تنظيم كان يسيطر علي كل مفاصل الدولة، في لحظة سقوط البشير بدأ وكانه لم يكن في الاصل موجود، وبدأ التساؤل عن قياداته ورموزه وعضويته . حيث لم تصدر اي ردة فعل سياسية او عسكرية متوقعة من تنظيم يملك كل شي في الدولة من اقتصاد واعلام واسلحة ومليشيات دفاع شعبي وجهاز امني، في نفس الوقت تسربت الايام واحداً تلو الاخر من بين ايدي الثوار الذين كانوا يحملون صورة في اذهانهم عن الثورة ومصير رمو الانقاذ والحركة الاسلامية ... الصورة كانت تشل جميع رمو النظام والحركة الاسلامية في محاكمات قانونية وسجون واسترداد اموال منهوبة واحكام ضد مرتكبي جرام القتل والسحل والاغتصاب طوال ثلاثون عاما... مع تسليم المطلوبين للمحاكم الجنائية... هذه الصورة التي تبخرت يوما بعد يوم وهم يرون المجلس العسكري البديل يعد نفسه لوراثة تركة البشير فيما يوفر لهم الحماية للخرو الامن من خلال الكثير من الاكاذيب والنفاق الاعلامي والمحاكمات الصورية والاخبار المفبركة عبر الاجهزة الرسمية مستخدمين كوادر الحركة الاسلامية وتركة البشير كحاضنة سياسية لهم في مواجهة الثورة.
وظل المشهد علي ماهو عليه رموز النظام تتسلل وتهرب امنة يوما بعد يوم بما نهبت وكسبت من اموال خلال 30 عاما وبغطاء اكاذيب المجلس العسكري كوادر النظام المهنية ممسكة بالاعلام والامن والجيش السلاح
وحده يبدو غريباً في المعادلة حميدتي وجنجويده فهو لا منتي الي الثورة ولا الي الجيش لكنه يملك السلاح
وحدث ما حدث بتفاصيله وتحرك المشهد حميدتي يتجه نحو الثوار بعد ادعاءه بأنه تمت خيانته من قبل الحركة الاسلامية وشيلوهو ( وجه القباحة ) دون ذنب ... ولا زال يردد تلك المقولة حتي في اخر لقاءاته ... وبدا بعد مجزرة القيادة يوجه كل موارده لمسح تلك الصورة التي رسمت في اذهان الناس عن قوات الجنجويد وطبيعتها من خلال ياراته المتعددة والاعمال الاجتماعية لجنوده وغيرها . كما وبدات عملية اعادة هيكلة او فرز للاسلاميين بمفاصل الدولة وتحديدا جهاز الامن كما ادعي وكما صورت الاخبار.
الان بعد الاتفاقية وبندوها يتم طرح نفس السؤال ماهو مصير ومستقبل قيادات الحركة الاسلامية علما بان حميدتي والمجلس العسكري لا زالوا يصرون علي موقفهم بان من قام بالقتل في المجزرة هو اجهة امن النظام السابق والقوي الثورية من جهة اخري تسير في اتجاه السيطرة علي مفاصل الدولة المدنية وازاحة كل كوادر الحركة الاسلامية هنالك جرائم ارتكبت منها الابادة والقتل والتعذيب ونهب المال العام بواسطة هذه الرموز هنالك اموال سودانية بالبنوك العالمية هالك مطالبات محاكم جرائم دولية ومطالبات بالتسليم
هل سيظل المجلس العسكري متمترسا بهذه الكوادر في المواقع التي يسيطر عليها في الدولة من خلال التشريعي والسيادي والاقاليم؟ علي امل ان يشكل افراده تنظيما جديدا في الفترة الديمقراطية؟ هل سيدعم جهود الدولة المدنية في التخلص منها واسترداد الحقوق ومحاكمتهم داخل وخارج السودان؟ هل سيتم السماح للحركة الاسلامية بتكوين تنظيمها مرة اخري والمشاركة في الانتخابات؟ هل حقيقة اعتقال وابعاد الاسلاميين من قبل المجلس العسكري في الادعاء الاخير بالانقلاب؟ وهل حدث فعلاً؟
ما بين الصورة في أذهان الثوار والواقع مسافة جدا مفارقة وبعيدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة