألت مجاهدًا فقلت: أرأيت دعاءَ أحدنا يقول: " اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم, وإن كان في الأشقياء فامحه واجعله في السعداء "، فقال: حَسنٌ . ثم أتيته بعد ذلك بحَوْلٍ أو أكثر من ذلك, فسألته عن ذلك, فقال: إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [سورة الدخان:3 ، 4] قال: يُقْضى في ليلة القدر ما يكون في السَّنة من رزق أو مصيبة, ثم يقدِّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء


    كتب الاخ ياسر :

    Quote: وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها


    هذا دليلا على قوله تعالى : ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) 39 الرعد

    عمل الخير الذى قام به كان سببا فى دخوله الجنة .
                  

10-27-2019, 08:40 PM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    يا دكتور ياسر
    موقف الأستاذ محمود من القضية غير واضح تماما .
    اتخايل لى انه يحاول يوفق بين متناقضات مثلما فعل الماتريدية للتوفيق بين موقف المعتزلة و الأشاعرة و اتوا بشي معقد (السببية) هم نفسهم ما فاهمنو.


    أتمنى تشرح لينا موقف الأستاذ بطريقة مختصرة
                  

10-27-2019, 09:14 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3512

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: النصرى أمين)

    طبعاً أنتم لم تذوقوا حلاوة الإيمان.
    كدي طلعوا الله دا من المعادلة وانو هو حتى وإن كان موجوداً غير مهتم بما يجري للبشر؛
    تلقوا الأمور ساهلة وواضحة وتشعر بسعادة عجيبة.

    صحي
    "إنك لا تُهدي من أحببت"
                  

10-27-2019, 09:39 PM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: أبوبكر عباس)

    مستحيل يا ابوبكر تكون وصلت لمرحلة عدم التساؤل.
    مستحيل تكون وصلت لمرحلة اليقين .
                  

10-27-2019, 09:55 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3512

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: النصرى أمين)

    ما عارفك يا نصري، تتحدث عن ياتو يقين؟!
    لكن اليقين الوصلت ليهو انو الله لو كان موجود و مهتم بما يجري للبشر وأفعالهم، كان حيتواصل معاهم بدون ألغاز وبشكل واضح ومباشر
                  

10-27-2019, 10:01 PM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: أبوبكر عباس)

    تساؤل مشروع ..
    طيب ده يقودنا لأسئلة كتيرة اولها ...
    نحن جينا الدنيا ليه و كيف ؟
                  

10-27-2019, 10:08 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: أبوبكر عباس)

    سلام يا علاء والنصري وابو بكر والمتابعين والمتابعات

    Quote: - الكافر عندما اختار الكفر اختاره بارادته هو وحده لا شريك له وما فيش حد رفع عليهو سيف وقال ليهو اكفر .
    ‏ والقرآن يقول : {‏إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً‏}{ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }ما فيش دليل اقوى من دا فى حرية الاختيار .

    دعنا نفترض أن شخصا ولد في الهند لوالدين هندوس ونشأ على الديانة الهندوسية، فأين عنصر الاختيار في هذه الحالة؟
    نفترض أن شخصا أصم وأعمى وأبكم أين عنصر الاختيار في هذه الحالة.
    ما أريد أن أقوله هو أن هناك عوامل لا دخل للإنسان فيها ومنها الأبوان، والميلاد والموت والعمر والسلامة من العاهات ومستوى الفهم والذكاء. هذه كلها مرادة من خارجه. فكيف يجوز لأحد أن يقول أن الإنسان يختار أمرا بإرادته هو وحده لا شريك له؟
                  

10-27-2019, 11:28 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    بالنسبة لمداخلتك يا النصري

    Quote: يا دكتور ياسر
    موقف الأستاذ محمود من القضية غير واضح تماما .
    اتخايل لى انه يحاول يوفق بين متناقضات مثلما فعل الماتريدية للتوفيق بين موقف المعتزلة و الأشاعرة و اتوا بشي معقد (السببية) هم نفسهم ما فاهمنو.


    أتمنى تشرح لينا موقف الأستاذ بطريقة مختصرة


    بالعكس موقف الأستاذ واضح جدا. وبدلا عن أن أشرح لك أنا موقف الأستاذ أرجو أن تسمح لي باختيار مقتطفات مما كتب الأستاذ حول هذا الموضوع، أعتقد أنها تشرح الموضوع بصورة جيدة.

    فقد كتب في كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" ما يلي:


    الإنسان مسير وليس مخيرا

    في القرآن حل مشكلة الجبر والاختيار، مافي ذلك أدنى ريب .. ولكن القرآن لا تفهمه إلا العقول التي تأدبت بأدب القرآن – أدب شريعته، وأدب حقيقته – وكون الإنسان مسيرا هو أصل التوحيد .. فإنه، إن يكن مخيرا، فإن اختياره، إما أن يكون نافذا، في جميع الحالات، فيكون، بذلك، مشاركا للخالق في فعله، أو يكون معطلا، في بعض الحالات، فيكون، بذلك التعطيل، مسيرا إلى أمر لم يختره، فهو، بذلك، وفي نهاية المطاف، مسير .. إن الخالق لواحد .. وإن الفاعل، وراء كل فاعل، لواحد .. والوهم هو الذي طوع لأنفسنا نسبة الأفعال لغير الفاعل الأصلي .. قال تعالى في ذلك: (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه، فتشابه الخلق عليهم؟؟ قل الله خالق كل شيء .. وهو الواحد القهار) .. قوله: (خلقوا كخلقه، فتشابه الخلق عليهم ..)، هذا هو موطن الداء، ومجال التلبيس .. والتوحيد إنما هو وضوح الرؤية التي بها يقع التمييز بين المتشابهات .. وعن هذا الوهم الذي تورطنا فيه، فزعمنا لأنفسنا إرادة مستقلة عن إرادته، حرة، متفردة، بالعمل، أو بالترك، يحدثنا تعالى في هاتين الآيتين اللتين هما آية في دقة كشف حجاب الوهم .. قال تعالى: (هو الذي يسيركم في البر، والبحر، حتى إذا كنتم في الفلك، وجرين بهم، بريح طيبة، وفرحوا بها، جاءتها ريح عاصف، وجاءهم الموج من كل مكان، وظنوا أنهم أحيط بهم، دعوا الله، مخلصين له الدين، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين .. * فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق .. يأيها الناس!! إنما بغيكم على أنفسكم .. متاع الحياة الدنيا، ثم إلينا مرجعكم، فننبئكم بما كنتم تعملون) ..
    وسبب الغفلة سعة الحيلة، والشعور بالاستغناء: (كلا‍!! إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى) ..
    وحيلتنا في البر أوسع من حيلتنا في البحر، وبخاصة إذا هاجت العواصف على البحر .. (جاءتها ريح عاصف، وجاءهم الموج من كل مكان، وظنوا أنهم أحيط بهم) .. ههنا تنفد الحيلة ويكون اللجأ إلى الله، ويعرفه من كان قبلا من الجاحدين ويتوجه إليه من كان قبلا من الغافلين: (دعوا الله، مخلصين له الدين، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) .. هذا هو حال من تقطعت به الأسباب، وقعدت به الحيلة، وأفاق من غفلته باستشعاره الحاجة الملجئة .. هذا هو حالي، وحالك، عندما يلح علينا الوهم .. ثم أنه، سبحانه، وتعالى، يحكي حالة أخرى: (فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق) .. فعندما وطئوا البر استشعروا القدرة على الحيلة، والتدبير فعاودتهم الغفلة من جديد .. فورد الخطاب من الحق: (يأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم، متاع الحياة الدنيا ..) .. يعني أن غفلتكم لن تجد فرصتها إلا خلال الحياة الدنيا .. أما في الحياة الأخرى فإنكم تواجهون مشكلتكم، كل لحظة .. فهي تلح عليكم إلحاحا، وتسلط عليكم تسليطا، فلا تجدوا فرصة للغفلة .. وهذا هو معنى قوله تعالى: (ثم إلينا مرجعكم، فننبئكم بما كنتم تعملون) .. يومئذ لن تكون هناك فرصة لتوهم التخيير، وإنما هو التسيير .. لا لبس فيه ولا غموض ..
    والله، تبارك، وتعالى، يريد لنا أن نستيقن هذا التسيير، منذ اليوم، ولذلك هو يعلمنا أن الذي يسيرنا في البحر، حيث لا حيلة لنا، هو نفسه الذي يسيرنا في البر، حيث نتوهم الحيلة .. قال تعالى: (هو الذي يسيركم في البر، والبحر) ثم اسمعه في موضع آخر، وهو يسوق الحجج الدوامغ ضد وهمنا، ابتغاء تخليصنا منه: (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم .. وكان الإنسان كفورا * أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر، أو يرسل عليكم حاصبا، ثم لا تجدوا لكم وكيلا؟؟ * أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى، فيرسل عليكم قاصفا من الريح، فيغرقكم بما كفرتم، ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا؟؟) .. هذه حجج، في غاية القوة، ضد الغفلة التي تستولي علينا عندما نستشعر القدرة ..
    الإنسان بين التسيير والحرية

    إن التسيير هو مذهب التوحيد .. وسوق الإنسان إلى استيقان ذلك التسيير هو وظيفة الكلمة: (لا إله إلا الله)، التي هي روح الإسلام .. والإسلام يقرر هذا التسيير بصورة لا تدع مجالا للشك، قال تعالى، في ذلك: (أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السموات، والأرض، طوعا، وكرها، وإليه يرجعون؟) .. ولقد سير الإنسان في مراتب ثلاث، بوسائل ثلاث .. سير وهو في مرتبة المادة غير العضوية، وذلك منذ أن كان ذرة هايدروجين، وإلى أن أصبح خلية حية، تسييرا مباشرا بواسطة الإرادة الإلهية المسيطرة، والهادية .. ثم سير في مرتبة المادة العضوية، منذ أن كان خلية حية، وإلى أن أصبح حيوانا سويا، تسييرا شبه مباشر، وذلك بإرادة الحياة .. ثم سير تسييرا غير مباشر، منذ أن أصبح إنسانا بدائيا، وإلى يوم الناس هذا، وذلك عن طريق إرادة الحرية .. وإرادة الحرية معنى زائد عن إرادة الحياة .. إرادة الحرية قيمة، وهي قد دخلت، بدخول العقل في المسرح .. وفي هذه المرحلة أصبح التسيير من وراء حجاب العقل .. هذا ما عنيناه بقولنا أن التسيير، ههنا، قد أصبح غير مباشر .. ولقد تحدثنا، آنفا، عن لطف تدخل الإرادة الإلهية في الإرادة الإنسانية، حتى أنها لم تنزعج، ولم تستشعر سلبا لحريتها .. وإنما كان ذلك كذلك لأن الإرادة الإلهية إنما تتدخل في الإرادة البشرية عن طريق العقل .. وهو تدخل من اللطف بحيث يشعر العقل البشري أنه صاحب المبادرة، فيما يأتي، وما يدع، من الأمور .. فهو، إن ضل، فإنما هو قد اختار أن يضل .. وهو لا يرى الضلال في ذلك، وإنما يرى أنه مهتد .. قال تعالى، في ذلك: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا؟؟ فإن الله يضل من يشاء، ويهدي من يشاء .. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ... إن الله عليم بما يصنعون ..) .. فهو قد (زين له سوء عمله فرآه حسنا) .. والحكمة، كل الحكمة، في دقة التسيير وردت في عبارة (فرآه حسنا) ..
    ــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ومن كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" اخترت هذه الفقرات لأن فيها الحكمة من العقاب برغم التسيير:

    التسيير خير مطلق

    بدخول العقل في المسرح نشأ قانون المعاوضة في الشريعة ، وهو قانون فج ، إذا ما قيس إلى قانون المعاوضة في الحقيقة ، ولكنه يدق ، وينضبط ، كلما قوي العقل واستحصد . وهو القانون الحادث ، ويحكي الإرادة البشرية ، المحدثة . وهو إنما يستهدف إتمام الانطباق على القانون القديم ، الذي يحكي الإرادة الإلهية القديمة .. وهيهات !!
    والإنسان مسير من البعد إلى القرب ، ومن الجهل إلى المعرفة ، ومن التعدد إلى الجمعية ، ومن الشر إلى الخير ، ومن المحدود إلى المطلق ، ومن القيد إلى الحرية .
    والتسيير ، من بدايته ، هو رحمة في صورة عدل ، وهو أكبر من العدل - (( فالرحمة فـوق العـدل )) - وقد أسلفنا القول في ذلك .
    والتسيير حرية ، لأنه يقوم على ممارسة العمل بحرية (( مدركة )) في مستوى معين ، فإذا أحسن المتصرف التصرف زيد له في حريته ، فارتفع مستواه بالتجربة والمرانة ، وإن لم يحسن التصرف تحمل مسئوليته بقانون حكيم يستهدف زيادة مقدرته على حسن التصرف ، وهكذا ، فكأن الإنسان مسير من التسيير إلى التخيير ، لأن الإنسان مخير فيما يحسن التصرف فيه ، مسير فيما لا يحسن التصرف فيه ، من مستويات الفكر ، والقول ، والعمل .
    هناك حديث قدسي جـرى من الله تعالى لنبيـه داوود: (( يا داؤود ! إنك تريـد ، وأريـد ، وإنما يكـون ما أريـد ، فإن سلمت لما أريـد كفيتك ما تريـد ، وإن لم تسـلم لما أريد أتعبتـك فيما تريـد ، ثم لا يكون إلا ما أريـد )) ولقد قرر الأمر من الوهلة الأولى حين قال ، في صـدر الحديث ، (( وإنما يكون ما أريد ، )) فـدل بذلك على أن إرادة الله هي النافذة .
    وحين قال (( فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد )) دل على أن إرادة الإنسان تكون نافذة المفعول إن هو أراد الله . فإن قلت فهل هو يملك أن يـريـد الله ؟ قلنا هو لا يملك من تلك الإرادة إلا ما ملكه الله تعالى إياه ، فانه سبحانه وتعالى يقول (( ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء )) وهو يشاء لنا في كل لحظة أن نحيط بشئ من علمه ، وإلى ذلك الإشارة بقوله (( كل يوم هو في شأن )) وشأنه هو إبداء ذاته لخلقه ليعرفوه ، وليس يومه أربعا وعشرين ساعة ، وإنما يومه وحدة زمنية التجلي ، وقد تنقسم فيه الثانية إلى جزء من بليون جزء ، حتى ليكاد الزمن أن يخرج عن الزمن ، كل ذلك وفق ما أودع الله في المكان من قابلية التلقي ، ولما كان القيد على قابلية التلقي لا يخضع إلا لحكمة المطلق ، فهو قيد في حرية ، وضيق في سعة ، ومن أجل هذه الرحمة المطلقة فإننا أصبحنا نشعر بأننا نملك إرادة حرة ، وهذا الشعور أوجب علينا أن نحسن التصرف في حرية إرادتنا هذه . وحسن التصرف في حرية الإرادة إنما يكون بأن نريد الله ، ولا نريد سواه ، فان نحن قمنا بذلك عن يقين مكتمل .. فكرا ، وقولا ، وعملا، فإنه يمدنا بمزيد من حرية الإرادة ، وإن نحن أسأنا التصرف في حرية الإرادة ، فأردنا سواه ، صادر حريتنا بما يعلمنا كيف نحسن التصرف في مستأنف أمرنا ، وحسن تصرفنا منه منة ، وسوء تصرفنا منه حكمة ، وهدف الحكمة أن يستعد المكان لتلقي المنة ، وكل ذلك إنما يجري في لطف تأت ، لا ينزعج معه لنا خاطر ، ولا يمحى معه لنا وجـود .
    ونحن لا نختار أنفسنا عن الله إلا لجهلنا ، وليس الجهل ضربة لازب علينا ، وإنما نحن نخرج عنه إلى العلم كل لحظة . فإن قلت فلماذا لم نخلق علماء ، فنكفى بذلك شر الجهل ، وسوء التصرف في الحرية ، وما يترتب على سوء التصرف من عقوبة ؟. قلنا إن العقوبة هي ثمن الحرية ، لأن الحرية مسئولية ، والمسئولية التزام شخصي في تحمل نتيجة العمل ، بين الخطأ والصواب . ولقد خلق الله خلقاً علماء لا يخطئون ، ولكنهم ليسوا أحراراً ، ولقد نتج عن عدم حريتهم نقص كمالهم ... أولئك هـم الملائكة ، فإن الله فضل عليهم البشر ، وذلك لمكان خطئهم وصوابهم ، أو قل لمكان طاقتهم على التعلم بعد جهل ، وإلى ذلك الإشارة بحديث المعصوم (( إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم )) فكأن الخطائين المستغفرين هم موضع نظر الله من الوجود ، لأنهم بذلك سيصيرون إلى الحرية ، والحرية المطلقة ، وهي حظ الله العظيم .. وكل مقيد مصيره إلى الحرية ، والحرية المطلقة في ذلك، وكل جاهل مصيره إلى العلم ، والعلم المطلق في ذلك أيضا . والله تبارك وتعالى يقول (( يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )) ويقول (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ، وأنكم إلينا لا ترجعون ؟ )) وملاقاة الله ، والرجوع إليه ، لا يكون بقطع المسافات ، وإنما يكون بتقريب الصفات ، من الصفات . ومن أجل ذلك قررنا أن التسيير خير مطلق ، وهو في حقيقة أمره خير ، في الحال ، وخير ، في المآل .
    وسيجئ وقت ينتهي فيـه الجهـل بفضـل الله في التسييـر ، وإلى ذلك أشار المعصوم حين قال (( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، ولعلمتم العلم الذي لا جهل بعده ، وما علم ذلك أحد !! قالوا ولا أنت ؟ قال ولا أنا !! )) قالوا ما كنا نظن الأنبياء تقصر عن شئ !! قال (( إن الله أجل وأعظم من أن ينال ما عنده أحد !! )) وكلما قل الجهل ، وزاد العلم، قل الشر ، ورفعت العقوبة ، عن المعاقبين ، في تلك المنطقة التي وقعت تحت علمهم .
    فالعقاب ليس أصلا في الدين ، وإنما هو لازمة مرحلية ، تصحب النشأة القاصرة ، وتحفزها في مراقي التقدم ، حتى تتعلم ما يغنيها عن الحاجة إلى العقاب ، فيوضـع عنها إصـره ، وتبـرز نفـس إلى مقام عـزها .
    وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار ، وداخلة الجنة ، حين تستوفي كتابها في النار ، وقـد يطـول هـذا الكتاب ، وقد يقصـر، حسب حاجـة كل نفس إلى التجربة ، ولكن ، لكل قـدر أجل ، وكل أجـل إلى نفـاد .
    والخطـأ ، كل الخطـأ ، ظـن من ظـن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقا ، فجعل بذلك الشر أصلا من أصول الوجود ، وما هو بذاك . وحين يصبح العقاب سرمديا يصبح انتقام نفس حاقدة ، لا مكان فيها للحكمة ، وعن ذلك تعالى الله علـوا كبيرا .
                  

10-28-2019, 03:10 AM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9384

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    قريت الكلام مرتين ياكتور لكن غير مقنع بالنسبة لي.

    يذكرنى القراءات الشاذة للقرآن؛ لا تستطيع دحضها بالدليل
    لكن
    It just doesn't make any sense
                  

10-28-2019, 06:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: النصرى أمين)

    شكرا يا النصري
    Quote:
    قريت الكلام مرتين يادكتور لكن غير مقنع بالنسبة لي.

    يذكرنى القراءات الشاذة للقرآن؛ لا تستطيع دحضها بالدليل
    لكن
    It just doesn't make any sense

    أنت قلت أنك لا تجد المكتوب مقنعا. جميل .. أرجو أن تعطيني أنت ما تجده مقنعا حول هذه المسألة. لو كنت ترى الإنسان مخيرا فكيف تجيب على أسئلة الأبوين والمولد والممات والعمر والحالة العقلية مما عددته في مداخلتي بعاليه؟

    ثم أنك كتبت في مداخلة لك مع أبو بكر عباس:
    Quote: تساؤل مشروع ..
    طيب ده يقودنا لأسئلة كتيرة اولها ...
    نحن جينا الدنيا ليه و كيف ؟


    أما أبوبكر عباس فكان قد كتب:
    Quote: ما عارفك يا نصري، تتحدث عن ياتو يقين؟!
    لكن اليقين الوصلت ليهو انو الله لو كان موجود و مهتم بما يجري للبشر وأفعالهم، كان حيتواصل معاهم بدون ألغاز وبشكل واضح ومباشر

    وأنا أعتقد أن مسألة مسير هذه ستفهم لو استطعنا أن نجيب على سؤالك وهو طبعا جاء في رائعة إليا أبو ماضي "الطلاسم"..
    دعونا نستمتع بها إلى حين عودة:

    جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
    ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
    وسأبقى ما شيا ان شئت هذا ام ابيت
    كيف جئت؟ كيف ابصرت طريقي ؟
    لست أدري!



    أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
    هل أنا حر طليق أم أسير في قيود
    هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
    أتمنى أنني أدري ولكن ...
    لست أدري!



    وطريقي ما طريقي؟أطويل أم قصير ؟
    هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟
    أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير
    ام كلانا واقف والدهر يجري؟
    لست أدري!



    ليت شعري وأنا في عالم الغيب الأمين
    أتراني كنت أدري أنني فيه دفين
    وبأني سوف أبدو وبأني سأكون
    أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟
    لست أدري!



    أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويا
    أتراني كنت محوا أم تراني كنت شيئا
    الهذا اللغز حل أم سيبقى أبديا
    لست أدري ..... ولماذا لست أدري؟
    لست أدري!



    البحر:
    قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟
    هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
    أم ترى ما زعموا زورا وبهتانا وإفكا؟
    ضحكت أمواجه مني وقالت :
    لست أدري!



    أيها البحر أتدري كم مضت ألف عليكا
    وهل الشاطئ يدري أنه جاث لديكا
    وهل الأنهار تدري أنها منك إليكا
    ما الذي الأمواج قالت حين ثارت؟
    لست أدري!



    أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك
    أنت مثلي أيها الجبار لا تملك أمرك
    أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك
    فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟..........
    لست أدري!



    ترسل السحب فتسقي أرضنا والشجرا
    قد أكلناك وقلناقد أكلنا الثمرا
    وشربناك وقلنا قد شربنا المطرا
    أصواب ما زعمنا أم ضلال ؟
    لست أدري!



    قد سألت السحب في الآفاق هل تذكر رملك
    وسألت الشجر المورق هل يعرف فضلك
    وسألت الدر في الأعناق هل تذكر أصلك
    وكأني خلتها قالت جميعا :.........
    لست أدري!



    يرقص الموج وفي قاعك حرب لن تزولا
    تخلق الأسماك لكن تخلق الحوت الأكولا
    قد جمعت الموت في صدرك والعيش الجميلا
    ليت شعري أنت مهد أم ضريح؟...........
    لست أدري!



    كم فتاة مثل ليلى وفتًى كابن الملوح
    أنفقا الساعات في الشاطئ، تشكو وهو يشرح
    كلما حدث أصغت وإذا قالت ترنح
    أحفيف الموج سر ضيعاه؟..
    لست أدري!



    كم ملوك ضربوا حولك في الليل القبابا
    طلع الصبح ولكن لم نجد إلا الضبابا
    ألهم يا بحر رجعة أم لا مآبا
    أم هم في الرمل؟ قال الرمل إني.....
    لست أدري!



    فيك مثلي أيها الجبار أصداف ورمل
    إنما أنت بلا ظل و لي في الأرض ظل
    إنما أنت بلا عقل ولي يا بحر عقل
    فلماذا يا ترى أمضي وتبقى؟....
    لست أدري!



    يا كتاب الدهر قل لي أله قبل وبعد
    أنا كالزورق فيه وهو بحر لا يحد
    ليس لي قصد فهل للدهر في سيري قصد
    حبذا العلم ولكن كيف أدري؟....
    لست أدري!



    إن في صدري يا بحر لأسرارا عجابا
    نزل الستر عليها وأنا كنت الحجابا
    ولذا أزداد بعدا كلما ازددت إقترابا
    وأراني كلما أوشكت أدري.........
    لست أدري!



    إنني يا بحر، بحر شاطئاه شاطئكا
    الغد المجهول ولأمس اللذان اكتنفاكا
    وكلانا قطرة يا بحر في هذا وذاكا
    لا تسلني ما غد ، ما أمس ...إني ....
    لست ادري


    ايها القبر تكلم واخبريني يا رمام
    هل طوى احلامك الموت وهل مات الغرام
    من هو المائت من عام ومن مليون عام
    ايصير الوقت في الارماس محوا ً
    لست ادري
    ....



    ان يك الموت رقاداً بعده صحوٌ جميل
    فلماذا ليس يبقى صحونا هذا الجميل
    ولماذا المرء لا يدري متى وقت الرحيل
    ومتى ينكشف الستر فندري
    لست ادري
    ........



    ان يك الموت هجوعا يملأُ النفس سلاما
    وانعتاقا لا اعتقالا وابتداءً لا ختاما
    فلماذا اعشق النوم ولا اهوى الحمام
    ولماذا تجزع الارواح منه
    لست ادري
    .........



    أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور
    فحياة فخلود ام فناءٌ فدثور
    أكلام الناس صدقٌ ام كلام الناس زور
    أصحيح ٌ ان بعض الناس يدري
    لست ادري
    ......



    ان اكن ابعث بعد الموت جثمانا وعقلا
    اترى ابعث بعضا ام ترى ابعث كلا
    اترى ابعث طفلا ام ترى ابعث كهلا
    ثم هل اعرف بعد البعث ذاتي
    لست ادري
    .....
    يا صديقي لا تعللني بتمزيق الستور
    بعدما اقضي فعقلي لا يبالي بالقشور
    ان اكن في حالة الادراك لا ادري مصيري
    كيف ادري بعدما افقد رشدي
    لست ادري
    ........



    انني جئتُ وامضي وانا لا اعلم ُ
    أنا لغزٌ، وذهابي كمجيئي طلسمُ
    والذي اوجد هذا اللغز لغزٌ مبهمُ
    لا تجادل ..ذو الحجى من قال اني



    لست ادري ......”

                  

10-28-2019, 08:17 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    يا المسير وماك مخير أنت يا الصابر وعند الله جزاك
    سماعين ود حد الزين
    سلام كبير لصاحب الخيط وضيوفه الكرام

    Quote: اليقين

    أنا أيها المستنير زول "إشارات"
    رحلت لسكن جديد وبعد أن رحلت اليه أكتشفت أن الشارع الذي به المنزل أسمه "اليقين" وأن رقم المنزل 51 وهو العام الذي أتى فيه الأستاذ محمود بالقول الفصل في مسألة الجبر والإختيار.

    مدد
                  

10-28-2019, 09:06 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: ثم سيّر الله تعالى البشر بإرادة الحياة، وإرادة الحرية معا، وأصبح بذلك تسييره إيانا غير مباشر، وتدخله في أمرنا، هـو من اللطف والدقة، بحيث تورطنا في الوهم الأكبـر، وذلك باعتقادنا أننا نملك إرادة حرة، مستقلة بالترك أو العمل.. وإليكم آية هي آية في الدلالة على لطف تدخل إرادة الله في توجيه إرادتنا: ((إذ يريكهم الله في منامك قليلا، ولو أراكهم كثيرا لفشلتم، ولتنازعتم في الأمر، ولكن الله سلم، إنه عليم بذات الصدور * وإذ يريكموهم، إذ التقيتم، في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور)) فانظروا إلى هذا اللطف اللطيف من جانب الإرادة الإلهية القديمة، إذ تتدخل في تسيير الإرادة البشرية المحدثة!!


    سلام د.ياسر الشريف
    الدليل المضروب مثالا على تسيير الاله العظيم ايان بطريقة غير مباشره وتدخله فى امرنا .. { هذا الكلام غير صحيح ابدا لان التدخل الالهى والتسيير
    انما فى جانب الابتلاء فقط }

    الاية : ((إذ يريكهم الله في منامك قليلا، ولو أراكهم كثيرا لفشلتم، ولتنازعتم في الأمر، ولكن الله سلم، إنه عليم بذات الصدور * وإذ يريكموهم، إذ التقيتم، في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور)) 44 الانفال

    لو نظرت الى عجز الاية لعلمت من فورك المقصود من صدر الاية : { ليقضى الله امرا كان مفعولا } القضاء والقدر
    المولى سبحانه وتعالى قضى بأن ينصر دينه ورسوله وفى سبيل الاعلاء قضى نصر الرسول وجنده فى غزوة بدر ولذلك أغرى كلا من الفريقين
    بالآخر ، وقلله في عينه ليطمع فيه ، وذلك عند المواجهة . فلما التحم القتال وأيد الله المؤمنين بألف من الملائكة مردفين. }اهـ تفسير ابن كثير

    وهناك ايضا مثال قريب من المثال اعلاه قال تعالى
    { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ } 13 ال عمران

    Quote: والقول الثاني : " أن المعنى في قوله : ( يرونهم مثليهم رأي العين ) أي : ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم ، أي : ضعفيهم في العدد ، ومع هذا نصرهم الله عليهم . وهذا لا إشكال فيه على ما رواه العوفي ، عن ابن عباس أن المؤمنين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا والمشركين كانوا ستمائة وستة وعشرين رجلا . وكأن هذا القول مأخوذ من ظاهر هذه الآية ، ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ والسير وأيام الناس ، وخلاف المعروف عند الجمهور من أن المشركين كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف كما رواه محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل ذلك العبد الأسود لبني الحجاج عن عدة قريش ، فقال : كثير ، قال : " كم ينحرون كل يوم ؟ " قال : يوما تسعا ويوما عشرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " القوم ما بين التسعمائة إلى الألف " .

    تفسير ابن كثير


    وأيضاُ مثال آخر :

    { وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ } 7 الانفال

    المقصود : فرقة عير أبي سفيان بن حرب ( لتكون غنيمة لكم ) وفرقة المشركين الذين نَفَروا من مكة لمنع عيرهم * لحربهم *

    والمسلمين كانوا يريدون غير ذات الشوكة : اى التى لا حرب فيها - عير ابى سفيان -

    ولكن الله سبحانه وتعالى قضى وفى سبيل اعلاء دينه ونصرة رسوله ان يحاربوا فرقة المشركين الذين نفروا من مكة لمنع عيرهم .

                  

10-28-2019, 09:07 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)
                  

10-28-2019, 09:09 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    جميع الاخوة المتداخلين الكرام سأقوم بالرد عليكم واحدا واحدا بعد اكمال فكرة البوست ان شاء الله
                  

10-28-2019, 12:29 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    سلام يا علاء وشكرا

    أرجو أن تعلق لي على هذا الكلام:

    Quote: دعنا نفترض أن شخصا ولد في الهند لوالدين هندوس ونشأ على الديانة الهندوسية، فأين عنصر الاختيار في هذه الحالة؟
    نفترض أن شخصا أصم وأعمى وأبكم أين عنصر الاختيار في هذه الحالة.
    ما أريد أن أقوله هو أن هناك عوامل لا دخل للإنسان فيها ومنها الأبوان، والميلاد والموت والعمر والسلامة من العاهات ومستوى الفهم والذكاء. هذه كلها مرادة من خارجه. فكيف يجوز لأحد أن يقول أن الإنسان يختار أمرا بإرادته هو وحده لا شريك له؟


                  

10-28-2019, 05:04 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    سلام يا عزيزي علاء

    أرجو أن تسمح لي بوضع هذه الفقرات من كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" لكي تقرأها بتأمل:

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    فهم القرآن

    ومن خصائص القرآن أنه لا يفهم عن طريق اللغة وحدها، وإنما يفهم عن طريق التوحيد .. واللغة إنما تأخذ مدلولاتها من المعاني التي يفيضها التوحيد على من جودوا التوحيد .. ومن أجل التمثيل على ذلك نذكر (علم) الله الذي كثيرا ما يرد في تفسيرك للآيات .. فإنا عندما نكون ضعافا في التوحيد نقيس علم الله بعلمنا نحن .. ونحن إنما نعلم بالجارحة – بالعقل – وعلمنا قد يتخلف عن التنفيذ، وذلك لمكان نقصه .. فنحن قد نعلم شيئا ثم لا نملك تنفيذه .. وعلم الله يختلف عن ذلك، فهو تعالى لا يعلم بجارحة، وإنما يعلم بذاته .. فإذا قال: (والله يعلم ما تصنعون) فإن معنى هذا: أن الله يصنع لكم ما تصنعون لأنفسكم .. وهذا يسوق إلى وحدة الفاعل .. وفي تنزلات علم الله يجيء علمه بأسمائه، بعد علمه بذاته، ثم يجيء علمه بصفاته، ثم علمه بأفعاله .. أي العلم في منازل الذات، والأسماء، والصفات، والأفعال .. فهو تعالى قد يتراخى تنفيذ علمه في مراتب التنزلات، ولكنه، في منازل المعارج إلى الذات، ينفذ، من غير أدنى ريب .. وههنا يدخل عنصر الزمن ..
    قال المعصوم: (إن الله لا يعجل بعجلة أحدكم) .. وقال تعالى في ذلك: (إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا * فمهل الكافرين .. أمهلهم رويدا) وقال تعالى: (فلا تعجل عليهم، إنما نعد لهم عدا) .. وليس شيء خارجا عن ملك الله، فإن له الدنيا، والآخرة .. قال تعالى: (إن علينا للهدى * وإن لنا للآخرة، والأولى) فمن لم يؤمن اليوم فهو مؤمن غدا، لا محالة ..
    فإذا استقر هذا في الأذهان فإن خطأ فهمك للقرآن يتضح في قولك: (لقد رفض الله أن يكره الناس على الإيمان كان هذا في إمكانه ولكنه أراد للإنسان أن يكون حرا مختارا يختار الإيمان أو الكفر كما يشاء) .. وقد كان هذا القول منك في صفحة 32، وكان تعليقا على الآية الكريمة: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض، كلهم، جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟) .. فإن الفهم الحق يقضي بأن الله قد شاء لمن (في الأرض، كلهم، جميعا) أن يؤمنوا ولكن في المآل، وليس في الحال .. ومثل هذا يقال عن قوله تعالى: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) .. وقياس الدكتور علم الله بعلمنا نحن يظهر جليا في قوله من صفحة 37 وصفحة 38: (فقد علم مسبقا وسلفا بأن الإنسان سيفسد في الأرض وسيسفك الدم ويظلم نفسه ويظلم الآخرين .. ويستحق بذلك درجات متفاوتة من العقوبة .. كل هذا كان في سابق علمه. وليس هذا بالجبر ولا بالحتم .. ولكن .. كما يحدث أن تتوسم في أحد أبنائك حب العلم والتحصيل فتمده بالتسهيلات والتيسيرات وتبعثه إلى الخارج في بعثة .. وترى في الآخر العكوف على الفساد وصحبة السوء فتكتفي بما له من حظ محدود من التعليم في بلده .. ولو فعلت عكس ذلك لكنت ظالما .. ولأكرهت أبناءك على غير طبائعهم ..
    كما أن هذا التوسم المسبق ليس فيه عنصر إكراه ولا جبر .. إنما هو مجرد سبق علم .. فأنت تعلم مسبقا من أخلاق ولدك بأنه سوف ينصرف إلى اللعب ويهمل كتبه .. فإذا انصرف إلى اللعب بالفعل وأهمل كتبه فإن ذلك لا يكون إكراها منك ولا جبرا ولا عنوة وإنما لأن هذه طبيعته التي سبق علمك إليها .. وإنما تأتي التجربة فتكشف له نفسه .. وبذلك يحق عليه العقاب صدقا وعدلا .. فقد علم من نفسه ما لم يكن يعلم)
    ..
    أما نحن فقد أسلفنا القول إلى خطأ هذا القياس .. فإن ما علمه الله فعله، إن لم يكن في العاجل، ففي الآجل .. والله تعالى يقول عن فعله: (إنا كل شيء خلقناه بقدر * وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) .. فأما أمره فهو علمه بالذات، وأما قدره فهو تنزل علمه في مراتب الأسماء، والصفات، والأفعال .. والعلم إنما نزل لهذه المراتب لينفذ في الزمان، والمكان .. ومن الزمان والمكان، الدنيا والآخرة .. والعلم بالذات خير محض، وهدى لا ضلال فيه .. ومن ثم، فمصير كل ضال، اليوم، إلى الهداية، غدا .. كان ذلك على ربك حتما مقضيا .. وفي ذلك يقول تعالى: (إن علينا للهدى، وإن لنا للآخرة، والأولى) .. ههنا إشارة إلى القضاء، والقدر .. أشار إلى القضاء بقوله: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) .. وأشار إلى القدر بقوله: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) .. والقضاء هو سر القدر، وهو خير محض، ما للشر إليه من سبيل .. والقدر هو تنفيذ القضاء في الزمان، والمكان .. وهو قد اتسع للخير، وللشر، لأنه، بدخوله في الزمان والمكان، قد دخل منطقة الثنائية، وهي منطقة التعليم، ومنطقة تذكير العقول بما نسيت .. قال تعالى في ذلك: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) ..
    وبين القضاء والقدر منازل علم الله في التنزلات، بين الذات، والأسماء، والصفات، والأفعال .. فهل يخطر ببال أحد أن علم الله لا ينفذ، وإنما يكون مجرد (سبق علم)؟؟
    والدكتور يقول: (حينما تقضي اللحظة أن تختار فأنت تختار نفسك بالفعل (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) .. وفي لفظ (إما) يبدو عنصر الاختيار واضحا محددا) .. هذا ما قاله الدكتور، في صفحة 44 .. فهو يفهم من الآية: إن الإنسان أوقف في مفترق طريقي الشكر، والكفر .. وقيل له: أيهما تختار؟؟ والفهم الواضح ان الإنسان الواحد هدي سبيلي الشكر، والكفر .. فهو، تارة، شاكر، وهو، تارة، كافر .. وهذا يؤخذ من طبيعة النشأة .. وهو أيضا أس كمال النشأة .. قال المعصوم، في ذلك (إن لم تخطئوا وتستغفروا، فسيأت الله بقوم يخطئون، ويستغفرون، فيغفر لهم) .. فالإنسان، بجبلته، خطاء، وأوتي القابلية ليتعلم من الخطأ .. والخطأ يقابل، من الآية، كلمة (كفورا)، والتعلم من الخطأ يقابل منها كلمة (شاكرا) .. فهو مسير إلى الخطأ، مسير إلى الصواب، من غير أن يشعر بهذا التسيير، وذلك لمكان لطف التدخل في حريته .. فالإنسان الواحد هو شاكر في آونة، كفور في أخرى .. فمن غلبت حالات شكره حالات كفره فهو مهتد .. ومن غلبت حالات كفره حالات شكره فهو ضال .. هذا لا يمنع أن يكون في الناس كفور لا يعرف إلى الشكر بلسان المقال سبيلا .. ولكن هذا الكفور، في الحال، سينتهي به الكفر إلى الشكر، في المآل .. فإنك إن تزعم غير ذلك، فقد ينتهي بك القول إلى أن الشر أصل في الوجود، كالخير تماما، وهذا قول يرفضه التوحيد رفضا تاما .. فلم يبق إلا أن الشر فرع، والخير أصل .. وهذا يعني أن من سار في طريق الشر باختياره، كما تزعم أنت، إنما سير فيه تسييرا، من غير أن يدري أنه مسير، فإن الطريق في (الحقيقة) واحد، ولكنه في (الشريعة) طريقان ..
    وأنت تقول من نفس الصفحة ((ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) أي فتح أمامها سبيل الخير والشر وتركها أمام الطريقين لتختار .. ولهذا قال فجورها وتقواها، ولم يقل (أو) تقواها، لأنه فتح الطريقين معا ليجعل للنفس الاختيار ولم يجبرها على أحد الطريقين .. ولذلك أردف موضحا: (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)، فرد الفلاح والخيبة للنفس المخيرة، وفي آية أخرى يوضح الأمر أكثر فيقول: (وهديناه النجدين) أي هديناه إلى مفترق طريقين يختار أيهما .. إن النية حرة والسريرة حرة في إضمار ما تشاء .. أما الفعل فهو حر ومقدور في ذات الوقت) .. هذا ما تقوله أنت، وهو قول يدل على أنك ترى أن التقوى والفجور طريقان، مختلفان أصلا .. وترى أن من اتخذ طريق الفجور سيلج به الفجور إلى غير نهاية .. هذا يفهم بالضرورة، من قولك: (ولم يقل أو تقواها لأنه فتح الطريقين معا ليجعل للنفس الاختيار ولم يجبرها على أحد الطريقين) .. والخطأ، في مثل هذا الزعم، هو، كما أسلفنا القول، أنه يجعل طريق الفجور أصلا، كطريق التقوى تماما .. وهذا أمر مختل في ميزان التوحيد ..
    وليس هناك حجة لك فيما أوردت من قوله تعالى: (قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها) .. وزعمت أنه رد: (الفلاح والخيبة للنفس المخيرة) .. فإنه إنما رده الفلاح هنا يتمشى مع ظاهر الشريعة فقط .. فهو الذي يسر الفلاح للنفس المفلحة، وما كان لها منه بد .. وهو الذي يسر الخيبة للنفس الخائبة، وساقها إليها، وما كان لها منها بد .. ثم هو نسب الفلاح للنفس المفلحة، ونسب الخيبة للنفس الخائبة .. وما كان لأيهما يد بالفلاح، ولا بالخيبة .. فإن كل نفس قد هديت فجورها، وتقواها .. فهي فاجرة تارة، ومتقية أخرى، فمن غلب فجوره تقواه فهو الذي خاب، ومن غلبت تقواه فجوره فهو الذي أفلح .. والله، من وراء هذا وذاك محيط .. وقول الله تعالى: (وهديناه النجدين) شديد الوضوح، في ذلك .. أقرأ: (ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين) فالعينان مجعولتان، والشفتان مجعولتان، والنجدان مهديان .. فهولا يملك امتناعا على أن تكون له عينان، أو أن تكون له شفتان، أو أن يكون له نجدان، على حد سواء .. أما قولك في فهم هذه الآية: (أي هديناه إلى مفترق طريقين يختار أيهما)، فإنما هو قول أملته عليك رغبتك المسبقة في أن يكون المعنى ملائما لما تريد أنت .. وأما قولك: (والسريرة حرة في إضمارها لما تشاء)، فهو قول واضح الخطأ .. وأول ما تجب الإشارة إليه هو أن السريرة لا تضمر، وإنما الذي يضمر هو العقل .. ويكون مكان الإضمار في السريرة .. والعقل ليس حرا في إضمار ما يشاء ، ما دام عاجزا عن أن يعلم ما يشاء .. والله تعالى يقول: (ولا يحيطون بشيء من علمه، إلا بما شاء) .. فأصبحت مشيئة العقل في أن يضمر في السريرة مقيدة، ومسيرة بمشيئة الله، وهذا هو التسيير، لا التخيير .. أما قولك: (أما الفعل فهو حر ومقدور في ذات الوقت)، فهو قول لا يستقيم، إلا لدى النظرة الأولى، فإنه لدى النظرة الدقيقة، وعند تمديد الأمور إلى نهايتها المنطقية، لا بد أن يظهر أن الحرية محاط بها، وأن القدر هو الأصل، وذلك للسبب البسيط الذي ذكرناه، وهو أن العقل لا يملك أن يعلم ما يريد، فهو لا يملك، إذن، أن يكون حرا، لا في الفكر، ولا في الفعل .. وأنت تقول في متابعة هذه الأفكار، من صفحة 45: (وكل واحد منا له نصيبه من حرية الفعل .. والذي يقول بالجبرية سوف يقع في مأزق حينما نسأله كيف يميز بين يده يحركها في حرية ويكتب بها ما يشاء .. وبين يده وهي أسيرة ترتعش قهرا في رجفة الحمى .. هنا أمامنا حالتان واضحتان، حرية في حالة الصحة، وجبرية في حالة المرض ولو كانت الجبرية التي يقول بها صحيحة لما أمكن أن يميز بداهة بين الحالين .. ولما أمكن أن تقوم الحالتان أصلا .. إن حرية الفعل إذن حقيقة .. والقدر أيضا حقيقة .. والمشكلة هي أن نحاول أن نفهم هذا الازدواج وكيف لا يلغي الواحد منه الآخر .. كيف لا يلغي القدر الحرية .. وكيف لا تلغي الحرية القدر .. وهذا أمر نستشفه من الآيات استشفافا .. فهي تلمح ولا تصرح، حتى لا تلقي بالناس في بلبلة. يقول الله في كتابه (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) ..
    لو شاء لفعل ولكنه لم يفعل .. لأنه لم يشأ أن يقهرنا على إيمان فتنتفي بذلك حرية الاختيار التي جعل منها جوهر وجودنا .. فقد أراد لنا أن نكون أحرارا، نؤمن أو نكفر.)
    هذا ما قلته أنت .. أما أنا فلست أرى هذا (المأزق) الذي تزعم أن من يقول بالجبرية يقع فيه حينما تسأله: (كيف يميز بين يده يحركها في حرية ويكتب بها ما يشاء .. وبين يده وهي أسيرة ترتعش قهرا في رجفة الحمى؟) ..
    فالأمر جد بسيط .. فإن الحالتين من بعضهما .. فاليد، قبل الحمى، لم تكن حرة، وإنما هي مقيدة، وكل ما هناك أن أسباب القيد لم تبرز لنا في وضوح إلا بعد الإصابة بالحمى .. فنحن قد كنا في غفلة عن القيد، وهو خفي، فانتبهنا من غفلتنا عندما صار القيد ظاهرا للعيان .. وأنت، كطبيب، لا بد تعلم أن كل جسم مهيأ للإصابة بالحمى، وأن جرثوم الحمى قد يكون كامنا في أي جسم، يترقب فرصة الظهور .. وقد نكون نحن غافلين عن كمونه، ولا ننتبه من غفلتنا إلا بعد ظهور الحمى .. فهل تنفي غفلتنا هذه كون الجسم في الحالتين – حالة الكمون، وحالة البروز – مصابا بالحمى؟ ..
    إن الاختلاف اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع .. ههنا يظهر جليا أن الذي ساقك إلى الخطأ هو الحركة الإرادية في اليد .. وحركاتنا الإرادية هي التي سولت لأنفسنا أن تزعم أن لها إرادة .. والحذق يقضي بألا ننساق وراء هذا الوهم، لأننا، على أيسر تقدير، نعلم أن هناك، في إهابنا، حركات لا تخضع لإرادتنا .. وأنت، كطبيب، تعلم أنه لا سيطرة لك على ضربات قلبك، وتعلم أن الدم الذي يضخه قلبك يغذي الدماغ، وفي الدماغ مراكز الحركات الإرادية التي تظهر على اليد مثلا .. فكيف يجوز لك أن تتخيل أن حركة اليد حرة بعد كل هذا؟؟ وأما قولك: (أن حرية الفعل إذن حقيقة .. والقدر أيضا حقيقة)، فهو قول لا عبرة به، لأن الحقيقة واحدة .. وأما قولك: (والمشكلة هي أن نحاول أن نفهم هذا الازدواج، وكيف لا يلغي الواحد منه الآخر .. كيف لا يلغي القدر الحرية .. وكيف لا تلغي الحرية القدر؟)، فقول صحيح، ولكنا لا نجد أنك اهتديت، فيما قلت في كتابك هذا، أو هديت، إلى فهم الإزدواج .. وأسوأ من هذا!! فإنك قد ضللت عنه .. فأنت، عند الحديث عن آية: (وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى)، قلت: (يأتيك النصر بيدك وبيد الله في ذات الوقت فتكون يدك لحظة الانتصار هي يد الله ورميتك رميته ومشيئتك مشيئته) وهذا القول لا يوضح الازدواجية، وإنما يمحقها .. والقول الذي يوضح الازدواجية في الآية: (وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى)، هو أن يقال: وما رميت، في (الحقيقة)، إذ رميت في (الشريعة) ولكن الله رمى، في الحالتين .. فاليد التي رمت هي يدك أنت في ظاهر الأمر، ولكنها يده هو في باطن الأمر .. فالازدواجية إنما هي بين (الشريعة) و(الحقيقة) .. فإنا، في حكم الشريعة، نستقل بإرادة تفعل، ونحاسب على الفعل، وفي حكم الحقيقة، الفاعل إنما هو الواحد ..
    وعلى هذا القياس فإن حرية الفعل التي تزعمها أنت إنما هي حرية ظاهرة، وهي، في الحقيقة، محاط بها، ومسيرة إلى ما يريد المحيط .. فينتهي بها الأمر إلى أن تكون تسييرا لا حرية، وإنما خفي الأمر علينا لأن الله، تبارك، وتعالى، إنما يسيرنا عن طريق عقولنا، ويتدخل، في هذا التسيير، في لطف بالغ، حتى لقد جاز علينا الوهم أنا مخيرون .. وهاك آيات، هن آية، في لطف تدخل الإرادة الإلهية في الإرادة البشرية لتسيرها، من غير أن تزعجها: (إذ أنتم بالعدوة الدنيا، وهم بالعدوة القصوى، والركب أسفل منكم، ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد .. ولكن، ليقضي الله أمرا كان مفعولا .. ليهلك من هلك عن بينة .. ويحيا من حيي عن بينة .. وأن الله لسميع عليم * إذ يريكهم الله، في منامك، قليلا .. ولو أراكهم كثيرا لفشلتم، ولتنازعتم في الأمر .. ولكن الله سلم .. إنه عليم بذات الصدور * وإذ يريكموهم، إذ التقيتم، في أعينكم، قليلا، ويقللكم في أعينهم، ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وإلى الله ترجع الأمور) .. فالله هو الذي أحكم اللقاء بين الفريقين، وما كان لهما أن يلتقيا من عند أنفسهم: (ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد) .. لماذا أحكم الله لقاء الفريقين؟؟ (ليقضي الله أمرا كان مفعولا!!) والله، ليقضي هذا الأمر، يري نبيه، في منامه، أعداءه قليلا، فيصمم على قتالهم .. ولو أراهموه كثيرا ما صمم .. (ولو أراكهم كثيرا لفشلتم، ولتنازعتم في الأمر ..) .. وإنما كانت تلك الرؤيا ليصمم النبي على القتال و (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) .. ثم ان الله يري النبي وأصحابه أعداءهم قليلين في أعينهم، فيصمموا على قتالهم .. وهو يري المشركين المؤمنين قليلين في أعينهم، فيصمموا على قتالهم أيضا .. لماذا كل أولئك؟؟ (ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور) .. يجري كل أولئك، على المؤمنين، وعلى المشركين، من غير أن تنزعج إرادة فرد من الفريقين بتدخل الإرادة الإلهية في تصميمه .. ذلك تجليه باسمه اللطيف ..
    أما قولك في فهمك لآية: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية، فظلت أعناقهم لها خاضعين) .. (لو شاء لفعل ولكنه لم يفعل) فقول ينقصه العلم بدقائق الفعل الإلهي، فإنه قد شاء، وقد فعل، ولكن فعله إنما ينفذ على مكث، وتلبث .. وسيجيء زمن فيه تنفذ المشيئة بالفعل، وتنزل الآية، وتظل الأعناق خاضعة لها، ولكنه خضوع العقول وسيلته .. فتلك الآية ستكون وضوح الرؤية التي تسوق أصحابها إلى الإيمان .. وإنما يكون وضوح الرؤية، بزيادة ظهور البرهان، وبزيادة استعداد العقول لإدراك البرهان .. هذا كائن، لا محالة .. اقرأ، إن شئت قوله تعالى: (إن كل من في السموات، والأرض، إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم، وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) .. وما يكون يوم القيامة ليس غائبا اليوم، وما الاختلاف بين ما هو كائن اليوم، وما يكون، يومئذ، إلا اختلاف مقدار ..
    وأنت تورد الآية: (وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون) .. وتورد بعدها قولك: (ومعنى هذا أن الله يدع القلب حرا فتكون لكل إنسان سريرة هو حر فيها. ولكنه يقيم سلطانه بين المرء وقلبه، فهو يحول بين المرء وقلبه بالتمكين والإحباط لطفا ورحمة ليقي أحباءه السيئات .. وليقدم التيسيرات لكل حسب ضميره ونيته ومبادراته .. إما لليسرى وإما للعسرى .. ثم تكون الرجعة في النهاية إليه يوم القيامة فيحاسب كل إنسان على وفق سريرته .. فقد كان كل منا حرا في سريرته وهو عنها مسئول .. بهذه الكلمات التي تضيء كالومض الخفي يعطي القرآن المفتاح لأكبر المشكلات استعصاء في الفلسفة .. مشكلة الجبر والاختيار) .. هذا ما قلته أنت، في صفحتي 49 و50، وبه اختتمت هذا الفصل الذي هو أهم فصول الكتاب .. فلعمري!! إن القرآن ليعطي المفتاح لمشكلة الجبر والاختيار، ولكن على أن يفهم على غير ما فهمت .. إن آية (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون)، هي آية في الدلالة على التسيير .. ولكنك طففتها، وصرفتها عن وجهها، لتؤيد بها حجة أقامها في ذهنك الوهم .. أقرأ، مرة أخرى، قولك: (ومعنى هذا أن الله يدع القلب حرا فتكون لكل إنسان سريرة هو حر فيها. ولكنه يقيم سلطانه بين المرء وقلبه) .. وارد أن النبي قال يوما: (اللهم!! يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك) .. فقالت السيدة عائشة: (حتى أنت؟؟) فقال: (نعم!! حتى أنا، فإن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف شاء ..) .. والله تعالى يقول: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم، بالغداة، والعشي، يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم، تريد زينة الحياة الدنيا .. ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه، وكان أمره فرطا) .. أبعد هذا، وذاك، يصح قولك: (إن الله يدع القلب حرا)؟ .. وأي عبرة لقولك: (ولكنه يقيم سلطانه بين المرء وقلبه)؟ .. ومن هو المرء؟؟ وما قلبه؟؟ وإذا حصل التوزيع بين المرء وقلبه، فأي حرية يحرزها القلب؟؟ وأي حرية يحرزها المرء؟؟ ألا يكفي هذا التمزق الداخلي، في حد ذاته، للذهاب بالحرية كلية؟؟

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 10-28-2019, 05:50 PM)

                  

10-28-2019, 06:30 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة من نفس الكتاب السابق لك يا علاء وللمهتمين بالمسألة:
    ــــــــــــــــــــــــــ

