بلاغ لوزير التعليم يوم أمس انتابتني الدهشة حينما علمت بالصدفة أن أبناءنا من شريحة الصم والبكم يعانون أيما معاناة في بلد يرفع أهله راية لا للتمييز! ويطالبون بالعدالة وحقوق الانسان!! بينما يغفلون أهم أركان الانسانية ويتجاهلون أحد أهم سمات العدالة وعدم التمييز، وهي حفظ حقوق الغير والاهتمام بالشرائح الأضعف بالمجتمع. ولعل شريحة الصم والبكم من أهم شرائح المجتمع فكيف الحال إن كان الصم والبكم انفسهم من الاطفال وهم بحاجة ماسة للرعاية والاهتمام، ومع ذلك يعانون من التمييز الذي يبدأ من المجتمع المحيط بهم نفسه قبل أن ينتقل الى الحكومة التي تغفل حقوقهم وتترك مصيرهم على كف عفريت . بالأمس تلقيت مكالمة هاتفية من إحدى الاخوات تدعى (عائشة) ابلغتني خلالها أن لديها شقيقة من ذات الشريحة، وكانت تدرس بمدرسة خاصة بالصم والبكم بحي شمبات ببحري، المدرسة كانت عبارة عن منزل ارضي عادي مستأجر وبعد فترة طالب صاحب المنزل باخلاء منزله وانهاء الايجار وبالفعل قامت مديرة المدرسة بمساعٍ حثيثة انتهت بأن منحت جزءاً من مدرسة بحي الشعبية ببحري تم تخصيص ذلك الجزء وفصله عن بقية المدرسة وتخصيصه للصم والبكم حتى يكملوا تعليمهم، ولكن تعالوا شوفوا المأساة والمفاجأة وين !! كانت المأساة حينما اجمع اولياء امور الطلاب المعافين بالمدرسة على ضرورة طرد الصم والبكم من المدرسة وقالوها بالفم المليان (ما دايرين الصم والبكم يدرسوا سوا مع اولادنا في مدرسة واحدة) على الرغم من أن مدرسة الصم والبكم مفصولة عن مدرسة ابنائهم! هذا ما حدث مع اولئك الزغب الضعاف الذين لاحول لهم ولاقوة، بدلاً عن اجماع الاهالي على دمجهم بالمجتمع وفتح الابواب لهم، لفظوهم بصورة بشعة تنم عن تمييز وعدم عدالة واستصغار لشأنهم. لفظوهم وكأنهم مرضى بأمراض معدية، لفظوهم وهم لاذنب لهم سوى أن الـله خصاهم وحباهم بستر آذانهم عن سماع ما يدور بالمجتمع وكف ألسنتهم عما يؤذيهم فهذه ميزة وليست مرضاً يجعل المجتمع يميل الى عزلهم فبئس الفهم وبئس الاسلوب . أخيراً قام معتمد بحري مشكوراً بمنحهم مدرسة عبارة عن ثلاثة طوابق ولكن مديرة مدرسة الصم والبكم رفضت وكل الحق معها ولسبب يغفله الكثيرون وهو أن أحبائي الصغار المميزون اولئك حرمهم ربي من السمع والحديث، ولكن حباهم بطاقة ونشاط فهم يمرحون كالفراش ما جعل مديرة المدرسة ترفض ذات الطوابق حتى لا تتعرض حياتهم للخطر او يسقط احدهم صريعاً. فهي نصبت نفسها أماً لهم ودرست اساليبهم لذلك رفضت تعريضهم للخطر والآن ومنذ مطلع العام وهم لايذهبون للمدرسة وضاع عليهم عام كامل التلاميذ الاصحاء يدرسون واحبائي الصم والبكم يجلسون بمنازلهم بأمر اهمال الحكومة واهمال وزارة التعليم والقائمين على الامر، يجلسون بالمنازل بأمر مجتمع يمارس التمييز بطريقة لافتة للنظر. فحسبي الـله ونعم الوكيل . عن أية عدالة تتحدثون يا هؤلاء وعن أي حقوق إنسان تبحثون وأنتم تحبسون اطفالاً في منازلهم وتمنعونهم من حقهم في التعليم لا لشيء سوى لأنهم صم بكم هاجر سليمان (منقول)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة