|
Re: حتى لا ينجح الانقلاب على الثورة السودانية (Re: Yasir Elsharif)
|
خبراء يدقون ناقوس الخطر.. جماعات إخوانية متطرفة تهدد أمن السودان خبراء يدقون ناقوس الخطر.. جماعات إخوانية متطرفة تهدد أمن السودان
05-18-2019 08:07 AM حذر خبراء سودانيون من تحرك جماعات دينية متطرفة متحالفة مع تنظيم الإخوان بالسودان لإجهاض التوافق الذي يجري بين المجلس العسكري الانتقالي وقادة الاحتجاجات حول المرحلة الانتقالية.
وطالبوا في أحاديث منفصلة بحسب “العين الإخبارية” بضرورة ملاحقة هذه الجماعات قانونيا لما تشكله من تهديد وخطر على أمن واستقرار السودان.
ومنذ الإطاحة بالحركة الإسلامية السياسية التابعة لتنظيم الإخوان من الحكم بالسودان في 11 أبريل/نيسان الماضي، سعت الجماعات الدينية المتطرفة لإجهاض اتفاق السودانيين على تأسيس مرحلة ما بعد البشير.
ويقود هذه الجماعات رجل الدين المتطرف عبدالحي يوسف، مفتي النظام الإخواني السابق، الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
ويساند عبدالحي في هذه التحركات متطرفون آخرون وهم: محمد عبدالكريم، رئيس ما يسمى بالرابطة الشرعية لعلماء السودان، الذي يملك مسجداً في ضاحية الجريف غرب بالخرطوم، والداعشي محمد علي الجزولي، ومدثر أحمد إسماعيل، وآدم الشين، وآخرون.
واستغل هؤلاء مساجدهم التي يخطبون فيها في مهاجمة خطوات الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير قائدة الاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير.
ويقولون إن رفضهم الاتفاق يأتي بدعاوى الحفاظ على الشريعة الإسلامية مع أن عبدالحي يوسف، ظل طوال حكم النظام السابق يتخذ من مسجده بضاحية “جبرة” بالخرطوم منبرا لتأييد النظام في كل ما ارتكبه من جرائم ومخالفات للشريعة الإسلامية، كما يقدم له الفتاوى ضمن آخرين في هيئة علماء السودان التي يتمتع بعضويتها.
وحذر نائب رئيس حزب الأمة القومي السوداني، محمد عبدالله الدومة، من خطورة تحركات هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية على أمن وسلامة المجتمع السوداني والاستقرار السياسي، داعياً لضرورة مواجهتها ولجمها قانونياً.
وقال الدومة لـ”العين الإخبارية” إن هذه الجماعات تتخذ الشريعة الإسلامية لتحقيق أجندات سياسية لأنها منذ 30 عاماً ظلت شريكة في نظام المعزول الذي انتهك الشريعة الإسلامية ولم تحرك ساكناً، مضيفاً: “هذه مزايدة سياسية رخيصة يريدون تخويف المجلس العسكري حتى يكون لهم نصيب في الوضع السياسي بالبلاد”.
ودعا محمد عبدالله الدومة، وهو رجل قانوني، إلى ضرورة التنبه لخطورة ما تقوم به هذه الجماعات المتأسلمة من تحركات قد تحدث انشقاقاً وشرخاً في المجتمع السوداني، وزاد “هؤلاء إرهابيون وفيهم من ينتمي لداعش، وإذا لم يتم إسكاتهم سيكون إخلال بالأمن والسلامة”.
ودعا الدومة إلى ملاحقتهم قانونياً لأنهم يشكلون تهديداً سافراً على أمن البلاد وسلامة المجتمع، مضيفاً: “ستتم محاكمتهم بتهم التحريض والفتنة الدينية، فما يقومون به أمر خطير فليس كل السودانيين مسلمين”.
ودعت هذه الجماعات الإرهابية إلى حشد جماهيري يوم السبت أمام القصر الرئاسي للمواصلة في تحركاتها للضغط على المجلس العسكري لأجل التنصل عن الاتفاق الذي توصل له مع قادة الاحتجاجات، لأن الاتفاق يمثل تهديداً لاستثماراتهم ومشاريعهم التي بنوها خلال حكم الحركة الإسلامية السياسية السابق، حسبما يقول الصحفي عبدالرحمن جبر، الذي أجرى تحقيقات استقصائية عن مشروعات المتطرف عبدالحي يوسف.
وكشف جبر لـ”العين الإخبارية” أن عبدالحي يوسف، يمتلك باقة قنوات فضائية تحصل عليها بطريقة مخالفة للقوانين تبث على القمر القطري “سهيل سات” مخصصة لبث أفكاره المتشددة.
وأوضح أن القنوات الفضائية ناطقة بأكثر من لغة وموجهة لأكثر من دولة بينها إثيوبيا والصومال ونيجيريا وليبيا، ما يمثل تهديداً للأمن القومي.
ويشترك مع عبدالحي في هذا العمل أجانب من جنسيات سورية يقيمون حاليا بضاحية “كافوري” بالعاصمة السودانية الخرطوم، على حد قوله.
وأضاف جبر: “ما يقوم به عبدالحي يوسف ومجموعته هي محاولات بائسة للدفاع عن مصالحهم واستثماراتهم الشخصية، هي بعيدة كل البعد عن نصرة الإسلام والمسلمين كما يدعون، فالمعتصمون خارج القيادة العامة هم مسلمون ويؤدون صلواتهم بانتظام وليسوا بحاجه لعبدالحي يوسف ومسيراته لمعرفة تعاليم دينهم”.
وأكد أن اتفاق قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري يمثل كارثة على عبدالحي يوسف وجماعته المتطرفة، ما يجعلهم ينهضون للدفاع عن مصالحهم الشخصية باسم الدين كما ظلوا يفعلون طوال فترة المعزول عمر البشير.
وحذر من قيام هذه الجماعات المتطرفة بأعمال تخريبية لم يشهدها السودان في طوال تاريخه لارتباطهم مع جماعات إسلامية متطرفة خارج البلاد، وزاد “لذلك على المجلس العسكري الانتقالي السوداني القبض فوراً على عبدالحي يوسف وجماعته لتجنيب البلاد شرورهم”.
وسبق وتقدمت دولة إثيوبيا بشكوى للسودان عن قناة فضائية يمتلكها عبدالحي يوسف ناطقة بلغة قومية “الأمهرا” الإثيوبية وتبث أفكاراً إرهابية متشددة، كما أن المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، كان قد اتهم عبدالحي يوسف، بأنه يدعو لأعمال إرهابية في ليبيا تزعزع الأمن القومي الليبي.
الخبير في الجماعات الإسلامية، محفوظ بشرى، يقول لـ”العين الاخبارية” إن نظام البشير ذا الخلفية الإخوانية، ربى جماعات الهوس الديني خلال 3 عقود، وتحالف معها ضد قوى التنوير، وأغدق عليها الامتيازات والحماية، ما جعلها اليوم وفية لبقايا هذا النظام، وامتداد للخدمات التي ظلت تقدمها له حماية لمصالحها التي باتت مرتبطة به.
وأضاف: “الشخصيات التي تتحرك الآن تباكياً على الشريعة الإسلامية مثل عبدالحي يوسف هي شخصيات متطرفة وأسهمت في تضليل الشباب السوداني وإلقائه في أحضان تنظيمات الهوس الديني مثل داعش والقاعدة، وكلنا نتذكر احتفاء عبدالحي بأسامة بن لادن وصلاته عليه صلاة الغائب، وخطب محمد علي الجزولي المؤيدة لداعش، والفتنة التي ظل يبثها الطيب مصطفى عبر صحيفته وكانت نتيجتها فصل الجنوب”.
وأوضح بشرى أن هذه الجماعات ظلت تشكل تهديداً دائماً لأمن السودان والمنطقة برعاية الحركة الإسلامية السياسية وحلفائه من رعاة الإرهاب الإقليميين مثل “قطر وتركيا”، مؤكداً أن تحركاتها الآن باتت أكثر ضراوة لإحساسها بالخطر الذي يتهدد امتيازاتها الاجتماعية والاقتصادية التي حصلت عليها في ظل النظام الإخواني السابق، في حال أنجز السودانيون دولتهم الديمقراطية المنفتحة على العالم.
وأضاف: “هم يسعون الآن لعرقلة التوافق بين المجلس وقوى الحرية والتغيير أو الضغط على المشهد السياسي للحفاظ على أنفسهم وأوضاعهم بهذه المسيرات، ولا يساورني شك بأنهم يتحركون بالتنسيق مع عناصر وفية للنظام السابق داخل المجلس العسكري، وبدعم تام من فلول النظام الذين ظلوا مطلقي السراح يستجمعون قواهم لطعن الثورة”.
وأشار بشرى إلى أن المشهد السياسي السوداني تغير منذ 11 أبريل/نيسان الماضي تجاه الانفكاك من الظلام الذي وضعه البشير وحلفاؤه من جماعات دينية متطرفة ظلت تبث سمومها تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية للنظام وبحمايتها، في الوقت الذي تستنفر هذه الأجهزة طاقتها كلها لإيقاف معرض للكتب أو حفل موسيقي.
وتابع: “هذا التغير في المشهد يمثل تهديداً كبيراً لهذه الجماعات، مثلما يمثل تهديداً لأباطرة الفساد المرتبطين بالنظام المعزول، لذا من المنطقي أن يتحالف الطرفان لإفساد ثورة السودانيين، وأن يقفا عثرة أمام الحرية التي ستبين كل هذا الفساد في العلن، فهم من طبيعتهم لا يعيشون إلا في الظلام”.
ودعا بشري قادة الاحتجاجات إلى التنبه لخطورة هذا التيار والفوضى التي يمكن أن يجر إليها البلاد، وإلا فإن ما أنجزه السودانيون بدمائهم وتضحياتهم، مهدد بالضياع.
العين الاخبارية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حتى لا ينجح الانقلاب على الثورة السودانية (Re: Yasir Elsharif)
|
إلى المفسدَين في الأرض عبد الحي والجزولي إلى المفسدَين في الأرض عبد الحي والجزولي
05-18-2019 05:10 AM د. سعد عبدالقادر العاقب سعد
خرج علينا في هذه الأيام نفر من الضالين المكذبين مدّعين الدفاع عن الشريعة يقودهم عبد الحي يوسف والجزولي، ولو أن هؤلاء صدقوا في دعوتهم لخرج وراءهم كل مسلم في السودان، ويدل على كذبهم أن المؤتمر الوطني المندحر صرح قبل أربعة أعوام في صحيفة آخر لحظة، فقال : (لن نقاتل من أجل الشريعة، ولا نمانع من رئاسة غير المسلم)، ولم يخرج عبد الغي ولا الجزولي ليدافعا عن الشريعة التي داس عليها المؤتمر الوطني الحاكم في ذلك الزمن، بل كانوا له ظهيراً وعضداً في كل فساد وفجور، ولما اشتعلت ثورة ديسمبر المجيدة أحس هذان المفسدان بدنو أجل استثماراتهما التي يملآن منها الكروش والجيوب، فامتلأت الصدور وجاشت حقداً على شباب الثورة الذين دافعوا عن حقوقهم وفدوها بالدم والروح، ومما زاد حقدهم أن شباب الثورة يؤدون صلواتهم الخمس والجمعة في جماعة لم يشهد لها تاريخ السودان مثيلاً، فعلم هذان الضالّان المضلان أنهما لن يستطيعا استمالة هؤلاء الشباب إلى فخاخ الدين المزيف، فخاف الإمامان الضالّان المضلان على عروشهما التي بنوها على أكتاف أتباعهما الجهلاء، فاصطنعا مركباً للشريعة والشريعة بريئة منه، فركب معهما كل من تغوطته الإنقاذ من المنبوذين والجهلاء والطامعين والحاقدين والقتلة والمغيّبين، فخرجوا يهتفون بالشريعة وهم الذين أصموا آذانهم وأعْمَوا عيونهم عن اطّراح الإنقاذ كل شريعة وكل دين وتطبيقها العلمانية منذ مجيئها المشؤوم، وتطبيقها دولة القومية القائمة على العلمانية، وذلك بعد نيفاشا التي شاركتهم بموجبها الحركة الشعبية حكم البلاد أكثر من خمسة أعوام، وكثير من أعضاء الحركة الشعبية غير مسلمين. كانت مسيرة نصرة الشريعة المزعومة موضع سخرية من فئات الشعب السوداني المسلم جميعاً وهو يرى سلوك شباب الاعتصام الموافق للأخلاق الإسلامية، وقد علم الشعب المسلم كله أن الضالَّين عبد الغي والجزولي لم يبغيا إلا فساداً في الأرض فتنة، فقد نصح عبد الحي البشير سراَ حين كان رئيساً، وها هو يصرخ في وجه المجلس العسكري، كأن المعتصين يرفعون راية كفر أو ينصبون صنماً أمام قيادة القوات المسلحة، ولو أن عبد الغي عرف شيئاً من الشريعة وطبقها في نفسه لما سعى إلى مثل هذه الفتنة، وهو الذي كان يغيب عن محاضراته في الجامعة أكثر من شهر ونصف في الفصل الدراسي، وينصرف إلى أعمالة الخاصة مخالفا قانون الوظيفة، ثم يأتي آخر الشهر فيقبض راتبه كاملاً متناسياً عمداً (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل)، وقد علم الناس جميعاً أن هذا الإمام الضال المضل يرتعد الآن خوفاً من تشكيل حكومة تكشف فساده وتجره إلى القضاء مع مفسدي الإنقاذ، فلم يحتمل ذلك فسعي إلى الفتنة التي تخفي فساده وإن كانت البلاد كلها ثمنا لنجاته من المحاسبة، لقد كشفت هذه الثورة الضالين المتخمين باسم الدين أمثال عبد الغي فظهرت حقيقتهم بعد أن جاشت صدورهم ونطقت ألسنتهم بكل فتنة، وأمثال هؤلاء مذكورون في السنة الشريفة في الحديث المروي في مسند أحمد وفي كتب غيره : (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ).
د. سعد عبدالقادر العاقب سعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حتى لا ينجح الانقلاب على الثورة السودانية (Re: Yasir Elsharif)
|
الخدعة والوقت الخدعة والوقت
05-17-2019 03:06 PM حاول عسكر الإخوان في السودان، أن يتدبّروا نوعا من انقلاب أبيض، من أجل امتصاص النقمة. ضحوا بعمر حسن البشير وصحبه المقربين، إنما من أجل أن يحافظوا على دولته العميقة وبقية عصابة الظل.
علي الصرّاف
عسكر الإخوان قوة ملموسة في السودان. إنهم ميليشيات لم يجر حلها بعد. كما أنهم قوة غير خفية داخل الجيش نفسه.
وعندما أسقط بيدهم وأصبح التغيير واقعا لا مفر منه، فقد اكتشفوا أن القوة المكشوفة التي يملكون، لا تملك من نفسها شيئا، وأنهم بحاجة إلى بدائل لها، تقبل الواقع، قبل أن تنقلب عليه.
القوة المكشوفة، بكل ما تعنيه من دبابات وطائرات ومدافع، ظهر أنها غير قابلة للاستخدام ضد الحراك الشعبي. ولئن كان الرئيس المخلوع يراهن على قدرتها على الترهيب، فإنها لم تعد قوة حقيقية عندما اجتاز الناس حاجز الخوف وأسقطوه. كما أنها لم تكن لتستطيع تشغيل المصانع ولا محطات الوقود، ولم تكف لتيسير الاحتياجات الأساسية للناس. النظام سقط في تلك اللحظة التي ظهرت فيها القوة العسكرية عاجزة عن حماية جدار متداع.
وفي بلد يقع تحت الأنظار في ما يتصل بالانتهاكات وجرائم الحرب، وكان رئيسه السابق نفسه مُلاحقا من جانب المحكمة الجنائية الدولية، فإن أي استخدام للقوة كان سيعود ليفتح الطريق سريعا لمحاكمة دولية يعرف المتورطون بالانتهاكات أنهم ليسوا محصّنين حيالها، الأمر الذي يجعل نقطة القوة فيهم هي ذاتها نقطة الضعف.
