رغم ماقيل من نصائح وحقائق من بعض الصحافيين في لقاء البشير بالصحافيين إلا أن الحقيقة تبقى أن وجود إعلام حرة وصحافة حرة لايصب في مصلحة النظام لذا توئد حرية الصحافة وتصادر الصحف ويلاحق الصحافيون ويعتقلون ويشرد بعضهم لإلتماس مهن أخرى .عودة لحديث البشير الذي نسق له الصحفي الصادق الرزيقي كادر النظام الذي تم تمكينه من اتحاد الصحافيين هذا الإتحاد الذي اصبح مسخا مشوها يدين بولاءه للنظام في مفارقة واضحة وصريحه لدوره وأهدافه التي قام عليها .
هذا الحوار الذي خطط له الحزب الحاكم عبر الصادق الرزيقي الذي لايجد حرجا في التصدي لكل من يعارض النظام والذي يجتهد يوميا في حماسة بالغة لتبخيس ثورة الشعب السوداني والتقليل من شأنها ليجد الحظوة عند قيادته لم يكن الهدف منه رد الإعتبار للصحافة والصحافيين بقدر ما كان الهدف منه تلميع وجه النظام ورئيسه تحت شعار الإستماع للرأي الآخر وهو حديث كما هو معلوم ككل الأحاديث الفارغة التي ينتهى مفعولها بانتهاء الحدث حيث لا أثر له على أرض الواقع فقط لتحمل وسائل الإعلام أن الرئيس التقى بالصحافيين واستمع إليهم .
غير أن اللقاء أتاح للبعض من الصحافيين الشرفاء والموضوعيين من أنصار النظام أن يسمعوا الرئيس ماكان يجب أن يسمعه على مرأى ومسمع من الناس .حيث أن الواقع هو أن حرية الصحافة متاحة لكنها فقط فقط متاحة لكوادر النظام المقيدين كصحافيين كالرزيقي والهندي عزالدين ويوسف عبد المنان وغيرهم من الذين يبالغون في ولائهم للنظام متجاهلين لكل أساسيات واخلاقيات مهنة الصحافة إن كانوا يدركونها هم والذين يعملون في قنوات ومؤسسات إعلامية وصحفية تابعة للنظام أو خاضعة له أو مدعومة منه له باستثناء صحيفتين أوثلاث تصارع يوميا الإجراءات العقابية التي تحول بينها وبين الصدور فضلا عن ملاحقة صحافييها وكتاب أعمدتها الذين يقولون كلمة الحق .
ولعل مايستوجب الإشادة وجود صحافيين وإعلاميين وطنيين ممسكين على جمر مهنيتهم وانتمائهم للوطن وشعبه رغم التضييق عليهم من كل جانب بسبب استعصائهم على الإنحاء وفي مقدمتهم الزملاء في شبكة الصحافيين السودانيين الذي رفضوا الإنحناء والإبتزاز وأنتصروا لمهنتهم ومهنيتهم .كما يكون الشكر واجبا لبعض الصحافيين العقلاء الذين رغم خلفياتهم الفكرية التي ينطلق منها هذا النظام الفاسد إلا أنهم يتحرون الموضوعية في آرائهم ويلتزمون بالمهنية في ممارستهم اليومية أو تعليقاتهم في وسائل الإعلام رغم قربهم من النظام وبعدهم عن معارضيه.غير أن فضاء الحرية الواسع باتساع وسائل التواصل والإعلام الحر التي تقوم بدورها في نقل الحقائق والوقائع بصورة لحظية ومدهشة ستظل هي العدو الأول لكل الأنظمة القهرية ومنظومات الفساد وستظل هي الحاضنة النوعية الفاعلة والداعمة لكل دعاة الحرية والإنعتاق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة