|
Re: المواطن عبر التاريخ: سلطنة سنار نموذجا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لقد كان تاريخ السلطنة على الدوام عبارة عن سيرة السلطان و كبار حكام الأقاليم و رجال البلاط و النبلاء و رجال الدين و أمراء الحرب. لذلك حينما يتم الحديث عن الرعايا فهو حديث عن الكم المهمل.. فهم لا يظهرون في صدر الوقائع و الحكايات التاريخية و لا الأحداث.. و لكنهم يذكرون ضمناً .. رغم إنهم يكونون قد شاركوا في صنع الأحداث و إن كان ذلك من خلف حجاب و هم الذين يتحقق نصر القادة العسكريين من خلالهم.. و هم الذين يتم التضحية بهم في أول صفوف المواجهة. وهم اكثر من يموتون و اخر من ينسحبون و اقل من يحصلون على الغنائم و من يتم تكريمهم و منحهم الحوافز.. و لكن هل يختلف هذا الوضع عن وضع الرعايا أو عامة الشعب في الدول و الممالك الأخرى على مر التاريخ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المواطن عبر التاريخ: سلطنة سنار نموذجا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لا يذكر التاريخ الوسيط او الحديث في العالم خروجا عن هذه القاعدة..اللهم إلا بعد الثورة الفرنسية التي ارتفع فيها صوت الشعب. أما في السودان فحدث ذلك عقب نجاح الثورة المهدية قبل تأسيس الدولة او حتى بدايات التأسيس، حيث كان صوت الشعب في تلك الفترة أكثر علواً ثم خفت بعد تأسيس الدولة و حكم الخليفة. اما في سلطنة سنار انقلب الوضع في الجزء الاخير من سلطنة سنار حيث كان الارقاء هم من بيدهم ادارة دفة الاحداث بعد ان كانوا تروسا في آلة الدولة التي كان يسيطر عليها الوزراء، الذين كانت لهم اليد الطولى خاصة في الايام الاخيرة من سلطنة سنار أي في فترة الهمج. لا تذكر الوثائق كثير تفاصيل عن بروز الأرقاء إلى صدارة الأحداث بعد أن كانوا هم من يتصدرون ساحات المعارك و لكنهم يعِفّون عن المغنمِ. الحكايات المبتسرة تذكر لنا أن افرادا من هؤلاء المسترقون استطاعوا أن يبرزوا كقادة حربيين يعتمد عليهم. حيث تهيأت لبعضهم الظروف الموضوعية و تتدافع الأحداث بجانب المؤهلات الشخصية و سجل المعارك التي خاضوها .كما تدل على ذلك سلسلة الأحداث التاريخية المتلاحقة التي شهدت العديد من انقلابات القصر و المؤامرات داخل و خارج البلاط و التحالفات الخفية بين الوزراء و الحكام و حكام الأقاليم.
فكل ذلك بلور ظروفا موضوعية اتاحت الفرصة لهؤلاء الأرقاء لينفضوا عن نفوسهم دور اللاعبين/ المتفرجين الذي اجادوها طويلا.حيث كان عليهم القيام بأدوار محددة لا يتعدوها. و هكذا جاءت الفرصة. فإذا كانت أسلحتهم هي التي تلعب الأدوار الحاسمة طيلة الفترات السابقة فلماذا لا يمارسون السلطة و القيادة؟؟ من بين هؤلاء يذكر التاريخ لنا (تَيْفَرة) أحد أبرز هؤلاء المسترقون الذي أصبح قائدا و من ثم وزيرا في أخريات سلطة الهمج.
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|