لقد اكتشفوا ذلك مبكرا. ولكنهم اكتشفوا من بعده أنهم يملكون ما هو أهم: الخدعة والوقت.
لقد حاول عسكر الإخوان في السودان، أن يتدبّروا نوعا من انقلاب أبيض، من أجل امتصاص النقمة. ضحوا بعمر حسن البشير وصحبه المقرّبين، إنما من أجل أن يحافظوا على دولته العميقة وبقية عصابة الظل.
لقد كانت تلك هي خدعتهم الأولى، فلما فشلت ضحوا بمن تدبر الخدعة: عوض بن عوف.
المراقب العام للإخوان في السودان، عوض الله حسن سيد أحمد، تبرأ سريعا من صاحبه البشير، وقدم جماعته كما لو أنها حركة تحرر، فندد بـ”سياسات النظام الفاشلة”. وقال إن الانقلاب الذي قاده عوض بن عوف “التفاف واضح على المطالب الحقيقية لجماهير الشعب السوداني”. أما جماعته فقالت إن “إعلان خلع رأس النظام خطوة كبيرة في طريق الإصلاح والتغيير”.
الخدعة ترقى إلى مصاف الفقه المقدس بالنسبة للإخوان المسلمين. فإذا ما سقط واحد منهم، فإنهم أول من يتخلى عنه. تلك هي سُنّة حسن البنا في الأصل. فيوم قامت مجموعة من العصابات التي دربها بنفسه باغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي (28 ديسمبر 1948)، وألقي القبض عليه، تبرأ منهم، قائلا “إنهم ليسوا إخوانا، ولا مسلمين”. فعل ذلك لكي يحمي التنظيم.
ما يحاوله عسكر الإخوان الآن هو أن يضمنوا للدولة العميقة ألا تذهب تصفيتها إلى أبعد من الحد الذي لا يعود بوسعها أن تنهض من جديد. ويريدون أن تكون لهم الكلمة العليا، ولو لفترة من الزمن، في تحديد كيف يتعيّن أن تمضي تصفية تركة نظام البشير.
الأموال الطائلة التي عُثر عليها في مقر إقامة البشير، وأقربائه، لم تكن إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد. فالجماعة التي استولت على مقدرات البلاد وثرواتها، وتحكمت بموارد شتى، وبيعت لها منشآت ومعامل ومزارع وشركات، تحولت إلى قوة اقتصادية جبارة تمتلك المليارات من الدولارات، ويحار زعماؤها اليوم كيف يمكنهم تهريبها إلى الخارج، أو إعادة تدويرها بحيث لا تطالها يد المصادرة. وكل ما يحتاجوه هو الوقت.
الذين لم يملكوا من القوة إلا ما لا نفع فيه، إنما يريدون أن يملكوا الوقت، ليملكوا القدرة على المماطلة والتسويف. ومن ثم ليملكوا القدرة على توفير المنافذ لمن يتعين أن يهربوا بما نهبوه، أو يوفروا لهم غطاء العفو والتسامح.
بعضهم ركب موجة التغيير، ولكنه حالما يأمن على نفسه من الاتهامات، وفّر لغيره السبيل. ومن واحد إلى آخر، تكون “الدولة العميقة” قد مكّنت لنفسها من جديد. تنحني للعاصفة، وتتلون حسبما تقتضي الظروف، وتلبس ثوب المسكنة.
وكل ما يحتاجونه بعد انطلاء الخدعة، هو الوقت. وهم على الوقت يصطبرون. ذلك جزء آخر من الفقه المقدس الذي جعلهم ينتظرون 80 عاما في مصر، و40 عاما في تونس، لكي يتغلغلوا في كل ركن، قبل أن يخرج التنين لينفث النار في الوجوه.
الإخوان، حزب أشبه بأفعى متعددة الرؤوس. إذا قُطع منه رأس، نبت في مكانه رأس جديد، وظل الذيل قادرا على توليد المزيد.
العرب اللندنية
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|