    القدر وسر القدر

    هناك القضاء، وهناك القدر .. وقد وردت الإشارة إليهما في قوله تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر * وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) ..
    (الأمر) الذي ورد في قوله: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) يقع على مستويين: مستوى خارج الزمان، عند الذات .. ومستوى داخل الزمان، مما يلي الذات، حيث يدق الزمان .. وإلى هذا الأخير وردت الإشارة بالتشبيه: (كلمح بالبصر) .. وأما (القدر) الذي ورد في قوله: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، فهو واقع في الزمان، على تفاوت درجاته .. فأما القضاء، الذي هو خارج الزمان، فيسمى سر القدر .. وما القدر إلا تنفيذ هذا السر في حيز الواقع، منجما، وعلى مكث .. والتنفيذ يجري في مضمار ما تحدثنا عنه آنفا من القانون العام، والقانون الخاص ..
    هناك ما يسمى بالسابقة، وما يسمى باللاحقة، فإن لكل إنسان سابقتين، ولاحقة: سابقة في سر القدر، حيث لا حيث .. وسابقة في القضاء الذي تنزل إلى طرف الزمن، مما يلي الذات .. وقد أشرنا إليها آنفا .. وهذه منطقة مشتركة بين القضاء، والقدر .. هي أدخل في منطقة القدر، منها في منطقة القضاء، لأنها تتسم بالثنائية، في حين أن القضاء الذي هو سر القدر منطقة وحدة مطلقة .. فأما السابقة التي هي في سر القدر فهي خير محض، وهداية بلا غواية، وعلم بلا جهل، وحرية بلا قيد .. وهذه السابقة مكتوبة لكل إنسان من حيث أنه إنسان، يبلغها في المآل، مهما كان حظه في الدنيا من الهدى، أو الضلال .. وأما السابقة التي هي في القضاء المتنزل، أو قل في منطقة القدر، مما يلي القضاء، فهي إما خير، وإما شر – إما هدى، وإما ضلال .. فمن كتب له فيها الهدى فلا يخرج من الدنيا إلا وقد أهتدى .. ومن كتب عليه فيها الضلال فلا يخرج من الدنيا إلا وقد ضل .. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل، فلن تجد له وليا مرشدا) ..
    والسابقتان مغطيتان، إلا على الذين أوتوا العلم .. وأما اللاحقة فهي قد كشفت بالشريعة ..
    وبكشف اللاحقة بالشريعة انقطعت حجة المحتج بالسابقة، بمعنى أن الذي يتورط في شرب الخمر، مثلا، لا يقبل منه أن يعتذر بأن إرادة الله هي التي ساقته إلى الشرب، ويؤخذ بالشريعة، وقد لزمته الحجة، ذلك بأنه يعلم شريعة الله في تحريم الخمر، ولا يعلم ما سبق له في قضاء الله من هدى، أو ضلال .. وعن القضاء: (سر القدر الذي هو خارج الزمان)، وعن القضاء المتنزل إلى طرف الزمان، وعن القدر، وردت الإشارة في قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء، ويثبت .. وعنده أم الكتاب) .. قوله: (يمحو الله ما يشاء، ويثبت)، حكاية عن تقليب الصور، في منطقة القدر، تنفيذا لأمر القضاء .. (وعنده أم الكتاب)، يعني القضاء، في منزلتيه .. فإذا كان القدر هو تنفيذ سر القدر، فإنه، لا محالة، نافذ، حيث توجه، ولا راد له .. وبذلك يكون الإنسان مسيرا .. ومسيرا إلى الخير المطلق، في ذلك، – إلى الحرية المطلقة – ومن دقائق أسرار الألوهية أن يكون الإنسان مسيرا إلى الحرية، ثم إنه، في التسيير، يشعر أنه حر .. ولقد أشرنا إلى ذلك السر عندما ذكرنا أن التسيير إنما يجري عن طريق العقل .. يعني عن طريق قانون المعاوضة .. فإن العقل قد كفلت له حرية الخطأ، والصواب .. فهو يعمل بحرية ظاهرة، فإذا أخطأ عوقب، وإذا أصاب أثيب .. وهو، حين الخطأ، وحين العقاب، يتعلم من خطئه كيف يصيب .. وهو بين الخطأ، والصواب، إنما يمارس حريته في العمل: (إعملوا ما شئتم !! إنه بما تعملون بصير) .. وبتصحيح الخطأ في العمل تنمو الحرية، بزيادة العلم بكيفية العمل وبصحة وجوه العمل.
    فتكون الحكمة وراء العقوبة، إذن، هي أن يزيد علمنا، فتتسع حريتنا .. فالعقوبة هي ثمن الحرية ..
    هل الإنسان مخير؟؟ أم هل هو مسير؟؟ هو مسير إلى التخيير .. هو مسير فيما يجهل، ليكون التسيير وسيلته إلى العلم، حيث، بفضل الله، ثم بفضل العلم، يصبح مخيرا ..
    بإيجاز!! هو مسير إذا جهل ، مخير إذا علم .. وأي علم هذا الذي يجعل المسير مخيرا؟؟ هو العلم بأسرار الربوبية، في مستوى حق اليقين، حيث يتم التأدب، مع الربوبية، بالأدب الواجب لها على العبودية – حيث يتم السير خلف الربوبية، لا أمامها، فإنه بذلك يتم حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة – ومن كان حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة لا يقع منه ما يوجب مصادرة حريته، فإنه ما على المحسنين من سبيل ..
                  

10-28-2019, 07:01 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة من نفس الكتاب السابق لك يا علاء وللمهتمين بالمسألة:
    ــــــــــــــــــــــــــ

    الخلاصة؟؟


    إن الله قد سير الإنسان تسييرا تاما .. فأما في منطقة العناصر فقد سيره تسييرا مباشرا، وذلك بالقهر الإرادي الذي انصهرت تحت جبروته جميع الأشياء .. وأما في منطقة الحياة فهو قد سيره تسييرا شبه مباشر، وذلك عن طريق إرادة الحياة، فإن الحي قد فطر على حب الحياة، ومن ثم، فهو يسعى للاحتفاظ بها، فيفر من كل ما يؤذيه، وإلى كل ما يلذه .. وقانونه، في هذه المرحلة البدائية من مراحل النشأة، السعي الدائب في تحصيل لذة البطن والفرج .. فلما قطع الإنسان هذه المرحلة، ودخل مرحلة البشرية (وهو قد فعل ذلك بعد زمن طويل، ممعن في الطول: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟؟))، فقد جرى تسيير الله إياه بصورة غير مباشرة، وذلك عن طريق إرادة الحرية .. فإنه، منذ دخوله هذه المرحلة، قد نما عقله، وبرزت ملكة التعلم فيه بصورة واضحة، وزاد على لذتي البطن والفرج، لذة ثالثة، هي لذة المعرفة .. وأصبح تسيير الله إياه، ههنا، بواسطة عقله .. أصبح الله معلمه، فهو يلقي في عقله، في لطف لطيف، وخفاء بالغ، ما يريد له أن يعلم، وما يريد له أن يعمل .. (اقرأ باسم ربك، الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ .. وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم) .. وأصبح الإنسان، في هذه المرحلة، لا يشعر بتدخل إرادة الله في إرادته، وإنما هو يتحرك حركات إرادية، بإرادة يشعر بانبثاقها من عقله، فقام في وهمه أنه مريد .. وهو لما كان في منطقة الحركات الإرادية يتصرف بإرادة مستقلة، فهو يقوم، ويمشي، ويقف ويرفع يده، ويرفع رجله .. ولكنه، مع ذلك، يعجز عن أن يرفع رجليه مثلا، ويستقر في الهواء .. ويعجز عن أن يسيطر على ضربات قلبه، وحركات رئتيه، ورمش عينيه .. فقد قام في وهم بعض العقلاء أن الإنسان مسير، ومخير .. هو مسير إلى أعماله غير الإرادية، مخير في أعماله الإرادية .. والتحقيق الدقيق يقرر أن الإنسان مسير في كلتا حالتيه .. وكل ما هناك من فرق إنما هو في المقدار، لا في النوع، يعني أنه مسير، في أعماله الإرادية، بواسطة عقله الواعي .. مسير، في أعماله غير الإرادية، بواسطة عقله الباطن .. والله من وراء كل أولئك محيط ..
    والله لا يسيرنا إلى الخطأ، وإنما هو يسيرنا إلى الصواب .. ولكنه جعل ممارستنا للخطأ وجها من وجوه الصواب، ذلك لأن الجهل إنما هو نسبي .. فليس هناك جهل مطلق، وليس هناك خطأ مطلق .. إن الله خير مطلق .. ليس للشر إلى ذاته سبيل .. وإنما الشر في إرادته .. وإرادته حكمته ..
    والله، تبارك، وتعالى، يسيرنا إلى ذاته بإرادته، وذلك عن طريق إرادتنا .. وإرادتنا مخلوقة لنا .. وهو قد قال، تبارك، وتعالى، في ذلك، في حديث قدسي لداؤد: (يا داؤد!! إنك تريد، وأريد .. وإنما يكون ما أريد .. فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد .. وإن لم تسلم لما أريد، أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد ..) ..
    وإنما دخل الخير والشر في إرادته لحكمة تعليمنا .. فإن عقولنا لا تدرك الأشياء إلا بأضدادها .. وفي ذلك قوله تعالى (ومن كل شيء خلقنا زوجين .. لعلكم تذكرون) .. وقوله تعالى: (سبحان الذي خلق الأزواج كلها، مما تنبت الأرض، ومن أنفسهم، ومما لا يعلمون) .. وقد أمرنا تعالى أن نستعمل إرادتنا في السير إليه .. وقد شرع لنا منهاج السير إليه .. وهو منهاج يقوم على العلم، والعمل بمقتضى العلم .. ويبدأ بالعلم بالشريعة، في الأمر، والنهي، ويوجب أن نسير أنفسنا في طريق أمره، وإن كرهت السير فيه .. قال المعصوم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)، وذلك أخذا من قوله تعالى: (قل إن كان آباؤكم، وأبناؤكم، وإخوانكم، وأزواجكم، وعشيرتكم، وأموال إقترفتموها، وتجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها، أحب إليكم من الله، ورسوله، وجهاد في سبيله، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره .. والله لا يهدي القوم الفاسقين) .. فالنهج يقوم، من الوهلة الأولى، على أن نعلم ما عند الله، ونسير أنفسنا في طريقه .. والجهل حاضر، وإنما المجاهدة، كل المجاهدة، في سبيل التخلص منه .. وما السير إلى الله بقطع المسافات، وإنما هو بالتخلص من الرعونات، والجهالات، وبتسيير النفس في هذا الطريق، ليتم تقريب صفاتها من صفاته .. وذلك دائما بالعلم، والعمل بمقتضى العلم .. فليس العلم غاية في ذاته، وإنما العلم وسيلة الحياة .. والحياة الكاملة هي التي تعلم العلم الكامل، وتتخلق بمقتضاه .. وأكمل العلم ما يسوق إلى التخلق بالحرية، وإنما، من أجل الحرية، جعل الله، بحكمته، طريق تعلمنا يمر بمنطقة الاختيار فنحن نتعلم بين الخطأ والصواب .. وهو يعلمنا دائما .. حين نصيب، وحين نخطئ .. وقد جعل تعلمنا عن طريق الخطأ بالعقوبة التي نجدها مترتبة على الخطأ .. فنحن نتمتع بإرادة نشعر بحريتها، ولا نشعر بتوجيه الله إياها .. وقد أمرنا، في الشريعة بأن نسير بحريتنا هذه في اختيار ما يختار هو لنا .. ولما كنا أحرارا، فيما نشعر، فقد قام التكليف على أننا نتحمل مسئولية خطأ تصرفنا، حين نخطئ، أثناء ما نحن ندبر أمر أنفسنا .. فإذا عجزنا عن هذا التدبير، وعظمت علينا مسئولية حرية التصرف، لجأنا إليه، في عجز وضعف، به نستيقن، بعد الممارسة، أن إرادته حقيقية، وأن إرادتنا متوهمة .. فإذا وقع لنا ذلك أسلمنا له، وانقدنا، ورضينا .. وحين نفعل ذلك نسير خلفه، بتسليم إرادتنا لإرادته .. وفي تلك اللحظة يكون التسيير قد وصل بنا إلى التخيير .. ونكون قد خرجنا من منطقة الخير والشر، ودخلنا منطقة الخير المطلق، حيث لا مكان للشر .. وفي حديث داؤد: (فإن سلمت لما أريد، كفيتك ما تريد) .. ثم قال (وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد) .. وفي هذا حكمة العذاب .. فإنه هو ثمن حرية التصرف .. فإن الحرية لا بد لها أن تتميز عن الفوضى، وقد تميزت بأن يتحمل الحر مسئولية عمله .. فإنه، عن طريق تحمل مسئولية العمل، يتم التعليم، وتتم التربية .. والعقوبة هي الأمر الوحيد الذي يرسخ العلم، ويجعله علم يقين، بعد أن كان مجرد علم نظري ..
    إن العذاب هو ثمن الحرية .. هو مسئولية الحر، الذي يتصرف كرشيد، له ثواب صوابه، وعليه عقوبة خطئه .. وهو قد يتعلم من الخطأ أضعاف ما يتعلم من الصواب، حتى لقد قال ابن عطاء الله السكندري، في حكمه: (رب معصية أورثت ذلا، وانكسارا، خير من طاعة أورثت عزا، واستكبارا) ..
    والذي ضلل الناس عن الحكمة وراء العذاب أمران: ظنهم أن الله لا يسيرنا، وظنهم أن العذاب لا ينتهي، وإنما هو دائم، ومستمر، بلا انقطاع .. فأصبح كأنه انتقام، وعن هذه، وتلك، تعالى الله، علوا كبيرا ..
    إن العذاب إنما هو كلام الله إيانا بلغة النفس .. ذلك بأنه تعالى يكلمنا بلغة العقل، وبلغة النفس .. فأما كلامه إيانا بلغة العقل فإن اللغات مثل له واضح .. وأما كلامه إيانا بلغة النفس فإنه صور محسوسة، وشكول، والأحلام مثل له واضح .. ويدخل في هذا الباب الألم واللذة .. فإذا قال الله: (كلوا، واشربوا، ولا تسرفوا)، فإن هذا كلام منه واضح، موجه إلى العقول .. فإن نحن خالفناه، وأسرفنا في الأكل، فأصيبت معداتنا بالآلام فإن هذه الآلام هي الكلام الذي تفهمه النفس، لتطيع خطاب العقل في السلوك المقبل، إستفادة من التجربة الماضية..
    فإذا قال: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا، واسجدوا، واعبدوا ربكم، وأفعلوا الخير .. لعلكم تفلحون ..)، فإنما هذا كلام منه واضح، وموجه إلى العقول، فإن هي لم تطع يجيء الكلام الموجه إلى النفوس والذي تفهمه النفوس .. وهو محكي هكذا: (يوم يكشف عن ساق، ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم، ترهقهم ذلة .. وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) .. قوله: (يوم يكشف عن ساق) إشارة إلى يوم العذاب .. وقوله: (ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)، إشارة إلى فرط الآلام التي يجدونها، في مفاصلهم، وفي ظهورهم، مما يجعل السجود مستحيلا .. وقد أشار إلى سبب ذلك: مخالفتهم الأمر الشرعي، حين كانوا يطيقون طاعته: (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) .. وأبلغ صورة، من صور كلام الله إيانا بلغة النفس، محكي هكذا: (اصلوها، اليوم، بما كنتم تكفرون * اليوم نختم على أفواههم، وتكلمنا أيديهم، وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون * ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون * ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم، فما استطاعوا مضيا، ولا يرجعون * ومن نعمره، ننكسه في الخلق، أفلا يعقلون؟؟) .. إذا عصت النفس خطاب العقل بالأمر والنهي ظهرت عليها آثار المعصية صورا محسوسة، فكانت جزاءها على المعصية .. وهي ما نسميها العذاب .. ولقد قال تعالى عن الآثار المحسوسة لمعصية الأمر والنهي: (فلما عتوا عما نهوا عنه، قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) .. فكانوها، بدون أدنى ريب .. فالعذاب، إذن، هو تكليم الله إيانا بلغة النفس .. وهو كلام ضروري لتعليمنا في مرحلة بعينها، فإذا ما قطعناها، وأصبحنا نتعلم بسرعة، وذكاء، رفع عنا أصر العذاب .. قال تعالى، في ذلك: (ما يفعل الله بعذابكم، إن شكرتم، وآمنتم؟؟ وكان الله شاكرا عليما ..) .. فإن قلت: فلماذا لا يعلمنا بغير حاجة منا إلى العذاب، ما دام هو مسيرنا؟ قلنا: أنه لو علمنا بدون أن يعطينا فرصة الخطأ فإنه يكون قد هزم حريتنا .. والحرية أهم من العلم، إذ ما العلم إلا وسيلة، بها نحسن التصرف في الحرية .. والملائكة مسيرون إلى الصواب تسييرا لا يملكون معه أن يخطئوا: (لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون) .. ولكننا، نحن، مع كل ذلك، بل من أجل كل ذلك، أكمل منهم، لأننا نخطئ، ونصيب، ونشعر في خلال ذلك بالحرية التي حرمت عليهم هم .. وهذا هو معنى قول المعصوم: (إن لم تخطئوا، وتستغفروا، فسيأت الله بقوم يخطئون، ويستغفرون، فيغفر لهم) .. هذا هو أس كمالنا ..
    فإن ظننت أنت: أن الله يسيرنا إلى الخطيئة، وإلى الجهل، فأنت مخطئ .. فإنه لا يسيرنا إلا إلى الصواب، وإلا إلى العلم .. قال تعالى في ذلك: (هو الذي يصلي عليكم، وملائكته، ليخرجكم من الظلمات إلى النور .. وكان بالمؤمنين رحيما)
    هو يسيرنا إلى ذاته في إطلاقها .. ويقول عن نهاية سيرنا إليه: (وإن إلى ربك المنتهى) .. ومن ثم فهو يسيرنا إلى العلم المطلق، والكمال المطلق والحرية المطلقة .. ومن أجل هذه دخل الثواب، والعقاب – دخل العذاب – لأن الحرية لا تعلم، وإنما تمارس، وتعاش .. وأدنى الحرية هي حرية الخطأ .. وهي تعني: أن يعمل الإنسان، فيصيب، ويخطئ .. فإذا أخطأ تعلم من خطئه، وذلك إنما يتم بتحمل مسئولية عمله، وفق شريعة رشيدة .. ووفق حقيقة .. (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا، يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا، يره) ..
    فإن قلت: فكيف يكون تسيير، وتكون حرية، مع ذلك؟؟ قلنا ههنا سر اللطف الإلهي .. سر إسم الله اللطيف: (إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم) ..
    ومن دقائق اللطف الإلهي أنه حين يكلمنا الكلام المتوجه إلى نفوسنا (– كلام الصور المحسوسة، والشكول البارزة – العذاب –) يؤقلمنا أيضا بصورة تلطف العذاب، وتعدنا له من جميع الوجوه .. أقرأ قوله تعالى: (يوم ترى المؤمنين، والمؤمنات، يسعى نورهم، بين أيديهم، وبأيمانهم، بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها .. ذلك هو الفوز العظيم * يوم يقول المنافقون، والمنافقات، للذين آمنوا: انظرونا نقتبس من نوركم .. قيل: ارجعوا وراءكم، فالتمسوا نورا .. فضرب بينهم بسور، له باب .. باطنه فيه الرحمة .. وظاهره من قبله العذاب) .. قوله: (قيل: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا)، إشارة إلى تكليم الله النفس .. ولما كان التكليم، ههنا، بلغة الصور فإن فيه إشارة إلى ردهم في سلم الترقي إلى حيوات أحط من الحياة البشرية، وفي هذه المستويات تكون الأقلمة على العذاب قد تمت .. وفي مثل هذا يقول تعالى: (يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا، مصدقا لما معكم، من قبل أن نطمس وجوها، فنردها على أدبارها .. أو نلعنهم، كما لعنا أصحاب السبت، وكان أمر الله مفعولا) .. قوله: (من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها) يعني: يردها راجعة في سلم التطور، إلى حيوات بدائية في صورها فتتأقلم على العذاب .. وعن أصحاب السبت قال تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ، فَقُلْنَا لَهُم:ْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً، لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَمَا خَلْفَهَا، وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) .. قوله (كونوا قردة خاسئين) ردة في سلم التطور، ولعنة ، وبعد عن الله ..
    أما بعد، فإن الحديث عن التخيير، والتسيير، حديث طويل، ولا يكاد ينقضي منه الوطر .. وهو أصل التوحيد .. ومهما يكن الرأي، في أمر العذاب، فإن من يقل أن للإنسان تخييرا فهو ناقص في توحيده .. إلا تخييرا يبلغه بالعلم الذي يجعله يسير خلف الله، في رضا بالله تام، واتباع للرضوان بغير اعتراض، ولا تسخط .. (فانقلبوا بنعمة من الله، وفضل، لم يمسسهم سوء .. واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم) .. ههنا يكون التخيير .. وهو تخيير نحن إليه، بمحض الفضل الإلهي، مسيرون ..
                  

10-28-2019, 07:36 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3512

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    يا عبد الله عثمان،
    دي إشارات عميقة جداً تصعب على كثير من الماديين هنا
                  

10-28-2019, 08:08 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    الاخوة الزملاء استميحكم عذرا فى رد الاخ ياسر الشريف

    Quote: سلام يا علاء وشكرا

    أرجو أن تعلق لي على هذا الكلام:

    Quote: دعنا نفترض أن شخصا ولد في الهند لوالدين هندوس ونشأ على الديانة الهندوسية، فأين عنصر الاختيار في هذه الحالة؟
    نفترض أن شخصا أصم وأعمى وأبكم أين عنصر الاختيار في هذه الحالة.
    ما أريد أن أقوله هو أن هناك عوامل لا دخل للإنسان فيها ومنها الأبوان، والميلاد والموت والعمر والسلامة من العاهات ومستوى الفهم والذكاء. هذه كلها مرادة من خارجه. فكيف يجوز لأحد أن يقول أن الإنسان يختار أمرا بإرادته هو وحده لا شريك له؟


    وعليكم السلام اخوى ياسر الشريف

    انت كتبت يا ياسر 1- شخص ولد فى الهند لوالدين هندوس ونشأ على الديانة الهندوسية فأين عنصر الاختيار فى هذه الحالة ؟

    الاجابة فى حديث نبوى شريف :

    { روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه } اهـ

    هذا من ناحية ومن ناحية اخرى : لاتنسى انّ من شروط التكليف فى الاسلام بلوغ سن الرشد . يعنى ربنا بيحاسبك بعدما تبلغ سن ال 18
    لان الانسان يستطيع ان يميز ويختار من بين البدائل فى تلك السن .. يعنى يعرف يختار بين الاسلام والكفر مثلا وبين الخير والشر .

    الاسرة فى البيت هى المسئولة الاولى عن تربية الاطفال وغرس القيم الاخلاقية فيهم و البيت يعتبر المدرسة الاولى والاهم فى
    تربية الطفل .

    وايضاً : زوجة سيدنا نوح عليه السلام وولده كانا كافرين ومع انّ نوح كان من الانبياء والرسل
    وايضاُ : زوجة سيدنا لوط عليه السلام كانت كافرة ومع انّ لوط كان من الانبياء والرسل .
    زوجة فروعون السيدة آسيا : كانت مسلمة ومع انّ فرعون كان من ائمة الكفر .

    وأيضا ترى حتى فى بيوت المسلمين تجد مثلا الاب والام ملتزمين اسلامياُ ولكنك تجد ابنهم عكسهم تماما
    او العكس تجد الابن ملتزما وتجد الاب غير ملتزم .

    وأيضا كتبت 2- نفترض أن شخصا أصم وأعمى وأبكم أين عنصر الاختيار في هذه الحالة :

    من أهم شــروط التـكـلـيـف فى الاسلام : الاستطاعة ..

    القاعدة العامة فى مثل هذه المسائل : "من عجز عن شيء من الواجبات سقط عنه التكليف" { لايكلف الله نفساُ الا وسعها }
    ومع هذا ومع ان الاسلام قد اعفاهم من التكليف الا اننا نلاحظ ان بعضاُ من الصم والبكم والعمى يؤدون فرائضهم حسب استطاعتهم .

    وأيضا كتبت 3- هناك عوامل لا دخل للإنسان فيها ومنها الأبوان، والميلاد هناك عوامل لا دخل للإنسان فيها ومنها الأبوان، والميلاد والموت والعمر والسلامة من العاهات ومستوى الفهم والذكاء. هذه كلها مرادة من خارجه. فكيف يجوز لأحد أن يقول أن الإنسان يختار أمرا بإرادته ومستوى الفهم والذكاء. هذه كلها مرادة من خارجه. فكيف يجوز لأحد أن يقول أن الإنسان يختار أمرا بإرادته :

    عند بلوغ سن التكليف ( 18 سنة ) المولى سبحانه وتعالى يسألك انتا ولا يسأل ابويك لانك شخص مكلف ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) بمعنى ابويك لا دخل لهما فى المسألة
    عند السؤال امام الله .

    وأيضا كتبت 4- والميلاد والموت والعمر والسلامة من العاهات ومستوى الفهم والذكاء. هذه كلها مرادة من خارجه. فكيف يجوز لأحد أن يقول أن الإنسان يختار أمرا بإرادته ومستوى الفهم والذكاء. هذه كلها مرادة من خارجه. فكيف يجوز لأحد أن يقول أن الإنسان يختار أمرا بإرادته :

    الانسان لا يُسأل يوم القيامة اذا مات قبل بلوغ سن الرشد . والمجنون غير مكلف ... ومن شروط التكليف : العقل - التمييز - القدرة على فهم ماهو مطلوب منه شرعاُ
    بلوغ سن الرشد اى سن التكليف - و القدرة على اداء التكاليف الشرعية .

                  

10-28-2019, 08:27 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: طبعاً أنتم لم تذوقوا حلاوة الإيمان.
    كدي طلعوا الله دا من المعادلة وانو هو حتى وإن كان موجوداً غير مهتم بما يجري للبشر؛
    تلقوا الأمور ساهلة وواضحة وتشعر بسعادة عجيبة.

    صحي
    "إنك لا تُهدي من أحببت"


    هلا بيك الف ابكرونا يا مستنير

    يا بكرى المشكلة كل المشكلة فى البشر امثال الكيزان الذبن حولوا حياة الناس الى جحيم
    بالله عليك الله مع الكيزان كيف تلقى سعادة !؟
                  

10-28-2019, 08:48 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: يا المسير وماك مخير أنت يا الصابر وعند الله جزاك
    سماعين ود حد الزين
    سلام كبير لصاحب الخيط وضيوفه الكرام


    وعليكم السلام اخوى عبدالله عثمان

    المستحيل اغنية القدر السودانية ..

    تعرف يا عبدالله اخوى " ومع انّ سماعين ود حد الزين يقول :
    ﺃﺻﻠﻮ ﺣﺒﻲ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻲ
    ﻭﺍﻧﺎ ﺣﺎﺳﺲ ﻓﻲ ﺟﺤﻴﻢ ﻧﺎﺭﻙ ﺳﻌﺎﺩﺗﻲ

    الا انّ نواميس الكون والاقدار والسنن الربانية محاطة بى سُنة الزواج احاطة السوار بالمعصم
    والاية تقول : الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ

    لذلك كان الزواج من مسائل التسيير .
                  

10-28-2019, 09:19 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    الست قالت شنو بكلمات إبراهيم ناجي يا حبيبي كل شئٍ بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء
                  

10-28-2019, 09:21 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: muntasir)

    المشكلة بك الزنديق ده سيعمل عمل أهل النار فإذا بينه وبين النار ذراع حيجر واطي لكن يضل الله به كثيراً
                  

10-28-2019, 09:33 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    الشيخ أحمد الطيب بن البشير المتوفي عام 1824م
    قال في كتابه الحكم وشرحه النفس الرحماني في الطور الإنساني قال :
    والقدرية الحادثة التي هي مشكلت المشكلات إن قلت فيها لنا قدرة ،فهذه بدعة
    وافقت القدرية ، وإن قلت ليس لنا قدرة حادثة ، فهذه بدعة وافقت الجبرية،
    وطريق النجاة أن نقول لنا قدرة حادثة ليس لها تأثير في شيء
    حتى تقارن قدرة الله الأزلية، فيحدث عند ذلك الفعل.
    وقلت :وأعلم أن القدرية سبب ضلالهم ،
    أنهم يرون القدر لهم، والجبرية ينفون القدرة الحادثة المثبتة للتكليف
    والجزء الإختياري.
    قال الله تعالى:((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ))
    قال بعض المفسرين من حسنة فمن الله حقيقة
    ومن سيئة فمن نفسك مجاز لا حقيقة
    فافهم يا أخي دقائق العلوم ولا تكون المحجور المظلوم .
    انتهى
    من كتاب الحكم وشرحه للشيخ أحمد الطيب بن البشير

                  

10-29-2019, 07:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: منتصر عبد الباسط)

    تسلم يا علاء وشكرا لك

    Quote: انت كتبت يا ياسر 1- شخص ولد فى الهند لوالدين هندوس ونشأ على الديانة الهندوسية فأين عنصر الاختيار فى هذه الحالة ؟

    الاجابة فى حديث نبوى شريف :

    { روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه } اهـ

    هذا من ناحية ومن ناحية اخرى : لاتنسى انّ من شروط التكليف فى الاسلام بلوغ سن الرشد . يعنى ربنا بيحاسبك بعدما تبلغ سن ال 18
    لان الانسان يستطيع ان يميز ويختار من بين البدائل فى تلك السن .. يعنى يعرف يختار بين الاسلام والكفر مثلا وبين الخير والشر .

    نفترض أن الهندوسي قد بلغ سن الرشد، طبعا أسرته وتنشئته هي التي جعلت منه هندوسيا، تماما كما جاء في الحديث. إذن هذا الوضع مفروض عليه، فهو مسير. قد يقول قائل أن عليه أن يبحث عن الدين الحق!!؟ فماذا لو أنه كان فرحا بما عنده، فإن أهل العقائد "كل حزب بما لديهم فرحون".

    Quote: وأيضا كتبت 2- نفترض أن شخصا أصم وأعمى وأبكم أين عنصر الاختيار في هذه الحالة :

    من أهم شــروط التـكـلـيـف فى الاسلام : الاستطاعة ..

    القاعدة العامة فى مثل هذه المسائل : "من عجز عن شيء من الواجبات سقط عنه التكليف" { لايكلف الله نفساُ الا وسعها }

    نعم معفي من السؤال. المهم أن هذه العاهات ليس له يد فيها، ولذلك هو مسير.
                  

10-29-2019, 07:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: الزواج من مسائل التسيير

    أما في ذلك فأسألني أنا وأنا في ذلك صاحب "ذوق"
    ----
    في موضوع قراية الأيام وربطها بالتسيير والتخيير الأستاذ محمود محمد طه بوصي تلاميذو بمراقبة الى أين تسوقهم اللقمة
    بقول الزول بتسوقو اللقمة
    أكاد أتابع ذلك يوميا وأرى في ذلك أمر التسيير مجسدا
    أحكي قصة كثيرا
    خرجنا وزوجتي من النقطة ألف قاصدين النقطة باء وكنا محملين بسندوتشات
    خرج، وعلى غير موعد بيننا شخص آخر، من النقطة جيم قاصدا النقطة دال
    في الطريق نحن والشخص الآخر، ولغير ما سبب واضح، عرجنا على نقطة (سمها صاد) ما كانت في خطتنا ولا خطته ان نغشاها
    أها يا سيدي اللمنتي عليك الزول دا أكل سندوتشاتنا دي وواصل

    كأن شيئا لم يكن

    راقبوا اللقمة
    يكون عندكم علم ذوق في التسيير

                  

10-29-2019, 07:19 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: دي إشارات عميقة جداً تصعب على كثير من الماديين هنا

    يا مستنير قال النابلسي الذي له قبة تزار في دمشق (مكاشفي صاحبك الشيوعي)
    ظهرت أنوار سلمى لك من خلف الستاير
    لا يكن طرفك أعمى عن تناويع الأشاير
    ---
    عندهم:
    رأى البرْقَ شرقيّاً، فحنّ إلى الشرْقِ،, ولو لاحَ غربيَّاً لحنَّ إلى الغربِ.
    فإنّ غَرامي بالبُرَيْقِ ولمحِهِ, وليسَ غرَامي بالأماكِنِ والتُّرْبِ.
    ---
    لذلك يا مستنير قال الغرقان لما سمع أحمد المصطفى بركات يغني ويقول:
    في الفي شرق تعال لي
    أنا ما بروق تعال لي
    قال الغرقان: صلى الله عليه وسلم
    ----
    مدد يا حفيد ود ضبعة
                  

10-29-2019, 05:20 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الست قالت شنو بكلمات إبراهيم ناجي يا حبيبي كل شئٍ بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء


    تحياتى اخوى منتصر

    ياسلااااام .. ان كانت غنية المستحيل اجود اغانى القدر السودانية فان غنية الاطلال هى افضل اغانى القدر المصرية
    وهى واحدة من افضل ما جادت بها الست .

                  

10-29-2019, 05:23 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: الشيخ أحمد الطيب بن البشير المتوفي عام 1824م
    قال في كتابه الحكم وشرحه النفس الرحماني في الطور الإنساني قال :
    والقدرية الحادثة التي هي مشكلت المشكلات إن قلت فيها لنا قدرة ،فهذه بدعة
    وافقت القدرية ، وإن قلت ليس لنا قدرة حادثة ، فهذه بدعة وافقت الجبرية،
    وطريق النجاة أن نقول لنا قدرة حادثة ليس لها تأثير في شيء
    حتى تقارن قدرة الله الأزلية، فيحدث عند ذلك الفعل.
    وقلت :وأعلم أن القدرية سبب ضلالهم ،
    أنهم يرون القدر لهم، والجبرية ينفون القدرة الحادثة المثبتة للتكليف
    والجزء الإختياري.
    قال الله تعالى:((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ))
    قال بعض المفسرين من حسنة فمن الله حقيقة
    ومن سيئة فمن نفسك مجاز لا حقيقة
    فافهم يا أخي دقائق العلوم ولا تكون المحجور المظلوم .
    انتهى
    من كتاب الحكم وشرحه للشيخ أحمد الطيب بن البشير


    تحياتى اخوى منتصر عبدالباسط

    شكراُ على المرور والمشاركة .
                  

10-29-2019, 06:14 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    الابتــــلاءات والفتن :

    قال تعالى {ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون}
    155-156 البقرة

    الابتلاء سنة ربانية فى عباده جميعاُ مؤمنه وكافره والعبد يُبتلى حسب ايمانه .
    فى الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشد بلاء قال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ؛ يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه
    وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة"

    والمولى سبحانه وتعالى يبتلى العبد بالخمس الوارد ذكرها فى الاية اعلاه بالخير والشر قال تعالى :
    { وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } 35 الانبياء يعنى ربنا يبتلى العبد مرة بالشر ومرة اخرى بالخير مثال : يبتلى العبد بالصحة ومرة اخرى بالمرض
    مرة بالفقر ومرة اخرى بالغنى . ( وفى الحالتين تعتبر فتنة ) ولا بد من العلم انّ هناك فتنتان : فتنة من الله وفتنة من الناس .
    فتنة الناس هى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ }10 العنكبوت
    وفى المجتمعات يقولون بأنّ فلان : زول فتنة .. مثل هذه الفتنة يجب على الشخص ان يدفعها بالتى هى احسن مع توصية الشخص الفاتن بأن عمله
    لايُرضى الله ورسوله ولا يُرضى الناس .

    مراتب البــــــــــــلاء :

    1- الابتلاء لاختبار وتمحيص ايمان العبد وثباته .
    2- تطهير العبد من الذنوب والخطايا .
    3- رفع درجة العبد { هذه المرتبة خاصة بالانبياء والرسل وأصحاب المراتب الايمانية السامية من الاولياء والصالحين . }

    والغاية الاسمى من البلاء تتمثل فى : التدريب على الصبر وقد قيل : الصبر مفتاح الفرج

    وفي الصبر قال تعالي :- { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }10 الزمر

    والصــــبر هو كفّ اللسان عن التسخط وحبس الجوارح عن المعاصي والالتجاء الي الله بالكلية بسائر العبادات فالعبد
    اما في نعمة فيشكر عليها او نقمة فيصبر عليها حيث كان صلي الله عليه وسلم اذا حزّ به امر صلي - كما ورد في الاثر
    والصــــــبر علي ثــلاث :

    1- صـبر علي ترك المحارم والمعاصي
    2- صــبر علي فعل الخيرات والطاعات والقُربات
    3-صــبر علي المصائب والنوائب

                  

10-29-2019, 06:35 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    أنواع البـــــــــلاء :
    تأكّد جيدا بان المولي سبحانه وتعالي يبتلي عباده بهذه الخمس وخلال الخمس يبتليهم بالشر والخير وقد قيل بأن الخير في البلاء استدراج
    وغايته سبحانه وتعالي في البلاء تطهير العباد ورفع الدرجات .
    1) الخــوف : هو الذعر - فاذاقها الله لباس الجوع والخوف - وعكسه الامن.
    2)الجــــوع : هو القحط - فاذاقها الله لباس الجوع والخوف - وعكسه الشبع.
    3)نقص الامـوال : بذهاب بعضها أوكلها - وتلك الايام نداولها بين الناس - ال عمران 140
    أى: ايام الشدة والرخاء أيام السعادة والشقاء ايام المرض والعافية - وقد قيل بأن الايام دُول - = كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ= 7 الحشر
    أى لكي لايكون المال متداولا بين الاغنياء فقط بل بين الاغنياء والفقراء والتداول بتداول الايام ولايوجد علي ظهر الارض من عاش طوال حياته علي وتيرة واحدة سواءا في الفقر اوالغني السعادة اوالشقاء المرض اوالعافية قال الرسول صلي الله عليه وسلم : ان الله قسم بينكم اخلافكم كما قسم بينكم ارزاقكم وان الله يعطي المال من يحب ومن لايحب ولايعطي الايمان الامن احب .قال تعالي ( لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) 23 الحديد
    فالعطاء قد يكون نعمة لك لانك تشكر الله وتؤدى حقه أو يكون فتنة لانك لا تشكر الله ولا تؤدى الحق الواجب عليك - فالمولي سبحانه وتعالي يعلمنا هنا ان ما انتهي فقد انتهي فلا تفكر فيـــــه انما ان تأخذ منه الدروس والعبر فقط وان لاتشغل فكرك به .
    4) نقص الانفـس : ( كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون - كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون - كموت الاهل والاحباب والاصحاب بالموت اوالقتل او المرض قال الرسول صلي الله عليه وسلم : مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنه في نفسه وماله وولده حتي يلقي الله تعالي وماعليه من خطيئة وقال - من يردالله به خيرا يصب منه - قال صلي الله عليه وسلم : ان للمريض اربعا : يرفع عنه القلم ويكتب له من الاجر مثل ماكان يعمل في صحته ويتبع المرض كل خطيئة من مفصل من مفاصله فيستخرجها فان عاش عاش مغفورا له وان مات مات مغفورا له - والاحاديث كثيره في هذا الباب \
    5)نقص الثمرات : بالهـلاك او قلة الانتاجية - وخير مثال لهذا قصة اصحاب الجنة في سورة القلم قال تعالي ( انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة اذا اقسموا ليصرمنها مصبحين ) 17 - 33 كانوا اخوة وكان والدهم من الصالحين يخرج زكاة ثماره للفقراء والمساكين وذوى الحاجات وبعد موته حلفوا فيما بينهم جميعا ليجذّن ثمرها ليلا لئلا يعلم بهم فقير ولاسائل ليتوفر ثمرها عليهم ولايتصدقوا منه بشىء ولان قسمهم كان في معصية الله حنثهم الله في ايمانهم حيث اصابتها آفة سماوية احرقتها وجعلتها كالليل البهيم الهالك السواد ونادى بعضهم علي بعض وقت الصبح لجذّ الثمار فانطلقوا وهم يتناجون فيما بينهم يقول بعضهم لبعض لاتمكنوا اليوم عليكم مسكين ولافقيرا يدخلها عليكم فلما رأوها قالوا انا لضالون قال اوسطهم اى خيرهم الم اقل لكم لولا تسبحون او هلا تسبحون الله وتشكرونه علي ما اعطاكم وانعم به عليكم وندموا واعترفوا واتوا بالطاعة حيث لاتنفع ولاموا بعضهم بعضا علي ماكانوا اصـروا عليه من منع المساكين حيث اعترفوا بالخطيئة والذنب (وكذلك الحال لمن خالف امر الله وبخـل بما آتاه الله وانعم به عليه )

    وعند المصيبة يقول العبد ويستجير - انالله وانا اليه راجعون - ويحتمي بقوله تعالي - قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا هو مولانا وعلي الله فليتوكل المؤمنون -

                  

10-29-2019, 08:39 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    أمثلة لبعض ابتلاءات الانبياء والرسل فى القرآن الكريم :

    - ابراهيم عليه السلام :

    القاءه فى النار ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ) 68-70 الانبياء-
    - ابتلاه الله بالعقم وعدم الخلفة فى بداية حياته ورزقه باسماعيل واسحاق فى اخر عمره وعلى كبر السن .
    - والفتنة الكبرى بأن أمره بذبح ابنه اسماعيل ( ليرى مدى صبره لانه رزقه على الكبر وهو حين الامر بالذبح كان ابنه الوحيد ) وهو كان يحبه جدا .

    Quote: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ-فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ -وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ
    قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ -إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ -وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ-وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ -سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ-كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ -إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ -
    وبشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ -وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ 102-113 الصافات


    2- يوسف عليه السلام :

    - فتنة الجمال ( الفتنة مع امرأة العزيز )
    - فتنة مع اخوته حيث حسدوه على حب ابيهم له وتخصيصه بمعاملة خاصة .
    حيث اتفقوا على التخلص منه بأن قاموا بضربه ضرباُ مبرحاُ وألقوه فى البئر ثم ما كان من أمر القافلة التى كانت متجهة الى مصر ووقفوا عند البئر
    ليشربوا وتشرب دوابهم وانقاذهم له عليه السلام ثم شرائه بثمن قليل حيث انهم كانوا فيه من الزاهدين ( يعنى ما كانوا عايزينو ) وبعد وصولهم الى مصر
    قاموا ببيعه لعزيز مصر .
    - ابتلاه الله تعالى بالابتعاد عن والديه لاكثر من ثمانين عاماُ حيث كان وزيرا من اهم وزراء عزيز مصر .

    3- موسى وهارون عليهما السلام :

    - فتنة موسى وهارون وبنى اسرائيل حيال ظلم الفرعون والمصريين وحتى وفات هارون ثم موسى
    وقصة ال 18 آيــة الى ابتلى بها الله فرعون مصر ( 9 أيات ) وابتلاء بنى اسرائيل منذ الخروج من مصر وحتى التيه ووفاة هارون وموسى
    أيضا ( 9 ) آيات

    4 - داود عليه السلام :

    - فتنته فى الحكم بين الناس والخصم الذين تسوروا المحراب حيث انهم كانوا مرسلين من الله تعالى ليعلموه أصول الحكم وقواعد القضاء
    ولكنه تسرع وقبل ان يسمع اقوال الطرف الثانى فى القضية وحكم له ولكنه ادرك خطأه فخر راكعاُو أناب :
    {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} 24 ص -

    5- سليمان عليه السلام :

    فتنته بالمُلك حيث انه طلب من الله مُلكاُ لاينبغى لاحد من بعده حيث فتنته الخيل والتمتع بها وأنسته ذكر الله
    - ثم فتنة ســلب المُلك والقاء الجســد على كرسيه ( كرسى المُلك ) - وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ - 34 ص
    أى : شيطاناُ تجـسّـد فى شكل انسان .

    6- ايوب عليه السلام

    الابتلاء بالمرض لمدة تزيد على 18 سنة .
    وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ -فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ
    83-84 الانبياء

    7- يونس عليه السلام :

    وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ-87 الانبياء
    وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ-إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ-فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ-فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ-فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
    لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ -139-144 الصافات

    مغاضباُ : اى : أغضبه قومه بالكفر وعدم الايمان .

    فتنة استعجاله للنتائج وغضبه من قومه لانهم لم يؤمنوا به وقصة خروجه من قومه الى السفينة هربا منهم
    وقصة انّ السفينة كانت حملوتها اكثر من المطلوب ولذلك قرروا القاء واحدا من الركاب فى البحر وعملوا القرعة او السهم
    ( فساهم فكان من المدحضين ) اى : من الخاسرين حيث وقعت عليه القرعة فى الالقاء فى الماء
    وهو مُليم : اى ملام على فعلته فى المغاضبة .
    وقومه : كفروا به فى بداية الامر ثم آمنوا به بعد عودة يونس من بطن الحوت .
    فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ - 98 يونس

    - الرسول صلى الله عليه وسلم :

    تعرض لجيمع صنوف الابتلاءات من الاضطهاد والايـذاء والتجويع والتعذيب والسخرية وبالفقر مرة والغنى والجاه والسلطان مرة اخرى .

    - ابتلاء الله تعالى اصحاب الجنة فى سورة القلم :

    ( انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة اذا اقسموا ليصرمنها مصبحين وَلا يَسْتَثْنُونَفَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَفَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ
    فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَن لّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ
    فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ
    قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَكَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون) 17 - 33
    كانوا اخوة وكان والدهم من الصالحين يخرج زكاة ثماره للفقراء والمساكين وذوى الحاجات وبعد موته حلفوا فيما بينهم جميعا ليجذّن ثمرها ليلا لئلا يعلم بهم فقير ولاسائل ليتوفر ثمرها عليهم ولايتصدقوا منه بشىء ولان قسمهم كان في معصية الله حنثهم الله في ايمانهم حيث اصابتها آفة سماوية احرقتها وجعلتها كالليل البهيم الهالك السواد ونادى بعضهم علي بعض وقت الصبح لجذّ الثمار فانطلقوا وهم يتناجون فيما بينهم يقول بعضهم لبعض لاتمكنوا اليوم عليكم مسكين ولافقيرا يدخلها عليكم فلما رأوها قالوا انا لضالون قال اوسطهم اى خيرهم الم اقل لكم لولا تسبحون او هلا تسبحون الله وتشكرونه علي ما اعطاكم وانعم به عليكم وندموا واعترفوا واتوا بالطاعة حيث لاتنفع ولاموا بعضهم بعضا علي ماكانوا اصـروا عليه من منع المساكين حيث اعترفوا بالخطيئة والذنب (وكذلك الحال لمن خالف امر الله وبخـل بما آتاه الله وانعم به عليه ومنع حق المسكين والفقراء وذوي الحاجات ) تفسير ابن كثير
                  

10-30-2019, 03:57 AM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9398

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    سلام للجميع هنا
    غايتو الشى الفاهمو انو هناك امرين يحكمان الانسان بحسب ثنائية أمر التكوين
    و امر التكوين بيد الله تعالى منذ بدء الخليقة و الى يوم الساعة و لا يملك اى مخلوق ,,, انس و جن و شياطين .... منه شيئا و لا يملكون حت عصيان امره
    عشان كده فى قول ان ابليس لم يعص الله فى امر التكوين لتتحقق ارادة الله فى امر الخير و اعماله من نية و قول و فعل و الشر و اعماله من نية و قول و عمل
    و الحساب يوم يقوم ميزان الحساب كنيجة للعمل .....
    ____
    سنده صغيرونة
    لكل امر سبب و امر الخلق الذى هو اول امر و استتبعته بقية الاوامر من خير و شر و قضاء و قدر و رزق مرتبطة تماما بصورة لا فكاك لها منه فخلق
    الكون ليكون مسرحا لمخلوقاته و اوامره التكوينية و التشريعية

    فى الحديث الشريف ,,,عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام،
    قال: "إن الله تبارك وتعالى لا تقدر قدرته، ولا يقدر العباد على صفته ولا يبلغون كنه علمه ولا مبلغ عظمته،
    وليس شئ غيره، هو نور ليس فيه ظلمة وصدق ليس فيه كذب، وعدل ليس فيه جور، وحق ليس فيه باطل،
    كذلك لم يزل ولا يزال أبد الآبدين، وكذلك كان إذ لم يكن أرض ولا سماء ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب ولا مطر ولا رياح،
    ثم إن الله تبارك وتعالى أحب أن يخلق خلقا يعظمون عظمته ويكبرون كبرياءه ويجلون جلاله. فقال: كونا ظلين، فكانا كما قال الله تبارك وتعالى"
    و فيما هو منقول عن الاسرائيليات قوله تعالى .... كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف
    يبقى علة خلق الخلق هى معرفة الله
    و المعرفة لا تتم الا بالادراك و العمل
    و الادراك مكمنه العقل و القلب و عشان كده جانا التكليف بمعرفة الله
    ____
    عود لبدء
    يبقى خلق الخير و الشر يلزمهما عمل و ربط الاعمل بالهداية و الغواية
    و الهداية بيد الله كذلك القضاء و القدر و الرزق و الهبة
    و الغواية بيد ابليس
    يبقى هنا نزلنا للامر التشريعي
    و اول من عصى الله ابليس كأول عمل و كانت خطيئة الكبر
    قال انا خير منه خلقتنى من نار و خلقته من طين
    هنا ابليس اقر بقدرة الله على الخلق
    اذن ابليس يعرف الله كذات قادرة على كل شئ
    لكن خطيئته قامت على مخلوقان من خلق الله هو و ادم فى افضلية الخلق
    سببها الافضلية و من هنا جاء قول ابليس ... قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ۝
    هنا انتهى دور ابليس الذى اطاع فيه ربه
    و جاء دوره فى الامر التشريعى الذى عصى فيه ربه
    قال الله تعالى .... قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ۝ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ۝
    طلب الانظار له سبب و علة السبب فى قوله تعالى على لسان ابليس
    قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝
    اذن غواية الله لابليس سبب خلق الشر و ادواته من ية و قول وعمل
    و من هنا جاءت الغواية ضمن حكم الامر التشريعي و الهداية فى قول الله تعالى على لسان ابليس
    إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
    بمعنى ان استثساء ابليس لهم سببه هداية الله لهم
    يبقى صراع الخير و الشر محوره الانسان الذى اساس خلقه معرفة الله
    و الامتثال له لسبب انه يملك الادراك و القلب و العقل لتحقيق معرفة الله بالنية و العمل
    و وسيلته لذلك الرسل و الانبياء لتبان طريق المعرفة بما استلزمت من اعمال تقودك للمعرفة الحقة
    و لابليس ادواته فى الغواية من وسوسة و مباهج تقود الانسان برغم معرفته بالله الى انكار وجوده او الشرك به
    نجى للانسان
    امر التكوين لازمه فى خلقه و تكوبنه داخل رحم امه
    فهو اتى للدنيا بأمر معلوم و وقت معلوم لا يملك منه شيئا
    و يغادرها فى وقت معلوم لا يعلم عنه شيئا
    هنا الانسان مسيّر و ليس مخير
    و من جانب اخر معفى من التكليف حتى تكتمل ادوات المعرفة له
    و سبحان الله ربطها بالاحتلام
    و ليه الاحتلام
    لسبب بسيط جدا ن الانسان دخل مرحلة تحقيق الامر التكوينى الاول فى خلق الخلق
    عبر وسيلة اودعها الله فيه اساسها التكاثر
    و منها جاءت الهبةو المربوطة بقدرة الله فى ملكه و خلقه حتى داخل الارحام
    لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49)
    أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
    يبقى شنو
    الانسان فى وقت مولده و نوعه ذجرا او انثى و مغادرته حين موته لا يملك من الامر شيئا
    فى حياته هو رهن الهداية و الغوايةو له الخيار فى ذلك و قوله تعالى فى سورة الانسان ابلغ دليل لذلك
    و فيها قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
    هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)
    و فيها تقرير واضح لطريق معرفة الله بالشكر او .... و هى واضحة فى اداة التخيير إِمَّا ... الغواية التى تقود للكفر
    يعنى بالدارجى الواضح ربنا وراك الدرب
    و لك الخيار
    و الله اعلم




                  

10-30-2019, 10:16 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: جلالدونا)

    سلام للجميع وتحية خاصة لك يا جلالدونا
    لاحظت عبارات الأمر التكويني والأمر التشريعي في مداخلتك. أرجو أن تجد ماكتبه الأستاذ محمود في كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" مفيدا. في الحقيقة الإنسان المعاصر يريد الإجابة على مثل هذه الأسئلة التي ذكرت في قصيدة الطلاسم.

    @@@@@@@@@@@

    الباب الثالث: القرآن والتسيير - التسيير ما هو؟

    القرآن والتسيير

    (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )) ومن الظالمين من يعتمد على العقل ، في فهم حقائق الدين ، كل الاعتماد .
    والقرآن قد جعل وكده تركيز فهم التسيير في العقول ، بالطائفة المستفيضة من آياته ، فإذا استقرت مدركات العقول في طـوايا الصدور ، ظهـر أن ليـس في القـرآن حـرف لا يـدعو إلى وحدة الفاعل .. فوحدة الفاعل هي أصل التوحيد ، وقاعدته ، وبتجويد وحدة الفاعل تتبع كل مستويات التوحيد الأخرى . وأمر التسيير هو وحدة الفاعل هذه . فلنستمع إلى طائفة من هذه الآيات (( هو الذي يسيركم في البر ، والبحر ، حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة ، وفرحوا بها ، جاءتها ريح عاصف ، وجاءهم الموج من كل مكان ، وظنوا أنهم أحيط بهم ، دعوا الله ، مخلصين له الدين ، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ، يأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ، متاع الحياة الدنيا ، ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون . ))
    هذا أوضح كلام في التسيير الإلهي للناس ، وقد أشار إشارة لطيفة إلى علة الغفلة ، وهي سعة الحيلة ، فإننا إذا احتلنا في أمورنا ، ونجعت حيلتنا في حل مشاكلنا ، مد لنا هذا النجاح في أسباب الغفلة ، فتوهمنا أنا أصحاب إرادة مختارة . والحيلة في البر أوسع منها في البحر ، ولذلك قال (( هو الذي يسيركم في البر ، والبحر )) ثم ذهب يفصل أهوال البحر التي تظهر أمامها قلة حيلتنا وعندها (( دعوا الله ، مخلصين له الدين ، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )) فلما جاءت دعوتهم بلسان حالهم أنجاهم ، تبارك وتعالى ، ثم قـص علينـا ما كان من أمـرهم فقال (( فلمـا أنجاهـم إذا هـم يبغـون في الأرض بغير الحق )) يعني لما خرجوا من أهوال البحر ، ووطئوا البر ، واستشعروا القدرة على الحيلة ، رجعت إليهم غفلتهم ، وادعوا إرادة واختيارا . وهو هنا يذكرنا بأن الذي يسيرنا في البر هو الذي يسيرنا في البحر ، فيجب ألا نكون من الغافلين .
    وقوله تعالى (( إني توكلت على الله ، ربي وربكم ، ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على سراط مستقيم )) وقوله تعالى (( أفغير دين الله يبغون ، وله أسلم من في السموات والأرض ، طوعا وكرها ، وإليه يرجعون ؟ )) وقوله تعالى (( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم ؟ قل الله خالق كل شئ ، وهو الواحد القهار )) وقوله تعالى (( تسبح له السموات السبع ، والأرض ، ومن فيهن ، وإن من شئ إلا يسبـح بحمـده ولكن لا تفقهـون تسبيحهـم ، إنه كان حليمـا غفورا )) وقولـه تعالى (( والله خلقكم وما تعملون )) أي خلقكم وخلق أعمالكم . وقوله تعالى (( ما أصاب من مصيبـة في الأرض ، ولا في أنفسكم ، إلا في كتاب ، من قبل أن نبرأها ، إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكـم ، ولا تفرحوا بما آتاكم ، والله لا يحب كل مختال فخور * الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخـل ، ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد )) وفي جميع هذه الآيات حكمة تربوية بالغة ، يستفيد منها من يستيقن أمر التسيير .

