(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});القارئ الكريم دعني اقف قليلا معك ..لنرى من هي حواء او "حوا" كما درج عند اهل السودان، وما هي قصة ديكها ..وعلاقته بالجيش السوداني.حواء امرأة بَرزة كما يقول الأعراب، اي تبرز للضيوف وتقوم بواجب اكرامهم واحسان وفادتهم. حواؤنا احدى "ميارم" كردفان ..حيث تشتهر نساء برزات في بوادي وارياف تلك الاصقاع..وعادة النساء البرزات ان يولين اهتماما بامر "السعية"..فهي التي تستر المضيف امام اضيافه ..لذا نجد هذا الصنف من النساء يحتاز على زريبة أغنام وقدر من الشياه والحملان..وبيتا لتربية الحمام ومثله للدجاج...حتى تكون مكونات اكرام الضيف في متناول اليد..ونلحظ انها متنوعة ..تحوطا لتنوع الاضياف ..فهنالك اضياف المدن ممن يتعففون عن تعاطي لحوم الاغنام ..فتبذل لهم لحوم الضأن..او البيض والحمام والدجاج..غير هذا فأن السعية تنتج الالبان والروب والسمن..حواؤنا قد اعتادت ان تكرم كثيرا من اضيافها بالدجاج وما ينتج من بيض...ربما تمَدْيُنَاََ منها او اقتصادا ..ايا كان السبب فالشاهد انها تهتم وتعتني بالدجاج ...يوما كان لها ديك يقوم بواجبه احسن قيام ..من آذان ومن وطء للدجاج لينتج الوفير من البيض للاكل او التفقيس زيادة ونماء لحظيرتها العامرة اصلا..اكراما لضيف ما او انها طمعت في ابداله بديك آخر اتصف واشتهر بالجمال وبسطة الحجم..فحلمت بان تكون دجاجاتها في المستقبل ملحمة وافرة الانتاج.اغتنت حواء ذلك الديك الحلم بديلا لديكها الذي قضى..ولكن سرعان ما قتلتها الحسرة .. فالديك الجميل ذا البسطة لا يؤذن لفجر ولا يطأ دجاجة..فصارت تحكي خيبتها فيه لكل من يلتقيها من صويحباتها " يا بت امي الديك طلع سماحة جمل الطين..داينت الله لا بعوعي لا بطلع جدادة"ولا مهمة للديوك غير ما اشارت اليه حوا في تحسرها ذاك الذي ذاع وعم القرى والحضر...لذا اصبح "ديك حوا" مضربا للمثل تعبيرا على "السماحة" من غير فائدة.وحال ديك حوا لا يشبه الا حال الجيش السوداني ..لم يفلح فيما انشئ من اجله كجيش حام للوطن وشعبه.. كما انه لم يفلح في اداء اي من المهام التي اعدته الانقاذ لها.هذا الجيش تدخل الاسلاميون جراحة واستئصالا لإخصائه..فضربوا منظومة الضبط والربط فيه..جُرِّد من الاقدمية والتراتبية التي تختص بها الجيوش ..كما انه سيس لاخمص قدميه..وزرعت فيه ادواء الرشا، المحسوبية والتجسس.بعد ان فعلوا به كل ذلك عافوه واوشكوا ان ينكروه.الرئيس المنتسب اليه لا يثق فيه..فلجأ للاستعاضة عنه بمليشيات قبلية هي ما تعرف بالجنجويد او الدعم السريع او قوات حميدتي..او كما يسميها الرئيس هازلا وهو في جده"قوات حمايتي" .في طرف آخر من الاطراف الحاكمة ..لم تثق الحركة الاسلامية في الجيش فاعتمدت على مليشياتها استعاضة بها عنه.وفي جهة ثالثة ..لم يثق مسئولوا الامن بهذا الجيش ..فلم يكتفوا بقوات امنية محدودة للقيام بدور الامن المعروف والمحدود..وانما بنوا جيشا بلواءاته وفرقه وكامل عدته وعتاده كجيش مواز ومقادر للجيش الرسمي..بهذا لم يبرز الجيش في اي دور من الادوار التي تطلع بها الجيوش...فهو لا يحمي الحدود ولا يحارب من اسموهم متمردين..وهو لا يحمي نفسه من تغولات الجيوش والمليشيات الاخرى..كما انه لا يحمي الوطن ولا شعبه من عسف القوات غير الرسمية... ولا يستطيع ان ينحاز لاي من الاطراف المصطرعة على السلطة!اليس هو ديك حوا الذي عجز حتى عن المعوعاة؟لو ان الجماهير تسورت القصر وانجزت ثورتها ..او استدعى الامر تدخلا دوليا...فان اول قرارات الوضع الانتقالي هو تسريح هذا الجيش...او قل فلنذبح "ديك حوا"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة