📌 دبوس في أدبيات ثقافة الكوزنة📌

📌 الموضوع هام جداًجداً يرجى نشر الرساله على أوسع نطاق}
▪ ورد في شواردنا من حظيرة بنت عدنان: الكوز بالضم، إناء من صلصال
من حمئٍ مسنون ؛ يعني (طين عفن) له عروة وبلبل، وهو أصغر من الإِبريق،
فإن لم تكن له عروة فيسمى حينه كوب (الجميل 1994). وملخص ما جاء
في معجم «تاج العروس» (مادة كوز) أن الكُوز بالضَّمِّ نوع من الأَواني، و يقال
إنه مشتق من كازَ المال إذا جمعَه فأوعاه (ثم تحلل)، و جمع كوز أَكوازٌ ،كِيزانٌ
و كِوَزَةٌ مثلُ عُودٍ،أَعوادٍ،عِيدانٍ و عِوَدَةٍ ؛ و مؤنثه كوزة و تصغيره كويز(ة).

▪ وتطلق كلمة كوز في منطقة الخليج العربي على القواقع التي توجد ملقاة
على رمال الشاطئ..و لا يستبعد أن تكون هناك علاقة بين الكوز، بمعنى قوقعة
(من التناحة و التقوقع في مستنقع السلب و النهب) ، و الكوز بمعنى آنية فبعض
أنواع الكيزان (القواقع) سمينة و مبغبغةتشبه الآنية الفخارية ك(خمارة العجين) .
و ربما هذه القواقع استخدمت كآنية لغرف الماء في زمان ما فإن صح ذلك،
فإن تسميتها بالكوز جاءت من قبيل التشبيه لها بالآنية التي عرفت بالكوز.

▪ و الكيزان (القواقع) بأنواعها، مشهورة على سواحل الخليج العربي، فهي
منتشرة على هذه السواحل. و لوفرتها على هناك، نطظها شائعةً أمثالهم الشعبية
«كوز كرنكوز في كل مكان مركوز»، و أحياناً يختصر المثل فيقال: «كوز كرنكوز»،
و يقال للشخص التِّنِح اللي حاشر أنفه هنا و هناك دونما موضوع و بلا فائدة.

▪ و في بلدي يا حبوب، تطلق كلمة كوز على " هؤلاء" من سدنة الهالك بتاع
(حديث الضبانة)؛ ممن يزعمون أن أصل تسميتهم بالكيزان جاء من عبارة
(أن الدين بحر و هم كيزانه) بغض النظر عن ( أي الحسنين ) كان قائلَها.

▪ منذ يومين ورد في الأخبار أن أحدهم طالب بفتح بلاغ رد اعتبار؛
بدعوى بإشانة سمعته ممن يرمونه بالتهمة؛ لنعتهم إياه ب(الكوزنة).
مثل هذا الخبر يؤكد لنا أن مصطلح الكوزنة لبس بالشيء المحمود مطلقا
في حق الموصوف به ؛ لأنه يرمز للكذب و التدليس و النفاق و فساد
الأخلاق و النصب و التسلل و النهب المصلح و (التحلل)و هضم
حقوق المساكين و (التسكين) بدعوى فقه (التمكين) وهلم جرى.

▪ و لا يخفى عاقلٍ أو غير عاقلٍ و كل ذي كبِدٍ رطبٍ أن ذلك
راجعٌ إلى ما تلطخ به عهد حكم الكيزان المعروف بفترة (الانغاذ) التي
تمددت على مدى ثلاثة عقود موبوءة بمفاسد و سوءات بنيكوز. فأصبح
المصطلح متداول و مبتذل و مستهلك باستهجان و كثير من الاحتقار و
سائرة به الركبان و طائرة به الأخبار بين الناس بما يدل على أنه(نبزة).

▪ و لكن ، للأسف الشديد اذا نظرنا بعين المراقب(خصوصا بعين
الذين لم يعيشوا في ظل فترة (الأتقاض) في السودان) ، نجد أن
ثقافة لاكزوزة قد تجاوز كونها وصفا لجماعة محددة واصبح ثقافة
حياتية تكاد تكون فشت في يلوكيات المجتمع؛ إلا من رحم ربي....).
▪ فقد انعكست سلوكيات الكيزان على الكثير من ممارساتنا وطريقة
تعاطينا مع بعضنا في الشأن العام و قضايا الوطن التي يفترض تساوينا
فيها جميعا كاسنان المشط.فبحكم جريان هذه السلوكيات مجرى الدم
في عروق الحياة العامة تجد أنك محاط بكيزان من كرث تدرب و لا تدري.
▪ فاصبحت الكوزنة وصمة عار فالرشوة كوزنة والواسطة كوزنة وحقي وين
كوزنة والغش كوزنة ورفع سعر السلع كوزنة وبيع العملة كوونة وتكسير التلج
كوزنة و بيع البضاعة منتهية الصلاحية كوزنة و الاحتكار كوزنة والمتاجرة في
الدواء كوزنة والدروس الخصوصية كوزنة وكشف وتسريب الامتحانات كوزنة
ورمي الخلفات في الطريق العام كوزنة وتكسير الممتلكات العامة كوزنة وانتهاك
حرمات الطريق كوزنة وعدم احترام حركة المرور كوزنة و رمي الاوساخ في
مجاري الامطار كوزنة و كثير جدا من تصرفاتنا اليومية الفاسدة هي كوزنة...
▪ لذلك اصبح عندنا كيزان بدقون وكروش وجلابيب و مراكيب جنبا الى جنب
مع كيزان مسيحيين و كيزان شيوعيين و كيزان اتحاديين زي أحمد بلال عثمان
و كيزان حزب أمه كإمام بوخة المرقة و عشيرته الاقرببن و كيزان ليبراليين متل
ميادة سوار الدهب و متيلقين كعلها حامد ممتاز (دب درجة علمية في الكار) و ناس
مستقلين و كيزان متعلمين وانصاف متعلمين و كيزان أجهل من جهلولفي إسطنبول
و لا في سوق تمبول ظاطو؛ و كبزان آخرين أضحل فهماً و أسود سُمَّاً و أوجع لدغاً
من شوكة عقرب؛ بل و تجد حولك كيزان جيش وكيزان شرطة و كيزان هناي، إلخ.

▪ تخريمة:
و نحن في بيوتالشعر واحدة من فزلقاتنا الخاصة كطع اخدر،
في التعربف إنو كوز الضُّرة عند اولاد بمبة و بعض الشوام هو
(قنقر ) عيش الريف الواحد دا؛ أو الذزة الشامية. و يعني ، و بناءً
عليه ، مفروض مصير " هولاء" الشوي على نار خدرا هادية و رزينة،
تقعد تشلوط فيهم كدي لامن تنشف آخر قطرة دم و لحم و شحم
نبتت ليهم من سُحْتٍ؛ و نتخلص منهم مرةً و إلى أن يرث الله
أرضه و من عليها . فإيه رايكم نبدأ فيهم من هسي؟!!!