    التسيير ما هو؟

    أول ما يجب توكيده هو أن الله لا يسير الناس إلى الخطيئة ، وإنما يسيرهم إلى الصواب ، قال تعالى عن لسان هود (( إني توكلت على الله ، ربي وربكم ، ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ، ان ربي على سراط مستقيم . )) ومعنى هذا أن الله مسير كل دابة على السراط المستقيم ، وكل دابـة مهتدية ، حالا ، ومآلا، ما دامت في طاعة الله ، وليس شئ في الوجود بمفلت عن هذه الطاعة ، ولكن الله تبارك وتعالى يريد أن يكون المطيع مدركا لهذه الطاعة ، وبهذا وضع خطا فاصلا بين الهدى والضلال ، ما دونه ضال ، ومن فوقه مهتد ، وهنا دخل اعتبار الإيمان والكفر . وليس الاختلاف بين الإيمان والكفر اختلاف نوع ، وإنما هو اختلاف مقدار ، فالمؤمن علمه أكثر من الكافر .. أو قل أن المؤمن يطيع الله وهو عالم بذلك ، والكافر يطيع الله وهو جاهل بذلك ، والله تعالى يقول (( إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ، وهو العزيز الحكيم )) هو يعلم ذلك ولكنهم لا يعلمون ، وهو يريد لهم أن يعلموا . و (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟ )) .
    إن إرادة الله لا تعصى ، ولكن الله يريد أن ينقل الخلائق من طاعة ما يـريد ، إلى طاعة ما يرضى ، فإنه سبحانه وتعالى أراد شيئا لم يرضه . فهو تعالى يقول (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ، ولا يرضى لعباده الكفر ، وإن تشكروا يرضه لكم . )) فكأنه يقول ، إن تكفروا فإنكم لم تكفروا مغالبة لله ، وإنما كفرتم بإرادته ، ولكنه لا يرضى منكم ما أراده لكم . والرضا هو الطرف الرفيع من الإرادة . أو هو قمة هرم قاعدته الإرادة ، فالإرادة في مرتبة (( الثنائية )) ، والرضا في مرتبة (( الفردانية )) ، ففي الإرادة يدخل الكفر والإيمان ، ولكن بالرضا لا يدخل إلا الإيمان .
    والأمر التكويني أعلى من الإرادة . فقمته رضا وقاعدته إرادة فهو هرم مكتمل ، وتفصيل ذلك يجيء في آخر يس حيث يقول جل من قائل (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) . والأمر التشريعي يمثل قمة هرم الأمر التكويني ، حين تكون قاعدته إرادة ، والله تعالى حين قال (( وإذا أردنا أن نهلك قرية، أمرنا مترفيها ، ففسقوا فيها ، فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) إنما أراد بالأمر هنا الأمر التكويني في مستوى قاعدة هرمه ، وهو إرادة . وحين قال (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا ، والله أمرنا بها ، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ، أتقولون على الله ما لا تعلمون ؟ )) إنما أراد الأمر التشريعي ومعنى (( إن الله لا يأمر بالفحشاء )) إن الله لا يرسل رسلا ، ويؤيدهم بالمعجزات ، ثم تكون شرائعهم داعية إلى الفحشاء (( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم ، والنبوة ، ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ، ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب ، وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ؟ )) .
    فالأمر التشريعي دعوة لإخراج الناس من إرادة الله إلى رضاه تعالى ، ومن اجل ذلك أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، وقال فيها (( ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون )) ..
    ومع أن الأمر التشريعي وحدة ، إذا ما قورن بالإرادة ، فإنه ، لدى النظر الدقيق ، ذو شكل هرمي أيضا ، قاعدته الشريعة الجماعية ، وقمته الشريعة الفردية ، وقمة هرم الأمر التشريعي هذه ، تكون لقمة هرم الأمر التكويني قاعدة ، وهذا الأخير قمته عند الله ، حيث لا حيث . وإلى هذه القمة الدقيقة ، الممعنة في الدقة ، الإشارة بقوله تعالى (( إنا كل شئ خلقناه بقدر ، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) وهكذا يظهر بوضوح هرم الكائنات ، قمته التنزل الأول إلى مرتبة الاسم ، وهو مرتبة الشريعة الفردية وقاعدته التنزل الأخير إلى مرتبة الفعل ، وهو مرتبة التعدد ، في الأحياء والعناصر ، وأسفل السافلين فيها هو الدخان ، وهو بخار الماء ومنه خلقت الأشياء ، والأحياء . قال تعالى: (( ثم استـوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها ، قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين ، وأوحى في كل سماء أمرها ، وزينا السماء الدنيا بمصابيح ، وحفظا ، ذلك تقدير العزيز العليم )) وأدنى من ذلك إلى قاعدة هرم الخليقة قوله تعالى عن هذا الدخان (( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، وجعلنا من الماء كل شئ حي ، أفلا يؤمنون ؟ )) وحين كانت قمة هذا الهرم عند الله فقد كانت القاعدة بعيدة عنه ، وليس البعد هنا بعد مسافة ، وإنما هو بعد درجة . فقمة هرم الخليقة ، وهي مرتبة الشريعة الفردية ، في عالم الملكوت . وقاعدة الهرم في عالم الملك ، وعالم الملكوت مهيمن على عالم الملك ، حتى أن عالم الملك بمثابة الظلال لعالم الملكوت ، فعالم الملك هو عالم الظاهر ، وعالم الملكوت هو عالم الباطن ، أو قل عالم الملك هو العالم المحسوس ، حيث التعدد ، وعالم الملكوت هو عالم المعاني ، حيث الوحدة ، وليس معنى هذا أن ليس في عالم الملكوت محسوس ، ولكن معناه أن محسوسه هو من اللطف بحيث لا يحس إلا بالحاسة السابعة .. وسلطان العاشقين ، ابن الفارض إنما عنى هذا اللطف اللطيف حين قال :
    ولطف الأواني في الحقيقة تابع للطف المعاني والمعاني بها تنمو
    ذلك بأن لكل معنى حسا ، ولكل حقيقة شريعة ، فكل معنى من المعاني ، أو حقيقة من الحقائق هي ذات شكل هرمي ، له قمة وله قاعدة ، وكلما دقت القمة دقت القاعدة تبعا لذلك ، أو قل ، إن شئت ، كلما دق المعنى دق الحس .
    قال تبارك وتعالى (( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ، وإليه ترجعون )) فملكوت كل شئ هو فرديته . وإليه ترجعون توكيد لهذا الفهم ، لأن الرجوع إلى الله إنما يكون بتقريب صفات العبد من صفات الرب . فكأن الخلائق مسيرة إلى فردياتها بجمعيتها ، من التعدد في الوحدة ، بفضل التوحيد .
    قوله تعالى (( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون * فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين )) .. لقد ذكرنا أن ظاهر القرآن عنى بآيات الآفاق ، وباطنه عنى بآيات النفس البشرية . والكرامة عند الله للبشر ، وليست للسموات ولا للأرض ، بل إن النملة عند الله أكرم من الشمس ، لأن النملة دخلت في سلسلة من الحياة والموت ، لم تتشرف بها الشمس ، وهي تتطلع إليها ، وترجوها بشق النفس . ومن أجل ذلك فإنا لن نتحدث عن تفسير الظاهر في هذه الآيات ، ومن أراده فليلتمسه في أي من كتب التفاسير ، فهو مبذول .
    أقسم الله بنفسه حين أقسم بقوى النفس البشرية (( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به ، والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبا )) وهذه النفس الواحدة التي خلقنا منها إنما هي نفسه تبارك وتعالى . و (( التين )) النفس ، و (( الزيتون )) الروح ، و (( طور سينين )) العقل ، و (( هذا البلد الأمين )) القلب ، . وقد أسلفنا القول بأن العقل هو نتيجة لقاح النفس والروح ، ونقول هنا أن العقل هو طليعة القلب ، ورائده إلى المعرفة ، وهو له بمثابة عكاز الأعمى ، يتحسس به الطريق ، أو قل ، إن شئت ، أن العقل يقوم من القلب مقام الحواس منه هو . وهو حين يقوى ، ويستحصد ، ويصبح يتلقى مداركه عن الحواس جميعها في كل لحظة ، يصير الحاسة السادسة المرتقبة ، ذلك بأن الحياة إنما بدأت بحاسة واحدة ثم تقدمت ، في سحيق الآماد ، إلى الحاسة الثانية ، فالثالثة ، فالرابعة ، فالخامسة ، وهي منطلقة في طريقها إلى الحاسة السادسة ، ثم الحاسة السابعة ، وتلك نهاية المطاف . ولا يكون الترقي بعدها إلا بتطوير هذه الحواس السبع نفسها ، لا بزيادة في العدد عليها. فالحاسة السادسة إذن هي العقل ، حين يستحصد ، ويصبح قادرا على أن يذوق ،ويشم ، ويلمس ، ويرى ، ويسمع ، كل شئ ، وفي لحظة واحدة . فإذا بلـغ العقل هذا المبلغ ، فإنه يعرف قدر نفسه ، ويعلم أن مكانه خلف القلب لا أمامه ، ويسمع ، ويحاول أن يطيع ، قول العارف الجنيد : (( وقدم إماما كنت أنت أمامه )) . ولكن طاعة هذا الأمر هي أشق الأشياء عليه ، وهي لا تتحقق إلا الفينة بعد الفينة ، وفي قمة السلوك المجود . ولا يطول المكث فيها ، إذ فيها يرد الخطاب من خضر القلب ، على موسى العقل (( إنك لن تستطيع معي صبرا )) ولكن هذه اللحظة القصيرة ، التي يطيقها موسى كل فرد مع خضره هي زنة الدهر الدهير ، لأنها خارج الدهر .. وهي مقام (( ما زاغ البصر، وما طغى )) وعندها يشاهد السالك من ليس يحويه الدهر .. هذا مقام الشهود الذاتي بسقوط كل الوسائط ، في تلك اللحظة يبلغ القلب مبلغ الحاسة السابعة وفيها يكون السالك وترا .
    ثم لن يلبث العقل أن يدركه ضعفه ، فيجهل قدر نفسه ، ويتقدم على القلب ، وعندها يصبح العابد شفعا ، ويحجب بأنوار العقل عن شهود الذات ، ولا يشهد إلا تجلياتها في مرتبة الاسم ، أو في مرتبة الصفة ، أو في مرتبة الفعل ، وأدناها مرتبة وحدة الفاعل ، والسالك في مراتب حجب النور صاحب شرك خفي ، وهو صاحب شريعة فردية ، ومن ثم فهو في ملكوته .
    قوله تعالى من الآيات السوالف (( لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم )) إشارة إلى خلقه في عالم الملكوت ، وهو قمة هرم الخليقة ، وذلك في عالم الأمر ، وقوله (( ثم رددناه أسفل سافلين )) إشارة إلى خلقه في عالم الملك ، وهو قاعدة هرم الخليقة ، وذلك عالم الخلق (( ألا له الخلق والأمر )) وعالم الخلق هو أيضا الذي أشار إليه بقوله (( إنا كل شئ خلقناه بقدر * وما أمرنا الا واحدة كلمح بالبصر )) وقصة الخلق في أحسن تقويم ، ثم الرد إلى أسفل سافلين ، تحكيها هذه الآيات (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ، ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ، ونقدس لك ؟ قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ، ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالـوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ، انك انت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ، ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات ، والأرض وأعلم ما تبدون ، وما كنتم تكتمون ؟ * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، فسجدوا إلا إبليس ، أبى واستكبر، وكان من الكافرين * وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ، ولا تقربا هذه الشجرة ، فتكونا من الظالمين * فأزلهما الشيطان عنها ، فأخرجهما مما كانا فيه ، وقلنا اهبطوا ، بعضكم لبعض عدو ، ولكم في الأرض مستقر ، ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، إنه هو التواب الرحيم * قلنا اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدى ، فمن تبع هداي ، فلا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون * والذين كفروا ، وكذبوا بآياتنا ، أولئك أصحاب النار ، هم فيها خالدون )) .
    خلق آدم في عالم الأمر كاملا ، وعالما ، وحرا ، وكانت حريته منحة لم يدفع ثمنها ، فامتحنه الله ليرى كيف يصنع فيها ، فقال (( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ، ولا تقربا هذه الشجرة ، فتكونا من الظالمين )) وكانت الشجرة التي نهي عنها هي نفسه ، في الباطن ، وزوجه في الظاهر ، فلم يحسن التصرف في حريته فيؤثر أمر الله على أمر نفسه ، وإنما اختار نفسه عن ربه ، وفسق عن أمره ، واتصل بزوجه ، فصودرت حريته ، إذ عجز عن حسن التصرف فيها ، وهبط إلى حيث يلقى عقوبة المخالفة ، وحيث يبدأ باسترداد حريته بدفع ثمنها ، حتى تكون عزيزة عنده ، فلا يفرط فيها مرة أخرى ، لأن الحرية التي لا يدفع ثمنها لا تعرف قيمتها ، ولا يدافع عنها . قال تبارك وتعالى يحذر حبيبه محمدا من حالة آدم (( فتعالى الله الملك الحق ، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ، وقل رب زدني علما * ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ، ولم نجد له عزما )) .. (( ولقد عهدنا إلى آدم )) يعني أخذنا عليه عهداً بأن يحسن التصرف في حريته فيختار الله دائما . (( فنسي ولم نجد له عزما )) نسي عهدنا ، وضعف عزمه عن التزام واجب الحرية ، فتهالك أمام إغـراء زوجه ، ورغبة نفسه ، فأساء استعمال حريته فصادرناها . و (( كذلك نفعل بالمجرمين )) .
    وحين عصى آدم ربه عن نسيان ، وعن ضعف عن مراغمة النفس ، عصاه إبليس عن قصد مبيت ، وعن استكبار ، ولقد قص الله علينا من خبره فقال (( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ، ونفخت فيه من روحي ، فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم ، أجمعون * إلا إبليس ، استكبر ، وكان من الكافرين * قال يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ، استكبرت أم كنت من العالين ؟ قال أنا خير منه ، خلقتني من نار ، وخلقته من طين ! * قال فاخرج منها ، فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك ، وممن تبعك منهم أجمعين )) وقد كان إبليس عابدا ، ولكنـه كان متكبرا، فحجب بنفسه ، عن ربه ، ولم تنفعه عبادته ، وكان إبليس عالما ، ولكن علمه كان علم ظاهر ، ولم يصحب بعلم باطن ، ولذلك لم يكن تقيا ، ولا كان ذكيا ، فهو يقسم بعـزة الله ، (( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )) ثم يستكبر عن طاعة الله .. وهو اذ فاتته التقوى لم يفكر في الاستغفار ، عند المعصية ، وإنما فكر في الإصرار عليها ، وطلب الإمهال ليجد الفرصة الى الإغراء بها ، (( قال ربي فانظرني الى يوم يبعثون )) ولما قال تعالى (( فانك من المنظرين* الى يوم الوقت المعلوم )) قال هو (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين )) والآية الأخيرة من دلائل علمه ، إذ علم أن عباد الله المخلصين لا طاقة له بهم ، ولكن علمه كما قلنا علم ظاهر بلا تقوى في الباطن . وأما آدم وحواء فقد قالا (( ربنا ظلما أنفسنا ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا ، لنكونن من الخاسرين )) .
    ومهما يكن من الأمر فإنهم جميعا قد عصوا أمر ربهم ، وصاروا بالمعصية غلاظا ، كثافا غير منسجمين مع تلك البيئة اللطيفة ، فهبط بهم وزنهم الكثيف ، من سلم الترقي إلى الدرك ، وهو ما سمي في آيات (( والتين )) أسفل سافلين ، وكان ترتيبهم في الهبوط إبليس أولا ، متبوعا بحواء ، ثم آدم ، وفي بيئتهم الجديدة احتوشتهم الشرور ، من كل جانب ، ولكنهم ما لبثوا أن تأقلموا ، ونسوا ما كانوا فيه من كمال إلا قليلا ، واستجاب الله دعاء إبليس ، فأنظره إلى يوم يبعثون ، فلبث في أسفل سافلين ، من غير ترق منه ، لأنه لم يطلب الترقي ، وإنما طلب الإنظار . واستجاب الله دعاء آدم وحواء ، فلم يلبثا في أسفل سافلين إلا ريثما أدركتهما المغفرة والرحمة التي طلباها في ساعة مخالفتهما أمر ربهما (( إن رحمة الله قريب من المحسنين .))
    وقد يظن ظان حين يقرأ في الآيات السوالف من سورة (( والتين )) قوله تعالى (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون )) أن الاستثناء هنا يعني أنهم لم يردوا إلى أسفل سافلين ، وهذا خطأ . والحق أن هذه الآية وسابقتها تؤديان المعنى المؤدى بقوله تعالى (( وإن منكم إلا واردها ، كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيا )) فنجى ، من أسفل سافلين ، آدم وحواء وبدأ ترقيهما ، بفعل المغفرة والرحمة ، وترك إبليس ، حيث لم يفكر في التغيير .
    قوله (( فما يكذبك بعد بالدين ؟ )) الدين الجزاء ، وهو المعاوضة ، وهو القصاص ، وفيه إشارة إلى قانون القصاص ، الذي قلنا أن الإسلام بني عليه حقيقتـه ، وشريعتـه ، والإشارة تـرمي إلى إرشادنا إلى أن الإنسان ، إنمـا رد مـن مقـام أحسـن تقـويم ، إلى درك أسفـل سافلين ، بحكـم قانـون المعاوضة ، جزاء وفاقا .
    قوله (( أليس الله بأحكم الحاكمين )) تزكية لقانون المعاوضة ، وتذكير لنا بالحكمة المودعة فيه .

                  

10-31-2019, 11:59 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    تحياتى اخوى جلالدونا وشكراُ على المشاركة القيمة :

    Quote: هنا انتهى دور ابليس الذى اطاع فيه ربه
    و جاء دوره فى الامر التشريعى الذى عصى فيه ربه
    قال الله تعالى .... قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ۝ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ۝
    طلب الانظار له سبب و علة السبب فى قوله تعالى على لسان ابليس
    قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝
    اذن غواية الله لابليس سبب خلق الشر و ادواته من ية و قول وعمل

    و من هنا جاءت الغواية ضمن حكم الامر التشريعي و الهداية فى قول الله تعالى على لسان ابليس
    إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ

    بمعنى ان استثساء ابليس لهم سببه هداية الله لهم

    يبقى صراع الخير و الشر محوره الانسان الذى اساس خلقه معرفة الله
    و الامتثال له لسبب انه يملك الادراك و القلب و العقل لتحقيق معرفة الله بالنية و العمل
    و وسيلته لذلك الرسل و الانبياء لتبان طريق المعرفة بما استلزمت من اعمال تقودك للمعرفة الحقة
    و لابليس ادواته فى الغواية من وسوسة و مباهج تقود الانسان برغم معرفته بالله الى انكار وجوده او الشرك به

    نجى للانسان
    امر التكوين لازمه فى خلقه و تكوبنه داخل رحم امه
    فهو اتى للدنيا بأمر معلوم و وقت معلوم لا يملك منه شيئا
    و يغادرها فى وقت معلوم لا يعلم عنه شيئا
    هنا الانسان مسيّر و ليس مخير
    و من جانب اخر معفى من التكليف حتى تكتمل ادوات المعرفة له
    و سبحان الله ربطها بالاحتلام
    و ليه الاحتلام
    لسبب بسيط جدا ن الانسان دخل مرحلة تحقيق الامر التكوينى الاول فى خلق الخلق
    عبر وسيلة اودعها الله فيه اساسها التكاثر
    و منها جاءت الهبةو المربوطة بقدرة الله فى ملكه و خلقه حتى داخل الارحام
    لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49)
    أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
    يبقى شنو
    الانسان فى وقت مولده و نوعه ذجرا او انثى و مغادرته حين موته لا يملك من الامر شيئا

    فى حياته هو رهن الهداية و الغوايةو له الخيار فى ذلك و قوله تعالى فى سورة الانسان ابلغ دليل لذلك
    و فيها قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
    هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)

    و فيها تقرير واضح لطريق معرفة الله بالشكر او .... و هى واضحة فى اداة التخيير إِمَّا ... الغواية التى تقود للكفر
    يعنى بالدارجى الواضح ربنا وراك الدرب
    و لك الخيار
    و الله اعلم
                  

10-31-2019, 01:00 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    القضاء والقدر الانسان هل مسير أم مخير ؟
    من بعض كتاباتى القديمة فى بعض المواقع الاسفيرية .
    ســــر القدر : من موجبات الايمان - الايمان بالقدر خيره وشره - المولي سبحانه وتعالي علـّــــــم الخضر عليه السلام ( سـر القـدر ) ( وعلمناه من لدنا علما ) أى : علــّمــــــــه من ( العلوم اللدنــيـــة ) والعلوم اللدنية هي العلوم الربانية ومن تلكم العلوم ( مثلا : علم - سـر القدر - سر الرزق - سر الموت الخ .. )
    فى المواقف الثلاثة موسى اخذها على استقبال القدر اى بين : السفينة السالمة والمخروقة لماذا تخرق السفينة وهؤلاء مساكين يعيشون عليها !؟
    وهو لايعلم ان السفينة يأخذها الملك غصباُ .لماذا تقتل الطفل وهذا الفعل يحرمه الله !؟ لماذا تبنى الجدار بدون مقابل !؟

    وقدر الله في مناط التكـليف هو ( أنه علم أزلا مايفعله عبده وانّ عـــلـــمه غـــير مــلزم لعبـــــده بالفعل فــهـــو عــــلم انكشـــاف وشـــمول مثلا : قال تعالي ( اذهب الي فرعون انه طغي فقـــل هل لك الي ان تزكي واهديك الي ربك فتخشي فأراه الاية الكبرى فكذب وعصي ) 17 - 21 النازعات -- كان في امكان فرعون ان يؤمن بالله بعد ان دعاه موسي عليه السلام وأراه الدليـــــــل الواضح علي صدق ماجاء به ولكنه لم يؤمن - وعلم الله أزلا انه سوف لن يؤمن )
    ومثــــــــال آخر ( أبو لهب : أحد أئمة الكفر الذين عارضوا الرسول صلي الله عليه وسلم نزل فيــــه سورة المسد فهل كان ابو لهب عاجزا عن ان يشهد ان لا اله الا الله ولو كذبا حتي يقول ان القرآن باطل ولكنه لم يفعل وذلك لان الذى أخبرنا أولا بهذا يعلم مايختاره أبو لهب .
    القدر : قال تعالي -( انا كل شىء خلقناه بقدر ) ( وان من شىء الا عندنا خزائنه وماننزله الا بقدر معلوم ) ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوافي الارض ولكن ينزل بقدر مايشاء ) ( فالتقي الماء علي أمر قد قــــدر)( ثم جئت علي قدر ياموسي ) ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) الايات كثيرة في هذا الباب .
    القضـاء - قال تعالي ( فقضاهن سبع سماوات ) ( ولنجعله آية للنــــاس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ) ( وقضي ربك الا تعبدوا الا اياه ) ( وقضينااليه ذلك الامر )
    ( كان علي ربك حتما مقضيا ) والايات أيضا كثيره .
    القــــــدر : هـــو القانون الحكيم الذى وضعه الله تعالي بعلمـه وارادتـــــه وحكمته ليسير علي أحكامه كل شىء في الوجود من السماء ومـا فيها
    والارض ومن عليها ومابين ذلك - بأســباب ومسببات وقوانين ونواميـــس وأحكام وســنن كونية أزلية سرمدية أبدية خالدة لاتتبدل ولا تتغير ولا
    تتحول ( فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا )(سنـت الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنت الله تبديلا ) .

    القضـــــاء : هـــو ابراز أثـر القدر في الواقع الملموس قال صلي الله عليه وسلم ساعة القضاء تشل حركة الانسان لينفذ أمر الله - ومثال ذلــــك
    من الكتاب : قدر سبحانه وتعالي في الازل أن يخلق طفلا تحمله فتــاة لم يمسسها بشر ليكون هو وأمه آية للناس فلما جاء الموعد المحــــدد
    قضي ماقدره في الازل ثم ما كان من أمر ولادة عيسي عليه السلام . ( الايات 16 - 21 مريم ) القضاء والقدر وجهان لعملة واحدة هي الامر
    الرباني والامر الرباني ( انما امره اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ومثال كن فيكون : ان مثل عيسي عند الله كمثل آدم خلقه من تـــراب
    ثم قال له كن فيكون ) ( قلنا يانار كوني بردا وسلاما علي ابراهيم )

    الاقـــــدار المحيطة بالانسان :الاقدار المحيطة بالانسان نوعان : نوع لايستطيع الانسان دفعه مهما يكن له من القوة والبطش ولا بد ان ينفذ :
    هذا النوع من الاقدار هو الذى فوق طاقة الانسان وقدرته والمتـصــــــــــل بنواميس الكون وقوانين وسنن الوجود كدورة الافلاك وفصول العــــــــــــام
    وتعاقب الليالي والايام والشهور والسنين والشمس والقمر والنجوم وقوانين الجاذبية والمراحل العمرية للانسان من الطفولة ثم الشباب ثم
    الكهولة والهرم - الحياة - الحركة والحواس الخمس والتحكم في أجهزة الجسم الخير والشر الضر والنفع الــــــرزق والنــعــــم الزواج الموت -
    الابتلاءات قال تعالي ( ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) ( كل نفس ذائقة الموت
    ونبلوكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون ) أى بالغني والفقر - الصحة والمرض - العز والذل - الشبع والجوع - الامن والخوف - وغيرها .
    قال تعالي _ احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )

    النوع الثاني من الاقــدار :
    نوع يستطيع الانسان أن يلطف من شدته ومقاومته ودفعه وهي الاقدار التي أوجب الله تعالي علي الانسان مقاومتها ودفعها وهي الاقدار المتصلة بالاعمـال
    الاختيارية - في منطقة التكاليف الشرعية - وهنا الجزاء والحساب من الثواب والعقاب ولو كان الانسان ( مجـبـرا ) علي أعماله في هــــــذه
    المنطقة لبطل الثواب والعقاب والنصح والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ( وفي هذه المنطقة المجنون غير مكلف - لانتفاء وذهــــاب
    العقل آلة التمييز والاختيار بين البدائل والصبي أيضا غير مؤاخذ لعــــدم
    نضوج عقله لعدم بلوغه سن الرشد والتمييز وأيضا النائم ) . والايات في هذه المنطقة - وماظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمــون
    وماربك بظلام للعبيد - انما عدالته سبحانه في :

    وجزاء سيئة سيئـــة مثلها - أو العفو - أعمل ماشئت كما تدين تدان : كما في الحديث - وأيضـــــــــا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) 79 النساء - ومع ذلك سبحانه يقول ( ويعـفوا عن كثير ) وهنا الاعمـــــال بالنيات ( انما الاعمال بالنيات ) كما في الحديث والمقطوع والمسلـم
    به يقينا أن المولي سبحانه وتعالي يحفظ عباده المؤمنين في منطقة الاختيار ( وكنا لهم حافظين ) ( والله يعصمك من الناس ) ( ياأيهـــــا
    الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) أى مخرجا بينكم وبيـــــــن ماتخافون فتنجون ( وماكان الله ليضيع ايمانكم ) ( ولايرضي لعبـــاده
    الكفر ) ( والله خير الحافظين ) وأظـهـر آية في كتاب الله عن منطقة الاختيار بين البدائل قوله تعالي :

    ( ان الله يأمر بالعدل والاحســــــان وايتاىء ذى القربي = ويــنــهــى = عن الفحشاء والمنكر والبغــي يعظكم لعلكم تذكرون ) 90 النحل =
    الفحشاء - المحرمات = المنكر
    المعاصي والكفر = البغي - ظـلم الناس والعدوان عليهم =

    وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه في المستدرك ان هذه الايــــة أجمـع آية للخيـر والشـر .

    والمولي سبحانه وتعالي أمـر الانسان بحفظ الذات وصيانة النفــــس وحرم عليه قتل نفسه أوقتل الاخرين وحرم عليه الفواحش(الكبائر )
    وبذلك خـفـف عليه من حــدة الغرائــز وحـد من طغيانهـا : ومثال ذلك في كتاب الله ( 1 ) الحكمة : والحكم والمواعظ الثمانيـــة
    عشر في سورة الاسراء من الاية رقم ( 23 الي الاية رقم 39 ) والذى أمر الله بها الناس - حيث قال سبحانه في الاية رقم 39 = وهذا الذى
    أمرناك به يا محمد لتأمر به الناس من الاخلاق الجميلة ونهيناك مــــن الصفات الرذيلة
    والوصـايـا العشـر في سورة الانعام من الاية رقم ( 151 الي 153 )
    وغيرها مما ورد فى الكتاب والسنة للارتقاء بالاخلاق والسمو بها حيث انّ الرُقى بالاخلاق هى غاية ومطلوبات الرسالات السماوية
    قال تعالى ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )2 الجمعة
    وقال تعالى : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : انما بُعثت لاتمم مكارم الاخلاق .
                  

10-31-2019, 01:03 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    الانسان مسير فى جوانب ومخير فى جوانب اخرى يحاسب عليها .
                  

10-31-2019, 03:38 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    سلام يا علاء


    Quote:
    الانسان مسير فى جوانب ومخير فى جوانب اخرى يحاسب عليها .

    طيب إذا كان الإنسان مسير في مقدار الفهم والعقل الذي لديه، فإن ذلك يعني بالضرورة نقص المقدرة على الاختيار. إذن في خاتمة المطاف يكون الإنسان مسيرا.
                  

10-31-2019, 04:32 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: طيب إذا كان الإنسان مسير في مقدار الفهم والعقل الذي لديه


    ابداُ يا اخوى ياسر الانسان مسير ومخير فى مقدار الفهم والعقل الذى لديه لماذا ؟؟
    لأن العـقــل هــو : مناط التكليف والمناط بمعنى : العلة ..
    فان كان عقل العبد سليماُ فأنه يحاسب على الحرية فى منطقة التكاليف الشرعية .

    واما ان كان فاقداُ عــقــله فأنه غير مؤاخذ ولا محاسب على فعله لانه غير مدرك ولا واعى بما يفعله فكيف يحاسبه الله .

    Quote: طيب إذا كان الإنسان مسير في مقدار الفهم والعقل الذي لديه، فإن ذلك يعني بالضرورة نقص المقدرة على الاختيار. إذن في خاتمة المطاف يكون الإنسان مسيرا.


    الانسان لو كان مسيراُ ولا حرية له فى الاختيار هذا يخالف نص قرآنى صريح جداُ وواضح وضوح الشمس قال تعالى :

    ( ان الله يأمر بالعدل والاحســــــان وايتاىء ذى القربي = ويــنــهــى = عن الفحشاء والمنكر والبغــي يعظكم لعلكم تذكرون ) 90 النحل =
    الفحشاء - المحرمات .. المنكر المعاصي والكفر .. البغي - ظـلم الناس والعدوان عليهم .

    ربنا كيف ح يكون مسيرنى وبيقول لى انه ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ..

    يعنى مثلا اذا شخص قتل شخص اخر ح نقول ربنا مسيرو وكاتب عليهو ان يكتل الزول دا ؟؟
    او اذا تعاطى المسكرات والمخدرات او زنى او عمل اى شئ قبيح هل نقول بأن الله مسيرو وكاتب عليهو الشئ دا ؟؟

    دا والله كلام مابيخش الراس نهائى وكلام ناس مابتعرف شئ عن الذات الالهية وتوجيهاته فى القرآن الكريم ..
                  

10-31-2019, 04:35 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    ثانياُ : اذا كان الانسان مسيراُ

    ما الداعى لارسال الرسل والانبياء ؟
    ما الداعى للكرام الكاتبين الذين يكتبون عمل الانسان ؟
    ما الداعى للامر بالمعروف والنهى عن المنكر

    مثال واحد فقط من الكون على التسيير :

    الملائكة الكرام مسيرون ولا خيرة لهم فيما يعملون .وتسييرهم فى انهم مأمورن بالعبادة والتسبيح
                  

10-31-2019, 04:40 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    وقال تعالى عن الملائكة :

    { لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } 6 التحريم

    يعنى مسيرون .

    عكس الانسان الذى له الحرية فى الاختيار بين البدائل
                  

10-31-2019, 04:42 PM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9398

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    نعم طالما فى عظة معناها فى اختيار
                  

11-02-2019, 12:29 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: جلالدونا)

    Quote: نعم طالما فى عظة معناها فى اختيار


    سلام اخوى جلالدونا

    بالظبط يا جلالدونا العظات والعبر دائماُ فى مناط الاختيار ( فالانسان هنا له حرية فى اختيار اعماله ويحاسب عليها )
    لان التســيير - مُسيّر : بمعنى : انه مجبور على أعماله ولا مشيئة له ولا اختيار فى ذلك تماماُ مثل الملائكة :
    وعن الملائكة يقول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم : انهم لو ارتضوا بالتكاليف وهبطوا الى الارض واستقروا فيها
    لارسل اليهم ملكاُ رسولا اليهم ليدعوهم الى الله ..

    Quote: قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا ..95 الاسراء
                  

11-02-2019, 12:48 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    وهؤلاء الملائكة مستحيل ان يختار احدهم خياراُ غير الذى يختاره الله لهم ويسيرهم عليه .
    فمثلا :

    Quote: وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
    29 الانبياء

    ومن يقل منهم انى اله من دونه : هذا شرط

    والشرط فى القرآن الكريم لايلزم وقوعه كقوله تعالى :

    (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) 81 الزخرف

    بمعنى استحالة ان يكون للرحمن ولد كما استحالة ان الملك من الملائكة ان يقول انه اله .
                  

11-05-2019, 05:49 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشيئة والقضاء والقدر وأفعال العباد من أ (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: (( من آمن فقد آمن بقضاء وقدر ، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف )) ولما قال بعض الأصحاب (( ففيم التعب إذن يا رسول الله؟ )) قال (( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ! ))


    حديث : اعملوا فكل ميسر لما خلق له : مفهوم الحديث :

    اولاُ : الحديث اورده الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيراُ لقوله تعالى :

    Quote: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلً84 الاسراء


    قال الخازن (ت725 ه ) فى تفسيره لباب التأويل فى معانى التنزيل :

    { قال ابن عباس: على ناحيته. وقيل: الشاكلة الطريقة أي على طريقته التي جبل عليها، وفيه وجه آخر وهو أن كل إنسان يعمل على حسب جوهر نفسه، فإن كانت نفسه شريفة طاهرة، صدرت عنه أفعال جميلة وأخلاق زكية طاهرة وإن كانت نفسه كدرة خبيثة صدرت عنه أفعال خبيثة فاسدة رديئة .

    وقال ابن الجوزى ( ت 597ه ) فى تفسيره : زاد المسير

    ( قل كلٌّ يعمل على شاكلته ) الشاكلة : قال ابن عباس، وسعيد بن جبير والفراء : الناحية والطريقة والجديلة وخليقته وطبيعته .
    وقال الحسن، ومعاوية بن قُرَّة. والليث: على نـيـتـه و الشاكلة من الأمور: ما وافق فاعله.

    بمعنى انّ مفهوم حديث اعملوا وكل ميسر لما خُلق له :

    { كل انسان يعمل حسب طبيعة وجوهر نفسه - والطبع يغلب التطبع } اذا كنت من اصحاب النفوس الزكية صدرت عنك اعمال جميلة مرضية
    وان كان من اصحاب النفوس الخبيثة صدرت عنه اعمال خبيثة .. فلذلك جاء الحديث كل ميسر لما خُلق له .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de